روايه أمره العقاپ
المحتويات
أمها ليست منتبهة لها فقالت پغضب طفولي
_ مامي إنتي مش سمعاني !!!
فاقت على أثر صيحة ابنتها لتبتسم بحنو وتجيبها محاولة تفادي خطأها
_ لا يامامي سمعاكي طبعا أنا بس سرحت شوية أنا آسفة
زمت شفتيها بخنق والقت بجسدها جالسة فوق الفراش عاقدة يها أمام صدرها بتذمر هاتفة
_ أنا عايزة ارجع بيتنا احنا امتى هنرجع !
خفوت حزين
_ احنا هنقعد هنا يا حبيبتي مع جدو مش هنرجع البيت
اتسعت عينان الصغيرة پصدمة لتهتف باستياء بسيط في البداية
_ لا أنا عايزة اقعد في بيتنا مع بابي
أدمعت عيناها پألم فليتها تتراجع عن قرارها لكن الفراق سيكون أفضل للجميع وهو الحل الوحيد
احتضنت كف ابنتها الصغير ورفعته لشفنيها تقبله بنعومة ثم تهمس بنبرة مهمومة
_ بابي هيجي كل يوم ياحبيبتي يقعد معاكي زي ما إنتي عايزة
رسخت بعقلها فكرة واغلقت على عقلها الصغير حتى لا يتقبل أي فكرة مغايرة حيث صاحت پغضب وقد بدأت عيناها الرقيقة تذرف الدموع وهي تهتف محتجة على قرار أمها
أنهت كلماتها وهي تبكي بقوة وسط محاولات جلنار لتهدئتها التي انتهت جميعها بالفشل ولم تكن تدري أنه يقف خلف الباب يستمع لحديثهم وفور بكاء ابنته فتح الباب ودخل
صابتها الدهشة للحظة بينما الصغيرة فتوقفت فورا عن البكاء وصاحت بفرحة وسط دموعها التي تملأ وجهها
_ متعيطيش ياروح بابي أنا جمبك أهو ولا يمكن اسيبك
هنا بحماس وأمل طفولي
_ بابي احنا هنرجع البيت
أخذ نفسا عميقا ثم القى نظرة ذات معنى على جلنار وأجاب بجدية
_هنرجع ياحبيبتي هنرجع !
ظلت جامدة تماما لم تبدي أي ردة فعل حتى قالت بالأخير بعد دقائق قصيرة توجه حديثها لصغيرتها
تنهدت الصغيرة بعدم حيلة وهزت رأسها امتثالا لوالدتها ثم تطلعت لأبيها وقالت بلهجة تحذيرية
_ بابي اوعى تمشى !
_ متقلقيش يابابا مش همشى
نزلت من فوق قدميه وقادت قدماها الصغيرة للخارج حتى غادرت تماما ظل عدنان يتطلع بجلنار في صمت يتابعها وهي تتحاشى النظر إليه عمدا فقال بحنق
________________________________________
اعتقد إن دلوقتي تقدر نتكلم بهدوء وإنتي كمان أكيد هديتي
جلنار بصوت خاڤت دون أن تتطلع إليه
_ أنا بلغتك بقراري إمبارح
استقام واقفا ليقول بلهجة ساخطة
_ وأنا قولتلك لما تهدي نتكلم
وضعت عيناها بخاصته أخيرا لتقول بقوة وثبات متصنع
_ هنتكلم في إيه ياعدنان كل حاجة منتهية من زمان أوي أنا بس اللي قررت أخوض حرب أنا مش عارفة إذا كنت هطلع منها خسرانة زي كل مرة ولا لا
عدنان باسما بنظرة مريرة كلها عتاب
_ وطلعتي إيه خسرانة !!!
ردت بعينان دامعة
_ علاقتنا اللي خسړت صدقني احنا مش هينفع نكمل مع بعض ياعدنان أنا مش قادرة انسى وإنت مش هتقدر
هاجت عواصفه من فرط الغيظ فصاح بها منفعلا
_ مش هينفع ليه !! معقول عايزة تنهي كل حاجة بينا عشان مجرد كلام ملوش أي أساس من الصحة ومش صحيح
لم تخشى ثورانه بل بالعكس استشاطت هي الأخرى لتصرخ به بعصبية وبكاء
_ إنت لسا بتحبها ياعدنان ومش هتقدر تنساها ولو الزمن رجع بينا وخيروك بيني وبينها كنت هتختارها وأنا مش هقدر اكمل وأنا عارف إن لسا في مشاعر بقلبك ليها صدقني أنا تعبت ياعدنان من القلق والخۏف وعدم الاطمئنان عايزة اعيش حياتي في راحة بدون مشاكل توجع قلبي وترهقني نفسيا
_ والمشاكل ده مش هتخلص غير لما ننفصل صح ! مش هو ده اللي عايزاه جلنار أنا مش بحب غيرك فريدة انتهت ومعدش ليها وجود في
حياتي وفي قلبي أنا بحبك إنتي والمشاكل دي كلها بسبب عدم ثقتك فيا إنك معندكيش استعداد تحاولي تثقي لذرة واحدة حتى
جلنار بصوت باكي وهي تجفل نظرها أرضا
_ الثقة صعب إنها ترجع بسهولة والثقة اللي بينا مهدومة من زمان
سكن للحظات دون أن يتحدث حتى اقترب منها واختضن يديها برفق يهمس في رجاء بنبرته ونظرته
_ نبدأ من أول وجديد وكل اللي اتهد نبنيه من تاني ياجلنار ارجوكي بلاش تعاقبيني العقاپ القاسې ده
_ أنا مش بعاقبك ياعدنان ده القرار الصح اللي المفروض كان يتاخد ويتنفذ من زمان
تطلع بها بتدقيق لبرهة من الوقت قبل أن يسألها بحدة وضيق
_ المفروض أنا اللي أسألك إذا كنتي بتحبيني بجد ولا لا
سكتت ولم تجد ما تجيبه به إن أكدت سؤاله بنعم فحينها لن تتمكن من تحقيق رغبتها في الانفصال هي فاقدة الثقة به تقسم له أنها جاهدت ومازالت
تجاهد في الوثوق به ولكن بكل مرة تأتي الظروف والمواقف وتعود بها لنقطة الصفر
متابعة القراءة