روايه القدر حكايه

موقع أيام نيوز


بضيق ومقت لما وصلت اليه معه... خرج صوته أخيرا يسألها 
تحبي نتغدى فين 
واردف ساخرا دون النظر إليها 
واه بكمل دوري الرخيص 
علي فكره انا مقصدش
هتفت عبارتها بهدوء فأختلس النظر اليها وصمت ليتابع قيادته الي ان وصل بها لأحد المطاعم الفخمه 
ترجلوا من السياره سويا لتتفاجئ بآخر شئ كانت تنتظره منه.. حمزة يعانق يدها بيده.. وقفت تنظر إلى ايديهم المتشابكه لينظر لها وكأنه يسبر روحها... اشاحت عيناها حتى لا يري توقها لتلك المشاعر.. حتى لا يرى ان زوجته ليس الا بالمراهقة التي ترسم أحلامها الورديه حتى لا يرى انها تحتاج لمثل هذا 

اكملوا خطواتهم نحو المطعم ليدلفوا للداخل واحد موظفين الخدمه يرحب بهم 
كان مطعم راقي مثل وجهته الخارجيه ولأول مره يصطحبها لمثل هذا المطعم... جلست مسترخيه بعد أن أزاح لها المقعد لتمتم له شاكره 
مرت دقيقتان وهي تراه يتفحص قائمه المأكولات وقد تركت امر اختيار الطعام له.. كانت تتصفح هاتفها مما جعله يستعجب امر ارتباطها بالهاتف والذي كان مخفي عليه انها تراسل كل من هناء وسماح في شاتهم المخصص ولم تكن الموجوده ذلك الوقت الا هناء التي اخبرتها بسعاده 
ده بدء يغير ويحس بقيمتك... احنا كده نستمر في الخطه.. اوعي ياياقوت تبقى زي الهابله وتضعفي هتضيعي كل حاجه بنعملها 
كان ينظر لها وهي يخبر النادل بما يرغبوا به.. لتتجه أنظار النادل نحوها يسألها
والانسه يافندم تحب تطلب ايه كمان 
توقفت أنامل ياقوت عن الكتابه لترفع طرفي عينيها نحوه لتجده جامد الملامح وكأن الكلمه تدور برأسه 
لثاني مره بسمع تلك الكلمه هل بالفعل هو عجوز ولا يرونها زوجته... أم بسبب حماقه زوجته التي لم ترتدي خاتم زواجهم اليوم أيضا... تحكم بأعصابه وهو يرمق النادل پغضب 
المدام نفس الطلب واظن اني قولت عايز من كل صنف طبقين 
ارتبك النادل وأسرع في الانصراف من أمامه بعدما شعر بالحرج 
عجبك كده ياهانم.... بس هو الظاهر ان الكلمه بقت تعجبك
وانا مالي.. هما اللي شايفيني انسه.. الله يجبر بخاطرهم 
احتقن وجه وهو يسمعها تتحدث ببرود يجعل غضبه يزداد 
ياقوت بلاش البرود اللي بقيتي في ده 
بس انا مش بارده
استفزته اكثر بردها 
اعملي حسابك بعد ما نخلص غدا اخدك اجبلك دبله غير اللي ضاقت 
بس انا عجباني دبلتي.. وفال وحش لما اغيرها.. استنى لما اخس الأول وابقى ألبسها 
اشتعلت عيناه بالڠضب.. لتدرك انها اوصلته لقمة غضبه 
ياقوت بلاش تستفزيني
بس انا مش بستفزك ياحمزه.. وعشان اثبتلك حسن نيتي 
عادت لمقعدها وقلبها يدق پعنف عن تلك الجراءة الماكره التي اكتسبتها من علاقه هند وزوجها
وبعدما كانت عيناه مظلمه من الڠضب أصبحت قاتمة من الرغبه 
وهاهي خيوط اللعبه تنساب من صاحبها لتصبح بين أصابع اللعبه 
..............................
