روايه مع وقف التنفيذ
المحتويات
تدخل عليه مسرعة وهى تقول
عمرو عمرو يالا تعإلى افتح الباب بسرعة
قال بسرعة وهو يتوجه للمطبخ
روحى افتحيلهم على ما اضربلى كام سندوشت على السريع كده
قالت بخجل
لا يا سيدى افتح انت انا مكسوفة
هز رأسه نفيا وقال
يعنى اموت من الجوع علشان سيادتك مكسوفة أمشى يا بت افتحى الباب
مضت الأيام المتبقية سريعا وعاد الطير إلى عشه القديم تهفو نفسه إلى الأهل والأحباب فتحت أم فارس ذراعيها وهى تعانق ولدها الذى ألقى
وحشتينى أوى يا أمى
قاطعته دنيا من خلفه وهى تقول بترم
أنا هفضل واقفة كده كتير
أفسحت لها أم فارس الطريق للدخول وهمت بمعنقتها هى الأخرى مرحبة بها ولكن دنيا اكتفت بمصافحتها ببرود وهى تقول
أغلق فارس الباب خلفه واستدار لوالدته يعانقها مرة أخرى ويسأل عن حالها وصحتها بينما نهضت دنيا واقفة بحنق وهى تقول
طب هدخل أنا اريح شويه من السفر
ألتفتت لها والدته وهى تقول بابتسامة كبيرة
وماله يا حبيبتى ارتاحى انت على اعملكوا غدى هتاكلى صوابعك وراه
نظرت لها دنيا ببرود وقالت
نهضت أم فارس واقتربت منها وربتت على ظهرها وهى تقول بود
متعبش نفسى أيه.. أنت زى بنتى .. قوليلى بس تحبى تاكلى أيه وانا هعملهولك
أبتعدت عنها واتجهت لغرفتها وهى تقول بتثاقل
مفتكرش بتعرفى تطبخى الحاجات اللى بحبها
وقبل أن تدير مقبض حجرتها سمعت صوته الهادر وهو يستوقفها پغضب قائلا
ألتفتت إليه لتجد الشرر يتطاير من عينيه وقال بقسۏة
لما ماما تكلمك تردى عليها كويس
أنكمشت مكانها واستدارت إليه والدته وقالت على الفور
مفيش حاجة يابنى .. مقالتش حاجة غلط ...خلاص سيبها على راحتها
والتفتت إليها قائلة
ادخلى ارتاحى يابنتى
أسرعت دنيا بالدخول إلى غرفتها متفادية النظر إليه فانحنى وقبل يد
والدته وقال معتذرا
متزعليش يا ماما حقك عليا
ربتت على ظهره وهى تقول مبتسمة
أعذرها يابنى هى لسه مش متعوده عليا .. بكره لما تاخد عليا وتعرفنى كويس هتعرف انى أمها التانية مش حماتها زى ماهى فاكرة ..وانا بكره ان شاء الله هعزم الست والدتها تتغدى معانا هنا علشان تعرف اننا عيلة واحدة وانى زى أمها .
قبل رأسها وهو يقول
تركها واستدار إلى حقيبته الصغيرة وأخرج منها هاتف محمول صغير باللون الوردى وأعطاه لها قائلا
ماما ممكن تدى ده ل مهرة ..هو فيه الخط بتاعه
نظرت والدته إلى الهاتف ثم نظرت إليه متسائلة
جايبلها تليفون ليه
قال بحرج
يعنى حبيت ارفع روحها المعنوية شوية.. أكيد هتفرح بيه
ثم تابع بارتباك
مش كده برضة ولا انا غلطان
أخذت منه الهاتف وأومأت برأسها وقالت ببطء
بعد الشړ عنك من الغلط يابنى .. خلاص انا هديهولها ..أنا طالعالهم دلوقتى .. أدخل انت ارتاح مع عروستك ..بس انا هقولها انه هدية مني انا .. أتفقنا
ابتسم وقال بحرج
مش هتفرق يا ماما.. أنا وانت واحد .. المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شوية
نظرت مهرة إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلا ثم أعادته إلى أم فارس قائلة
أنا آسفه يا طنط .. أنا مش عاوزه حاجة
هتفت والدتها معاتبة
ليه يابنتى ده هدية من خالتك ام فارس .. حد يرد الهدية
ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه انها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء
أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه.. كده برضة ترفضتى هديتى
نظرت لها مهرة نظرة طويلة وقالت بشرود
عمرى ما رفضت هدية من ...من حضرتك .. وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
أقتربت منها أم فارس وأحاطت كتفها بذراعها وربتت على يدها الأخرى وقبلتها على وجنتها وقالت بتعاطف
تصدقى انك كبرتى فعلا ..بس لو ليا غلاوة عندك خديه
ثم همست فى أذنها
يا عبيطة بقولك ده هديتى انا .. ولا انا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوة فى قلبك
قفزت
دمعة من عينها فمسحتها سريعا وهى تقول
متقوليش كده يا طنط ده انت اللى مربيانى
وضعته أم فارس فى يدها وهى تضغط على يدها برفق قائلة
خلاص يبقى تاخديه من سكات
قبضت عليه فى يدها وهى تقول
متشكرة أوى يا طنط ربنا يخليكى ليا
ابتسمت أمها بينما قبلتها أم فارس ثانية وقالت متسائلة
أخبار التنسيق أيه
نظرت مهرة أمامها
وقالت بجدية
لسه النتيجة بتاعته مطلعتش .. بس عموما مش هتفرق .. أى حاجة هتيجى هتعب واذاكر فيها لحد ما ابقى حاجة كبيرة أوى .. أنا دلوقتى ميهمنيش غير مستقبلى وبس.. هو ده اللى هينفعنى مش أى حاجة تانية
عزمت على نسيان ماضيها وحاولت أن تقتلعه من حياتها ولا تفكر سوى فى مستقبلها وفقط ولكن هذه هى طريقة تفكير الحالمون فقط فالحالمون فقط هم من يعتقدون أن الانسان من الممكن أن ينفصل عن ماضيه وظروفه و بيئته التى كونت شخصيته وأصبحت جزء من تكوينه وبنيانه بل أصبحت جزء لا يتجزء من
متابعة القراءة