روايه أمره العقاپ
المحتويات
فوق كفها أكثر ويقول بلهجة رجولية نابعة من صميمه
_ مفيش حاجة تقدر تخليني ابعد عنك أنا بحبك بجد يامهرة ومش هسمحلك تسيبني أو تفارقيني
رفعت رأسها ورمقتها باسمة بعينان لامعة وسط دموعها وكأنه طوق النجاة التي عثرت عليه أخيرا في أعماق الظلام بينما هو فابتسم لها بحب ورفع كفها لقمه يلثم ظاهره برقة متمتما
اتسع ثغرها بنظرات عاشقة ووجهها ممتلئ بالدموع إلا أنها أماءت له بالموافقة عدة مرات متتالية في سعادة ليضحك هو بخفة ثم يمد يده في جيبه سترته ويخرج ورقة مطوية
أدارها نحوها لتحدق بها مذهولة ثم يهتف هو باسما ببساطة
_ مش هي دي الورقة اللي خلاكي تمضي عليها ڠصب وكانت قلقاكي ومخوفاكي !
انهى عبارته وراح يمزقها
أمام عيناها إلى قطع صغيرة ويتمتم بخشونة
_ ملهاش أي تلاتين لزمة وكأنها مش موجودة أساسا
_جبتها ازاي يا آدم !
غمز لها بمداعبة وقال مازحا
_ إيه إنتي مستهونة بآدم الشافعي ولا إيه !
زفرت رأسها بعدم حيلة مبتسمة أما هو فقد القى بجزئيات الورقة الصغيرة في سلة القمامة بجوارهم مبتسما ليجدها تمسك بيده فجأة ټحتضنها بقوة وتطلعه بامتنان وغرام وفرحة فيبادلها نفس نظرة الغرام الرائعة
كانت تكمن بغرفتها منذ الصباح لم تخرج حتى أن صغيرتها قضت معها تقريبا اليوم كله دون الابتعاد عنها والأخير نامت فوق فراش أمها
كان
________________________________________
عليها أن تدرك أنهم ثنائي كتب له الفراق والنهاية الحزينة ! هو لن ينسى عشقه لزوجته السابقة وهي لن تتمكن من الاستمرار بمرتبة ثانية ! أخطأت حين سامحت وتراجعت عن الفراق والآن يجب أن تصلح خطأها قبل فوات الآوان
_ مش ناوية تقوليلي إيه اللي حصل ياجلنار بينكم !
أردف بخفوت
_ محصلش حاجة يابابا أنا بس أدركت إني غلطت لما كملت كان لازم افهم من البداية أننا مينفعش نكمل مع بعض تاني لأني مش هقدر انسى الماضي ولا هو هيقدر ينسى
_ ومرة واحدة كدا ادركتي الكلام ده
من غير سبب يعني !!
تطلعت لأبيها في قوة وقالت بثبات مزيف
_ إنت مش وعدتني يابابا إني لو عايزة اتطلق هتطلقني منه وأنا دلوقتي بقولك عايزة اتطلق من عدنان أنا وهو مش هينفع نكمل مع بعض هو لسا بيحب فريدة وأنا مش هقدر استحمل
أردف نشأت بدهشة بعد جملتها الأخيرة
_ لسا بيحب فريدة !
_أيوة يابابا أنا واثقة أنه لسا بيحبها مش قادرة اثق فيه أو إنه ممكن ميخذلنيش تاني خاېفة أثق فيه ويجرحني مبقيش عندي طاقة إني اضغط على كرامتي من تاني واستحمل كفاية أوي كرامتي اللي اتهدرت لسنين في الأرض مش هاجي على نفسي تاني اكتر من كدا
احتقنت أعين نشأت الذي هتف بلهجة صارمة وجادة كلها وعيد
_ لو كلامك طلع بجد وهو لسا بيحب مراته ومش بيحبك سعتها مش هخليكي على ذمته ليلة كمان
هتفت بعناد وصوت مبحوح وسط عيناها التي تجمعت
بهم الدموع
_ بابا أنا تعبت عايزة ارتاح واعيش في راحة من غير تفكير وخوف وقلق تلت سنين وأنا بټعذب من الإهمال والوحدة والحزن محتاجة اتنفس شوية صدقني قرار الطلاق نهائي المرة دي ومش هتراجع عنه
رفع يده وملس فوق شعرها بدفء وقال
_ طيب ياحبيبتي ارتاحي انتي النهارده وبكرا نبقى نتكلم وخليكي واثقة إني هكون جمبك ومعاكي في قرارك مهما كان أنا مبقيش في حاجة تهمني غير راحتك دلوقتي
ابتسمت له بحب ومالت عليه تعانقه بقوة مردفة في رقة وحزن
_ شكرا يا بابا !!!
فتح عدنان باب المنزل ودخل ثم قاد خطواته الهادئة إلى الدرج حتى يصعد للطابق الثاني ويتجه لغرفته السكون الغريب يغيم على المنزل رغم أن تلك هي العادة إلا أن الليلة شعر بشيء مختلف لكنه تجاهل ذلك الشعور وأكمل طريقه للأعلى
اتجه أولا لغرفة ابنته حتى يطمئن عليها فلم يجدها بفراشها غضن حاجبيه بتعجب ثم غادرت غرفتها واتجه إلى غرفته بعدما ظن أنه سيجدها نائمة بجوار أمها في فراشهم لكنه تسمر مكانه حين دخل ولم يجد لهم أثر أيضا
راح يبحث عنهم بأرجاء المنزل كله وهو ينده بصوته المرتفع دون أن يحصل على إجابة تسلل الړعب لقلبه من أن يكون صابهم مكروه في غيابه وراح يمسح على شعره بقوة في قلق ثم أخرج هاتفه وبدأ يجرى اتصالاته به التي انتهت كلها بعدم الرد
اندفع مرة أخرى لغرفته وأثناء مروره من جانب الخزانة لمح الباب
متابعة القراءة