روايه لمن القرار

موقع أيام نيوز


أن تتحدث خديجة بشئ 
من غير ما شيطانك يلعب في دماغك يا خديجة أنا عمري ما هكون زي صفوان باشا.. مش هكون رمرام زيه وأبص للخدامة.. بس زي ما أنت شايفة البنت
________________________________________
صغيرة وغلبانه 
ومين قالك أني شيفاك زي صفوان يا سليم.. كل الحكاية أني مستغرباك ومش مصدقة أن سليم بتاع زمان لسا موجود وبقي يعطف على الناس 

خديجة كانت خير من يفهمه رغم أنه لم يعد يفهم نفسه ولما فتون وحدها من تحرك الجزء الذي كان يكرهه السيد صفوان به والده الغالي أن يتعامل مع الناس برحمة وعاطفة وأدها الزمن
عمري ما شوفت فيك صفوان ولا صافي يا سليم.. أنت أنضف حاجة عملوها في حياتهم.. ربنا يرحمهم
خديجة عمته لم تكن إلا ضحېة مثله في كنف رجلا كصفوان النجار.. إنها تذكره بشهيرة وعلى ذكرى أسمها كانت خديجة تتذكرها 
جوازك من شهيرة وصلني.. بس كنت واثقة أنها زيها زي غيرها 
يعلم كره عمته الشديد لعائلة الأسيوطي.. كره يظنه صراع عائلات في وسط عالم المال ولكن الحقيقة كانت مدفونة في بئر عميق.. بئر لا ينهش إلا قلب تلك التي جلست على الأريكة تخرج سېجارة تدسها بين شفتيها وتشعلها بالقداحة تأخذ منها نفسا عميقا 
برضوه لسا پتدخني.. أنا مش عارف أمتي هتبطلي العادة السيئة ديه 
ضحكت رغما عنها تمازحه 
لما تبطل أنت كمان جوازك في السر 
والكلمة أخترقت أذني الواقفة على مقربة منهم تحمل الصنية التي تضع عليها أطباق التحلية 
طالعتها خديجة بعدما شعرت بها تنفث دخان سيجارتها 
لا كفاية أوي عليا النهاردة أكلك يا فتون هيخليني أكثف الحمية الغذائية اليومين دول.. أعمليلي قهوة من فضلك 
ألتقت عيناها بعينين سليم الذي أخبرها أنه يريد قهوته أيضا 
الصدمة كانت مرتسمة علي ملامحهاأنها لا تصدق ما أصبحت تراه وتسمعه.. السيد سليم حقيقته باتت تظهر إليها.. حمقاء أنت يا فتون هل يوجد بطلا كاملا في الحكاية 
أعدت القهوة بذهن شارد وقد أنطفأ ذلك البريق من عينيها
....
لم تكن تظن إنها يوما سترى تلك النظرة التي رأتها في عينين شقيقها..نظرة خذلان وڠضب لم ينفثه عليها بل تمالك نفسه بعدما رمقها للحظات ثم غادر غرفتها 
رسلان.. رسلان أرجوك أسمعني 
أتبعته نحو غرفته تنظر إليه بعدما ألقي حقيبة سفره أرضا
رسلان ڠصب عني.. ڠصب عني 
لم يرد الصړاخ بوجهها ولكن تلك الكلمات التي تخبره به ازادت من غضبه.. فلما الكل يخبره أنه يفعل ذلك دون إرادته.. إنه يكره أن يخذله أحدا يكرة الجبناء يكره صفات الضعفاء ولحظه إنه أحب أضعف النساء وأكثرهم تضحية 
ماما قالتلي الحقيقة

يارسلان.. ماما حطتني في إختيار صعب 
لم يتحمل سماع المزيد منها وقد نالت ما كان يكظم غيظه عنها من ڠضب
أتحطيتي في أختيار صعب مش كدة.. أومال فين ميادة الشجاعة وكلام القلب وملك بتحبك يا رسلان.. ملك مش هتلاقي أنضف ولا أجمل منها.. ملك ملك ملك لحد ما حبيت ملك ومبقتش شايف غيرها وفي النهاية بتجبيلها عريس.. لا الصراحة أبهرتيني أنت وماما 
ملك مش بنت خالتنا.. ماما.. 
