روايه أمره العقاپ

موقع أيام نيوز

وبعدها عاد ينظر لها من جديد بثبات وعمق مجيبا 
_ عشان مش قادر ابعد عنك !
قد يكون هذا افضل اعتراف رغبته بهذه اللحظة منه حتى لو لم يكن
المثاليا لكنه يكفيها شعرت بنبضات قلبها تتسارع والإبتسامة الخجلة والفرحة ټصارع لتخرج فوق ثغرها وبصعوبة بالغة تحكمت بزمامها لكن صمودها لن يدوم كثيرا فقررت الرحيل وعندما فتحت الباب وكانت على وشك النزول قبض على رسغها هاتفا 
_ معاكي قد إيه لغاية ما تخلصي 
لم تعانده كعادتها هذه المرة بل ردت دون تفكير 
_ نص ساعة 
_ هستناكي هنا واوصلك معايا 
سكتت لثلاث ثواني ثم غمغمت برفض بسيط 
_ لا أنا هروح وحدي امشي إنت 
ثم جذبت يدها من قبضته ونزلت لكن قبل أن تغلق باب السيارة بعد نزولها سمعته يهتف بنبرة رجولية خشنة 
_ أنا مستنيكي يامهرة ! 
لم يبالي برفضها وكالعادة سيفعل ما يريده رغما عنها لكنها ليست في الوضع أو الوقت المناسب الذي يمكنها من معاندته ومعارضته حيث اكتفت بنظرة جامدة ثم ابتعدت وعبرت الشارع بسرعة وهي تبتسم باستحياء وسعادة وقبل دخولها للمكتبة توقفت والتفتت برأسها للخلف فتتلاقى نظراتهم معا في صمت لثواني قبل أن تستدير برأسها وتدخل وهي لا تستطيع التحكم بتلك الابتسامة الساذجة التي فوق شفتيها ! 
ركضت الصغيرة على باب المنزل بعد سماعها لصوت الرنين العالي وقد رجحت أن الطارق أبيها لذلك هرولت مسرعة لتفتح له الباب 
تعلقت بمقبض الباب وفتحت الباب فقابلت والدها أمامها كما توقعت لتقفز فرحا وترتمي عليه فيحملها هو ضاحكا ويلثم وجنتيها بحنو متمتما في شوق 
_وحشتيني ياهنايا 
ردت برقة معهودة 
_ وإنت كمان يا بابي 
كانت خلفها منيرة التي توقفت عندما رأت عدنان وابتسمت بعذوبة ترسل ترحيبها من خلال الابتسامة وعندما خرجت جلنار من المطبخ فاستدارت هي وانصرفت قادت جلنار خطواتها الهادئة نحوه حتى وقفت أمامه مباشرة فسألها هو بنبرة رزينة وجادة 
_ أخباره إيه دلوقتي 
جلنار 
_ بقى كويس الحمدلله 
_ أنا هطلع اشوفه هو في أوضته مش كدا 
هزت رأسها بالإيجاب فانحنى وانزل ابنته من فوق يه هاتفا 
_ أنا هطلع أطمن على جدو ياحبيبتي وخليكي هنا مع ماما 
زمت شفتيها بعبوس وتمتمت 
_ اجي معاك يا بابي
عدنان بلطف 
_ لا خليكي هنا اسمعي الكلام ياهنون 
عبست وأماءت برأسها في موافقة مقتضبة لينحنى عليها
ويطبع قبلة سريعة فوق شعرها ثم ينتصب ويقود خطواته الطبيعية للطابق الثاني حيث غرفة نشأت وسط نظرات جلنار المتعجبة من رفضة لبقاء الصغيرة معهم ! 
طرق عدنان عدة طرقات خفيفة فوق الباب فسمح صوته يسمح بالدخول فتح

________________________________________
الباب ودخل ثم أغلقه خلفه اعتدل نشأت في جلسته فور رؤيته له بينما الآخر فاقترب وجلس على المقعد القريب منه وتمتم بجدية 
_ الف سلامة عليك
يا نشأت 
نشأت بنظرات دقيقة وقلق 
_ قولت لجلنار حاجة ياعدنان 
ابتسم ورد بالرفض في خفوت 
_ لا هحترم رغبتك ومش هقولها بس لازم تقولها
تنهد نشأت الصعداء بأسى وتمتم في ابتسامة مريرة 
_ يمكن تكون دي أيامي الأخيرة فمش حابب اعيشها في قلق وحزن مع بنتي بعد ما سامحتني أخيرا الحمدلله هقولها بس مش دلوقتي 
لأول مرة يبتسم له عدنان بصفاء وإشفاق متمتما بضحكة ممازحة 
_ عمر الشقي بقي متقلقش مش ھتموت ياحمايا الغالي
ضحك نشأت مغلوبا منه ثم هتف بنظرة شرسة 
_ مبقتش الغالي خلاص صدقني لو زعلت جلنار أو اشتكت منك في حاجة قول على نفسك يا رحمان يا رحيم ياعدنان
قهقه الآخر بصوت عالى نسبيا ثم رد في برود غامزا بخبث 
_ هسمحلك تهددني بس يارزاي عشان التطورات دي عجباني وعشان كمان ده مش هيحصل
طالعه نشأت بنظرة جانبية لئيمة ومبتسما ثم
باللحظة التالية انفتح الباب ودخلت جلنار وكانت خلفها الصغيرة التي أصرت على الذهاب معها أشار لها نشأت بابتسامة دافئة أن تدخل ففعلت واقتربت منهم لتقف في مساحة بالمنتصف بين مقعد عدنان وفراش أبيها وتنقل نظرها بينهم بشك حتى سألت بجدية 
_ في إيه 
تبادلوا الاثنين النظرات بتصنع عدم الفهم حتى رد نشأت باسما 
_ مفيش حاجة ياحبيبتي 
عقدت يها أسفل صدرها وطالعتهم بثبات تقول في غيظ 
_ يعني مفيش اتفاق جديد من ورايا ومخبين عني مثلا
!
ضحك عدنان بخفة ثم رد بالإيجاب 
_ في !
تقوست ملامح وجهها بدهشة بسيطة ثم أخذت تنقل عينيها بينهم ببشائر ڠضب تلوح فوق صفحة وجهها الناعمة وتنتظر منهم أن يفسروا لها نوع الاتفاق هذا حتى سمعت زوجها يكمل بابتسامته العبثية والماكرة لنشأت 
_ كان بيهددني إني لو زعلتك مش هيرحمني
لان تشنج عضلات وجهها وارتخت تماما لتعود وتتبادل النظرات بينهم باستغراب لكن بالنهاية تأففت بعدم حيلة منهم 
هتف نشأت محدثا عدنان 
_ خليك هنا الليلة مع جلنار وهنا ياعدنان 
رد بعبث وبرود متعمد ليثير أعصاب الآخر 
_ sure 
ياحمايا مش هسيب مراتي
تم نسخ الرابط