روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

مش هسمحلك قوم يلا البس
أصدر زفيرا عاليا بخنق وعدم حيلة ثم اعتدل في نومه وقال مغلوبا إمام الحالحها وعنادها الذي يفوقه اضعافا 
_ طيب يا جلنار هنروح للدكتور ارتحتي كدا !
ابتسمت براحة بسيطة ثم هبت واقفة وقالت
في إيجاز 
_ أنا هروح اشوف هنا وإنت البس ولو احتجت حاجة انده عليا
اكتفى بهز رأسه بالموافقة وتابعها وهي تنصرف وفور رحيلها مسح على وجهها متأففا بخنق تستخدم اسلوب مختلف في الإجبار وفرض رأيها يجعله ينصاع خلفها دون أن يشعر ! 
جذبه من بحر ذكرياته صوتها الناعم وهي تهتف بعتاب وإشفاق 
_ ليه دخلت كدا كدا كانت المطافي هتيجي الحريق كان شديد جدا يعني الحمدلله إنها جات على قد الحړق البسيط ده ومحصلكش حاجة 
اخترقت نظراته الثاقبة أعماق عيناها وتمتم بخفوت وبحة رجولية صادقة 
_ الحمدلله إنك سالمة وبخير ده أهم حاجة وبعد كدا مفيش أي حاجة تفرق معايا 
استقرت نظرة عابرة منها على وجهه قبل أن تشيح بنظرها وتحرك أصابعها برقة شديد فوق الحړق تضع المرهم وتغمغم بأسى 
_ بيوجعك 
هز رأسه بالنفي دون أن يرفع نظراته عنها يتأملها بتدقيق وحب القلق والاهتمام الذي يلمع بعيناها يسعده ويشعره بالارتياح تلك المشاعر الجميلة بينهم لا تحدث إلا نادرا لذلك يتمنى الآن أن يتوقف الوقت ولا تبتعد

________________________________________
عن عينيه أبدا 
قريبة منه لكنها بعيدة جدا بين يديه ويشتاق إليها !! لا يريد تلك الفجوات اللعېنة التي تفرقهم هو يريدها هي فقط ! 
انتهت ورفعت أناملها عن رقبته ثم رجعت برأسها للخلف قليلا حتى تصبح بمستوى تقابل أنظارهم معا بشكل طبيعي لتجده يدنو منه ويلثم جانب ثغرها بعمق هامسا 
_ شكرا ياحبيبتي 
لاحت ابتسامة خاڤتة فوق شفتيها ثم انتبهت أنها لا تزال بالمنشفة فتنحنحت بارتباك بسيط وتوقفت وهي تضم المنشفة جيدا عليها تقول برقة 
_ أنا هروح البس 
ابتسم واماء لها بالإيجاب ثم استقام هو الآخر وغادر الغرفة بعدما اختفت داخل الحمام لترتدي ملابسها 
عيناها عالقة على باب المتجر من الداخل تنتظره منذ وقت طويل وحين تبتعد بنظرها عن الباب تتجول في ذلك المتجر الفارغ بابتسامة باهتة 
مازالت تتذكر حتى الآن الليلة التي فاجأها به والدها قام بشرائه خصيصا لها حتى تملأه بتصاميمها وازياءها حتى أنه به جزء داخلي كبير ليتم التصميم به ومجهز بكامل الآلآت والطاولات والأدوات اللازمة للتصميم كانت تنتظر اللحظة المناسبة لافتتاحه وتحقيق حلمها وها هي قد حانت اللحظة ! 
انفتح الباب وظهر من خلفه هشام الذي دخل وأغلقه خلفه مجددا ثم اقترب منها بنظرات متعجبة وتمتم 
_ في إيه يازينة وقاعدة هنا ليه ! 
ابتسمت باتساع وبراءة ثم توقفت وتقدمت منه لتقف أمامه مباشرة وتقول بحماس جميل 
_ هشام إنت هتساعدني مش كدا 
أردف بحيرة وعدم فهم 
_ اساعدك في إيه !! 
زينة بعفوية وعينان لامعة بالحماس والأمل 
_ إني افتح الأتاليه وأبدأ مشوار حلمي 
حدقها باستغراب للحظات دون أن يجيب فضحكت هي على دهشته وقالت بنفس حماسها 
_ كلمتك وقولتلك تيجي هنا عشان اقولك
على الخبر ده أنا كنت منتظرة الوقت المناسب إني افتتحه وأبدأ شغل في التصاميم من تاني وأعتقد إن خلاص الفرصة جات ولما كلمت ماما وقولتلها فرحت أوي وشجعت الفكرة بس أنا مش هقدر اعمل كدا وحدي يعني محتاجة مساعدتك ليا
تلاشت الدهشة من فوق معالمه وبدأت الابتسامة الحانية تظهر بوضوح فوق ثغره وعيناه كذلك واستمر يمعن النظر بها ثم قال بدفء وعاطفة جياشة 
_ أنا بقى مبسوط أوي إني شايف زينة القديمة تاني قدامي
ابتسمت وقالت بخفوت ونظرات مليئة بالثقة والمشاكسة 
_ تؤتؤ دي زينة الجديدة القديمة خلاص انتهت 
هشام بهيام 
_ القديمة والجديدة أجمل من بعض 
ضحكت بخجل ونكزته في كتفه بمداعبة ثم قالت بحماس من جديد وسعادة 
_ اعتبر ده موافقة خلاص إنك
هتساعدني 
_ إنتي عندك شك إن ممكن يكون في احتمال لرفضي مثلا !! 
قفزت فرحا ثم قبضت على ه وجذبته معها للداخل هاتفة بتشويق 
_ تعال هوريك قسم التصميم جوا وهوريك كل حاجة
سار معها دون أي مقاومة يتركها تسيره خلفها وهو يتأملها بعشق وقف معها يتابعها وهي تتحرك يمينا ويسارا كالفراشة بحماس تشرح له كل شيء ومخططاتها عن الذي ستفعله بالضبط سيعترف أنه
لم يسمع تقريبا نصف كلامها بسبب شروده وتأمله بها 
بعد دقائق طويلة نسبيا من شرحها توقفت وسألته باهتمام وبسمة عريضة 
_ هاا إيه رأيك بقى في اللي قولته ! 
هدر بنظرات ثابتة عليها ونبرة ذائبة 
_ جميلة 
زينة بتعجب 
_ هي إيه دي اللي جميلة !!! 
تنحنح مسرعا يصحح كلمته 
_ جميل اقصد اللي قولتيه يعني عظيم 
هزت رأسها بتفهم باسمة ثم عادت تتحدث من جديد ولكنه لم يسمع أي شيء هذه المرة وعقله كأنه مغيب تماما عن العالم الواقع وشعر بأن قلبه هو
تم نسخ الرابط