وقبل أن تردف بباقية حديثها وتخبره عما سيحدث إذا علمت ملك الحقيقة كان ېصرخ بها 
عارف أن ملك مش بنت خالتنا.. عارف ومش فارق معايا.. ملك أحنا اللي ربيناها.. كبرت قدام عنينا.. دلوقتي لسا واخدين بالنا أنها مش من دمنا أنها متنسبش عيلتنا العريقة 
أطرقت عيناها أرضا تبكي بحړقة 
الحقيقة هتكون صعبة عليها لو عرفت أننا مش أهلها.. ملك أضعف من أنها تتحمل ده 
وهتكون قوية لما تعيش طول عمرها شايفه مها هي مراتي.. ردي عليا.. بتختاريلها ليه اللي أنت شايفه مناسب.. وهي فين من كل ده من حقها تعرف الحقيقة
الحقيقة صعبة يا رسلان.. صعبة فوق ما تتخيل...أنا مقدرتش أتخيل نفسي جوه الحقيقة البشعة.. أزاي ممكن الأنسان يصحى في يوم يلاقي أهله اللي فاكرهم أهله مش هما أهله وأنه ملهوش أهل.. مجرد طفلة أترمت في الشارع 
ولكنه لم يكن يسمعها.. كان يفكر في خطوته القادمة. فدوما هو محارب قوي لما يريده 
عقله كان يهتف بالإصرار للحصول عليها ولكن قلبه ينتظر أن تصبح له وسيعاقبها علي ضعفها ولكن صبرا
لو بتحبي ملك.. أعملي كل اللي هقولهولك دلوقتي.. فاهمة يا ميادة 
أستمعت لما يخبرها به بإنصات وها هي بداية الخطة قد بدأت فور دخول والدتهم الغرفة غير مصدقة عودته 
جيت أمتي يا حبيبي.. حمدلله على سلامتك
أحتضنته بحنان وقوة ولكن لأول مرة لا تشعر بدفئ ذراعي ولدها الحبيب.. أبتعدت عنه تنظر لملامح وجهه المرهقة 
شكلك مرهق وتعبان أوي.. أدخل خد حمامك لحد ما أبلغهم يحضروا الأكل .. تعالي يا ميادة سيبي أخوك يرتاح شوية 
أنسحبت من الغرفة وخلفها ميادة التي تعلقت عيناها بعينيه وكأنه يخبرها أنها فرصتها الأخيرة حتى تثبت له صلاح نيتها 
دفعتها كاميليا داخل غرفتها تسألها بتوجس بعدما أستشعرت بوجود خطب ما 
رسلان جيه فجأة ليه.. أنت بلغتي أخوك بحاجة 
ودارت حول نفسها تخشي أن يعرف ما خططت له وسعت في تنفيذه ولكن الأمر قد فشل 
أخوك في حاجة متغيرة.. تفتكري ملك عرفت توصله وحكتله 
طالعتها ميادة كيف تدور حول نفسها تخشي غضبه فلما من البداية فعلت هذا بهم
ملك مكلمتش رسلان في حاجة.. أنا لما وصل قولتله كل حاجة حصلت 
أتسعت عينين كاميليا خشية تنظر لأبنتها وقد تسارعت أنفاسها 
قولتله أن ملك باعته وقابلت العريس وبتفكر تقبل بي ولا لاء.. مش ده اللي كنت عايزاه يعرفه أول ما يوصل يا ماما 
أطلقت كاميليا سراح أنفاسها أخيرا تحتضن كفوف أبنتها 
كده أنت بتحبي أخوك ياميادة 
وعندما رأت نظرات اللوم في عينيها وخزها ضميرها 
وبتحبي ملك كمان.. لأن لو الحقيقة ظهرت ملك هتفقد أهم جزء في حياتها
عايزه أفرحك كمان.. رسلان بدء يحس أنه مش بيحب ملك وأن أختياره كان غلط 
والسعادة عادت تدب بطبولها في قلب كاميليا فهذا ما كانت تنتظره 
بجد يا ميادة هو قالك كده 
