روايه نذير شؤم

موقع أيام نيوز

على بطاقه ووضعت مع فستان أخضر أنيق وصل لها منذ قليل ..
ابتسمت بحب جارف وهى تخرج الفستان من حقيبته وارتدته فورا فبدى رائعا عليها ..
اوبا ايه الفستان الجامد ده 
قالتها زينب وهى تدلف للغرفه فردت نواره بابتسامه 
يوسف اللى بعته .
ضحكت الأخيره بمرح وهى تقول 
يا سيدى على الحب طيب يلا بقى نعمل الميكب قبل ما العريس يوصل ..
فكانت قد أصرت نواره على أن تكون الخطبه فى شقتها المؤجره بعدما تم تزيينها ..
بعد نصف ساعه ...
دلفت سمر بابتسامه وهى تقول 
العريس وصل .
دلف يوسف بعدها بعدما دق على الباب واستمع إذن الدخول وانسحبت سمر وزينب للخارج ...
وقف أمامها يبتسم بحب ثم قال 
تسحرى زى ما اتخيلتك بالضبط .
ابتسمت بخجل ظهر فى إحمرار وجهها فاستمعت له يقول 
لأ أنا مش عاوزه كسوف انا عاوز أسمع كلمه منك .
نظرت لبدلته الأنيقه وقالت باضطراب 
شكلك حلو اوى .
رحم خجلها فابتسم قائلا 
عيونك الحلوين كنت بتقوليلى فى التليفون إن فى حاجه مهمه عاوزانى فيها .
أومأت وهى تقول 
ايوه بص يا يوسف فاكر يوم ما روحنا لبابك عشان يكلمنا عن موضوع التشاؤم وكده .
أومئ بتأكيد فأكملت 
يومها أنت بنفسك قولت أنك مش ملم بحاجات كتير فى الدين المهم أنا زيك تمام ف حابه أخد منك وعد دلوقتى أنك تساعدنى نعرف دينا أكتر ونحفظ قرآن سوا أكننا لسه فى حضانه وبنتعلم من أول وجديد عاوزه نوعد بعض أننا نساعد بعض ولو فى يوم حد كسل التانى يساعده وياخد بإيده للطريق الصح قولت ايه 
ابتسم باتساع وهو يقول 
طبعا موافق أصلا بقالى فتره بفكر فى الموضوع ده مش طبيعى أكون عندى كل العلم ده بالأعمال الدنياويه وجاهل فى دينى وهخلى الحاج منتصر بنفسه يساعدنا ..
بادلته الإبتسامه بسعاده وهى تقول 
ربنا يحفظك ليا يا يوسف .
ابتسم بخفوت وهو يقول 
كان نفسى أقولك كلمه تانيه بس إحنا قررنا نلتزم بدينا ونبدأ نمشى فى الصح وربنا يسامحنى لما قولتها قبل كده فهقولك ويحفظك ليا .
قصده على بحبك 
_كانت سمر فى مدرستها التى تبدأ ظهرا و يمنى كالعاده عند أهلها لمرض والدها وزينب ذهبت هى اليوم لتجلب عمرو من مدرسته فدلفت هى لشقة رحاب لتنظفها لعدم قدرة سريه على أعمال الشقتين ..
استمعت لغلق الباب وهى تنظف المطبخ وهرولة أحدهم بالخارج خرجت لتجد منتصر يركض بين غرفته وغرفة مكتبه فهتفت بقلق 
فى ايه يا عمى بتجرى ليه 
وقبل أن يجيبها استمعت لدقات سريعه فوق باب الشقه فذهبت سريعا لتفتح فوجدت إبراهيم الذى دلف سريعا وهو يقول لمنتصر بأنفاس متسارعه 
حد كلمك يا حاج ..
رد الأخير پغضب 
كلمونى ومش لاقى الزفت مفتاح العربيه عربيتك معاك 
أومئ بإيجاب فأكمل 
هدخل أجيب فلوس بسرعه أكيد هنحتاجها .
دلف سريعا للداخل وتوقف هى أمام إبراهيم تسأله بفزع 
هو ..هو فى ايه يا إبراهيم 
نظر لها بحزن وآسف وهو يغمغم 
فى حد كلمنا بيقولوا يوسف عمل حاډثه وهو رايح القاهره ..
بهت وجهها يوسف ! لقد كان معها صباحا وأخبرها أن صديق له من المستشفى التى كان يعمل بها فى القاهره توفى ويجب عليه الذهاب لحضور العزاء .. حاډث !
رددت بوجه جامد وكأنها لم تدرك الصدمه بعد 
وحالته ايه 
نظراته لها وصمته كان كفيل بإيصال الإجابه لكنه أكد عليها حين قال 
الى كلمنى بيقولى أنه فى العمليات ..و ..وحالته صعبه ..
