روايه أمره العقاپ
المحتويات
يا آدم
توقف للحظات وأجابها بابتسامة هادئة
_ رايح المعرض ياماما عايزة حاجة اجبهالك معايا
_ لا ياحبيبي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك
ارسل لها قبلة في الهواء وهو يبتسم ثم أكمل طريقه نحو سيارته ليستقر بها وينطلق نحو معرضه الخاص
في مساء ذلك اليوم
وصلت زينة أمام باب المعرض وهي تحمل بين يديها طعام ! تارة تنظر للمعرض وتارة للكيس الذي يحتوي بداخله على ورق عنب ! وتفكر بينها وبين نفسها هل أخطأت عندما جاءت له بالطعام أم أنها فكرة رائعة فتجيب على نفسها بصوت مسموع بعض الشيء
وكالعادة كلما تكون تقف تتشاور مع نفسها في حوار يخصه يقطع هو حوارها مع نفسها سمعت صوته وهو يخرج من الباب ويقول بوجه بشوش
_ زينة واقفة كدا ليه تعالي !
اقتربت منه ووقفت أمامه تماما ثم قالت بابتسامة عريضة تحاول التحلي بالثقة وعدم الخجل
نظر للكيس الذي بين يديها رافعا حاجبه باستغراب ثم نظر لها وقال بلطف
_ كويس الحمدلله إيه الكيس ده !
ابتسمت بحياء وقالت وهي تتجه لداخل المعرض وتقول
_ تعالى هقولك جوا
دخل خلفها وهو يبتسم بحيرة فوجدها تجلس فوق أحد المقاعد وتجذب الطاولة الصغيرة أمامها ثم تبدأ بإخراج علبة بلاستيكية صغيرة شكلها رقيق وتضعها على الطاولة وهي تقول بحماس
قهقه بصوت عالي على طريقتها وقال
بنظرات مشتهية
_ طال والله انتي بنت حلال تعرفي كان نفسي فيه
_ يلا ياعم عد الجمايل بقى
اقترب وجذب مقعد آخر ليجلس قبالتها ويفتح العلبة ثم يلتقط الشوكة الموضوعة بالداخل ويغرزها في واحدة ثم يرفعها لفمه ويأكلها ظهر الإعجاب على وجهه بعد أن تذوق طعمه ثم القى بالشوكة على الطاولة وقال ساخرا
خرج صوتها الرقيق وهي تقول برقة
_ عجبك
أجابها وهو يأكل بنهم واستمتاع
_ اممم جميل أوي يازينة انتي اللي عملاه
ابتسمت باستحياء وقالت بخفوت
_ أيوة
_ تسلم ايدك
اتسعت ابتسامتها وبقت تتأمله وهو يأكل وعيناها تطلق شرارات العشق وبذهنها تعصف أفكار منحرفة لكم تود معانقته الآن وتقبيله لكن لو قتلوها لن تفعلها بالتأكيد لماذا لا يفعلها هو !!
_ ب بالهنا والشفا
هز رأسه بابتسامة بسيطة ثم قال بجدية
_ اخبار كليتك إيه
_ أهو فاضل شهرين وامتحن واتخرج واخلص خالص
آدم بنبرة رزينة ورائعة
_ هانت خلاص شدي حيلك واستحملي الشهرين دول
اماءت لها بتفهم
_ الله جميلة أوي اللوحة دي يا آدم
الټفت برأسه للخلف ينظر إلى ما تنظر إليه ثم عاد برأسه إليها مرة أخرى وقال بغمزة
_ اعتبريها هدية مني ليكي في احتفالية المعرض
زينة پصدمة
_ بتهزر !!
_ لا طبعا مش بهزر طالما عجبتك يبقى حلال عليكي
وثبت واقفة ومن دون أن تشعر وجدت نفسها ترتمي عليه ونعانقه وهي تهتف كالمتغيبة عن الواقع
_ ميرسي أوي يا دوما بجد
فور انتهائها من جملتها علت الصدمة الحقيقية لمعالمها وهي لا تزال متعلقة برقبته فعلتها عانقته كيف !! يبدو أنني فقدت عقلي ارتدت للخلف بسرعة وقالت بنظرات زائغة وصوت مرتبك ومتلعثم
_ ااا آسفة م مقصدش
ابتسم آدم بطبيعية وقال بعذوبة ومرح محاولا امتصاص خجلها رغم أنه هو أيضا
اندهش من فعلتها ولم يكن يتوقعها أبدا
_ في إيه عادي يابنتي تعالي هفرجك على بقية اللوح اللي جوا
هزت رأسها بالنفي وقالت بتوتر ملحوظ
_ لا لا أنا همشي عشان متأخرش
_ مټخافيش أنا هوصلك
_ خليني امشي افضل احسن أنت عارف خالتك لما بتتعصب
________________________________________
وأنا قولتلها إني مش هتأخر
تنهد بهدوء وقال بلطف
_ طيب براحتك يلا هوصلك
هتفت برفض سريع ولهجة خجلة وقد ارتفعت الحمرة لوجنتيها
_ لا مش عايزة اتعبك أنا هروح وحدي
آدم بصوت رجولي خشن وحاد
_ مش هسيبك تمشي وحدك طبعا يازينة يلا بلاش كلام كتير وشكرا على ورق العنب
لانت نبرته
في جملته الأخيرة لتظهر بشائر الابتسامة على ثغره وهو يقولها فتبادله الابتسامة بأخرى مضطربة دون أن تجيب !
استقامت جلنار واقفة من على الأريكة بعدما سمعت صوت طرق الباب جففت دموعها التي لم تتوقف منذ مكالمتها مع عدنان حملت ابنتها النائمة على قدميها وذهبت بها إلى غرفتها لتضعها على فراشها برفق ثم دثرتها بالغطاء وعادت للخارج في اتجاه الباب
فتحت الباب وهي تقف
متابعة القراءة