رواية شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


وصلت حياة إلى المبنى السكني الذي تعيش فيه.
عندما دخلت المبنى رأت الفتاة الصغيرة مرة أخرى وأختها تلعب معها فابتسمت وقالت بمرح سلامو عليكو
حيا الاثنان معا و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ابتسمت عينا حياة على منظر الفتاتين الجميلتين وتساءلت بنبرة رقيقة اخباركم ايه!!
ردت الفتاة الكبيرة بأدب الحمدلله
سألت الفتاة الصغيرة ببراءة حضرتك هتسافري تاني

نظرت حياة إلى الحقيبة التي كانت تحملها بضيق فهي قررت العودة إلى شقة بدر مرة أخرى لا يوجد باليد حيلة سيبقى وراءها في أي مكان ستذهب إليه إذن لا داعي إلى إنفاق أموالها في الفنادق ثم نظرت إلى الفتاة وأجابت بأول حجة خطرت ببالها لا انا كنت بجيب شوية حاجات ليا وطالعة علي فوق
واصلت حديثها بعد أن نظرت من زاوية عينها إلى بدر الذي كان يقف بصمت بجانبها ممكن اسألكم سؤال صغير واللي هتجاوب عليه ليها عندي شيكولاته كبيرة
تحمست الأختان وقالوا في نفس واحد موافقين
رمشت حياة بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تسأل فيما كانت تفكر فيه طوال الطريق إلى هنا جدو معندوش أي صورة لأستاذ بدر .. اصل انا ماشوفتوش ولا فاكرة شكله عشان لما ابقي اشوفه اعرفه علي طول
أعطاها بدر نظرة ساخرة وهز رأسه يمينا ويسارا دون رضا وهو يدحرج عينيه بملل.
يبدو أنها ما زالت لا تصدقه في حين رأت عبوسه لكنها تجاهلته.
رفعت الأخت الكبرى يدها وأجابت بحماس لأنها ستحصل بسهولة على مكافأة لذيذة دون عناء انا عندي صورة لعمو بدر علي تليفوني
اتسعت عيناها بدهشة من كلام الفتاة وقالت بشك بتكلمي بجد!!
أشارت الفتاة برأسها بقوة و ردت بصدق اه والله خلاني اتصور معاه قدام عربيته الجديدة لما اشتراها
أومأت لها حياة بفهم قائلة بحماسة زائفة ودت بها إخفاء توترها الذي تفاقم بداخلها مما هو قادم ماشي وريهالي
عندما نظرت إلى الصورة على الشاشة الصغيرة أمامها شعرت كما لو أن ماء باردا قد سكب عليها بغفلة منها.
كيف يحدث ذلك فأمامها صورة مصغرة للشخص الذي ظهر لها من العدم و من دون العالم كله يقف بجانبها بنفس العيون السوداء بنظراتها الثاقبة والابتسامة الجانبية الصغيرة التي تزين شفتيه وكذلك اللحية المهذبة على جانبى فكه و بشعره الداكن.
شعرت حياة بجفاف في حلقها وضيق كأن أحدهم أمسك برقبتها قاصدا أن ېخنقها بشدة فأصبحت تتنفس بلهاث لكنها حاولت جاهدة السيطرة على نفسها بأقصى طاقتها لكي لا تفزع الصغيرتين منها ابتسامة صغيرة على شفتيها قائلة بخفوت ممكن اسيب الشنطة دي هنا .. افتكرت حاجة هجيبها واجي
خرجت حياة بسرعة من المبنى سارت بخطوات سريعة أشبه بالركض متحدثة إلى نفسها بصوت هامس مش معقول!!
بدر عز الدين بدر 
33 عام
محامي ولديه مكتب محاماة ورثه عن والده 
متزوج منذ عامين
ناجح في عمله دافئ القلب وحنون.
كل ما كان يسعى إليه
 

تم نسخ الرابط