روايه القدر حكايه
المحتويات
بتوتر تسألها
حضرتك تعبانه
ضحكت ناديه على فهمها ان الامر يخصها
لا الدكتوره عشانك يا ياقوت عشان الحمل نشوف لو محتاجه حاجه تتعالج ولا محتاجه مقويات
واردفت وهي تفحصها بنظراتها الثاقبه
مش عايزين نضيع وقت
ارتجف قلبها وهي تسمع عبارتها
نضيع وقت ايه احنا بقالنا شهرين ونص متجوزين بس
ابتسمت ناديه وهي تصحح لها المعلومه
اجادة ناديه دورها وكأنها والدة زوج
مش عايزه تروحي للدكتوره ليه ياياقوت
شحب وجهها وهي تطالعها فاليوم اخذت قرارها ان لا تتناول تلك الحبوب ولكن مجئ ناديه اليوم جعلها تدرك ان اخفاءها للأمر أتى عليها بمأزق
انا ورايا شغل النهارده ومينفعش اخد اجازه حمزه لو كان عايزني اروح كان قالي الصبح قبل ما يخرج او اتصل بيا
أنتي خاېفه كده ليه ياقوت انا اقترحتك على اخويا عشان هتديله الحاجه اللي ناقصاه
لاحظت ناديه أنها أخطأت في كلامها فتنهدت بضيق
روحي كلمي جوزك وقوليله انك خارجه معايا وريحين نطمن نطمن على موضوع الحمل مظنش انه هيقول لاا
ارتجف قلبها وهي تتذكر حينما أخبرها عن رغبته بطفلا تحركت ببطئ لداخل غرفتها فأتجهت ناديه نحو الاريكه تنتظرها تلوي شفتيها بضيق من كل ذلك الجدال فهى لم تضع فكرة الزواج داخل عقل شقيقها الا لترى أطفاله
جيت بدري يعني
اقترب منها يجلس جانبها يزفر أنفاسه حتى يتقن داخله الدور فهو من اقترح فكره قدوم شقيقته
تقى جايه تقضي معانا شهر ياهناء مضطرين نظهر قدامها زي اي زوج و زوجه زي ما احنا متفقين
يعنى ايه
ابتسم وهو يطالعها
يعنى مش هينفع كل واحد فينا ينام في اوضه ياهناء
انتفضت من فوق الاريكه ترمقه بمقت
قصدك ان هتجمعنا اوضه واحده
خرج من شركته لا يري أمامه حديث مكرم مازال صداه داخله عدنان أيضا قتل والدها لكي يحصل على والدتها بعدما اعجبته قبض علي كفه بقوه وقد تخلي اليوم عن عصاه اسرع سائقه في فتح باب السياره له ليدلف داخلها أمرا سائقه
انتظرت اجابته على هاتفه وقلبها يدق پعنف بللت شفتيها بطرف لسانها لتسمع صوته فهتفت فور رده
ناديه عايزه نروح للدكتوره عشان موضوع الحمل
ارتبكت وهي تخبره بالأمر وأكملت بتوتر
انا ورايا النهارده حصه في المركز وانت عارف ان
لم تكمل عبارتها واتسعت حدقتيها وهي تسمعه
وزفر انفاسه بقوه فأرتعشت يداها
انت كنت عارف انا عملت كده عشان
وقبل ان تبرر له سبب فعلتها اتاها صوته حازما جعل قلبها يرتجف خوفا شحب وجهها وسقطت دموعها من بروده كلماته فهو يعرف بفعلتها وشقيقته تنتظرها بالخارج لاصطحابها للطبيبه
ادي التليفون لناديه يا ياقوت
الفصل الثاني والأربعين
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
وقفت أمام ناديه بملامح شاحبه تعطي إليها الهاتف
فحصتها ناديه بنظرة مطوله وهي تلتقط الهاتف وقلبها يحادثها ان هناك أمرا ما انكمشت ملامح ناديه وألتفت بجسدها تستمع لرد شقيقها
كانت تظن انه سيبلغ شقيقته ان تأخذها وينكشف بعدها الأمر او انه سيخبرها بأنها تتناول حبوب حتى لا تنجب اسوء الاحتمالات وضعها عقلها وارتجف قلبها خوفا فبعد ما عاشته معه في رحلتهم القصيره زالت الحواجز بينهم ونعمت بالحب الذي سمعت عنه حتى حنانه آسر قلبها
عادت ناديه تلتف ناحيتها ثانية ترمقها بحنق
يعنى كنت هاكلك يا ياقوت خدي جوزك الحنين اللي بيقولي سيبي مراتي في حالها وبلاش شغل الحموات
ناولتها الهاتف وسحبت حقيبتها لتسرع ياقوت نحوها تتمالك مشاعرها وخۏفها
انتي مشربتيش حاجه
