روايه أمره العقاپ
المحتويات
بخطواته إلى الداخل عندما رفع نظره للأعلى وتطلع بها أجفلت نظرها بسرعة بعيدا عنه فيزفر هو مع ابتسامة مستنكرة منه ثم يكمل طريق للداخل
طرق عدة طرقات على الباب وبعد لحظات فتحت له بدرية التي رحبت به ترحيبا حارا وفور دخوله رأى صغيرته تجلس فوق مقعد صغير يناسبها وأمامها طاولة قصيرة مقاربة لطول قامتها الصغيرة وتمسك بيده قلم ألوان تخط به رسمها الطفولي فوق الورق وحين لمحت أبيها وثبت واقفة بفرحة وصاحت پجنون وهي تركض نحوه
ظهرت الضحكة بوضوح في لحظة فوق ثغره العابس وانحنى للأمام حتى يلتقط صغيرته التي تأتي إليه ركضا وفور وصولها حملها فوق يه ولثم وجنتيها وشعرها بعمق متمتما في شوق وصوت عاجز
_ وحشتيني أوي ياهنايا
ردت الصغيرة برقة وابتسامة تسرق العقل
أردف معتذرا بصدق وحزن
_ أنا آسف ياروح بابي كان معايا شغل بس خلاص من هنا ورايح كل يوم هجيلك
نزلت من فوق يه وشبكت يدها الصغيرة بكفه الضخم تسحبه معها نحو طاولتها متمتمة
_ تعالى بص رسمت إيه !
طويل وجدها تلتقط الورقة وترفعها أمامه تسأله بحماس طفولي ونعومة
_ حلوة
تلاشت ابتسامة وجهه فور تمعنه في الرسمة حيث رأى رجل وامرأة وبينهم بالمنتصف طفلة صغيرة وقبل أن يدرك الرسمة كانت هي تهتف بعينان لامعة تشير على كل شخص بالرسمة
شرد للحظة بأسى وحسرة ثم ابتسم لها ومال يجلس القرفصاء أمامها مردفا بغمزة مشاكسة وساحرة
_جميلة أوي يابابي بعدين أي حاجة بتعملها هنون والأيد القمر دي لازم تطلع حلوة
أبعد ابنته عنه ببطء حين سمع صوت خطوات تهبط الدرج فالټفت برأسه تجاهه ليجدها هي تنزل برقة مرتدية ثوب أبيض طويل وبحمالات رفيعة منحدرة بفتحة مثلثية صغيرة عند الصدر لكن لا تظهر داخلها رغم أنها لا ترتدي شيء مختلف عن عادتها في الملابس إلا أن مظهرها حبس أنفاسه والهب نيران شوقه لها فبقى يتمعنها بشرود حتى سمع صوتها الناعم
تطلعها مطولا بنظرة متفحصة رغم نيرانه الداخلية إلا أنه
أظهر الجمود وهو يجيبها
_ كويس وإنتي
اكتفت بهز رأسها وابتسامة خاڤتة كإجابة على سؤاله بأنها بخير بينما هو فعاد وانشغل بالحديث مع صغيرته يمزح معها ويداعبها بحنو وبين كل
لحظة والأخرى كان يخطف النظرات خلسة لها دون أن تنتبه أما هي فبعد دقائق معدودة استقامت واقفة وكانت على وشك الرحيل لكن صوت رنين هاتفه جعلها تتوقف كنوع من الفضول وحين أخرج الهاتف وأجاب بنبرة طبيعية
قال تلك العبارة فقط وهب واقفا بعد أن خطڤ قبلة سريعة من وجنة هنا وابتعد يغادر المنزل ليتحدث بالخارج وسط نظراتها المشټعلة له وهي ترفع حاجبها مغتاظة جاهدت في البقاء ثابتة وغير مبالية بأمره على عكس داخلها الذي يشتعل ولوهلة رغبت بأن تندفع إليه وتسأله من تلك الفتاة ولكن بأي حق ستسأله بعد طلاقهم وبالأخص أنها هي من أصرت على الانفصال ونفذت مطلبها بالنهاية !
ظلت ساكنة
مكانها دون حركة وعيناها عالقة على الخارج تتابعه من النافذة المفتوحة وهو يتحدث مع تلك الفتاة وتارة يضحك وتارة يتحدث بجدية وعلى الجانب الآخر كانت ابنتها تحدثها وتشرد لها حكايتها الطفولية وهي مرة تجيب ومرة يكون كامل
________________________________________
تركيزها منصب عليه لتخرج منها همسة بالأخيرة ساخرة وهي تبتسم
_ ومتتكلمش ليه جمبنا طلعت برا ليه ولا هو الموضوع مهم للدرجة !
بقت تأكل في نفسها من الغيظ والغيرة حتى عاد بعد دقائق فاستقرت في عيناها نظرات كلها امتعاض وخنق تصنع أنه لم يلاحظها وتجاهلها تماما ثم عاد لابنته وسأله عن جدها نشأت فاخبرته أنه ليس بالمنزل وخرج منذ الصباح الباكر
كانت تمنع عيناها من النظر إليه بڼارية عنوة ورغما عنها ټخونها النظرات وتتطلع إليه حتى بالأخير وجدت أن أفضل حل هي أن تبتعد وتصعد لغرفتها فلا فائدة من البقاء بمكان هو موجود به لقد انفصلا وقد انتهى كل شيء !
توقفت وقبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام انتابها دوار شديد للحظة جعلها ترتد للخلف وكانت على وشك أن تسقط لولا يديه التي احاطتها بإحكام فحدقته مذهولة ورأت وجهه مشوشا بالبداية لكن عادت الرؤية لوضعها الطبيعي بعد ذلك وسمعت صوته القلق ونبرته الدافئة يسأله
_ جلنار إنتي كويسة !
فركت جبهتها بلطف وتمتمت بصوت خفيض
_ كويسة أنا هطلع ارتاح في أوضتي فوق شوية
تحركت وبعد خطوات بسيطة عاد الدوار من جديد ولحسن حظها هذه المرة أنها كانت بالقرب من الحائط فاستندت عليه وباللحظة التالية فورا وجدته خلفها يهمس بغلظة صوته الرجولي
_ مش
متابعة القراءة