روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

كفه ليأخذه مرة أخرى ثم يتجه نحو مكتب نشأت ويدخل بعد أن وضع العقد في جيب سترته 
عودة للوقت الحاضر 
استيقظ من تلك الذكرى وهو يمسك بيده ذلك العقد يتطلع إليه في شرود مرت السنين منذ زواجهم ولم يعطيها عقدها لا يعرف لماذا يحتفظ به حتى الآن معه لكن ربما قد حان الوقت المناسب حتى يعود ذلك العقد إلى مكانه حول تلك الرقبة البيضاء والرائعة ! 
فتح عيناه على أثر الرنين المرتفع لهاتفه مد يده وضغط على زر كتم الاتصال وعاد يلقي برأسه مرة أخرى فوق الوسادة مغمضا عيناه بنعاس ولكن الرنين عاد يصدح من جديد فأصدر تأففا عاليا بنفاذ صبر ليمد يده ويجذب الهاتف يجيب على المتصل بحدة دون أن يعرف هويته 
_ الو 
توترت قليلا من نبرته لكنها ردت برقة 
_ أيوة يارائد
مش بترد عليا من امبارح ليه قلقت عليك !
_ معلش ياحبيبتي اتأخرت في الشغل ومكنتش فاضي ونمت متأخر حتى مروحتش النهارده 
زينة باهتمام ملحوظ في نبرتها 
_ طيب إنت كويس يعني 
هز رأسه بالإيجاب وهدر 
_ ايوة كويس متقلقيش إنتي عاملة إيه 
_ كويسة الحمدلله 
أبعد الغطاء عنه ونزل من فوق الفراش يسير إلى خارج الغرفة ويجيب بتساءل 
_ إنتي في البيت مش كدا 
زينة بعفوية 
_ أه كنت ناوية نخرج أنا وسمر بس هي تعبت ومش هتقدر تطلع 
غمغم مبتسما بمداعبة 
_ طيب أنا هخلص اللي ورايا وبعد كدا هاجيلك ونخرج مع بعض 
تهللت اساريرها لتجيبه بتشويق وفرحة 
_ بجد ! 
_ أيوة بجد طبعا 
عضت

________________________________________
على شفاها بحماس وخجل بسيط تتمتم برقة معهودة منها 
_ وأنا منتظراك متتأخرش ! 
_ مقدرش أتأخر عليكي ياحبيبتي 
انهى معها الاتصال فشعر بكف ناعم فوق كتفه من الخلف الټفت برأسه ورمقها مبتسما بدون مشاعر ثم انزل كفها بلطف وعاد لداخل الغرفة فلحقت به وسألته بتعجب 
_ انت هتمشى ! 
رائد بإيجاز وهو يرتدى ملابسه 
_ أيوة ورايا شغل
اكتفت بالمتابعة في صمت وبداخلها تشتعل من
الغيرة فقد سمعت مكالمته مع تلك الفتاة التي فضلها عنها وقرر الزواج بها بدلا منها هي ومنادته لها ب حبيبتي زادت من سوء الوضع لديها 
تقف
أمام المرآة وتمسك بيدها فرشاة بيضاء اللون تغلغلها بين خصلات شعرها من أعلى إلى أسفل عيناها عالقة على انعكاسها في المرآة بشرود وهي تسرح شعرها فلم تنتبه له عندما دخل الغرفة واقترب منها بخطوات متريثة من الخلف 
_ استني ! 
التقطت عيناها ذلك العقد المفقود منذ سنوات من أين عثر عليه ! فقد بحثت عنه كثيرا حتى فقدت الأمل ولم تجده تطلعت لانعكاسه في المرآة بدهشة فقرأ هو من نظراتها ما يدور بذهنها وظهرت ابتسامته الواسعة فوق شفتيه 
حتى وجدته ينحنى عليها من الخلف يهمس بالقرب من أذنها في عاطفة 
_ أول مرة اتقابلنا فيها لما كنتي في الشركة عند نشأت ونازلة السلم وبتعيطي وخبطتي فيا بعد ما مشيتي لقيته على الأرض اخدته ولما وصلت عند مكتب نشأت اديته للسكرتيرة على أساس إنك لو رجعتي تاني تدهولك بس لما قالتلي إنه اكيد بتاعك إنتي اخدته تاني
_ ومدتهونيش ليه بعدين ! 
_ مش عارف بس من وقتها وأنا محافظ عليه معايا وأعتقد إن جه وقته دلوقتي أنه يرجع لمكانه 
رأى الابتسامة الجميلة تزين شفتيها ثم اخفضت نظرها تمسك بالعقد بين كفها الناعم وتتطلع إليه بفرحة متمتمة 
_ زعلت جدا لما وقع مني العقد ده غالي عندي أوي وبحبه جدا 
عدنان بنظرات غرامية ومحبة 
_ حتى أنا غالي عندي 
ابتسمت باستحياء جميل ثم قالت مسرعة وهي تهم بالانصراف 
_ أنا هروح اشوف هنا بتعمل إيه 
قبض على رسغها يرغمها على الوقوف ليضع عيناه بعينها في عمق ويسأل باهتمام 
_ كنت بټعيطي ليه وقتها 
أخذت نفسا عميقا واعتدلت في وقفتها حتى تصبح مواجهة له تماما وتجيب بالصدق في عبس 
_ كنت أنا وبابا بنزعق وأنا كنت مضايقة ومتعصبة إنه حدد معاك معاد كتب الكتاب من غير ما يقولي وأنا أساسا مكنتش موافقة 
ابتسم بدفء ثم مد يده يلتقط كفها الرقيق بين يده ويميل عليها بوجهه هامسا 
_ ويشاء القدر إننا نتقابل في اليوم واللحظة دي بذات
تطلعت في عيناه بشرود وهيام لكنها باللحظة التالية استندت بكلتا كفيها فوق صدره وابعدته برفق بعدما احست بأنه سيتمادى في اقترابه واردفت 
_ الحدود ياعدنان 
تلاشت ابتسامته وظهر محلها الحنق ليجيبها بنفاذ صبر 
_ والحدود دي هتفضل لغاية امتى بقى ! 
جلنار بلهجة حازمة 
_ لغاية ما اسامح 
أصدر تنهيدة حارة بعدم حيلة ليجيبها بهدوء 
_ طيب ياجلنار وأنا هحاول احترم ده ومتخطاش الحدود
غمغمت بخفوت وهي تسير خارج الغرفة تاركة إياه يقف مغلوبا على أمره 
_ كويس
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء 
الساعة تخطت التاسعة مساءا
تم نسخ الرابط