روايه لمن القرار
المحتويات
تقاوم مشاعرها
إنها تشعر بها تشعر بذلك الشعور الذي يعجزها عن تقبل تلك العلاقة
أمير بيحبك يا خديجة العمر عمره ما كان عقبه...
أنا مش أنانيه عشان اسړق منه عمره يا جنات وكفايه بقى جوايا حته منه.. ليه أخد منه شبابه
ليه بتحكمي على علاقتكم بالفشل من قبل ما تحاولوا
اغمضت خديجه عيناها بأرهاق لقد اتخذت قرارها وانتهى الأمر
والطفل هتحرمي منه لازم تتكلموا سوا
انفتح الباب.. فتلاقت عينين سليم بالجالسة جوار عمته وقد أستمع لحديثهم الأخير
ارتبكت جنات وهي ترى سليم أمامها ثم دلوف فتون خلفه بأنفاس لاهثة وقد ارتسمت فوق ملامحها الصدمة من عودته باكرا.
بملامح مرتبكة نهضت جنات.. وغادرت في صمت تتبعها فتون
جوزك نظراته فيها كره ليا فتون.. فكرني مرسال
تمتمت بها فتون في حيرة وحنق تقف جوار جنات حتى تأتي سيارة الأجرة التي طلبتها لها
أنا قلقانه ليخرج غضبه من وجودي عليكي يا فتون
.
اتبعته السيدة سعاد وقد اطمئن قلبها بعدما استمعت لصوتها وطمئنتها عليها
اتجه جسار نحو درج مكتبه يخرج منه أحد الملفات في عجالة يقاوم غضبه المتأجج داخله منها.. فلما لا تجيب على هاتفها وتحادثه
أول ما توصل تكلميني يا داده وحسابي معاها لما أرجع
كست الدهشة ملامح السيدة سعاد وقد باتت تنتبه على بعض الأشياء التي تغافلت عنها
يومين وراجع
.
توارت عن الأنظار تنظر حولها في المكان وقد بدء الجميع يغادر بعدما انتهى دوام العمل
أسرعت بخفة نحو الغرفة التي وضعت بها حقيبتها تغلق الباب خلفها تلهث أنفاسها تنتظر أن تسمع إغلاق الباب الخارجي لمقر الشركة التي تحتل طابقا كاملا من تلك البناية الشاهقة
أظلم كل شئ حولها فاغمضت عيناها حتى تحرر عن مقلتيها دموعها ثم سقطت أرضا تسمح لشهقاتها أن تتعالا.. لقد اخذ أخر شئ تملكه اخذ ما كانت تتمنى منحه لرجلا يحبها.. أعطته جسدها برضاها.
توقفت السيارة أخيرا أمام المطار يدلك جبينه بأرهاق ولم يعد يستطيع تحمل ثرثرة تلك الجالسة جواره
ترجل من السيارة تتبعه سيرين وقد ترجل السائق قبلهم ليخرج أمتعتهم القليلة
داعبت سيرين خصلات شعرها بحرج تنظر له و تبتلع بقية حديثها فهو لم يتحدث بكلمة وهي طيلة الطريق تثرثر دون توقف
بسمة بعتتلي رساله إنها سافرت عند ملك يا بني مع ميادة هانم
اشتعلت النيران داخله هل تتلاعب معه تلك
الفتاة ولولا تلك الرحلة التي عليه الذهاب إليها من أجل العمل لذهب لإحضارها بنفسه وصب عليها جام غضبه
جسار بيه الوقت بيضيع مننا والطيارة...
هتفت بها سيرين بعدما طالت وقفته وتحديقه بهاتفه فحدق بها بنظرات جامده وسرعان ماكنت تلين ملامحه قليلا وهو يراها تزدرد لعابها وتنظر إليه
..
علقت عيناه بها وهي تحمل صنية الطعام وقد انتهت من إطعام عمته تسألها بملامح مسترخية إذا كانت تريد منها شئ قبل مغادرتها
ابتسمت خديجة وهي تومئ لها برأسها تنظر لأثرها وهي تغادر الغرفة
ضاقت عينين سليم وهو يراها تتجاهله يلتف برأسه صوبها حانقا
كلامك بقى سم معاها يا سليم مبقتش بتحس بكلامك.. بقيت صعب يا ابن صفوان ولا شكلك زهقت وعايز تغير
تجهمت ملامحه يصوب نظراته نحو خديجة
وهي بقت تتقمص من أي حاجه.. ليه متستحملنيش وهي عارفه إني مضغوط
التوت شفتي خديجة في تهكم فهو من يجعل نساءه يعتادوا على حنانه ودلاله وفجأه يخبرهم بأنهم عليهم تحمله السابقات كان الطلاق ونهاية الزواج نصيبهن بعدما تنتهي متعته بهم ولكن فتون زيجته بها مختلفه.. أخذها عنوة وتحدى بها كل ما وقف في طريقه عائقا
سليم.. فتون صغيره.. متخلهاش تكره عيشتها معاك بسبب المشاكل اللي محاوطاك مع شهيرة .. ومتنساش إنك أجبرتها على الجواز منك
قصدك إيه يا خديجة
اعتدلت في رقدتها ترخي أهدابها تتحاشا النظر إليه
روح شوف مراتك يا سليم وراضيها ومتخلطش الصراعات اللي في حياتك مع حبك ليها لأن الإنسان مهما وصل حبه لشخص بيزهق
غادر سليم الغرفة بعدما وجدها اختارت النوم وانهت الحديث بينهم ولكن النوم كان أبعد عنها وعن قلبها وعن ذلك الصراع الذي تعيشه خاصة بعدما علمت السبب الخفي من رفض سليم بشدة لزواجها من أمير وعدم تقبله
وقد عاد صدى كلماته يتردد داخل أذنيها
كان متهم في قضية نسبعارفه يعني إيه
..
