روايه أمره العقاپ
المحتويات
برزانة _
_ لا ده مسمهوش ڠصب أنا أصريت إني اخرجك من البيت معايا وإنتي في الآخر وافقتي
زينة بنظرة جانبية _
_ بعد اصرارك !
_ بس وافقتي !
تمكن من رسم الابتسامة المغلوبة فوق شفتيها الناعمة فتصنع ابتسامتها وعيناها اللامعة بالعبارات مزيجا جعله يهيم بها في عشق وإشفاق على
صاحبة قلبه !
_ هو إنت ناوي ترجع المانيا تاني !
رأت ابتسامة عابثة تعتلي ثغره وهو يجيبها بخشوع _
_ إنتي عايزاني ارجع ولا لا !!
أشارت على صدره بسبابتها في حيرة وقالت متعجبة _
_ أنا !!! وإنت هتفرق معاك في إيه يعني
_ هتفرق أوي
ضحكت وقالت بعدم فهم _
_ يعني لو قولتلك مترجعش مش هترجع
هز رأسه بالإيجاب مبتسما لتتسع البسمة فوق ثغرها وتقول شبه ساخرة _
_ والله ! ولو قولتلك ارجع هترجع يعني
اكتفى بنظرته الثابتة لها يؤكد ما قالته لتضحك وتهز رأسها باستنكار وعدم تصديق حتى تسمعه يقول بثقة ونظرة غريبة عليها _
اختفت ضحكتها ورمقته بثقة عمياء تقول _
_ مش هترجع يا هشام !
ضيق عيناه يطلق علامات الاستفهام وعدم الفهم ثم سمعها تستكمل كلامها ببسمة ممتنة وعذبة _
_ عشان عارفة إنك مش هتقدر ترجع وتسيبني في الحالة دي من واحنا صغيرين مفيش في مرة سبتني وأنا في موقف صعب ومشيت وأنا كذلك عمري ما سبتك واديتك ضهري
_ اعتبر ده اعتراف إنك محتجاني جمبك
زينة ببساطة وبراءة جميلة _
_ للأسف
________________________________________
محتاجة صديقي المقرب
هشام عابسا بقرف _
_ للأسف !!! وياترى للأسف محتاجة الصديق الغتت ده ليه
_ عشان بيضحكني الصراحة
هز رأسه بتفهم وهو يلوى فمه مقتضبا ويجيبها _
_ طيب أنا بقول نرجع البيت احسن يا زينة واضح إنك الحمدلله خرجتي شوية من المود والمهرج ضحكك
لا تعرف كيف نست حزنها وعبوسها بهذا الشكل حيث إجابته ضاحكة بتلقائية وحماس طفولي ذكره بطفولتهم تماما _
طالت نظراته الهائمة بها في عشق فإن كان سيضيف لقائمة انتصاراته شيء فحتما سيكون نجاحه في رسم البسمة والبهجة على وجهها مرة أخرى حتى لو للحظات قصيرة
تلاشت ابتسامتها تدريجيا بعد صمته ونظراته الغريبة الذي يستمر في التحديق إليها بها منذ بداية جلستهم واشاحت بوجهها عنه لتثبت أنظارها فوق المياه متنهدة بقوة وعدم حيلة فور تذكرها لهمومها مرة أخرى وعبوس وجهها من جديد !!
مع صباح اليوم التالي
انتهت الصغيرة هنا من ارتداء ملابسها الخاصة بدوامها اليومي في الحضانة وتجلس على السرير وبجوارها أمها التي تقوم بتسريح شعرها بالفرشاة في رفق ويستحوذ قسماتها الغيظ والاستياء من زوجها فهو منذ استيقاظهم لا يتطلع إليه ولا يجيب عليها حتى عندما تحدثه يتعمد تجاهلها بشكل مثير للأعصاب
ومستفز وقد نجح بجدارة في ذلك !
بين كل لحظة والأخرى تلتفت الصغيرة إلى أمها وتطالعها بريبة من ڠضبها الملحوظ فوق صفحة وجهها حتى بالأخير سألتها في براءة _
_ إنتي مضايقة ليه يامامي !
توقفت يدي جلنار بالفرشاة فوق شعرها ورمقتها مطولا قبل أن تهمس بصوت منخفض وترقب لرد صغيرتها _
_ هو بابي مقالكيش حاجة يا هنون
هزت رأسها بالنفي وسألتها بعفوية في رقة تليق بصوتها الطفولي _
_ حاجة ازاي يعني !!
جلنار بيأس وخنق _
_ خلاص ياحبيبتي متشغليش بالك خلينا نخلص يلا عشان متتأخريش على الحضانة
امتثلت لكلمات والدتها وبقت ساكنة أمامها تتركها تكمل تسريح شعرها وصنع تسريحتها الخاصة الجميلة حتى انتهت واستقامت واقفة تجذب حقيبة ظهرها
لترتديها وقبل أن تغادر لكي تذهب لأبيها الذي ينتظرها بالأسفل توقفت فجأة وقالت صائحة بتذكر _
_ افتكرت
جلنار باستغراب _
_ في إيه !!
أشارت لوالدتها بالاقتراب تطلب منها الانحناء عليها ففعلت جلنار ومالت عليها بحيرة لتقترب هنا من أذن أمها وتهمس بخبث وهي تضحك بخجل طفولي _
_ بابي قالي إنه بيحبك أوي
ارتفعت البسمة تلقائيا لثغر جلنار لكن سرعان ما كتمتها صغيرتها وهي تكمل ضاحكة بعبث ومكر امتزج بغرورها _
_ بس قالي بيحبني أنا اكتر
فغرت جلنار فمها پصدمة من رد ابنتها وباللحظة التالية كانت تضحك بقوة وتلكزها برقة في ها وسط ضحكهم الذي وصل لأذنه بالأسفل ولم تكن سوى لحظات حتى رأى صغيرته تركض فوق الدرج وخلفها جلنار تنزل على مهلها برقة مبتسمة فاستقام واقفا وحين وجد ابنته تركض نحوه فانحنى ينتظرها حتى تصل إليها ليحملها
متابعة القراءة