يتبع 
نذير ش ؤم
الفصل_الثامن والأخير
خرج منتصر من غرفته يركض تجاه إبراهيم وهو يقول 
يلا أنت لسه واقف عندك !
أفيقت من صډمتها وهى تردد بلهفه 
أنا عاوزه أجى معاكوا يا عمى ..
نظر لها منتصر بضيق ثم ردد باقتضاب 
مش هينفع يلا يا إبراهيم .
نظرت لخروجهما بصمت فلم تجد ما تقوله بعد طريقة منتصر معها ! جلست فوق المقعد الموجود فى الصاله وهى تنظر أمامها بشرود ودموعها تنزل بصمت ترى ما أصاب يوسف وكيف حالته ! أسيأخذه الله منها بعدما تعلقت به وأصبح لها العوض عن كل سئ أصابها سلفا ! خفضت بصرها لدبلته التى تزين إصبعها فوجدت شهقاتها تخرج بعدما كانت تحاول كتمها بكت بحرقه على حظها العاثر الذى لا يجعل فرحه لها تكتمل بكت خوفا من أن تحرم ممن
ارتضاه قلبها آنيسا ظلت تبكى لأكثر من نصف ساعه كامله حتى شعرت بأعينها قد جفت من البكاء توقفت فجأه ووجدت نفسها تخرج من الشقه بل من البيت بأكمله قاصده شقتها ..
وصلت لها فتوجهت فورا للمرحاض وتوضأت ثم ارتدت ما يناسب الصلاه ووقفت بين يدى الله تصلى وتدعو الله أن يرده إليها سالما وألا يصيبه مكروه هذا ما
شعرت أنها تريد فعله لذا أقبلت عليه دون أى تردد شعرت أنها لا تريد أن تفكر فى حالته خاصة والأفكار السيئه تتزاحم فى عقلها حول ما سيؤول إليه الأمر ..
ظلت تتضرع لله بالدعاء وتقرأ القرآن كى يهدأ نفسها القلقه الثائره وبالفعل هذا ما حدث وللعجب بعدما انتهت وجدت السکينه تغزوها وراحه غريبه تتسلل لقلبها و يقين خفى بأن الله لن يرد دعائها ويوسف سيكون بخير .
_
أخرج هاتفه ليدق عليها ثوان وأتاه الرد وهى تقول بلهفه 
ايوه يا عمى طمنى يوسف كويس 
رد بضيق 
لا مش كويس حالته مش مستقره .
أما على الجهه الأخرى تلألأت الدموع فى مقلتيها وهى تقول 
يعنى الدكتور قال ايه 
زفر منتصر بضيق وهو يقول 
أنا مش بكلمك عشان تقوليلى الدكتور قال ايه أنا بكملك عشان حاجه تانيه .
ردت بقلق 
حاجة ايه ياعمى 
اسمعى يابنتى أنا شكلى غلط لما قولتلك أنك ملكيش دخل فى الى بيحصل لعيلتى يوسف ابنى أكتر حد من ولادى غالى عندى ومعنديش استعداد أخسره فأيا كان أنت فعلا نذير شوم زى مابيقولوا ولا لأ أنا ميفرقش معايا غير ابنى والى بيحصلنا ده مش طبيعي مش هستنى لحد ما أخسره فأبعدى عن ابنى وعننا وامشى بشرك ولا خيرك بعيد عنا .
ابتلعت غصه مريره فى حلقها وهى تستمع لحديثه الصاډم لها لم تتوقع أن الحاج منتصر من أرشد عقلها للصواب هو من يقول هذا ! صمتت لثوان تستجمع رابطة جأشها ثم قالت 
اعذرنى يا حاج بس الوضع دلوقتى اختلف ويوسف بقى خطيبى مش مجرد دكتور شغاله عنده والوحيد اللى له يقرر يكمل معايا ولا لأ هو يوسف مش حد تانى وبالنسبه لأنك رجعت فى كلامك وحسيت أنى فعلا نذير شوم فمش هقولك غير حاجه واحده قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون يمكن حضرتك نسيت الكلام الى قولتهولى يومها بس أنا منسيتوش عشان كده بقولك حاډثة يوسف مش بسببى حاډثة يوسف قدر ومكتوبله مليش دخل فيه سلام يا عمى .
أغلقت الهاتف وهى تتنهد براحه تشعر أنها تأخرت كثيرا فى تلك الخطوه التى تقف فيها أمام الجميع وتنفى عنها التهمه الملصوقه بها لكن لا بأس أن تتأخر أفضل من الأ تصل !
أغلق معها الهاتف بإبتسامه هادئه ونظر للذى أمامه حين قال 
أنا مش عارف أنا طاوعتك ازاى يا حاج فى الى عملته ده يعنى قلقتها عليا و كمان كلامك ليها دلوقت افرض روحنا لاقيناها مشيت !.
