روايه خيوط العنكبوت

موقع أيام نيوز

يشعر بالعجز وهو داخل سيارته لم يستطع التحكم بها لكي تقف تماما شرد عدة ثواني يستجمع بها شتات نفسه ليقوده تفكيره في الاتصال ب ريان الذي اجابه على الفور لتجحظ عين الاخير في صدمة بعدما سرد له سليم المأذر الذي هو فيه الآن ويبدو بأن فرامل السيارة لا يعمل وهذه ليست بصدفة أنما هي بفعل فاعل والفاعل ليس إلا التي تحاول الخلاص منه. 
أنطلق ريان يستقل سيارته ويلحق به في سرعة چنونية وهو يهتف قائلا عليها أن يتحكم في توتره ولا يخشى القادم ويجب أن يتبع تعليماته وأنه يقود سيارته في طريق خاوي من المارة استطاع سليم التماسك وانطلق يكمل قيادة سيارته متوجها بها إلى الطريق الصحراوي ينفذ ما قاله ريان لعله ينقذ نفسه من الهلاك المحاط به فحياته الان في خطړ وليست حياته فقط فأذا حدث شيء له ستنتهي العائلة وټنهار واحدا تلو الآخر لذلك عليه الصمود. 
ازدر ريقه وحبات العرق تتساقط من جبينه بتوتر حاول كبح ما يشعر به ورأ لمحات تميض بعقله منذ أن التقى ب حياة وكيف كانت فتاة قوية جادة وعندما صرح له بحبه وبكل ما دفنه في حياته من أسرار اباح لها هي وحدها لاحت ابتسامة طفيفة أعلى ثغره وهو يتذكر اليوم ذاك وكيف نمى بينهما الحب الخفي الذي كان يغفلان عنه تشبث بعجلة القيادة وسلك الطريق الخاوي ليجد سيارة تأتي بسرعة فائقة تلحق به علم بأنها خاصة ب الضابط ريان تخطاه بسبب سرعته ويريد ان يصطدم به لكي تقف سيارة سليم وظل يحاول من الجهة الأخرى وهو ېصرخ على سليم بأن يترك قدمة من أعلى الفرامل لكي تهدأ سرعة السيارة ويحاول الاصطدام ان يوقفها دون أن تنقلب وينتهي كل شيء
كان سليم بعالم أخر لا يرا الا وجه حياة ووجه والدته وشقيقه وهم ينظرون له والدموع تنسال من عيونهم ويسمع صوت صراخاتهم تنادي بأسمه. 
همس بصوت عال والدموع تنهمر على وجنتيه دون توقف يناجي ربه وېصرخ بأعلى طبقات صوته المبحوح 
ياااا رب ياااارب لسانه لم يكف عن المناجاه التضرع يطلب العون والمدد من الله سبحانه وتعالى الذي لا يغفل ولا ينام عن عباده الرحيم بنا العطوف الجليل بعظمته تتفتح كل الدروب المغلقة بقوته وجلال وجهه الكريم العالم بعباده القريب فهو أقرب إلينا من حبل الوريد. 
ظل يحارب ريان في الاصطدام ويعافر پجنون إلى أن توقفت سيارة سليم فجأة ترجل ريان من سيارته بخطوات راكضة فتح الباب ليخرج سليم من سيارته التي على وشك الانفجار 
وركض به ليعود إلى سيارته اجلس سليم الذي كان لا يشعر بكل من حوله وكأنه مغيب تماما عن الواقع واستقل ريان خلف الوقود ليعود بسيارته للخلف ويبتعد عن سيارة سليم الذي أحدثث انفجارا مروعا واحترق كل شيء في ثواني معدودة.. 
تنفس ريان الصعداء ونظر لسليم بلهفة متسألا 
أنت كويس 
طالعه سليم بنظرات غامضة وهز رأسه في إيماءة خفيفة 
عاد ريان يردف قائلا
تحب نطلع على المستشفى نطمن عليك 
أجابه سليم بهدوء 
لا أنا كويس أطلع على مكان حياة 
هاتف زين وهو في طريقه اليهم ليخبره الأخير انها ما زالت جالسة على رصيف الطريق وهو يتابعها في خلسة. 
الصغيرتين لتبعث الراحة والهدوء داخله تحتويه بمقلتيها النضرة وتغدقه من عبير روحها فهو مشتاق للمستها الساحرة التي تبث له الأمان فرغم كونه الشاب الثلاثيني الجبل الذي لا يهتز مهما أهتزت الأرض من حوله القوة الصامدة على مواجهة الصعاب والمشقات وحده إلا أنه بحاجة لروحها التي تسكنه قطعة من قلبه وروحه معلقة بروحها نصفه الآخر عالمه الأمن الذي لا يريد أن يبتعد عنه حصونه المنيعة لن يسمح لتلك الشروخ أن تحدث فجوة بينهم وتقضي عليهم سيلملم چروحها بروحه ويخفي الندوب الذي سببها إياها لن يترك الماضي بأن يتحكم في حاضره ومستقبله لن يدع الماضي أن ينتصر عليه. 
و إن سألوك عن عشق الروح قل 
أن تشعر أنك تتنفسه و أنت لا تراه
و أن تراه .و أنت بعيدا جدا عنه
أن تغمرك رائحة عطره و هو ليس بقربك
أن تشعر بدفئ ذراعيه كلما زاد شوقك له 
أن تختلط. روحك بروحه كلما هب نسيم عشقه
أن تشعر بخفقان قلبه دون أن تلمس يديه
فمن يتقن إحتواء الروح
يبقى .بالروح حاضرا في عز الغياب..
تقدم هو بخطوات متلهفة وخفقان قلبه تزداد ټضرب صدره بصخب يكاد قلبه يخرج من بين

أضلعه ليتحرر ويلتقي بمن عشقه. 
دنا منها وجلس على ركبتيه أمامها أصبح قريبا منها وركبتيه ملتصقه بركبتيها وعينيه تطالع عينيها بشغف واحتواء كان العيون تتعانق مثل الأرواح في نظرات صامتة أغلب من أي حديث يقال وذراعيه تطوقها كأنما يطوق الأزهار رائحته الملاصقه لارواقها في عبيرها الفواح لم تصدق حياة أنها داخل احضانه ټشتم رائحته يغدقها من بلسم روحه يروي ظمأ غيابه وبعده عنها تلك الليالي التي قضتهم بائسة بين جدران غرفتها حبيسة شريدة تنتظر فارسها الذي يحررها من القيود والاغلال المکبلة بايديها وارجلها
تم نسخ الرابط