روايه تربصت بأعيني

موقع أيام نيوز


كلامه ... دي مش أول مرة أشوف راجل..
بس أنا حاسه إن هو مختلف جدا..
وظلت تتحدث مع نفسها حتى فزعت عندما سمعت صوت طرق فوق الباب..
خبأت الأوراق أسفل الوسادة واعتدلت قائلة
ادخل..
دخلت فتحية وبيدها الإبرة المعتادة لتنفخ بضيق بصمت وبرود..
غرزتها فتحية غفران بتبرم
أنا مليت من الحقنة دي بجد بقالي عشرين سنة باخدها..

قالت فتحية
الله يشفيك يا ست غفران يا ست البنات...
وكالعادة بعد كل جرعة تشعر غفران أنها في ثوب أخرى .. تجري الحماسة والشرار بأعينها وتسيطر التيهة على عقلها .. حركت رأسها وهي تحاول تذكر ما جرى منذ قليل ... تميم ... تميم .. هو المسيطر على كيانها رغم الجرعة السامة التي جرت بعروقها..
صوته العذب في هذه الآيات .. ملامحه السمحة الحبيبة التي تحب أن تظل تنظر إليها .. الهالة المحيطة به ... تميم لا ينسى رغم أنف آلاف الجرعات..
تحدثت فتحية قائلة
أنا جهزت الغدا يلا علشان تنفذي .. المعلم محروس قال نخلص عليه النهاردة..
يدا قوية قبضت على قلبها .. وظلت تنظر من حولها بتشوش وتيهة ثم قامت مسحوبة الإرادة وارتدت فستان بلون عينيها يصل لفوق ركبتيها وأطلقت لخصلاتها الڼارية العنان وهبطت للأسفل..
نظرت للطعام نظرة غريبة مشوشة ثم فتحت درج خشبي وأخرجت بعض المواد ثم خلطتهم فوق بعضهم وأراقتهم في الطعام حتى اختفوا مع محتوياته..
في نفس الأثناء كان تميم يتحدث على الهاتف بمرح..
دورت يا سوسو كتير وبردوه ملقيتش حاجة..
طب هتفضل كدا كتير يا تميم..!
دعواتك وإن شاء الله ألاقيهم..
هي الأعشاب دي مهمة أووي كدا يا تيمو..
طبعا دي بتبقى لها دور كبير في علاج أمراض نفسية كتيرة والحالات إللي أنا بعالجها صعبة جدا وأنا واخدها تحدي زي ما إنت عارفة..
ربنا يقويك يارب يا حبيبي وينولك كل إللي في بالك قلبي راضي عنك يا تميم يا ابن بطني ودعواتي مش هتفارقك.. يارب ترجع لنا أنا وأختك سالم يارب وبخير إنت عارف ملناش غيرك بعد ربنا..
وأنا هحتاج أيه بعد رضاك عليا يا أمي ودعواتك إن شاء الله من أول النهار بكرا هدور كويس وأرجع عالطول..
متجهدش نفسك يا تيمو وخد بالك يا حبيبي..
حاضر يا أمي وإنت خدي بالك من نفسك ومن توتا..
قولي اتغديت يا تميم..
تقريبا هيبعتوا الأكل دلوقتي لأن دا الميعاد إللي قالوا عليه..
طيب يا ابني بالهنا على قلبك .. ربنا يحميك يا تيمو..
في حفظ الرحمن يا حبيب أمك..
مع ألف سلامة يا أمي لا إله إلا الله.
محمد رسول الله..
كانت الأم سوسن تشعر بقبضة على قلبها .. تشعر أن حديثه به نكهة الوداع..
توضأت وفردت سجادتها وبدأت بالصلاة والدعاء لولدها وفلذة كبدها بالحفظ والحماية والتوفيق..

طرق خفيف على غرفته .. قال وهو يضع المصحف على جانب ويرتب الأوراق وبعض الكتب المهمة..
اتفضل..
دارت مقبض الباب وولجت للغرفة بهدوء يسبق العاصفة..
الټفت تميم يرى من دخل فصعق من طلتها التي تغري الزهاد.. خفض أنظاره سريعا وهو يتعجب سرا من طريقة ملابسها .. فهل هي تتعمد ذلك.
ملبسها لا يتماشى أبدا مع البراءة التي تصرخ بها عينيها رغم شدتهم والشرر الذي يتطاير منهم والذي لا يعرف سببه..!
وضعت أمامه الطعام الذي به ستسطر النهاية..
ستقتل من تعلق به قلبها ومن أحبته دون أن تعلم..
ستقتله لتحصل على قلبه..!
نظر تميم للطعام وقال بإبتسامة لينة
شكرا .. جزاك الله خيرا يا آنسة غفران..
قول غفران وبس..
أماء رأسه بإيجاب فباغتته بسؤال جعله ينظر كالأبله
تميم .. إنت زي باقي الرجاله .. متجوز يعني بتحب بنت..
سعل تميم بشدة وهي مازالت تقف تنظر له ثابته متعجبة من ردة فعله..
هدأ تميم وهو يدرك بحسب خبرته في الطب النفسي أنها ليست متصنعة تلك طبيعتها التي يبدو أنها لا تعرف أي شيء عن ما وراء الغابة .. عن العالم الطبيعي..
تنفس بهدوء وأجابها بإبتسامة 
الجواز مش معناه الحب..
ممكن أتجوز علشان دي سنة الحياة وبعد كدا أحب زوجتي .. ودا اسمه جواز..
والحب حاجة مختلفة تماما بس جزء من الجواز..
الحب متعلقة بالقلب والروح..
تسائلت بتصميم وهي تتكأ أمامه على المنضدة
يعني إنت متجوز أو بتحب..
ابتسم تميم على طفولتها وقال
لا .. لا متجوز ولا بحب..
ابتسمت غفران بتيهة وقالت سرا
يعني كدا نقدر نحب بعض..
قال تميم بمرح
أقدر أكل بقاا..
آآآآه..
وغمس الملعقة في الطعام وشرع يتذوق السم المدسوس في العسل..
يتبع...
تربصت_بي_أعين_قاتلة
سارة_نيل
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الخامس ٥
رفع تميم الملعقة نحو فمه وعندما قاربها منه توقف قليلا ... ثم نمت بسمة غريبة على فمه ووضعها مرة أخرى تحت أنظار غفران التي تراقبه بإبتسامة عذبة معذبة..
تسائلت بهدوء وكأنها فعلا لا تعلم محتوى الطعام
مأكلتش ليه..
ابتسم تميم وقال بهدوء أكثر
افتكرت مكالمة لازم أعملها ضروري..
كررت بتعجب
مكالمة!!!
أيوا مكالمة .. يعني أكلم حد على الموبايل .. تعرفيه.
اسمع عنه .. ممكن تفرجني عليه..
قالتها بحماس طفولي .. فحرك تميم رأسه
 

تم نسخ الرابط