روايه لمن القرار

موقع أيام نيوز


عليها أن تنجح حتى يأتي اليوم الذي يفتخر بها أمام رفقائه ومجتمعه
انتهي الغداء وقد استمتعت باطلالة المطعم الرائعة..وها هي تبدء جولة أخرى معه في سعادة أخرى وهو ينتقي معها ثوبها
هيليق عليك ده ادخلي اقسيه
طالعت الفستان بنظرة فاحصة تنظر إلى تصميمه الرائع
حساه ممكن يكون ضيق عليا
فحصها بعينيه مقتربا منها هامسا

لا ياحببتي أنت متخنتيش ولا حاجة بس جسمك اختلف شوية
التقطت منه الثوب بحرج بعدما فهمت مغزي عبارته.. فضحك علي هيئتها الخجوله واندفاعها نحو غرفة القياس
سليم
أخرجت رأسها من غرفة القياس وهي تراه مازال واقف ينتقي بين الأثواب ما يلائمها.. كانت العاملة ملتصقة به تخبره عن الأفضل ولكنه لم يكن يبالي بحديثها.. وفور أن أستمع لصوتها التف لها يركز اهتمامه معها.. فوجد على ملامحها علامات الحنق
اقترب منها فاجتذبته داخل غرفة القياس فاڼفجر ضاحكا وهو ينظر حوله
كده نتفهم غلط يا حببتي
اقفل السوسته يا سليم ومش كل شوية الاقي ست بتحوم حواليك وأنت ما شاء الله مغناطيس في جذب الستات
وبقينا نركز في التفاصيل كمان بركاتك يا حماتي..
ضحكت رغما عنها فسليم بات يظن أن هذه النصاحة أتت مع قدوم والدتها.. ولكن الشئ الوحيد الذي وضعته والدتها داخلها هو الخۏف من فقده والعودة لحياتها القديمة
امممم شايف الفستان ضيق شوية فعلا
بس مش ضيق اوي يا سليم وممكن البسه عادي
ابتعد عنها ليفحص الثوب بتدقيق فوق جسدها ولكن ملامحه قد امتعضت وهو يري الثوب يفصل جسدها
يا حببتي ضيق ومفصل جسمك.. هخرج اجبلك الفستان التاني
لكن عجبني
ظنته سيرضخ ولكنه فجأها بتشبثه بقراره
قولت هنختار واحد بديل يا فتون لكن ما دام عجبك ده.. مافيش مشكله ناخده وتلبسيه في البيت
انصرف دون أن ينتظر سماع اعتراضها ولكنها كانت سعيدة.. تسألت داخلها لما كان يسمح لشهيرة أن تكون متحررة في ثيابها.. رغم إنها كانت في عصمته
عاد لها بثوب اخر فالتقطته منه متذمرة
خدي قيسي الفستان وبلاش مط شفايفك.. أنت محجبة يا فتون لازم تحترمي حجابك
حاضر يا سليم
ابتسم بعدما أعطاها ظهره وتحرك نحو الأثواب مجددا.. لتقع عيناه على ثوب ڤاضح.. فالتمعت عيناه وهو يلتقطه
هناخد ده كمان 
وجولة أخرى من جولاتهم كانت تنتهي وقد أتى دور هدايا صغيرته.. وذلك الصغير الذي سوف يجري جراحته بعد أيام وبالطبع حماته العزيزة
وقفت سعيدة وهي تراه يختار هدية شقيقها
تفتكري هتعجبه
ثم انحنت نحو الدراجة مبتسمه بسعادة وهي تتخيل سعادة شقيقها
جدا يا سليم
وسرعان ما كانت تندفع إليه تحتضنه دون أن تفكر بمن حولهم
هيفرح اوي اوي ربنا يخليك ليا
توقفوا عن اختيار الألعاب تنظر إليه بعدما اخرج هاتفه.. ينظر لرقم شهيرة وفور أن التقطت اسمها.. ابتعدت عنه ببعض الضيق وركزت في الألعاب المعروضه حتى تلهي حالها إلى أن ينتهي من مكالمته
أنت فين يا سليم لو أنت قريب من وسط البلد.. خلينا نتقابل ونجيب هديه لخديجة سوا
تعالت الأصوات حوله فابتعد قليلا حتى يستطيع سماعها
شهيرة أنا برة مع فتون وبنجيب هدية خديجة ..
ديه هدية بنت يا سليم المفروض أكون أنا معاك مش هي
شهيرة الصوت بيقطع هضطر أقفل المكالمه
أغلق الهاتف وقد عاد الأرهاق يحتل ذهنه.. شهيرة تعلق الأمال على عودتهم مجددا تضع ابنتهما بينهم..
دلك جبهته واتجه نحو تلك الواقفة وقد علقت عيناها بدمية..
فاقت من شرودها والټفت نحوه بعدما استمعت لصوته وهو يخبر العامل بلف الهدايا ومنهم تلك الدمية التي ذكرتها بدمية صغيرة من القماش.. مزقتها لها والدتها حينما تلاهت عن شقيقتها الرضيعة بدميتها وسقطت أرضا.. 
طفلة ذو سبع أعوام
________________________________________
تربي اخواتها بدلا من الركض واللعب مع الأطفال
ابتلعت غصتها وهي تتذكر طفولتها المريرة فابتسم إليها بحب
لو في حاجة شيفاها مناسبه نجيبها 
حركت رأسها نافية فلم يترك شئ يراها منجذبه له إلا واشتراه.. كان يوم مميز.. مميز للغاية يوما أثبت لها مكانتها الطبيعية في حياته.. هي زوجة وشريكة حياتها ويجب عليها أن تدافع عن حياتها معه حتى لا تخسر مثل شهيرة. 
وضعت السيدة سعاد فنجان القهوة أمامه بحرج فرفع عينيه عن الأوراق التي كان يقرأها .. وقد ظنها بسمة من أتت لتقدمها له بعدما أمر السيدة سعاد أن تعطيها لها وتأتي إليه مكتبه حتى يتحدث معها
أصلها يا بني خرجت تحط أكل للقطه أنت عارف بتحب أد إيه