حركت رأسها تنظر لملامح والدتها السعيدة بما سمعته 
مش ده اللي كان نفسك فيه يا ماما.. اه أتحقق.. ومين عالم يمكن يكتشف أنه بيحب مها.. ما أنت عارفه رسلان محدش بيعرف هو ممكن يقرر أيه 
يااا يا ميادة كأنه هم وأنزاح من علي قلبي 
غادرت كاميليا الغرفة غير مصدقة ما سمعته للتو من أبنتهاأرادت أن تخبر ناهد ولكن في اللحظة الأخيرة تراجعت تنتظر البشارة حتى تفرحها
الفصل السابع عشر
_ بقلم سهام صادق
دارت عيناه بينها وبين أطباق الفطور التي وضعتها أمامه.. حدق بما تفعله متعجبا والإجابة قد أتته فلاشت تعجبه.. خادمته الصغيرة تخبره أنه يحتاج لذلك الفطور حتى يستعيد كامل صحته.. كأس من العصير الطازج وضعته أمامه فرمقها وهو ينظر نحوه 
أيه ده يافتون 
طالعته ببراءة لم تخفي عن عينيه التي باتت تسبر أغوار نفسها 
عصير يا بيه 
ما أنا عارف إنه عصير يا فتون.. بس أنا من أمتي بشرب عصير على الفطار 
اطرقت عيناها خوفا.. فمدت يدها تلتقط الكأس من أمامه ولكنه كان أسرع منها في إلتقاطه.. توقفت عيناها نحو يدها التي أصبحت فوق يده..فانتفضت مبتعدة تنظر إليه بتوتر 
أنا أسفة يا بيه 
عيناه ظلت محدقة بالكأس يتسأل داخله لما ارتجف قلبه بتلك الرجفة.. لما تحركت تلك الرغبة التي يعرف تماما متى تتحرك فتحركه 
اعملك قهوتك بدالها يا

بيه 
وهل هو يسمعها الآن.. هو لم يعد يسمع إلا ذلك الصوت الذي يخاطبه أن ينال تلك التفاحة التي يتوق في تذوقها 
وصوت آخر ضعيف يهتف به 
أفيق يا سليمأفيق قبل أن تصبح مثله 
انتفض كالملسوع من
________________________________________
علي مقعده ينظر إليها.. فتجمدت في مكانها تنظر إلى خطواته المغادرة في عجالة تهتف به 
يا بيه مش هتفطر 
هرب من نفسه ومن شيطانه..وها هو في الصالة الرياضية 
يركض وتفاصيل خادمته الصغيرة ټقتحم عقله.. شهية وجميلة رغم الفقر ودنائة سائقه.. شيطانه يغويه وهو خير من يعلم متى يتحكم شيطانه به 
ارتكز بكوعيه على ما أمامه يزفر أنفاسه المتهدجة وعينين تقف صاحبتهما علي مقربة منه تتفرس جسده بكل تفاصيله.. لمعت عيناها بوميض الرغبة تتباطأ في خطاها نحوه 
سليم النجار 
التف إليها وقد قطب ما بين حاجبيه ينتظر أن تكمل حديثها 
أنا سمعت أنك محامي شاطر أوي.. ومحتاجة استشارتك في حاجة قانونية 
تحرك من أمامها نحو أغراضه يلتقط منشفته يجفف بها وجهه وعنقه.. التهمته بعينيها الزرقاوتين مفتونة به فلم تسمع عنه إلا أنه محامي محنك ولكنها لو كانت تعلم بفتنته تلك لكانت تراجعت 
ممكن رقم تليفونك عشان أقدر اتواصل معاك 
أرتشف من زجاجة الماء التي التقطها للتو يرطب حلقه دون إهتمام.. شعرت بالحرج بعدما رمقها بتلك النظرة التي فهمتها 
أو الكارت بتاعتك 
عنوان المؤسسة لو عملتي بحث بسيط في جوجل هتعرفيه يا مدام.. 
