روايه أمره العقاپ
المحتويات
ثم مدت يدها له وهزته برفق هامسة
_ عدنان عدنان قوم شوف مين بيتصل
أصدر تأفف عاليا بخنق وتمتم بخمول دون أن يفتح عيناه
_ سيبك منه ياجلنار
ثم مد يده للهاتف وكتم صوت الاتصال لم تلح عليه وعادت تكمل نومها من جديد لكن المتصل كان مصر حيث عاد يصدح صوت الهاتف من جديد وهذه المرة أصدرت تأففا قوي واعتدلت في نومها لتقترب منه وتميل من فوقه حتى تلتقط الهاتف وفور رؤيتها للرقم المصري المجهول ضيقت عيناها باستغراب وقلق لتهزه مجددا بقوة وتهتف في جدية
!! قوم ياعدنان رد شوف مين
فتح عيناه بعدما اخترقت أذناه جملتها الأولى واعتدل في نومته بسرعة ليجذب الهاتف من يدها ويجيب
_ الو
وصله صوت نشأت المريب على الجهة الأخرى من الهاتف
_ عدنان تركب الطيارة حالا وترجع إنت وجلنار وهنا
_ في إيه يا نشأت حد جراله حاجة !
نشأت بهدوء مزيف
_ لما تيجي هقولك اعمل زي ما بقولك بس وتعالى حالا
أبعد الغطاء عن جسده وهب واقفا ليجيبه ببعض العصبية بسبب قلقه
_ ما تتكلم يا نشأت في إيه !!
تنهد الصعداء بعدم حيلة ورد مغلوبا بأسف
انتفض قلبه زعرا على أخيه وصاح
_ إيه مستشفى إيه إزاي وامتى حصل الكلام ده !!
نشأت بصوت رجولي حازم
_
________________________________________
مش وقته يا عدنان تعالى وهفهمك كل حاجة لما توصل أنا في المستشفى معاه دلوقتي
لم يجيبه وانزل الهاتف والقى به فوق الفراش ليندفع نحو الحمام مهرولا لكن جلنار قبضت على ه وسألته بفزع
_ آدم جهزي الشنط والبسي إنتي وهنا فورا عشان هنرجع دلوقتي
شعرت بوغزة ألم وخوف عندما سمعت اسمه و استحوذت عليها صډمتها لبرهة حيث بقت متسمرة بأرضها لدقيقتين كاملتين حتى بالأخير استعادت وعيها واندفعت إلى الخزانة وجذبت الحقيبة تضعها فوق الفراش ثم تخرج الملابس من الخزانة وتضعها في الحقيبة بعشوائية وعدم تنظيم أما ذلك العضو الذي في يسارها فلا يتوقف عن الدق پعنف من فرط القلق والهلع
اقترب نشأت بخطواته من تلك المسكينة المنزوية في أحد الأركان بمفردها وترفع كفيها أمام أنظارها تتطلع بيديها المتلطخة بدمائه وتبكي بحړقة !!
جلس بجوارها وهمس في خفوت ونظرة مشفقة عليها
_ قومي يابنتي اغسلي ايدك ووشك متقلقيش إن شاء الله هيطلع بالسلامة
تطلعت مهرة بنشأت رغم أنها لا تعرفه لكنها رمقته بوهن وقالت پبكاء
رفع كفه ورتب على كتفها بلطف متمتما في صوت رزين
_ ادعيله وبإذن الله هيطلع من العمليات ويرجع زي الأول واحسن
تطلعت في يديها بعدم وعي وراحت تبكي بشدة وتقول
_ قولتله يبعد عني مسمعش كلامي أنا كنت حاسة أنه هيتأذي بسببي عشان كدا كنت ببعده أسمهان مش هي وحدها السبب
ضيق عيناه بحيرة فور سماعه لاسم أسمهان وكان سيهم بطرح سؤاله لكنه لمح أسمهان تهرول من بداية ردهة الطابق بهلع ودموعها تملأ وجهها كله استقام واقفا وتقدم لها حتى وصل لها فوجدها تردف بړعب غير طبيعي وبكاء حار
_ ابني يا نشأت ابني جراله إيه أنا عايزة اشوفه واطمن عليه
امسكها من يها ليهدأها وينظر في عيناها بقوة هاتفا
_ اهدي يا أسمهان مينفعش تشوفيه هو في العمليات دلوقتي
كأنها لم تسمع كلمة واحدة مما تفوه به حيث حاولت إبعاده عنها وصاحت باكية
_ أنا لازم اشوفه مين اللي عمل فيه كدا
ابني
لو جرالته حاجة مش هقدر اعيش من غيره
جذبها بقوة حتى تقف وتستوعب ما يقوله حيث هدر بلهجة مرتفعة نسبيا
_ هيبقى كويس يا أسمهان اهدي مينفعش كدا خليكي قوية وان شاء الله هيقوم بالسلامة
نبرته ايقظتها قليلا لكن نظراتها لا تزال تائهة فقالت پألم وصوت مرتجف
_ أنا مليش غيره هو وعدنان أنا عايزة اشوف ابني يا نشأت ابوس إيدك خليني اشوفه
لانت حدة نبرته وظهر الدفء في نظراته مشفقا عليها ليملس فوق ها بحنو ويهمس
_ اخليكي تشوفيه إزاي بس مينفعش استهدي بالله وادعيله هو اكتر حاجة محتاجها دلوقتي الدعاء
لا تتوقف عيناها عن ذرف الدموع بغزارة وعلى حين غرة ارتمت بين يه تبكي بنحيب مرتفع وسط همسها
_ يارب يارب احفظ لي ابني
كان عدنان بالسيارة أمام مقر المستشفى بالقاهرة ونزل ليقود خطواته شبه ركضا للداخل ولحقت به جلنار وهي ممسكة بيد صغيرتها
معها التي تستمر بطرح الأسئلة على أمها في خوف من الأجواء المشحونة بالتوتر وحالة والدها الغريبة !!
انتبهت أسمهان لابنها وهو يهرول باتجاههم فهبت واقفا وفور وصوله عانقته بقوة تهتف بصوت مرتجف
_ آدم لغاية دلوقتي مطلعش
متابعة القراءة