روايه تربصت بأعيني
المحتويات
يعلمه..
انتهى من صلاته ليجدها تنظر له بشدة وتقول بلهفة
تميم أنا عايزة أصلي زيك .. علمني ممكن..
انتصب واقفا وسار نحوها لتطرق برأسها خجلا فمن بمثل عمرها يعلم كل هذه الأشياء وهي إلى الآن تجهل كل شيء عن دينها..
جلس بجانبها وأمسك يدها بحنان وقال
دا شيء أكيد يا غفران .. هعلمك كل حاجة..
بصي يا أميرتي قبل الصلاة وشرط علشان تكون صلاتك صحيحة لازم الوضوء والطهارة فهماني..
قفزت بحماس وهي تسحب يده وتقول
يلا يلا بينا يا تميم .. علمني..
ابتسم على حماسها وسار حتى وقف أمام حوض غسيل الوجه أوقفها أمامه ووقف خلفها وهو يفتح الصنبور ثم أمسك يدها يضعها تحت الماء وهو يقول بخفة كل لا تخجل من جهلها
أول حاجة نغسل الإيدين الحلوين دول كدا ونخلل الصوابع الجميلة دي..
وفعل كل شيء أمامها لتفعل مثله ثم أكمل يقول
وبعدين نغسل الدراع لغاية الكوع ونمسح الشعر الجميل ده كمان الودن إللي عايزة الأكل دي..
كانت تضحك بسعادة من مرحه وهي تشعر براحة عجيبة بينما قبل تميم رأسها وهو يكمل
وأخيرا نغسل الرجلين الصغيورة دي وكدا نبقى اتوضينا .. أيه رأيك سهل ولا صعب وحفظتي الترتيب..
لا سهل جدا وحفظت كمان أغسل إيدي وبعدين المضمضة وبعدين الإستنشاق وبعدين أغسل وشي وأمسح شعري وودني .. وأغسل إيدي للكوع ورجليا..
شوفت أنا شطورة إزاي وهسمع الكلام..
حملها يدور بها وقال
بارك الله فيك يا قطتي .. متأكد إنك هتبقي طالبة شطورة جدا ولك عندي هدية هتعجبك أوي..
قفزت بمرح وهي تشعر بالسعادة هذه للمرة الأولى تشعر أنها تحلق في السماء
ضحك على فضولها ثم قال وهو يبسط سجادة الصلاة
الأول نصلي وهديهالك..
علشان نصلي لازم تحفظي الفاتحة وفي البداية سورة من قصار الصور...
مستعدة تحفظي أول أيات القرآن..
رفرفت بأهدابها وصاحت بحماس
جدا جدا يلا يلا بسرعة..
بدأ تميم يردد آيات الفاتحة وغفران تردد خلفه بتركيز ثم تبعها بترديد سورة الإخلاص والمعوذتين لتدهشه غفران بسرعة حفظها وقبل أن يعيد للمرة الثالثة أخذت تتلوها هي عليه..
قال بتحفيز
ربنا يبارك فيك يا غفران ما شاء الله تبارك الرحمن متأكد إن ربنا هيمدك بعون كبير..
الأول إحنا عندنا خمس فروض في اليوم والليلة اليوم بيبدأ بصلاة الفجر وبتكون ركعتين وبعدين الظهر وبيكون أربع ركعات والعصر أربعة بردوه وبعدين المغرب تلاته والعشا أربعة..
وواحدة وواحدة هقولك عليها..
قالت بتصميم
لا لا قولي عليهم يلا .. عايزة أعرفهم من الأول كدا..
ابتسم لها وأخبرها
الفجر ليه ركعتين سنة قبله الظهر ليه أربعة قبله واتنين بعد الفرض والعصر مش ليه سنة مؤكدة المغرب ليه اتنين بعده والعشا ليها اتنين بعدها..
وبكدا يبقوا ١٢ ركعة والرسول بيقول إللي بيصلي ١٢ ركعة في اليوم والليلة ربنا بيبني ليه بيت في الجنة..
وخطوة بخطوة هتبدأي تلتزمي بيهم إن شاء الله وأنا معاك هعلمك كل حاجة..
كانت تستمع له بإنصات وفضول شديدان وقالت
طب يلا علمني أصلي إزاي..
بدأ يصلي أمامها بصوت مرتفع ويتأني لتحفظ كل شيء ويعلو صوته بدعاء السجود والركوع والتحيات التي أخذ يكررها لها إلى أن حفظتها..
نظر لها وقال
كدا عرفتيها ولا أكرر..
لا لا فهمت جدا وأعرف أصلي لواحدي خلاص..
ابتسم لها وأخبرها بهدوء
تعرفي وإنت بتصلي بتكوني في أي وضعية أقرب إلى الله.
تسائلت بإهتمام
إمتى
وإنت ساجدة علشان كدا الرسول بيقولنا أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء..
تقدري وإنت ساجدة تطلبي من ربنا أي حاجة وتدعيه بكل إللي بتتمنيه كمان عودي نفسك قبل ما تسلمي من الصلاة وبعد التحيات يكون لك دعوة لأن لك دعوة مجابة قبل الفراغ من الصلاة..
حركت رأسها بلهفة ليسحب الرداء الخاص بالصلاة الذي ابتاعه لها وقال
طبعا المرأة وهي بتصلي لازم تكون مستترة وساترة لكل العورة .. وجسد المرأة عورة كله معادا الوجه والكفين تقدري تلبسيه وتصلي وكدا تمام..
حركت رأسها وأخذت ترتديه فوق ملابسها ثم جمعت شعرها ووضعت غطاء الرأس ليقترب تميم ويقوم بلفه لها وإحكامه نظر لها بحب وقد زانها وزاد جمالها..
لثم جبهتها وهمس لها
جميلة يا غفران والحجاب بيزيدك جمال..
وقفت أمام المرآة مندهشة غير مصدقة ما تراه تشعر أنها ترى أخرى غيرها..
دارت حول نفسها بسعادة وأمسكت يد تميم قائلة بإمتنان
شكرا يا تميم .. بجد شكرا على كل حاجة..
قبل يدها وقال بأعين مليئة بالحب
مش أنا إللي لازم تشكريه يا غفران..
وأشار نحو سجادة الصلاة وقال
يلا اشكريه هو صاحب الفضل..
حركت رأسها وهي تسير حتى وقفت على سجادة الصلاة برهبة وشعور غريب لكنه جميل ينتابها وهي تستدرك أنها الآن بين يدي الرحمن..
رفعت
متابعة القراءة