طالعها وهي تتجه نحو الفراش تتجاهل النظر إليه.. تسحب الغطاء نحوها وتبتعد بجسدها إلى الطرف الأخر من الفراش
اقترب منها يجتذب الغطاء من فوق جسدها
أنت عارفه أي كلام بقوله مقصدهوش .. ولازم تتعودي يا فتون..لأني مش هغيرك ولا هتغيرني خلاص
تجاهلت حديثه وكأنها لم تسمعه تجتذب الغطاء ثانية
زعلانه عشان بسألك عن سبب وجود جنات
عاد يجتذب الغطاء من فوقها ينظر إليها بعدما انتفضت من فوق الفراش غاضبه
بلاش يا سليم تسأل أنا زعلانه من إيه.. لأني لو اتكلمت هتزعل أوي
حدقها بنظرات متلاعبه.. يدقق النظر فيما ترتديه
فتون مش واخده بالك من حاجه الاسبوع خلاص مبقاش فيه غير يومين
لم ينتظر أن تفهم ما يرمي إليها من كلمات فالتفسير صار واضحا في عينيه
وقف مدهوشا وهو يراها تبتعد عنه نافرة
أنا خلاص زهقت يا سليمعايز ترجعلها ارجعلهاوربوا بنتكم سوا لكن متحملنيش فوق طاقتي
تجمدت ملامحه ينظر إليه في دهشة وقد وضحت الصوره له
من ساعه ما شهيرة اخدت خديجة وأنت بتحملني سبب بعدها عنك حتى لو مقولتهاش يا سليم.. أنا مش غبيه عشان محسش بكل ده
بعد ما اطمن على خديجة هروح لأهلي.. يمكن لما أبعد عنك تقرر أنت عايز إيه
غادرت الغرفة وتركته يقف مكانه في جمود يحدق بالصورة المعلقة فوق الجدار.
.
رفع عيناه عن
________________________________________
الأوراق التي أمامه وقد ضاقت حدقتاه وهو يراها تقترب منه
كاظم أنا نفسي في الفطير
ارتفع حاجبه الأيسر في دهشة وقد ازداد ضيق حدقتاه فعن أي طعام تتحدث هذه الساعه
فطير إيه دلوقتي يا جنات.. روحي نامي يا جنات وبكره هجيبلك كل اللي أنت عايزاها وارحميني شويه انا مش فاضي
عاد لمطالعة الأوراق التي أمامه متجاهلا وجودها..
دقائق مرت وهي تقف مكانها صامته تحدق به
روحي نامي يا جنات وبلاش واقفه كتير عشان متتعبيش
يأمرها بالمغادرة دون أن ينظر إليها ويراعي شعورها هكذا خاطبها عقلها
اڼفجرت في البكاء كعادتها مؤخرا فاطبق فوق جفنيه بقوة ضاغطا فوق شفتيه ماقتا تلك الحالة التي لم يعد يفهمها ولم يعد لديه طاقه ليتحمل كل هذا الجنون
قولت بكره يا جنات هجبلك اللي أنت عايزاه جنات أنا بدأت اتخنق صدقيني..
ازداد بكائها وقد جرحتها كلماته فالقى بالأوراق التي بيده بقوه فوق سطح مكتبه يفرك رأسه لعل صداع رأسه يزول
أنا هلم هدومي وهمشي من هنا..
