روايه أمره العقاپ
المحتويات
عليك
كانت جملة قاسېة وجافة يهمسها لنفسه تعبر عن مدى دماره الداخلي من كل شيء تفعله تلك المتمردة
عاد ينظر إلى الصورة التي بيده من جديد ويبتسم بصفاء ثم تقذف بذهنه فجأة ذكرى له مع صغيرته
فتح باب غرفتها ببطء شديد ثم ادخل رأسه أولا فوجدها تجلس على الأرض ومنشغلة باللعب بألعابها الخاصة وحين فتح الباب كاملا ودخل بجسده كله فالتفتت هي برأسها نحو الباب ووثبت واقفة بفرحة وركضت نحوه تتعلق بقدميه وهي تهتف بصوت طفولي
انحنى إليها هو يهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ ياروح بابي جبتلك فمد يده
________________________________________
في جيبه سترته وأخرج قطعة شوكولاته كبيرة نسبيا مغلفة بورقة جميلة فصاحت هنا بسعادة وجذبتها من يده ثم فورا بدأت تزيل الغلاف عنها ووضعت جزء منها في فمها وهي تأكلها بفرحة ولطخت فمها كله ويديها بها ثم نظرت لأبيها الذي يتابعها بحنو وحب وكسرت قطعة صغيرة منها ومدت يدها بها إلى فمه ثم لفت يها حول عنقه وعانقته وهي تطبع قبلة صغيرة على وجنته وتهمس
لم تمهله اللحظة ليجيب عليها حيث بمجرد ما ابتعدت عنه ورأت الشوكولاته التي طبعت على وجهه بسبب فمها الملطخ بها اڼفجرت ضاحكة بصوت عالي ضيق هو عيناه باستغراب ثم تحسس وجنته بانامله فاتسعت عيناه بدهشة وغيظ مزيف وباللحظة التالية كان يحملها ويلقي بها على فراشها الصغير ويتولي مهمة دغدغتها بوجهه كله في جسدها ورقبتها وهي تطلق ضحكات جلجلت أرجاء المنزل كله حتى وصلت لأذن أمها التي سمعتها وهي بالمطبخ وابتسمت بحب
_ أنا
آسفة يا عدنان اوعدك إنها مش هتتكرر تاني
رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها وقال بشراسة
هتفت بنظرات مستاءة ووجه يعطي احمرار مريب
_ أنت بتتصرف معايا بالطريقة دي ليه ياعدنان أنت عمرك ما عاملتني كدا أكيد بسبب الحقېرة اللي اسمها جلنار
_ إنتي عارفة إنك بنسبالي متتحطيش في مقارنة لا مع جلنار ولا غيرها لكن إنتي اللي شكلك مش قادرة تتقبلي خطأك وإنك لازم تتعاقبي متقارنيش نفسك بحد إنتي غلطتي وكان لازم تتعاقبي
تنفست الصعداء وهي بداخلها تشتعل بنيران الڠضب أتت للإعتذار منه فقط حتى تحافظ على المتبقى من علاقتهم بالنسبة لها إلى حين تتخلص منها ومنه نهائي
_ واللي عملته معايا إمبارح مكنش عقاپ كفاية بنسبالك !!
عدنان بحزم
_ انفعالي عليكي
امبارح إنتي السبب فيه لأنك استنفذتي كل طاقة صبري على تصرفاتك في الفترة الأخيرة
فريدة بوجه محتدم
_ وعقابك ليا ده هيستمر لغاية إمتى !
عدنان بجفاء وبرود
_ لغاية ما احس إنك اتعلمتي من غلطك واشوفك بتنفذي اللي قولت عليه
لم تبذل أي مجهود في محاولة استعطافه أو جعل قلبه يلين لها قليلا رغم معرفتها أنها إذا حاولت وبمجرد كلمات بسيطة منها ستنجح في الأمر لكنها لم تهتم كثيرا للحصول على مسامحته أو غيره من الأساس استقامت واقفة وقالت بمضض
_ انا هطلع اوضتي لو احتجت حاجة انده عليا
ثم اندفعت من المكتب بسرعة وهي عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة ولا تتوقف عن الوعيد لتلك المدعوة بجلنار !! بينما هو فظل يحملق على اثرها وهو يغضن حاجبيه بحيرة من أمرها !!
عبر آدم من بوابة الشركة واتجه إلى المصعد الكهربائي واستقل به ثم ضغط على زر الصعود للطابق الثالث حيث يوجد مكتبه ومكتب أخيه لحظات عابرة وتوقف المقعد ثم انفتح الباب ليخرج ويتجه نحو مكتبه لكنه لمح نادر وهو يقف أمام باب مكتب أخيه ويهم بفتحه للدخول فغير وجهته فورا وتحرك نحو مكتب أخيه وهتف بصوت مرتفع بعض الشيء
_ نادر !
تصنم الآخر بأرضه وأخذ نفسا عميقا قبل أن
يلتفت له بجسده كاملا وهو يبتسم ببرود فوقف آدم أمامه وقال بخشونة
_ خير واقف عند مكتب عدنان ليه
نادر بنبرة ممتعضة
_ كنت داخل احط الملفات دي على مكتبه عشان لما ياجي يشوفهم
آدم بصرامة
_ تقدر تدهاني أنا وهوصلها ليه متقلقش
ابتسم نادر بسخرية وقال بضجر
_ هو في إيه بظبط يا آدم أنت مضايق مني في حاجة وأنا معرفش !!
أجابه بشموخ واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهتف بصراحة مألوفة عليه دون أن يتردد لحظة في نطق أي كلمة سيقولها
_
متابعة القراءة