روايه أمره العقاپ
المحتويات
في حلقها ثم انحنت عليها وطبعت قبلة دافئة على جبهتها متمتمة بعينان دامعة
_ بابي تعبان شوية ياروحي والدكتور قاله لازم يقعد عنده لغاية ما يخف وعشان كدا هو قعد مع الدكتور في المستشفى بس وعد إنه أول ما يبقى كويس هنروح أنا وإنتي ونشوفه
زاد
عبوس الصغيرة وتحول إلى حزن فور سماعها بمرض أبيها ثم قالت بملامح وجه بائسة لا تليق بوجهها الملائكي الصغير أبدا
تمالكت جلنار زمام دموعها بصعوبة وردت عليها مبتسمة بثبات مزيف
_ مش هينفع ياحبيبتي الدكتور قال مينفعش حد يشوفه أول ما يبقى كويس زي ما قولتلك هاخدك ونروحله تمام
هزت رأسها بالموافقة مغلوبة على أمرها ثم طرحت سؤالها الثاني وهي تمعن النظر في وجه أمها وعيناها السابحة في الدموع
أخذت نفسا عميقا في محاولة بائسة منها لمنع دموعها من الأنهمار لكنها فشلت وسقطت دمعة متمردة من عينها ثم هزت رأسها بإيجاب تؤكد سؤال صغيرتها وهي تفرد يها
_ وأنا كمان زعلانة
بتلك اللحظة اڼهارت جميع حصونها الضعيفة وتوالت الدموع على وجنتيها بغزارة لكن دون صوت دموع ألم وخوف وشجن أبدا لم تتخيل أن يأتي يوم وقلبها ينفطر حزنا وخوفا عليه من الفقدان
_ بابي تعبان وماما زعلانة يانينا انتصار
_ بابي تعبان شوية صغنين أوي ياحبيبتي وإن شاء الله هيبقى كويس وزي الفل
ثم ألقت نظرة سريعة على جلنار التي تتابعهم بعيناها وانحنت
على أذن هنا وهمست
التفتت الصغيرة برأسها ناحية أمها ثم عادت بها أخرى إلى الخالة وسألت بحزن به لمسة الاطمئنان
_ يعني بابي هيبقى كويس
_ طبعا هيبقى كويس ياحبيبتي إن شاء الله يلا بس إنتي زي الشطار كدا اجري على السرير ونامي عشان بابي لما يرجع ميزعلش إن هنون بتنام متأخر
الخالة انتصار كانت تعمل خادمة في منزل نشأت الرازي وكانت علاقتها بوالدة جلنار حميمية جدا وتحبها كثيرا ساعدتها في تربية جلنار من الصغر لذلك تعتبرها جلنار والدتها الثانية حتى بعد ۏفاة أمها في سن صغير كانت انتصار دائما بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها
خرجت خلفها وجلسا على
________________________________________
الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة
_ كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي
جلنار برفض
_ مليش نفس يادادا
_ احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار
_ مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة
_ اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم
_ دي حاجة ودي حاجة الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة
_ لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء
_ لا طبعا مش بحبه !!
أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل في الأول والآخر هو أبو بنتي بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار بابتسامة مستنكرة
_ عارفة وعشان كدا مستغربة ! عموما ربنا يقومه بالسلامة يارب
همهمت جلنار
بخفوت وصوت يكاد يسمع
_ يارب
على الجانب الآخر من العالم بمدينة كاليفورنيا بأمريكا
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج الجميع تباعا من الغرفة وقفت نادين وحملت أوراقها واشيائها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يجبرها على الجلوس ويهتف بجدية
_ اقعدي احنا لسا مخلصناش كلامنا
ردت عليه بقسۏة غير معهودة منها
_ بعتقد انو خلص ممكن تترك إيدي
تأفف حاتم بنفاذ صبر ثم هب واقفا واتجه نحو باب الغرفة في خطوات قوية واغلق الباب پعنف ثم عاد لها وهتف بشيء من العصبية
_ نادين أنا خلقي
متابعة القراءة