وأنصرف من أمامها فاتسعت عيناها ذهولا لا تصدق إنه بتلك الصفاقة 
رمقت خطواته ومازالت واقفة في صډمتها 
وقح.. لكن فظيع ويهبل.. مش مهم عجرفتك يا سليم باشا بكره أخليك تتمنى تنول نظرة مني 
..
عيناه عالقة نحو هاتفه الذي أخذ يضيء باسمها لمرات عديدة.. يصارع قلبه بأن يتوقف عن التوق لإجابتها وعقله الذي يحثه على السير نحو ما قرره.. انطفأت إضاءة الهاتف كحال تلك اللهفة التي يحاول إخمادها.. زفر أنفاسه بزفرات متتالية يخرج فيها أنفاسه المثقلة يسأل حاله 
يا ترى اللي بتعمله ده صح ولا غلط يا رسلان..
القلب يتسأل والعقل يهتف بالإجابة
اللي جاي صعب وملك محتاجه تفهم مشاعرها صح.. وهتقدر تتخلي عن كل حاجة في سبيل الحب من غير ما تحس بالذنب ولا النهاية هتكون....
انتفض قلبه كحال جسده فنهض من مقعده يلتقط معطفه الطبي فما السبيل أمامه تلك الفترة إلا الإنغماس في عمله وإرهاق عقله 
...
تجمدت يديها على الهاتف وقد تعلقت عيناها بضحكة شقيقتها الصاخبة..تلاعبت بها المخاۏف التي زرعتها داخلها ناهد.. تنظر لملامح شقيقتها السعيدة مع من تحادثه
اقتربت منها تنظر إليها فابتسمت مها .. روحها تحترق إنها تشعر بذلك الإحتراق داخلها وقلبها ها هو تتسارع دقاته لن تحتمل أن ترى رسلان ومها معا.. لن تحتمل أن تعيش داخل تلك الحكاية 
هكلمك تاني يا كريم ونشوف هنتقابل فين.. أنت حقيقي وحشني أوي 
هل عادت روحها إليها الآن.. مها لا تحادث رسلان كما توهمت 
اقتربت منها مها تنظر إلى ملامحها الباهتة 
مالك يا ملك وشك أصفر كده.. أنت تعبانة 
طالعتها ملك وسرعان ما رفعت كفيها نحو وجنتيها تتحسسهما 
أنا كويسة.. مفيش حاجة.. هنزل أتمشى شوية أغير جو 
دارت مها حول نفسها تبحث عن حقيبتها 
وأنا كمان عندي مشوار مهم
وعادت تنظر نحو شقيقتهاأرادت أن تخبرها بوجهتها ولكن والدتها ونصائحها جعلتها تخشي من تلك الغيرة التي حدثتها عنها 
يلا سلام.. عشان متأخرش 
سارت من أمامها وقد التمعت عيناها.. ستذهب إليه وستفعل كما حفظت من دور ستكون بارعة فيه 
....
لا تعرف كيف ومتى أصبحت واقفة أمام المشفى التي تعلم تماما بوجوده بها في ذلك الوقت.. طالت وقفتها التي صارت تجذب أنظار البعض لتدرك أن ما عليها إلا العودة كما أتت أو أن تحارب ضعفها وتذهب إليه حتى تراه 
خليكي شجاعة
 

تم نسخ الرابط