روايه أمره العقاپ
المحتويات
في إيجاب وهي تبتسم في سعادة ورقة تابعته بنظراتها حتى غادر لتعود وترفع كفها لبطنها تتحسسها بفرحة تغمرها بالكامل !
كانت نادين بغرفتها تستعد كأي عروس اليوم هو الأخير قبل يوم الزفاف الذي سيكون غدا كانت تجلس فوق فراشها ووجهها كله من اللون الأسود بعد أن قامت بوضع إحدى الكريمات الطبية المخصصة لتفتيح البشرة وبيدها اسمك زجاجة مانيكير لونه احمر وتدهن أظافرها بدقة شديدة حتى لا تنحرف يدها خارج إطار أظافرها وتخرب شكل أصابعها
_ ياخالة تعي شوفي شو رأيك بهاد اللون
أنهت عبارتها وبتلقائية رفعت رأسها لتنظر للخالة لكنها دهشت بحاتم الذي يقف متسمرا وملامحه شبه مذعورة
_ حاتم
شو عم تسوي هون اطلع لبرا هلأ فورا الخالة فاطمة مو نبهت عليك إنك ممنوع تشوفني اليوم
حاتم بصوت منخفض دون أن يصل لأذنها
تنحنح بسرعة واقترب منها ليقف خلفها ويهمس شبه ضاحكا بسخرية
_ نادين ياحبيبتي إيه اللي عملاه في وشك ده
نادين بغيظ دون أن تلتفت له
_ هادي أشياء ما بتفهمها شو دخلك إنت !!
أجاب بضحكة مكتومة حتى لا يثير چنونها أكثر
كمان حبيبتي إنتي قمر وحدك مش محتاجة إيه لزمة الكلام ده !
من فرط غيظها كانت ستتلفت له وټنفجر به لكنها تراجعت وردت باقتضاب وڠضب
_ هايدي طقوس بتسويها أي عروس شو بيفهمك إنت بهاي الأشياء !
حاتم بيأس وحنق حقيقي
_ حرام عليكي يانادين ده انتي نشفتي ريقي لغاية ما سامحتيني ولما ادخل عشان اشوفك الإقيكي كدا والله نفسي ابوسك بس خاېف
_ لك بيكفي وقاحة ياقليل الأدب يلا اطلع لبرا
ضحك وأمسك بيديها ليرفع أحد كفيها لشفتيه يلثم ظاهره ثم يهمس مشاكسا إياها
_ يعني ملقتيش غير الماسك ده طيب حطي واحد لونه عادي مش حاطة أسود ده أنا من الخضة قطعت الخلف
_ ياعيني اسم الله عليك من الخضة ياكوكي
رمقها بنظرة مستنكرا ردها ورافعا حاجبه ثم رد مغتاظا
_بتتريقي !! ده بدل ما تقوليلي بعد الشړ عليك ياحبيبي !!
استمرت في دفعه وهي تضحك بصمت وتقول بنفاذ صبر مزيف
_ لبرا ياحاتم مو وقتك هلأ أنا ماني فاضيتلك !!
دفعته أخيرا خارج الغرفة وأغلقت الباب فسمعته يهتف من الخارج بوعيد حقيقي وغيظ
_ مش فاضيالي ! ماشي هو كلها يوم يانادين وبعدين تفضيلي ڠضب عنك وابقى افتكري عشان وقتها هتشوفي الوقاحة على حق
ضحكت بصوت مرتفع هذه المرة وردت عليه من بين ضحكها
_ لك انقلع يامجنون قبل ما حدا يشوفك
أنهت عبارتها وبقت واقفة خلف الباب تنتظر منه رد لكنها سمعت صوت خطواته وهي تبتعد عن غرفتها فرفعت كفها بفمها تكتم صوت ضحكها من تصرفاته الچنونية والطفولية !
داخل منزل عدنان الشافعي في مساء ذلك اليوم
فتح الباب ودخل وقف للحظة يتنهد بخنق ككل ليلة يعود فيها للمنزل منذ رحيلها هي وابنته بات لا يطيق البقاء فيه لثانية واحدة لكن ذكرياتهم معا هي من تجبره كل ليلة أن يعود إلي المكان الذي قد يجدها فيه حتى لو بمجرد الشعور فقط
يوجد سكون وصمت خانق وكأنه منزل مهجور منذ سنوات لم يعد يسمع به صوت ضحكات هناه التي تعيد الحياة لروحه المنطفئة أو صوت خطوات رمانته وهي تتحرك بخفة في أرجاء المنزل كل شيء ينقصهم وذلك المنزل أصبح كالغابة الموحشة بدونهم عيناه فقدت لمعتها وبات كل شيء
________________________________________
أسود اللون أمام عينيه أما صوت قلبه المشتاق لا يتوقف عن الصړاخ والبكاء روحه المفقودة تتخبط بحثا عن مستقرها بين ين زهرته الحمراء !
صحيح أنها تخلت وهو قبل الهزيمة لكنه مازال لم يتخلى حتى الآن !
تحرك بخطوات بطيئة يصعد الدرج للطابق الثاني حيث غرفته دخل واغلق الباب خلفه ثم بدأ في تبديل ملابسه بعد أن أخذ حماما دافيء واقترب من الفراش ليتسطح بجسده فوقه واضعا يديه أسفل رأسه ويحدق في السقف بشرود وعبوس يشعر بها بكل نقطة في الغرفة رائحتها لا تزال عالقة بأنفه وصوتها يتردد صداه في أذنه
تلك الحمقاء تتهمه بسذاجة أنه لا يحبها وهي لا تدري ما يكنه لها من عشق في ثناياه لو علمت كم
العڈاب الذي يعانيه في فراقها
متابعة القراءة