روايه وصمه ۏجع

موقع أيام نيوز


الهاتف منذ قليل.
نهض وخرج من المطبخ واتجه ناحية الباب ثم فتحه ليدخل آسر مباشرة ينادي يزيد يزيد يزن
بينما وقفت غصون تفرك يديها من التوتر عند باب المنزل نظر لها ياسر ثم قال ادخلي
دخلت غصون دون أن ترفع عينها فيه وتحركت خلف ياسر ببطء ثم وقفت فجأة عندما الټفت لها وأشار لها على مكان ما في الصالة الواسعة.. وقال بصرامة ممكن تقعدي هنا لحد اما ارجع محتاج اتكلم معاكي شوية قبل ماتستلمي الشغل

هزت رأسها بالموافقة واتجهت مباشرة ناحية المكان الذي أشار إليه.
دخل المطبخ وجد آسر يجلس على طاولة الطعام مبتسما للولدين بينما يقول يزيد خلاص ياعمو كل يوم هستناك زي ما وعدتنا 
رد آسر وهو يتناول قطعة الخبز من على الطاولة خلاص يابطل كل يوم هخلص شغل وآجي اقعد معاك كتير ونلعب سوا وتغلبني زي كل مرة
دلف ياسر قائلا لآسر أنت مش ربنا كرمك واشتغلت التزم بقى عشان تقف على رجلك
رد عليه آسر وهو يمضغ الطعامأنا لو عندي مليون شغلة مفيش حاجة تقدر تحوشني عن يزيد ويزن 
ابتسم ياسر لأخيه ثم سأله بحيرة أنت شايف إن غصون دي تؤتمن على الأولاد 
أجابه آسر بجدية أنت ربنا بيحبك يا ياسر عشان بعت البنت دي لأولادك.. دي جوهرة أقسم بالله وكمان بتحب الولاد أوي وانا شوفت ده بعيني اتطمن انت بس ومتشلش هم 
تنهد ياسر لايعلم أيصدق الجميع ام يصدق قلبه القلق والغير مطمئن.
نهض آسر يقبل الأولاد ويقول سلام ياحبايبي سلام ياياسر عشان رايح المطعم 
رد عليه ياسر بالسلامة ياآسر
اتجه آسر خارجا من المطبخ وقبل أن يخرج التف لأخيه متسائلا ياسر.. عملت إيه في الموضوع اللي قولت لك عليه
سأله ياسر بعدم فهم موضوع إيه
قال آسر بحماس موضوع الخطوبة يادكتور
ابتسم آسر وسأله بتحب البنت 
أجابه آسر بحيرة مش حب بالظبط بس فيه حاجة بتشدني.. بتلمس مشاعري
ابتسم ياسر لأخيه وقال أعتاب الحب ياآسر لو عايزها حدد ميعاد مع والدها وانا هآجي معاك نخطبها
شعر آسر بسعادة وقال متحرمش منك يا أحلى أخ ف الدنيا عقبال عندك أنت كمان اما تلين كده وتفكر
عبس وجه ياسر وقال احنا مش اتفقنا محدش يفتح الموضوع ده تاني.. شوف انت موضوعك وخد قرارك وانا معاك في اللي تعوزه 
عاد آسر وقبل رأس أخيه وقال ربنا يخليك ليا ياياسر ومش عايزك تزعل مني
ربت ياسر علي كتفه بحنان وقال يطمئنه مش زعلان ياحبيبي ربنا يسعدك.. وياللا عشان متتأخرش على شغلك 
تجلس بتوتر ورهبة غريبة لم تشعر بها من قبل رغم كل الصعاب التي مرت بها ولكنها اليوم في حالة توتر غريبة لا تعلم ماهيتها لا تعلم هل اتخذت القرار الصائب عندما وافقت ياسمين علي طلبها أم أخطأت لا تنكر أنها كانت على أتم الإستعداد لأي عمل يجلب لها مصدر رزق حلال إلا أن تعمل في منزل رجل أعزب وعلى الرغم أن ياسمين أخبرتها أنه دائما في عمله وعند عودته سينتهي يومها وتعود للمبيت في مسكنها ولكن مجرد قرب ذلك الرجل من المكان التي تتواجد فيه يوترها ويفقدها القدرة على النطق.. ترى أن له هيبة ورهبة منذ التقته أول مرة عندما أتى لفحص جرحها في منزل أخته وهي نفس المرة الذي أنقض على زوجها السابق مرغما إياه على طلاقها وكان هو السبب في تحريرها من ذلك السچن الذي عاشت فيه لسنوات.. منذ حينها وهو له منزلة خاصة لديها أجبرتها على احترامه ولكن جموده ونظراته اليابسة المضادة تماما لأخيه آسر جعلتها تخشاه دائما...علي عكس آسر الذي أصبح وجوده مصدر سعادة لها كالطفلين تماما وهذا نجح فيه آسر بجدارة وهو أن يشعرها أنها من ضمن عائلته بمزاحه الدائم معها بسؤاله الدائم عليها والإطمئنان عليها عبر الهاتف وعرضه دائما المساعدة إن احتاجت لشيء حتى اطمأنت له وشعرت
تصلي كل ركعة وتسجد شاكرة لله على العطاء بعد الحرمان وعلى النعم من حولها من مأوى يأويها وأسرة تساندها وعمل يجلب لها رزقا بعدما كانت تظن وهي خارجة من الدار التي تربت فيها أنها ستسكن الأرصفة وتتسول في الشوارع لتطعم نفسها تحمده كل ليلة على كرمه العظيم عليها وعلي الرغم من حرمانها عوضها بعوضه الجميل لا تنكر أنها كثيرا ماتبكي على حرمانها من أن تكون أما ولكن سرعان ما تنسى عندما ترى هذين الطفلين اللذان فقدا أمهما...وكأن الله وضع عوضه لهما في قلبها الذي تعلق بهما بطريقة چنونية وجعل قربهما بلسما لها على چرح حرمانها الأبدي وكان هذا هو السبب الرئيسي في موافقتها على طلب ياسمين أنها تحتاجهم كما يحتاجونها تماما.
لم تشعر بدخول آسر عليها في تلك اللحظة ولم تنتبه إليه إلا بعد أن حدثها قائلا مالك ياغصون..
 

تم نسخ الرابط