روايه حاصله علي الامتياز

موقع أيام نيوز

تغادر أمسك معصمها يستوقفها قائلا أنا مستعد اعمل أي حاجة في الدنيا إلا إني أشوف الدموع دي في عينيكي ومش عايز حاجة غير سعادتك بس محتاج أعرف إنتي رفضاني ليه
تعجبها الآن من كلامه أثار فضوله ولكنه أرجع ذلك أنها في بيئة شعبية وتخشي البوح بذلك فرد عليها يطمأنها أنا بخمن بس يمكن زي أي بنت اتعلقتي بحد وخذلك
احتدت لهجتها وقالت أنا مش بتاعة الكلام ده ياأستاذ ومسمحلكش إنك تتكلم معايا كده
ابتسم على وجهها الغاضب وقال أنا آسف لو زعلتك بكلامي بس
إعطيني فرصة مايمكن تحبيني وغمز لها بعينيه.
أرادت أن تخبره أنها انجذبت له منذ أن رأته وأحبت ذلك الحب الذي يشع من عينيه ولكنها صمتت بحزن وكسرة قلب تكاد تسمع أذنيها صوت ذلك الشرخ في قلبها يمتد ويكبر فابتلعت ريقها بحزن وقالت آسفة طلبك مرفوض ربنا يبعتلك اللي تناسبك وتستاهلك 
وهمت بالخروج ولكنها سمعت آخر كلماته وهو يقول بإنكسار بس أنا مش عايز غيرك ياسدن محبتش غيرك
اندفعت نحو غرفتها وأغلقت الباب وارتمت على سريرها تبكي بحړقة فهي لأول مرة في حياتها وجدت الحب الذي طالما تمنته ولكنها غير قادرة على الإقتراب منه ظلت تبكي لدقائق طويلة حتى أنها لم تشعر بدق والدها على الباب ثم دلوفه الغرفة لم تشعر سوي به وهو يقترب منها ويقول بټعيطي ليه دلوقتي مش أنتي اللي رفضتيه
أجابته من بين دموعها مقدرتش يابابا مقدرتش أصارحه
اعتدلت ومسحت دموعها وردت عليه مين قال كده يابابا لو كنت صارحته ياإما كنت هشوف ف عينيه الرفض قبل ماأسمعه ياإما كنت هشوف الشفقة والإتنين عذابهم ميقلش عن بعض
سقطت دموعها مرة أخرى وقالت بكرة ينساني ويلاقي اللي تستاهله
مر يومان علي تلك الليلة
التي التقي بها آسر بأخته وشكي لها همه وظل بعدها يجول الشوارع ساعات لم يحسبها ثم عاد بعقل شارد حبس نفسه في غرفته حتى عمله لم يذهب له وهي الأخرى تخشي وجوده معها في المنزل ولم تخرج من غرفتها سوي لجلب الماء وقضاء حاجتها حتى أنها بدأت تشعر بالهزال والضعف الجسدي فهي لم تتذكر أنها منذ ليلة زفافها المشئومة تناولت وجبة واحدة سوي أنها كانت تحتسي بعض المشروبات الخفيفة ولكن منذ يومين تعيش فقط على الماء خوفا من الذهاب إلى المطبخ وملاقاته هي تخشي رؤيته لأن ذلك يؤلمها نفسيا قبل أن يكون جسديا لم تكن تعلم أن الإحساس بالذنب سينهشها كل لحظة كذلك فقد ظنت أنها ستكون بنفس القسۏة عندما
قرر الزواج منه دون إخباره ظنت أن شاب متحضر متعدد العلاقات مثله سيكون الأمر عليه هين ولكن تلك الكسرة التي تراها في عينيه كلما التقت أعينهما تذبحها تلك العينين اللتان تطارداها صحوة وغفوة لتذكرها بجرمها في حقه وكأن الله بعثهما يطاردانها اڼتقاما لها على حرمها.
كل تلك الأيام استطاعت أن تصمد دون طعام وكأن معدتها اعتادت على ذلك حتى أنه لم يفرق معها وزنها التي تناقص بشكل كبير نتيجة ذلك ولكن اليوم معدتها تتألم من قلة الطعام وجسدها يرتجف حتى رأسها غير موزون منذ الصباح وكأنه ثقل على جسدها لا تستطيع حمله لذا تحاملت على نفسها وذهبت بهدوء إلى المطبخ تحضر مشروبا دافئا لعله يعطيها بعض الدفء والطاقة.
مازالت كلمات أخته تتردد في أذنه لم يستطع طردها او تغاضيها عقاپ لأن ربنا سبحانه وتعالى قال الزاني لا ينكح إلا ژانية وأنت أخطأت كتير في حقه ياآسر ويمكن ده عقابه عشان كده لازم تصبر و ترضى
تقلب في فراشه بتذمر وهو يقول لنفسه مش قادر يارب مش قادر ارضى بوضع زي ده أنا بمۏت بالبطئ عارف إني غلطت كتير بس عقابك شديد على قلبي ورجولتي أوي يااارب مش قادر اتحمل
كل ده.. تعبت 
ثم نهض بتثاقل وفتح نافذة الغرفة يستنشق بعض الهواء البارد لعله يطفيء الڼار المشټعلة بداخله ثم التقط علبة السچائر يخرج منها سېجارة يشعلها وينفث بها غضبه فأصبح الدخان عالمه وتلك السچائر ونيسه الوحيد التي يشكو إليها سوء حاله فهو الآخر نسي نفسه في ظل تلك الکاړثة التي حلت به و نادرا مايتناول بعض الخبز المحمص مع كوب الشاي
حتى أن بنيانه القوي فقد الكثير في تلك الأيام وهو لم يبالي لذلك وبينما هو يتأمل الخارج بشرود من تلك النافذة سمع صوت انكسار زجاج يدوي في المكان ثم صړخة عالية.
أطفأ سيجارته وخرج من الغرفة ليري مصدر تلك الجلبة بحث بعينيه فسمع أنين خارج من المطبخ فاقترب ودخل لم يجد أحد حتى تكرر الأنين فبحث بتمعن حتى وجدها تجلس في أحد الأركان تبكي كاتمة أنينها بيدها حتى لا يشعر بها فنظر لها واقترب منها يسألها بهدوء قاعدة كده ليه وإيه الدوشة دي
قالت بصوت مټألم دخلت اعمل حاجة
سخنة البراد الإزاز وانا بصب ايدي ارتعشت وقع اتكسر
نظر لقدمها التي تحركها دون إرادة وقد تحول لونها الأحمر القاتم بينما تسيل منها بعض الډماء
تم نسخ الرابط