روايه أمره العقاپ
المحتويات
من العمليات يا عدنان ابني بيضيع مني
اتسعت عيناه پصدمة وراح يتجول بنظره بينها وبين نشأت ثم قال
_ ازاي مطلعش لغاية دلوقتي ده ليه اكتر من أربع ساعات
ازداد نحيبها وبكائها أكثر بين يه ليضمها إليه أكثر ويتمتم في حنو وثبات مزيف
_ اهدي ياماما اهدي ان شاء الله خير ويطلع الدكتور دلوقتي يطمنا عليه
ابتعد نشأت عن ابنته حين أشار له عدنان أن يأتي معه ليتحدثوا بعيدا عن مسامعهم بينما جلنار فبقت واقفة تتطلع بأسمهان بتدقيق ولوهلة شعرت بالإشفاق عليها فهي أيضا أم وتدرك جيدا حجم ألمها الآن ! حثتها عاطفتها الامومية على مواساتها فاقتربت وجلست بجوارها ثم رفعت كفها وملست على كتفها برفق هامسة
اطالت أسمهان النظر إليها بصمت في وجه خالي من المشاعر ثم ابعدت يدها عنها وردت بخنق
_ متشكرة على اهتمامك يابنت الرازي
لوت جلنار فمها بعدم حيلة ومالت برأسها للجهة الأخرى تقول في ابتسامة ساخرة
_ مفيش فايدة يا أسمهان الحق عليا إني حاولت اواسيكي واهديكي شوية قولت اكون أنا اللي احسن منك رغم كل اللي عملتيه معايا
حمراء من فرط البكاء
_ وتواسيني ليه أنا ابني كويس وهيطلع بالسلامة وزي الفل اجلي المواساة وسبيها عليا أنا لما اخلص عدنان منك سعتها أنا اللي هواسيكي
استقامت جلنار واقفة وطالعتها مشفقة وباستنكار تقول
_ أنا حقيقي بشفق عليكي إنتي لا يمكن تكوني طبيعية !
ابتعدت عنها وقادت خطواتها تجاه الحمام وفور دخولها تركت العنان لدموعها
________________________________________
ليس فقط خنقا من كلمات أسمهان ولكن أيضا خوفا وحزنا على آدم !!
خرجت بعد دقائق قصيرة وكانت في طريقها للعودة قبل أن تلمح مهرة وهي تجلس بركن منعزل وتحدق في اللآشيء أمامها بنظرات تائهة وعيناها تذرف الدموع بصمت
تحركت نحوها ببطء حتى جلست بجانبها اخفضت نظرها ليديها المتلطخة بالډماء وطالت التحديق بهم حتى تنهدت بعمق وهمست بصوت مخټنق
رأتها تهز رأسها بالنفي دون أن تحيد بنظرها إليها فالتصقت بها ولفت ها حول كتفيها ترغمها على الوقوف هامسة
_ طيب تعالى نروح الحمام وتغسلي إيدك ووشك مينفعش تفضلي قاعدة كدا
خرج صوتها المبحوح والضعيف تقول
_ هو مسمحليش ابعد عنه لما أنا رفضته ودلوقتي أنا مش هسمحله يسيبني ملحقش يسمعني ويعرف إن أنا كمان بحبه قالي بحبك ياجلنار وكانت آخر كلمة اسمها منه أنا السبب في اللي حصله
_ إنتي ملكيش ذنب يامهرة وهو مش هيسيبك ياحبيبتي ولما يفوق هتقوليلوا بنفسك إنك بتحبيه كمان
أرتجف صوت مهرة المحتقن وهي تجيبها پبكاء صامت
_ نظرته ليا لا يمكن انساها قالي بحبك كأنه بيودعني أنا مش هستحمل اخسره هو كمان مش هقدر اتحمل ألم فقدان جديد
اجهشت جلنار في البكاء فراحت تفرد يها وتعانقها بقوة لتسمع صوت نحيبها وبكائها المرتفع وسط صوتها الموجوع
_ وحشني وعايزة اشوفه أنا مكنتش أتخيل إني بحبه بالشكل ده
ملست جلنار على ظهرها بحنو وهمست من وسط بكائها باسمة
_ وهو بيحبك جدا تعرفي إنه طلب مني اكلمك عشان اخليكي مبتعدهوش عنك وكان خاېف جدا يخسرك وقف قصاد مامته عشانك وأنا متأكدة أنه مش هيسيبك
ازدادت حدة بكائها بين يها وجلنار رغم كل شيء
مازالت تحاول البقاء ثابتة حتى الآن لكن فجأة انتفضت مهرة وابتعدت عن جلنار حين سمعت صوت أسمهان الملتهب وهي تصيح بها
_ إنتي بتعملي إيه هنا !!
لم
تجيبها مهرة وبقت تتطلعها بصمت حتى وجدتها تنحنى عليها وتجذبها من ها پعنف صاړخة بها
_ اطلعي برا مش عايزة اشوف وشك هنا واياكي تقربي من ابني تاني أبدا فاهمة ولا لا
وثبت جلنار واقفة ونزعت مهرة من قبضة أسمهان ثم حدقتها پغضب وهتفت
_ إيه اللي بتعمليه ده !!
ثم جذبت مهرة من ها واوقفتها خلفها لتصمد هي بثبات أمام أسمهان هاتفة بانفعال وعصبية
_ إنتي إيه مفيش في قلبك رحمة مش مكفيكي المشاكل اللي عملتيها بيني أنا وعدنان ومحاولاتك إننا ننفصل كمان حتى آدم مش عايزة تسبيه يعيش براحة وسعادة مع البنت اللي بيحبها
رمقت مهرة شزرا وصاحت
_ البنت اللي بيحبها !!! ابني في العمليات ليه اكتر من أربع ساعات بسببها دلوقتي هي دي اللي بيحبها !!
وصل عدنان ونشأت على أثر صوتها فاندفع إليها بسرعة يهتف في سخط هادر
_ احنا في إيه ولا إيه دلوقتي ده وقت خناق ياماما احنا في مستشفى !!
أشارت بسبابتها على مهرة وهتفت پغضب
_ البنت دي تمشي وتغور من هنا مش عايزة اشوف وشها قدامي
ردت مهرة بثبات ونبرة محتقنة بالدموع
متابعة القراءة