صډمته عبارتها الحمقاء فهل ستترك البيت له لأنه لم يأتي لها بالفطائر التي داعبت أنفها منتصف الليل
زفر أنفاسه بقوة ونهض عن مقعده.. فلم يعد يتحمل صوت بكائها وإذا استمرت بالبكاء سيفقد سيطرته على حاله وربما يأخذها هو لبيت أهلها ويبعث إليها بورقة طلاقها
اقترب منها بملامح واجمة وقبل أن يتخذ أي ردة فعل وجدها تتعلق بعنقه وقد توقفت عن البكاء
هو إحنا بقينا بليل خالص يا كاظم.. خلاص مش مهم بكره هتجبلي كل الفطير اللي في الفرن مش كده
اتسعت حدقتيه في صډمه من تبدل حالها السريع
كاظم أنا حاسه إني وزني زاد أوي
دارت أمامه بجسدها الذي صار ممتلئ في المناطق
الصحيحة وقد بدأت عيناه للتو تنتبه على ما ترتديه
من الأكل يا حببتي
توقفت عن الدوران تزم شفتيها في مقت حانقة من صراحته
بدل ما تقولي إنك لسا جميله وجسمك حلو..
وحتى يريح رأسه هذه الليله اختار ما سيريحها ويريحه
أنت مش مستنيه أقولك إنك جميله يا جنات لأنك بالفعل جميله
رفرفت أهدابها وقد داعبت الكلمات قلبها واتسعت ابتسامتها والتصقت به تهمس اسمه بأغواء تداعب عنقه
كاظم
بتستدرجيني يا جنات الله يسامحك يا شيخه مستقبلي المهني هيضيع بسببك ولو خسړت صفقة بكره
لم تنتظر أن تسمع منه بقية تهديده فزوجها الحبيب لسانه يقطر شهدا
.
تجمدت عيناه نحو الصوره المعروضة أمامه على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي..إنها صورة تجمع ملك و رسلان في الأراضي المقدسة يؤدون مناسك العمرة
ضاقت عيناه وهو يطالع التاريخ الذي نشرت فيه الصوره وقد اتضحت حقيقة واحده إليه.. بسمه لم تسافر لملك
الفصل الثالث والستون
_ بقلم سهام صادق
الظلام وحده ما كان يحيطها لا تسمع إلا صوت صړاخها أشخاص يقتربون منها ولكن ملامحهم مبهمة ملامحهم بدأت تتضح شئ فشئ يميدون أيديهم إليها ينظرون لها كنظرة الذئب حين يريد إفتراس فريسته ونهشها بأسنانه.
خرجت صړختها بقوه تشق سكون المكان تنظر حولها في هلع فلم تكن إلا الجدران ما تحاوطها وتلك الأجهزة المعطلة المتراصة في الغرفة
ضمت جسدها بذراعيها تحملق في اللاشئ وصوت لهاثها يعلو وكأنها كانت تركض لأميال بعيدة.
طفرت الدموع من مقلتيها وقد عادت الليلة تخترق ذاكرتها تشعر بأنفاسه ولمساته مازالت عالقة بجسدها تلك الليلة التي سطرت معها نهاية لحلم بحثت عنه طويلا حلم رأته في عينين فتيات حارتها
الزواج كلمة كبرت معها منذ أن بدء من يماثلونها بالعمر يتزوجون لا شئ يخلصهم من قسۏة ما يعيشوه إلا به
أب ېصفع وشقيق يرى نفسه قد كبر وعليه تربية شقيقته وأم لا ترى إلا الزواج ستر وخلاص لحمل يزيد كل يوم على كاهلهم
مافيش حاجة هتخلصك من شړ فتحي غير الجواز يا بسمه
أمتى يجي ابن الحلال يا بنتي واطمن عليكي
شوفتي مهنيها إزاي ارتاحت من كل واحد بيتحكم فيها
عليها جسم.. لكن خلقه .. خليني في جسمها
تدافقت العبارات عائدة بها للحظات حفرت داخلها
ولكن أين هو الخلاص الذي اخبروها عنه في الزواج وأين هو الحب والحكايات التي تحاكوا عنها
سبحت في مرارة ذكرياتها وقد أضافت لها الأيام مرارة لا تظن إنها ستغادر حلقها يوما.
أشرق ضوء الصباح ليعلن عن بداية يوم جديد وعليها النهوض وترتيب حالها قبل أن يأتوا الموظفين ويكتشفون أمرها فهى بصعوبة تخفي أمر بقائها هنا
ومع تذكرها لأمر بقائها في تلك الغرفة جالت عيناها بالمكان في حسرة .. فلم يبحث عنها أحدا لقد صدقوا كذبتها..
..
إزاي يا فندم هنرجع والمفروض نمضي على العقود
رمقها ثم عاد يركز أنظاره نحو هاتفه منتظرا تلك الرسالة التي سيبعثها له أحد معارفه حتى يؤكد له هل هي موجوده في مدينة الأسكندرية أم غادرتها
زفرة سيرين أنفاسها بيأس وهى تراه يصب اهتمامه نحو هاتفه تتسأل داخلها عن السبب الذي ظهر فجأة لهم حتى تنتهي رحلة عملهم فلا يوجد مشاكل بمشاريعهم ولو كان هناك مشاكل لكانت علمت بالأمر من
متابعة القراءة