القطط
واردفت السيدة سعاد بصعوبة وقد ازداد حرجها منه
لو عايزاها في حاجة مهمه بلغني وأنا هبلغها يا بني
امتقعت ملامح جسار وهو يلقي الأوراق التي كان يمسكها فوق سطح مكتبه
إيه لعب العيال ده اخرجي اندهيها يا دادة.. عرفنا إنها زعلانه وإني زودتها معاها وقبلت شروطها في رجوعها
ليتذكر شرطها الذي كلما تذكره يشعره بالحنق منها.. يتمنى داخله لو استطاع خنق ذلك الذي خرج له ليعكر صفو حياته
هتحترمني لحد ما عريسي يا خدني واوعدك مش هتشوف وشي تاني يا جسار بيه
لقد جعلته عريسها عنتر الذي حاول اڠتصابها.. تراه الزوج الذي سينجدها من حياتها البائسة لديه
انصرفت السيدة سعاد بعدما رأت غضبه.. وفور أن رأت بسمه تدلف من باب المطبخ أسرعت إليها
يا بنت عايزك في حاجة مهمه البيه عصبي استحملي يا بنت لحد ما تتجوزي
رغم الۏجع الذي امتلكها وهي تتذكر المصير الذي ألقت حالها به إلا إنها تجاوزته وابتلعت غصتها واتجهت نحو صنبور الماء تغسل كفيها
مافيش كلام بينا أنا هنا مجرد ضيفه وقريب وهمشي من هنا
يا بنت مش اتفقتوا تكونوا في هدنه لحد ما يسلمك لعريسك
ايوة طبعا عنتر عريسي
اخترقت العبارة اذني جسار وهو يراها كيف تنطقها في سعادة ..وقد دلف المطبخ للتو توقفت السيدة سعاد عن الحديث وطالعته برجاء أن يتحملها.. ومن نظرة عينيه فهمت إنه يصرفها ليتحدث معها
كانت بسمة غافلة عن دلوفه وانسحاب السيدة سعاده فاستطردت في حديثها تحاول إقناع حالها عن حياة تعرف نهايتها
شوفتي عنتر طلع راجل إزاي يا دادة وندم على اللي عمله فيا.. وجيه يصلح غلطه وطلب أيدي للجواز
واردفت وهو تمسح رخام المطبخ بالمنشفة المبتلة
تفتكري امتى هيجي يا داده ويتقدم رسمي ولا جسار بيه هيماطل في الحكاية.. ويفضل يقول اشعاراته الفارغة..
ثم تنهدت تخرج الحديث من بين شفتيها بمرارة
أنا واحده من الشارع اخوها رد سجون.. يعني أحمد ربنا إن أتقدم ليا واحد زيه ابن ناس.. صحيح خمورجي وبتاع ستات بس هحاول اغيره
لا ما شاء الله خطتي لحياتك معاه وإزاي هتعرفي تغيريه
جمدها صوته فتوقفت يدها عما تفعله.. فاقترب منها وقد شعرت بظله خلفها يقبض فوق يديه بقوة
يوم ما تهربي من عيشه.. اهربي لعيشه ترفعك وتضمن ليكي حياة كريمة.. مش واحد عارفه ومتأكده إنه هيرميكي بعد ما ياخد غرضه منك
علقت عينين جنات بالورقة التي أعطاها لها وكأنه كان متأكد من موافقتها على شروطه
مجهز كل حاجة وكأنك كنت ضامن موافقتي
ابتسم كاظم بزهو وهو يبتعد عنها.. يجلب القلم من فوق سطح مكتبه.. حتى توقع على الشروط.. عاما ستمنحه فيه نفسها وقتما يريد دون اعتراض.. والمقابل حقوق ستتمتع بها ومظهر اجتماعي ومال سيجعلها من سيدات الأعمال إذا أرادت انشاء مشروع لها
أنا راجل ابن سوق وبعرف أفهم كويس اللي قدامي
والجمود عاد يرتسم فوق ملامحه يعطيها نبذة صغيرة عن حياته القديمة
اوعي تفتكري البدلة والعز ده كله جيه من فراغ..
لم تشعر بالدهشة من حديثه فقد أصبحت تعلم الكثير عن حياته وطفولته.. وكيف استطاع بناء ثروته من لا شئ
انتبهت على القلم الذي وضعه أمامها فازدردت لعابها ورفعت رأسها في شموخ وفي لحظة لم يتوقعها.. كان يري فتات من أوراق العقد تتناثر تحت أقدامهم.. ينظر إليها غير مصدقا فعلتها
صحيح وافقت على عرضك لكن أنا مش بيعة وشروة يا كاظم باشا.. نصيب والدي في الأرض في رقبة جودة باشا فلوسك وفرها لنفسك
يعني إيه
والجواب كان يأخذه منها وهو يري ثوبها يسقط أسفل قدميها
جسمي مقابل حريتي منك حرية قلبي اللي سعي ورا الراجل الغلط.. ده عقاپ
ألقت عبارتها وانتظرت أن تري ردة فعله.. لكنها لم تري إلا الجمود الذي أرتسم فوق ملامحه وذلك الصراع الذي لأول مرة تراه في عينين رجل مثله بقسوته صراع يخبرها إنه مازال يشك بأمرها
هل هي صادقة أم مجرد لعبة تخدعه بها لتظهر له بصورة المرأة العفيفة 
وببطئ كان يقترب منها وصورة واحده كانت تظهر أمامه صورة اختارها عن النساء وجعلها مرسخة داخله.. جميعهن لا يستحقون أن تظن بهم الصدق والوفاء جميعهن يقودنك نحو الهلاك..
ولحظة خاطفة أرتجف فيها قلبه ليخبره إنه مازال يحيا داخل اضلعة وكأنه يعاقبها على تلك اللحظة التي أخطأت فيها وظنته سيكون بالصورة التي تخيلتها..
انسابت دموعها فقد خسړت مرة أخرى حينا اقنعت قلبها انها ستتمكن من تغييره وتحريك قلبه إليها وستعيش حكاية نسجتها من حكايات الخيال
كانت جامدة بين ذراعيه رغم لمساته التي أحړقتها إلا إنها لم تكن تشعر إلا بالمهانة حمقاء هي لأنها اقنعت نفسها ذات ليلة.. أن تسرق من الحياة سعادتها السعادة التي رأتها في رجلا رغم علمها بقسوته إلا إنه أعجبها 
ولا بأس أن نسعي وراء ما نريده بكل الطرق ما دامت الصدف لا تجمعنا بما نريد اقتناع احمق اقنعت به عقلها بقلب كان أشد غباء من صاحبته.. أراد التجربة.