كانت هذه كلمات يوسف الجالس أمام مكتب أبيه وأمامه يجلس إبراهيم يتابع ما يحدث فى صمت نظر له منتصر وهو يقول 
تمشى ايه يا عبيط الى تقول الكلام ده بعد الى قولته عمرها ما تمشى بعدين كان لازم تبدأوا حياتكم صح ولا عاوزنى استنى لما تتجوزوا ويحصلكوا مصېبه وتفكر هى أنها بسببها وتهرب منك ولا تطلب الطلاق ويبقى حياتك معاها على كف عفريت ! ده كان اختبار ليها عشان أشوف إذا كانت اقتنعت فعلا بكلامى واقتنعت أنها ملهاش علاقه بأى حاجه تحصل ولا لأ وكمان عشان أنت متبقاش قلقان أنها ترجع تفكر فى الحكايه دى تانى .
أومئ برأسه موافقا على حديث أبيه فهذا تحديدا ما جعله يوافق أنه يريد أن يطمئن من موقفها الآن تجاه كلمة نذير الشوم ..
طيب ممكن اروحلها بقى 
أشار له منتصر وهو يقول 
روحلها يا اخويا أنا قولتلك متروحش !
انتفض من مكانه فورا متجها للخارج قاصدا مكانها ...
جلست تفكر فيما عليها فعله أستجلس هكذا دون فعل شئ دون أن تطمئن عليه وتعرف إلما وصلت حالته ! أليس من حقها أن تطمئن عليه !
وقفت متجهه لغرفتها وهتفت وهى تخرج الثياب من الخزانه 
أنا خطيبته ومن حقى أطمن عليه ! ومحدش له الحق أنه يمنعى أصلا !
أنتهت من ارتداء ملابسها وجذبت هاتفها وهاتفت إبراهيم تطلب منه أن يوصف لها عنوان المستشفى فأخبرها أن تنتظره وسيأتى لجلبها وجدت جرس الباب يرن فقطبت حاجبيها باستغراب ثم فتحت الباب لتجحظ عيناها وهى تراه أمامها يوسف أنه هنا حقا !! يقف أمامها ويبدو بصحه جيده ! إذا ما حدث ماذا كان !
أما عنه فاختفت ابتسامته وهو يراها مرتديه ثياب الخروج ومستعده للذهاب ! أكانت ستفعل ما يخشاه أقررت الإبتعاد مره أخرى 
أنت رايحه فين 
خرج السؤال من فاهه وهو ينظر لها بقلق من ردها يخشى أن تجيبه بأنها كانت ستذهب وتتركه فتضيع فرحته فى مهب الريح ..
تحركت شفتيها تتمتم بدهشه 
يوسف ! أنت هنا ! طب ازاى 
تجمدت
ملامحه كأنه لم يسمعها وهو يعيد سؤاله 
كنت رايحه فين 
ردت سريعا 
أنا كنت جايالك المستشفى كلمت إبراهيم وكان جاى ياخدنى أنت ازاى طلعت بعدين عمى قالى أن حالتك مش مستقره هو ايه الى بيحصل 
قالت حديثها بسرعه
حتى لم تأخذ نفسها فقطاعها وهو يقول مبتسما 
اهدى بس خدى نفسك أنا كويس كل الحكايه أنه كان اختبار ياستى وأنت نجحتى فيه .
هزت رأسها بعدم فهم وقالت 
اختبار ايه أنا مش فاهمه حاجه !
دلف للشقه وتبعته هى عائده للداخل فجلس على أحد الكراسى وهو يقول 
تعالى اقعدى و أنا هحكيلك .
جلست أمامه ومرت عدة دقائق وهو يسرد لها ما حدث نظرت له بضيق وهى تقول 
يعنى كنتوا بتلعبوا بأعصابى وتقولى اختبار !
ابتسم لها غامزا بعيناه 
عديها بقى وبعدين بزمتك مش أنت نفسك كنت عاوزه تعرفى أنت فعلا اقتنعتى ولا لو حصل حاجه تانيه هتراودك أفكارك العبيطه تاني 
ردت بتلقائيه 
اسكت يا يوسف ده أنا مكنتش بنام من التفكير أنا عارفه أنى اقتنعت بس لما بتتحط فى الموقف غير برضو كنت بفضل أفكر طب لو اتجوزنا وأنت حصل معاك حاجه ولا خلفنا وحد من ولادنا حصله حاجه هشيل نفسى الذنب ولا هلاقى الأفكار دى مبقاش لها وجوده فى دماغى .
ابتسم براحه قائلا 
شوفت بقى أنك أنت كمان كنت محتاجه ده .
انتبهت لتلقائيتها فى الحديث فقالت بضيق 
امشى يا يوسف أنا مش طايقاك أصلا ..
ضحك بخفه على تمسكها بضيقها يبدو أنه سيحتاج لوقت كى تسامحه والكثير من الهدايا ربما !
خمسة أشهر مروا بسلام تزوجا منذ شهر ونصف فى شقة يوسف
تم نسخ الرابط