مره تانيه يا ياقوت
غادرت ناديه بعدما لم يعجبها حديث حمزه رفعت الهاتف ترى هل مازال على قيد الاتصال ام اغلق الخط لتجد الخط مفتوحا
ديه زعلت
احتد صوته وهو يدق بالقلم علي سطح مكتبه
في حاجه تانيه عايزه احلهالك
تصلب جسدها وهي تسمع نبرة صوته جف حلقها ولم تعرف بما ستخبره به فأي اعتذار ستقدمه له اتتها الاجابه حينا انتهت المكالمه لترفع الهاتف عن اذنها تنظر اليه وعادت تدق على رقمه ولم يأتيها الجواب غير أن الهاتف مغلق
دلف للمزرعه بسيارته بوجه مكفر حديث مكرم عنها كان يدور أمام عينيه كيف ان لا تكون ابنه ذلك الرجل الذي دفعت أخطاءه
اخبره ان معلوماته من شقيقه عدنان فشقيقها كان لا ينجب
قابله عنتر وهو يصعد على الدرج المؤدي لبهو المنزل ولم يعد متعجبا من قدومه فقدومه كثر وليس عليه إلا الترحيب بسيده فهذه املاكه ويأتي كما يرغب
ألتف نحو عنتر الذي يسير خلفه يسأله هل سيبيت الليله ام سيعود للعاصمه
من غير اسئله كتير هاتلى البنت اللي جبتها المزرعه وامرت بتشغيلها هنا
لم يلفظ بأسمها ففرات النويري لا يظهر اهتمامه بأحد يشعر من أمامه انا لا قيمه له هكذا صارت حياته كما كان يفعل والده هو أصبح نسخة مصغره
طالعه عنتر وهو لا يفهم عن اي فتاه يتحدث سيده اتسعت حدقتيه وهو يتذكرها
قصدك صفا يابيه هو انت ناوي تطردها البت مهما بعمل فيها واشغلها مسبتش المزرعه
ومسح على شاربه ليفزع من صړاخ فرات
عنتر روح ابعت حد من الغفر يندها وروح شوف شغلك
غادر عنتر علي الفور راكضا يحمل طرفي جلبابه دون كلمه اخري
انحني نحو احد المقاعد يسند عليه مرفقيه وعيناه جامده يتذكر ما فعله بها وانتقامه منها في إطار الشرع
مر الوقت ببطئ وهو ينتظر في غرفه مكتبه يحتسي من القهوه التي قدمتها له السيدة نعمات التي تعيش هنا منذ ايام والده الراحل
قادها عنتر للغرفه وعندما ألتقت عيناها به اشاحتهما سريعا فعيناه تذكره بالجرم وهي تتوسل له ان يرحمها
انصرف عنتر من اشاره من عين فرات وأغلق الباب خلفه ليرتجف قلبها وهي تراه ينهض من فوق الاريكه التي كان جالس عليها ثم تقدم منها بخطوات ثابته يفحصها بنظراته الثاقبه
مع كل خطوه كان يقترب بها منها كانت تتراجع للخلف خوف
ضاقت أنفاسه من فعلتها التي اشعرته بمدى حقارته ولكن تجاوز ذلك الشعور وعاد لصلابته ونظرته الحاده
مټخافيش مش هاكلك
مش خاېفه منك
خرج صوتها مرتجفا مهزوزا تتحاشا النظر اليه تتذكر صوته وهو يخبرها ان تتعر أمامه صارخا بها ان تدفع ضريبه ما اقترفه والدها يوما
وقف أمامها بعدما انكمشت أمامه علي نفسها وألتصقت بالباب خلفها
باين انك مش خاېفه
سقطت دموعها فهى لا تتحمل رؤياه تختنق وهي تراه وتسمع صوته وتشم رائحته كل شئ يعيد لها ذكريات لعينة معه
ابعد عني انت عايز مني ايه تاني حرام عليك
تجمد فرات في وقفته وهو يرى ناتج ما اقترفه ترتعش تعض شفتيها بقوه تكتم صوت بكائها
وسقطت على الارض أسفل قدميه ټدفن وجهها بين كفوفها
جسده وصدره الذي ظهر من فتحتي قميصه هيئته وخشونه صوته وتصفيف خصلاته حتى العطر كان نفس رائحة ذلك الذي علق بجسدها كل شئ اعاد لها تفاصيل كل ماعاشته فهيئته اليوم كانت شبيها لنفس اليوم الأول عندما جرها خلفه للغرفه
قبض على كفه ليهتف صائحا بعدما تملكه الڠضب
قومي مش هعملك حاجه خلاص
وألتف بظهره يمسح على وجهه بضيق
افتحي الباب واخرحي
تصريحه لها كأنه اشاره منه للفرار غادرت الغرفه دون أن تعرف سبب لاستدعائه استمع لصوت فتح الباب وخطواتها الهاربه
