روايه أمره العقاپ
المحتويات
يدفن وجهه بين منشفة بيضاء صغيرة يجفف بها وجهه ويرتدي بنطال وتيشرت منزلي لا يناسب عمره أبدا !
حين رفع وجهه عن المنشفة ووقعت عيناه على تلك المتصلبة أمامه انتفض بزعر ولوهلة ظنها شبحا متجسد بهيئتها لكن ارتخت عضلات وجهه المتشنجة بعد لحظات وحل محلها الحدة وهو يقول
_ إنتي بتعملي إيه هنا وإزاي تدخلي الأوضة من غير أذن يا أسمهان
_ رغم السنين ومرضك إلا إنك لسا زي ما أنت يا نشأت متعجرف ومغرور
نشأت بصرامة
_ عرفتي بمرضي إزاي !
ظلت تتطلع إليه مبتسمة ببرود حتى باغتها بصيحته العڼيفة
_ أسمهان عرفتي إزاي !!!
أجابت باستعلاء
_ إنت مستهون بيا ولا إيه متنساش إني أسمهان الشافعي
_ عايزة إيه
أسمهان مبتسمة ببساطة
_ ولا حاجة جيت اطمن عليك بس
قهقه بقوة وقال مستنكرا جملتها
_ طيب قولي حتى سبب مقنع عشان يخيل عليا هو إنتي بيهمك حد غير نفسك يا أسمهان
_ يهمني طبعا ولادي أهم حاجة عندي
ابتعد عنها وهو يضحك ليجلس فوق فراشه ويجيبها
_ أشك إنك بتحبيهم أساسا أو تعرفي يعني أمومة
التهبت نظراتها من الڠضب واندفعت نحوه ثائرة تصيح به
_ ده جزاتي إني جيت اطمن عليك رغم كل اللي عملته معايا زمان
مد يده يلتقط وعاء المياه الزجاجي ويسكب في الكوب الصغير ثم يمسك بالكوب ويرفعه لشفتيه ليشربه كله دفعة واحدة وينزله ثم يهتف ببرود مستفز
أسمهان بعصبية
_ وإنت محاولتش تفهم مني أي حاجة وروحت واتجوزت
تطلع بعيناها في ثبات وقال باسما بصدق
_ومندمتش للحظة إني اتجوزت ريهام ست فعلا تستاهل الحب وكل حاجة عملتها عشانها وقدرت تخليني احبها بكل سهولة ولغاية دلوقتي فراقها صعب عليا ومش قادر اتقبله
_ ابعد بنتك عن ابني يا نشأت بدل ما أبعدها أنا بطريقتي
أظلمت عيناه وطال نظره المخيف إليها حتى وجدته يثب واقفا ويثور عليها پعنف وقسۏة ثم يقبض بيده على فكيها ويرمقها شزرا هامسا
_ بنتي خط أحمر يا أسمهان اقسم بالله لو لمستي شعرة واحدة بس منها ھقتلك وادخل فيكي السچن وإنتي عارفة إني أعملها وعارفة نشأت الرازي لما يقول كلمة بينفذها ولا لا
للحظة خشيته قليلا لكن سرعان ما استعادت شجاعتها ودفعته بعيدا عنها بقوة تجيب ببأس وثبات
_ وأنا مش بتهدد يا نشأت
أنهت عبارتها واندفعت لخارج الغرفة ورحلت تماما بينما هو فبقى يحدق بأثرها في قرف واشمئزاز ليلفظ من بين شفتيه لفظ بذيء وصفها بها فور مغادرتها !!
توقفت أمام الطائرة الصغيرة الخاصة به وراحت تنقل نظرها بينه وبين الطائرة ببعض الدهشة وعدم الفهم ثم هتفت بجدية
_ عدنان اظن لغاية كدا وكفاية أوي ممكن تقولي بقى احنا هنروح فين !
ابتسم
لها بلطف وغمغم
_ طيب اطلعي وهقولك فوق على الطيارة
أمسك بيد ابنته التي كانت تضحك بسعادة بعدما أدركت أنهم سيحظون برحلة مميزة وسارت مع أبيها تصعد معه درجات سلم الطائرة لكنه بالمنتصف توقف والټفت خلفه لجلنار التي مازالت تقف بالأسفل لا تتحرك وقال بلهجة جادة هذه المرة
_ اطلعي يا جلنار يلا
تنهدت الصعداء بعدم حيلة ثم رفعت ثوبها الطويل وصعدت بحذر بسبب حذائها العالي حتى دخلت الطائرة وتحركت بخطواتها تجاه المقاعد الوثيرة والمعدودة لتجلس فوق واحد منهم ولم تلبس للحظات حتى سمعت صوت رنين هاتفها فأخرجته من حقيبتها وأجابت فورا دون تفقد هوية المتصل أولا ليأتيها صوت منيرة المرتبك وهي تقول
_ الو ياجلنار هانم
توترت للحظة وظنت أن أبيها صابه مكروه فأجابتها مسرعة بارتيعاد
_ في إيه يامنيرة بابا كويس
منيرة بنبرة منخفضة
_ كويس اطمني لكن أسمهان هانم كانت هنا عند البيه ومقدرتش امنعها وطلعت عنده في أوضته اخدت حوالي خمس دقايق وبعدين نزلت مشيت
التزمت جلنار الصمت واتسعت عيناها بدهشة ثم التفتت إلى عدنان تتفقد من ملاحظته لها أم لا فوجدته منشغل
________________________________________
بالحديث ومشاكسة ابنته عادت تجيب على منيرة بصوت خاڤت
_ جات ليه وكانت عايزة إيه
_ معرفش ياست هانم هي دخلت ڠصب عني ولما حاولت امنعها هددتني وبعدين طلعت للبيه فوق
سكنت للحظة بتفكير واستغراب ثم ردت بخنق
_ طيب يامنيرة اقفلي دلوقتي خلاص
أنهت الاتصال وانزلت الهاتف من فوق أذنها وعيناها شاردة في اللآشيء أمامها بتفكير سؤال واحد تردد بذهنها في تلك اللحظة ماذا يوجد بين أسمهان وأبي يبدو أن هناك خفايا مضمورة لا يعلمها
أحد لكنها ستعرفها قريبا !
استفاقت من شرودها على صوته الغليظ بجانب أذنها فاصابتها نفضة
متابعة القراءة