روايه أمره العقاپ
المحتويات
مش ناوي أفارق تاني أساسا
عقدت زينة يها أمام صدرها رغم سعادتها بعودته إلا أنها مستاءة منه لغيابه طوال كل تلك السنوات دون أن يتواصل معها بأي شكل من الأشكال
سمعها تهتف متذمرة بجفاء مزيف
لسا فاكرني ولا نسيتني كمان يا دكتور
رمقها بعينان مغرمة وهائمة ليهمس بصدق
ابتسمت له ولانت ملامحها الحازمة لتقترب منه وتعانقه برقة هاتفا في مداعبة وفرحة تظهر بوضوح في صوتها
حمدالله على السلامة وحشتني أوي ياصديقي
رغم انزعاجه من وصفها له بصديقها إلا أن ذلك العناق الذي كان يتمناه حصل عليه أخيرا فلم يبالي بأي شيء سوى بأن يغذي نفسه الواهنة برائحتها وقربها وللأسف لم تدم سعادته طويلا حيث ثواني معدودة وابتعدت عنه وهي تبتسم باتساع
تعالى ادخل بس الأول وبعدين هحكيلك ده في حجات كتير حصلت في غيابك ياعم ادخل يلا
أنا الفرحة مش سيعاني والله بشوفتك يابني
كان بعالم موازي لا يستمع لأي شيء فقط ذلك الشعور المؤلم وكأن سکين انغرزت بقلبه وهو يسألها بمرارة آملا في أن تنفي سؤاله
إنتي اتخطبتي يازينة !!!
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق وابتسامة عريضة خجلة ثم وجدها تمسك بكفه وتسحبه معها للداخل وتلحق بهم ميرفت
توقفت أخيرا سيارته بالساحة المخصصة لها داخل المنزل ففتحت الباب ونزلت قبله لتسير بخطوات شبه سريعة للداخل ومن ثم صعدت الدرج بطريقها لغرفتها فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها وتحركت نحو الفراش تجلس فوقه پعنف وتهتف في عصبية
________________________________________
إمتى وإنتي بتضعفي قدامه من إمتى ولمسته بتأثر فيكي بالشكل ده مينفعش تسامحيه ومينفعش تنسى اللي عمله معاكي بسهولة متنسيش عهدك مع نفسك إنك هتخليه يشرب من نفس الكاس بس شكلك إنتي اللي بتشربي من نفس الكاس للمرة التانية بسبب غبائك
نفرت برأسها يمينا ويسارا في ڠضب تهدر بالرفض القاطع والوعيد
استقامت واقفة وهي تتنفس بشراسة وسخط تقدمت من المرآة تقف أمامها وتلوى ها خلفه ظهرها تمسك بسحاب الثوب تحاول فتحه لكنه عالق وقوى فأخذت تحاول فتحه من جميع الجهات تارة ترفع يدها فوق رأسها وتمسك بالسحاب من أعلى وتارة تلويها خلف ظهرها وكل محاولاتها باتت بالفشل في تلك الأثناء
كان هو قد دخل الغرفة ورأى محاولاتها البائسة وتلويها بعصبية حتى تفتح السحاب ومن بين شفتيها تصدر تأففا مرتفعا بانفعال
بتعمل إيه !!
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها
بساعدك بس ياجلنار !!
جلنار بجفاء وعصبية
متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا
تقدم خطوة منها وغمغم بعدم فهم ونظرات دافئة
مالك إيه اللي حصل أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها
القاسېة
قربك مني هو اللي بيضايقني متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
اعتلت ملامحه الصدمة من تصرفاتها العجيبة كانت علاقتهم إلى حد ما جيدة قبل مغادرتهم المنزل وفي الواقع هي استمرت هكذا إلى حين عناقهم فلا يدري أين الخطأ الذي اقترفه وازعجها به
تنهد الصعداء بعمق وتمتم بصوت رجولي رزين وهادئ تماما رغم صياحها به
طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط
قولتلك قربك
مني بيعصبني أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
رأته ساكن تماما أمامها ونظراته ثابتة بالرغم من الدمار التي خلفته كلماتها المسمۏمة داخله إلا أنه أظهر لها عدم تأثره وبقى صامدا كالصخر يكتفى بصمته وقناع جموده المزيف الذي يخفي ورائه
دماءا ټنزف وقلبا ېتمزق أربا
وكأنها أدركت قساوة الكلمات بعدما خرجت منها أو بالمعنى الأدق بعدما هب
الطوفان وقضى على الأخضر واليابس ابعدت نظرها عنه واندفعت مسرعة نحو الحمام تختبأ به من كل شيء حتى من نفسها تاركة العنان لدموعها بالاڼهيار فوق وجنتيها بحرية !
بعد ما يقارب النصف ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها تسمرت بأرضها للحظات في تفكير وكان أول مكان حثها عقلها على
متابعة القراءة