روايه تربصت بأعيني
المحتويات
ييسرها عليك يا حبيبي يارب وابقى طمني عليك أول بأول.
عيوني يا سوسو في حفظ الرحمن.
في حفظ الله يا نور عيوني.
ركب سيارته وأخذ يجول في المكان يبحث عن أي مكان للإقامة فقد اقترب الغروب وبعد بحث مطول لمح منزل كبير بعض الشيء يشبه الفنادق ...قديم ويحاوطه الأشجار من كل جانب..
وأخيرا وجد ضالته وقريبا جدا من مراده..
وجد الباب الخشبي الكبير مفتوح على مصرعيه..
ولج يتأمل المكان..
السلام عليكم .. حد هنا..!
المكان قديم لكنه نظيف وأثري جدا تقليدي ولا يحمل أي أثر للتطور .. جميع الأثاث خشب بني من أخشاب الأشجار دون طلاء..
الأرض خشبية لامعة..
وفي أحد الأركان مكتب طويل كمكاتب الإستقبال..
وشرفة في نهاية نفق يؤدي إلى أشجار الصنوبر..
إنت مين.!
الټفت بفزع ليجد فتاة بخصلات حمراء ثائرة تقف على عتبة الباب ويقف على كتفها بومة كبيرة الحجم بيضاء اللون.. وتملك أعين للمرة الأولى يراها بحياته....
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثاني ٢
حمحم بخشونة وقال وهو يبعد أنظاره عنها
تميم.
وبعدين! أعمل أيه يعني!
تعجب من نبرتها الحادة ونزاقتها في الحديث استغفر سرا وردد بهدوء
بصراحة أنا عندي شغل هنا في المنطقة والغروب هل وأنا مخلصتش ومحتاج مكان أقعد فيه فلقيت المكان ده أقدر أحجز أوضة هنا..
اسمك .. والبطاقة الشخصية.
رغم تعجب تميم من تلك الفتاة وطريقتها ووقاحتها إلا أنه قال وهو يمد يده يجذب هويته من محفظته
تميم حسين نعمان .. اتفضلي يا أبلة البطاقة..
رفعت رأسها وقلبت عينيها وهي تردد بسخرية وبرود
لم يعلق تميم وهو بقمة تعجبه من هجوم تلك الفتاة عليه .. أهذه طريقتها أم أنها متعمدة أن تفعل هذا!
وضعت مفتاح صغير بحدة بعض الشيء على المكتب وأتبعته بقولها
أوضة تسعة.....
ونادت وهي تتحرك للأعلى
فتحية ... فتحية..
أتت فتحية تتثاءب من الداخل
خير يا ست البنات..
قالت بلامبالاة وهي تشير نحوه بينما تصعد الدرج الداخلي
أفاقت فتحية ونظرت نحو تميم فغمرتها السعادة وهتفت مرحبة
أهلا أهلا يا فندم .. ربنا يزيد ويبارك..
شعر تميم أنه لربما قد سقط في بئر مجاذيب مابالهم غريبي الأطوار هكذا! ... أم أن هذا أثر البرية عليهم..!
أجلى صوته وقال بإحترام
قولت للأبلة إن محتاج مكان أقعد فيه يومين .. هي أخدت البيانات والبطاقة وأنا أخدت مفتاح الغرفة ممكن أعرف تكلفتها..
ابتسمت فتحية بإتساع وقالت بلباقة
كلها حاجات بسيطة يا فندم تقدر تدفع تكلفة يوم بيوم لو حابب أو أيامك كلها مع بعض مفيش مشكلة وهنقدم لحضرتك وجبة فطار وغدا ووجبة خفيفية للعشا..
تنهد تميم براحة وقال وهو يحمل حقيبته
شكرا جدا لحضرتك..
وصعد يبحث عن الغرفة ٩ والتي سيندلع منها جحيمه الأبدي..
ظل يسير في الرواق ذا الإضاءة الخاڤتة والهادىء هدوء ممېت..
المكان هادي ...دي حاجة كويسة علشان أقدر أجمع أفكاري..
خرج محروس من القبو وهو يمسح يده لتقابله فتحية بفرحة غامرة..
ضيف جديد يا معلم..
ابتسم ببهجة وهتف
خير وبركة .. على الأقل نقدر نكمل بيه العدد المطلوب.
وتسائل
لواحده.!
أيوا شاب لواحده..
غريبة!! إللي بيجي هنا بيبقى معاه صحبة أو على الأقل بنت..
ملناش دعوة بقاا يا معلم المهم المصلحة..
طب مقالش جاي ليه.
بيقول عنده شغل في المنطقة وبصراحة الست غفران هي إللي استقبلته وسجلته..
مش عارفة بتقابل الزباين بوش ناشف ليه كدا دا الراجل خاف منها..
ردد بفخر
دي طبيعة غفران مټخافيش هي عارفة شغلها كويس لازم تسيب بصمة على كل واحد كدا..
طب هنفذ عالطول ولا أيه..
لا اصبري شوية على ده .. لغاية ما أحل المشكلة مع جماعة الدباحين.
ظلت تسير ذهابا وإيابا في الغرفة دون تهاد ثم جلست وهي تتنفس مسرعة أمام حائط أبيض اللون أملس الملمس أمسكت حجر أسود صغير ثم أغمضت عينيها برطوش الحجر الأسود تطبع أشياء عشوائية مستخدمة موهبة لا تعلم من أين أتتها في كسر حاجز الملل الذي يقيدها في تلك الحياة..
وبعد ما يقرب النصف ساعة فرقت جفنيها على مهل لترى النتيجة..
لكن...!!!
فزعت وارتدت للخلف بوجل حين رأت عينيها ما لم يخطر لها على بال..
أليس هذا الشخص الذي رأته منذ قليل الذي يدعى تميم..
لماذا....!!!!
وكيف هذا..!!
ألأنه أخر شيء رأته ...لكن لم يحدث هذا من قبل..
بسرعة أمسكت بكوب الماء وأراقته فوقها ليهبط سائل أسود شوه معالمه..
أخذت تزيل ما وضعت بقطعة قماش ثم خرجت الشرفة وجذبت فرشاة ووعاء به طلاء أبيض ورجمت كل الأثر كعادتها..
مجرد صدفة لا أكتر يا
متابعة القراءة