روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

ومنعه من التفكير وطرح الأسئلة التي لا إجابة لها سوى عندها هي 
بقى يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه ويشبك اصابع كفيه ببعضهم يهز الإبهام بقوة كدليل على فرط القلق وبعد دقائق طويلة من تلك الحالة الغريبة المتمكنة منه توقف بالمقعد في وضعه الطبيعي أمام المكتب ورفع كفيه يطرق بأنامله فوق سطح المكتب في قوة مترددا في الاتصال بها والاطمئنان عليها حتى تهدأ نفسه المضطربة ويتوقف ذلك العقل عن التفكير 
أثر بالأخير السير على خطا ذلك الصوت الذي يلح عليه بأن يتصل

________________________________________
حيث أمسك بهاتفه وبحث عن اسمها بقائمة الأسماء حتى عثر عليه وضغط على اتصال ليرفع الهاتف لأذنه يستمع للرنين ينتظر الرد منها 
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح 
الو مين 
آدم بصوت لطيف وقلق بعدما سمع نبرتها 
أنا آدم يامهرة جدتك عاملة إيه 
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار 
مش عارفة الدكتور لسا مخرجش من عندها أنا خاېفة أوي عليها مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه 
اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة إنتوا في
مستشفى إيه 
إجابته وهي تشهق بقوة 
في مستشفى 
استقام واقفا
يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة 
أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة 
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها 
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية 
هشام عامل إيه ياحبيبي طمني عليك 
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة 
أنا بخير الحمدلله ياماما إنتوا عاملين إيه 
أجابت عليه ببهجة صوتها 
كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني 
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة 
ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل 
صاحت في دهشة 
بجد ياهشام نازل مصر ! 
نكزتها ابنتها في ها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها 
بيقولك إيه !!! ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي 
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال 
النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات 
انقبض
قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب 
هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم 
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها
بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة 
بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي ! 
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء 
من الفرحة مش مصدقين أخيرا هترجع ياهشام 
ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير وحشتوني أوي 
ألاء بمشاكسة 
كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني ! 
هشام ضاحكا وبنبرة رجولية جميلة 
إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني 
ألاء بذهول وعدم استيعاب 
واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها 
هي بټعيط جامد بجد !!! 
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة 
دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس 
طيب ادهاني اكلمها ! 
ألاء برفض وحماس 
لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء بالمستشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته 
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! تذكر أنها
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل ! 
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة لتشوبها غمامة من الغل والبغض مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا 
سمعت
تم نسخ الرابط