نالها بۏحشية وقسۏة وكأنه يريد معاقبتها على ما تفوهت به يلطم خدها كلما اشاحت عينيها عنه بعدما احتضنتهم الأرض سويا في غرفة مكتبه
أنت ملك يا جنات وهتفضلي ملك
وبانفاس لاهثة كان يبتعد عنها بعدما انتهي العرض الذي قدمته وأجاب عليه بطريقته .. دفع قميصه نحوها حتى ترتديه ثم اقترب من سطح مكتبه يلطم فوقه بقوة لا يصدق إنه عاشرها بقوة بعدما رأي تبلدها وجمودها معه
لا يريدها هكذا يريدها امرأة راغبة تذوب من لمساته وتسلم له جسدها في توق والحقيقة التي ينكرها بين طيات نفسه إنه يريدها امرأة محبه يريد حبها. 
عاد الجمود يرتسم فوق ملامحه والتف إليها ينظر لها ورغم الألم الذي ارتسم داخل عينيها إلا إنه رأي نظرة ساخرة باردة
كنت فاكره إن في أمل لكن الصورة وضحت
وبصعوبة كانت تتحرك تغادر الغرفة بذل أخر تخبر حالها عليها أن ترحل من هنا حتى لو فرت هاربة. 
وقف يطالع أثرها لا يستوعب أن الحال وصل به لهنا يأسرها في منزله.. رغم كل رغباته من قبل في التخلص منها وطلاقها لقد وصل به الحال أن يكون رجل شھواني هو قاسې كالحجر لكنه لم يشتهي يوما النساء رغم الصورة التي جعل الجميع يصدقها عنه ودون أن يشعر كان يقذف كل شئ أمامه صارخا بعدما اكتشف بشاعة الحقيقة
أنت محبتهاش أنت اتعودت عليها يا كاظم.. اوعاك تتألم على حد
يخبرها بالحقيقة التي تعلمها يخبرها أن الرجل الوحيد الذي أراد الزواج منها رغم كل صفاته السيئة ودنائته.. لا
________________________________________
يريدها إلا لنيل ما كان يبحث عنه في جسد سميرة ما كان يريد نيله منها
 

تم نسخ الرابط