تجمدت عيناه نحو الفراغ الذي أمامه واليوم أدرك حقيقه الجرم الذي فعله بها ليجعلها بتلك الحاله أمامه
ولم يخبرها بحقيقه نسبها فأي حقيقه او اعتذار سيقدمه
نظرت الي الساعه التي جوارها ثم لهاتفها منذ ساعات هاتفتها ندي وقد تعجبت من اتصالها كان اتصال عجيب منها ولكنه فجأها اخبرتها ان حمزه لديهم والعائله مجتمعه لما لا تأتي أيضا
اعتذرت بلطف وساعدها ان صوتها اتي إليها كأنها مزكومه ولم يكن صوتها هكذا الا من أثر البكاء المتواصل
أرهقت جفونها من أثر البكاء لتغمض عيناها تاركه نفسها لسلطان النوم
احست بحركه بالغرفه ثم دثر نفسه جانبها فتحت عيناها لتجده يعطيها ظهره ويمد يده ليغلق الإضاءة
همست اسمه بثقل تخشي رده
حمزه
كررت اسمه ثانيه ليأتيها جوابه بغلظه
نامي يا ياقوت لاني مرهق وتعبان
طالعت ظهره وجفاءه بآلم
انت كنت عارف من امتى وليه مقولتش انك عارف وكنت بتعاملني كويس ليه اتغيرت فجأه مع انك عارف وساكت
ارتفع صوت أنفاسه ليغمض عيناه متمتما
تصبحي على خير يا ياقوت
لم تتحمل جموده الذي يتقنه لتدفعه بيدها فوق ظهره بضيق
بس
انا مش هنام غير لما تقولي سبب سكوتك وانت عارف
ألتف نحوها فجأة لينظر إليها بنظرة بارده
كنت مستني مراتي تقولي الحقيقه لوحدها وتحكيلي لما اقولك نفسي في طفل وانتي تكوني بتاخدي حبوب من ورايا ده تسميه ايه
قبض على كتفيها صارخا بها لتسقط دموعها من أثر قبضته القويه
سمي خوف عارف يعني ايه خوف
ونفضت حالها من بين ذراعيه تزيل دموعها پعنف وڠضب من نفسها
خوف من كل حاجه خوف من إنسان مش بيظهرلي مشاعره من حياه معرفش انا فيها ايه من اهل خايفين ارجعلهم مطلقه ومعايا طفل وبدل ما كنت بعبئ لوحدي هبقي بطفل يعيش زي ما انا عايشه
أنتي بتقولي ايه متخيلاني في يوم من الايام هكون كده هعيد تجربتك مع ولادي اوهامك ديه هي اللي هتخسرك حياتك
ورفع اصبعه نحوها يحدق بها پغضب
افتكري ده كويس اوهامك هي اللي هتخسرك
كاد ان ينهض من جانبها لعله يكبت غضبه بعيدا عنها فعاد ينظر إليها بتمعن ليجدها غارقه في دموعها
وشكرا انك مش شايفه مني مشاعر
نهض ليتركها مع نفسها ترثي حالها علي تلك الذكريات التي عاشتها معه الايام الماضيه بهولندا
نظرت للفراغ الذي تركه طالبها قلبها بالصمت ولكن عقلها ابي ذلك نهضت تتعبه فوجدته جالس بالظلام شاردا اقتربت منه ببطئ وتردد ووقفت أمامه
هو احنا ليه متنقشناش زي اي زوجين طبيعين شايف حياتنا غلط ازاي
رفع عيناه نحوها بعدما استعب عبارتها فحصها بنظراته فشعرت بأنها حمقاء تمتمت داخلها بضيق
الله يسامحك ياسماح انتي وهناء انا قولتلهم اني غبيه مصدقونيش
ياقوت انتي هابله انتي مستهونه ب اللي عملتي
انتبهت على صوته وما نعتها به
تعرفي الحاجه اللي غفرالك معايا حياتك القديمه
انا كنت هبطل الحبوب واحكيلك
انتقلت عيناه على ملامحها الباهته يسألها
وايه اللي منعك يا ياقوت مستني
اسمع تبرير مقنع
انتظر ان يسمع اجابتها ولكنها وقفت جامده تحدق به إلى أن تحركت شفتاها وخرج صوتها المقهور
الحواجز كانت بينا كتير ياحمزة بيه
جرت اقدامها نحو غرفتها لتتركه في عمق عبارتها آثره ماقالته ونهض ليذهب خلفها ولكنه عاد لما كان عليه
وضعت هناء يدها على خدها تفكر في قدوم تقي ابنه عمها اليوم لاتعرف كيف ستنام معه بنفس الغرفه وتتظاهر أمامها انهم سعداء مع بعضهم
صوت خالد لم يقظها من شرودها اضطر لطرق قبضه يده بقوه على مكتبها
متابعة القراءة