روايه أمره العقاپ
المحتويات
لن تتمكن من إنجاب الأطفال له ورغم اختلاف أشكال العلاج التي تلقتها حتى تتمكن من الإنجاب لكن كانت النتائج سلبية بكل مرة بالتأكيد أنها ودت لو أنجبت طفل حتى يحمل اسم إمبراطورية الشافعي الكبيرة وتصبح هي الآمرة والناهية في كل شيء حتى من تتمكن كسر أنف تلك المتعجرفة أسمهان فلو أنجبت ولي العهد المنتظر لكانت الآن ستكون السلطانة الكبيرة لقصر الشافعي ولكن ظهرت تلك المعضلة دون أي حسبان وسړقت منها عرشها لتتربع هي فوقه بمجرد انجابها لطفلة تافهة وهي الآن تفكر بالحال الذي سيؤول إليه وضعها إذا أنجبت له ولي العهد ! لكنها لن تسمح بهذا حتى لو اضطرت للتخلص نهائيا منها
شعرت بلمسته الدافئة على شعرها ثم جلس بجوارها وهي توليه ظهرها ويهمس في حب
_ مالك ياحبيبتي
بكت ولم يكن بكاءا مزيفا بل ربما لأول مرة تبكي من أعماقها لكن السؤال هنا ما السبب الخفي وراء بكائها !
ضيق عيناه بدهشة عند سماعه بكائها وأدارها ناحيته فورا ثم قال باهتمام
ليه يافريدة !
تنفست الصعداء وتمالكت نفسها من البكاء قليلا لتهتف بنفس عاجزة
_ اتجوز ياعدنان اسمع كلام مامتك واتجوز
استغرق لحظات طويلة يستوعب ما سمعه للتو منها ليبتسم باستنكار ثم يهتف بنبرة قوية
_ اتجوز !!!!
_ أيوة وأنا بنفسي بقولك اتجوز ده حقك طالما أنا مش هقدر اجبلك الطفل اللي نفسك فيه و
صاح بها بعصبية
_ أنا عندي استعداد إننا نصبر لعشر سنين قدام كمان لغاية ما ربنا يكرمنا بالطفل اللي بنتمناه لكن إنتي معنكديش أمل يافريدة وبتدوري على الحل الأسهل واللي أنا لا يمكن اوافق بيه
تمتمت بصوت مبحوح وهي تمسك بيديه
_ احنا لينا سنين بنحاول ومفيش فايدة ومتحاولش تقولي إن موضوع الأطفال مش فارق معاك أنا عارفة وحاسة إزاي أنت نفسك في طفل يشيل اس
ثم انتصب في وقفته واستدار وغادر الغرفة ليتركها تتخبط قهرا وغيظا تتوعد لتلك الشيطانة أسمهان المتسببة بكل شيء وبالوضع الذي هي فيه الآن !!
عودة للوقت الحاضر
استفاقت من ذكرياتها وقد احتدم
________________________________________
في صباح اليوم التالي بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة
يسير طفل في العاشرة من عمره يحمل أكياس بها أصناف مختلفة من الخضار ومستلزمات المنزل وكل خطوتين ينزل الاكياس على الأرض حتى يريح عضلات يه من ثقلها وإذا به فجأة يشعر بكف ينزل على عنقه من الخلف فينتفض واقفا ثم يلتفت لها ويقول پغضب
_ متضربيش مش كفاية شايلك الأكياس بتاعتك
جذبته من ملابسه وانحنت عليه تهتف بنظرة خبيثة وابتسامة عريضة
_ هتشيل وأنت ساكت ولا اڤضحك واروح اقول لعمي مدحت أن أنت اللي سړقت كيس السكر
زفر پغضب وقال مغلوبا على أمره وهو ينحنى ليحمل الأكياس مرة أخرى
_ هشيل بس متضربيش
ضحكت وقالت بمرح
_ أنا برضوا بقول هو مفيش غير الواد ميدو في الحارة
دي كلها حبيبي يعني قولي كدا أنا من غيرك كنت هلاقي مين يشلي الطلبات
صاح بعصبية وهو يشير بعيناه على قرنائه اللذين يلهون ويلعبون من حولهم
_ ماهو العيال كتير ولا هو مفيش غيري
ضړبت على رأسه بخفة وهي تهتف مستكملة مزاحها
_ يالا ياعبيط دول أطفال أبرياء لكن أنت مش طفل ومتكترش في الكلام معايا احسن الف وارجع لعمي مدحت
_ خلاص ياعم
وصلت أمام باب بنايتها الصغيرة المكونة من طابقين تسكن هي وجدتها العاجزة بالطابق الثاني وجارتها الست سميحة بالطابق الأول
سمعت صوت جارتها الفضولية التي تطل من نافذة منزلها
_ يامهرة
التفتت لها بجسدها كاملا ثم أشارت للفتى الصغير أن يترك الأكياس ويذهب اقتربت من نافذتها ووقفت أمامها تقول بلهجة
كوميدية
_ نعم ياخالة سميحة
نظرت سميحة لشعر مهرة الناعم والذي يعطي لونا بنيا بعض الشيء وترفعه بذيل حصان ثم قالت
_ بتحطي إيه لشعرك ده أنا شعري جربت فيه كل حاجة ومفيش فايدة
انحنت برأسها عليها وهمست في جدية ظنتها حقيقية
_ اقولك على الحل
هتفت بنظرات متشوقة ومتحمسة
_ قولي
_احلقيه وسبيه ينبت من أول جديد
ألقت
متابعة القراءة