روايه تربصت بأعيني
المحتويات
والعون ويسر لي كل عسير يا أرحم الراحمين..
بسط سجادة الصلاة وأخذ يصلي ركعتان قضاء الحاجة بيقين وثقة وإلحاح على الله تعالى...
حين اشتدت ظلمة الليل قبيل الفجر الصادق سارت خائرة القوة حافية القدمين وثوبها الأسود يرفرف من حولها ... هبطت الدرج بهدوء مخيف مرتديه ثوب من طبقات الشيفون الأسود يصل لكعبيها بل ويجر خلفها..
وقفت في الردهة الواسعة تنظر حولها بصمت وواصلت السير حتى جاءت تخرج من المنزل لكن جذب انتباهها أصوات منخفضة بعض الشيء لكن استطاعت تميزيها..
إنه والدها وفتحية..
لكن لماذا إلى الآن مستيقظون..!
صدمة لم تكن أبدا بالحسبان...!!!!
يتبع...
تربصت_بي_أعين_قاتلة.
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل السابع ٧
كان حوارا قاسېا أفقد غفران الشعور بكل من حولها..
أنا شايفها متراخية وحنينة على الجدع ده شوية تقول أصله مختلف ومش زي إللي بيجوا هنا وشوية تقول حجج فارغة إن هو كان مشغول ومكالش..
رددت فتحية بتسائل
طب وهتعمل أيه معاها ومع الجدع ده..
قال بنبرة حادة حازمة
هي دي محتاجة كلام يا فتحية ... هفضل دايما مسيطر على غفران وهتعمل إللي أنا عايزه .. ما هي لو كانت ولد ولا حتى لو كانت زي مكونتش أضطريت لكدا.. لكن هي طالعة شبه أمها حنينة زيادة وقلبها رهيف .. مش هقولك مصيرها هيبقى شبه مصير أمها لكن هي هتفضل كدا تحت طوعي وهتفضل محپوسة هنا وتتعزل عن العالم وما فيه..
غفران أخدت كل حاجة من أمها حتى الخيبة إللي بيسموها طيبة..
لما جينا هنا وهي كانت معترضة على كل حاجة وعلى حياتها معايا وعن طريق الصدفة لما عرفت بشغلي واټصدمت وقال أيه .. صممت إنها تبلغ الشرطة..
بس على مين!!
قولت ارتاح منها ومن ناحية تانية استفاد..
أما غفران لو طبع أمها اتغلب على مفعول الحقن مش هخليها تشوف الشمس ...بس أنا مطمن علشان الجرعات إللي بتاخدها متخرش الميا..
عادت للخلف پصدمة وجسد متخازل وهي تجاهد لتبقى دون اڼهيار .. كلمات كثيرة تتداخل بعقلها وصور متداخله لجميع الشباب الذين كانوا ضحاېا لهذا المكان..
هي لا تعلم أي شيء..
دار العالم من حولها تشعر أن فوق رأسها جبل..
هرولت للخارج تركض بإضطراب تتعثر فتسقط ثم تنهض وتتعثر وهكذا..
كان ملار يركض خلفها حتى وصلت بأقدام دامية حيث تل بآخر الغابة..
سقطت أسفل شجرة وافرة الظلال تنتحب وهي تضع يديها فوق أذنها وتصرخ بشدة بينما جسدها ينتفض..
لا شيء .. هي لا شيء..
لا تاريخ .. ولا ذكريات .. ولا نسب .. ولا شخصية .. ولا هوية..
لا لا .. هي قاټلة..!!!.
قاټلة!!!
أهي من قټلت كل هؤلاء الأشخاص..!
نعم .. نعم..
كيف فعلت هذا .. هي لا تدري .. لا تشعر بشيء!!
شيء واحد فقط يتلبسها الضياع...
عندما رأها ملار بتلك الحالة كان يتمسح بها بفروه الكثيف ويصدر عنه زمجرات منخفضة في محاولة منه لمؤاساتها...!!
هتفت پضياع بلهجة متقطعة بالشهقات
ملار .. أنا وحشه يا ملار .. أنا معرفش أنا مين!!
ماما يا ملار .. أنا ليا أم..
أنا ليه لواحدي كدا هو أنا عايشه ولا مېته يا ملار..
كلهم مش بيحبوني..
أنا عملت حاجات كتيرة وحشة يا ملار..
تعرف أنا قټلت كام واحد..
أنا قاټلة يا ملار..!
بس مش عارفة أنا قټلتهم إزاي..
ثم صمتت تنظر للفراغ بفزع وهي تحتضن نفسها .. وفجأة قامت قائلة وهي تنظر لملار الذي يهمهم بانخفاض
أنا كمان لازم أمۏت كمان يا ملار زي ما قټلت الناس دي كلها .. أنا أصلا مليش حد في الدنيا دي غيرك إنت وبو .. محدش هيزعل عليا ولا هيفتكر غفران..
وسارت نحو قمة التل فأخذ ملار وكأنه يفهم ما تنوي يجذبها من ملابسها المتطايرة بواسطة فكيه محاولا إرجاعها..
لكن كانت تواصل سيرها بأعين غائبة وهي تهمس
لازم دا يحصل يا ملار .. أنا وحشه .. إنت ذئب بس عمرك ما قټلت حد .. لكن أنا ملوثة يا ملار..
وقفت على حافة التل نظرت لأسفل حيث الخړاب الذي سيبتلعها.. أغمضت أعينها تتنفس بعمق وهي تستحضر صورة تميم الذي رفضها وآثار البعد عنها..
إنها أحبته كما يقولون ...الأعراض التي تعانيها هي أعراض الحب..
سنواتها التي عاشتها والتي لا تعلم عددها لم تتذوق السعادة أو الفرح الذي يتحدث عنه الفلاسفة..
تنهدت بعمق وحزن وجاءت تمد قدمها نحو الهاوية تحت زمجرات ملار اللحوح..
لكن..
دوى هتاف قوي عال
غفران..
هذا الصوت تعلمه عن ظهر قلب..
أنه هو..
تميم...
ابتسمت بأعين مليئة بالدموع ومازالت على حالتها..
اعتدل تميم معاتبا
كدا بردوه يا غفران عايزة ټموتي كافرة.
كان جسدها مازال يرتجف فهمست بصوت منكسر
وهو أنا مسلمة من الأساس.!
ابتسم تميم ثم قال بتأكيد
طبعا يا غفران .. مسلمة بالفطرة..
اشاحت بنظراتها بعيدا ثم أكملت بخزي
إنت متعرفش حاجة .. أنا
متابعة القراءة