حرب من النظرات القاتمه كانت تدور بين اثنيهم وهي تقف تنظر إليهم دون شعور فمشاعرها قد سلبت وقد قضت العواصف على اخر ماتبقى لها 
تحدي مكرم كان مهزوزا ورغم ذلك هتف عبارته صريحة أمام فرات 
حتى لو كنت انت يافرات بيه 
ألتمعت عين فرات بالثبوت وهو يوزع نظراته نحو مكرم 
انا هحترم الصداقه اللي بيني وبين والدك يامكرم واني في يوم كنت بعتبرك اخ صغير ليا... 
واردف بملامح جامده 
فهعتبر اني مسمعتش حاجه.. واتفضل زيارتك مش مرحب بيها في بيتي 
تجمدت ملامح مكرم من طرده له وألتمعت عيناه پحقد 
متفتكرش اني هسيبهالك... مش هسيبها تضيعها بجبروتك وعقدك 
وانصراف بعدما ألقى بتوعده له بأخذها وحمايتها... اصابته كلمات مكرم... ليشرد في طفولته وهو يتذكر صفع والده له حتى يكون رجلا قدير بأسم العائله التي لا تعرف إلا جمع الاطيان
انتبه على تحركها من أمامه ليسرع خلفها يمسك ذراعها 
استنى عندك 
ولم تمهله الوقت ليستعب رؤيتها وهي تنفض يده عنها ثم تدليكها لذراعها 
ابعد ايدك عني
ثبت عيناه نحوها بملامح تخفي الكثير وعاد الي صلابته 
اطلعي جهزي نفسك عشان هنروح للدكتوره نطمن على الطفل 
.................................
اندفعت خلفه بخطوات متعثره حتى تشبثت بقميصه تترجاه 
حرام عليك يا شريف وديني اشوف اختي... انا كل يوم اتحايل عليك 
وبكت بحرقه وهي تتذكر صوت ماجده اليوم الحزين ورغبتها في رؤيتها ولولا الشرخ الذي اصاب قدمها لكانت أتت إليها 
صوت احتياج ماجده اليها ېقتلها 
قولت لاء يعني لاء يامها ومش هعيد كلمتي تاني... اختك اهلا وسهلا بيها هنا 
وصمت بعدما تجمدت ملامحه وهو يتذكر المعلومات التي جمعها عن سالم المتخابث 
رغم اني مش حابب وجودها مدام هتفضل علي زمة اللي اسمه سالم ده
ماجده ملهاش ذنب في كرهك لسالم ياشريف..شريف ارجوك وديني اشوفها 
تجمدت عيناه وهو يتذكر الرسائل التي تبعث له ويعلم ان الفاعل ليس إلا سالم الذي يتلاعب

به.. ف الحقېر يخبره ببعض الاشياء التي في جسد زوجته 
مها اسكتي خالص 
ارتفع صوته غاضبا مزمجرا بعدما تذكر اخر رساله لسالم يخبره عن الوحمه التي في فخذ زوجته 
ليه بتحرمني من اختي... هو عشان انا عاميه ياشريف بتستغل عجزي وحاجتي ليك
لم يكن يرى أمامه الا سالم الذي أصبح يقسم داخل نفسه انه سيبعثه للسجن الذي يستحقه 
شريف
جاءه صوتها رقيقا.. لينظر لعيناها الباهته فمد كفيه نحو خديها يمسح وجنتاها برفق
مها اسمعي كلامي ممكن... انا خاېف عليكي ياحببتي
بس انا عايزه.... 
قولت ايه يامها
................................. 
تعلقت عين فرات بالشاشه التي تعرض صورة جنينه... ترقرقت الدموع بعينيه وهو يشعر بمشاعر الابوة التي ظل لسنوات يحرم نفسه من أمر الزواج بعد الحاډث القديم الذي أصابه وأخبره الأطباء ان امر الإنجاب سيكون صعبا لم يكن يبلغ عامه الثلاثون الا وهو يعرف تلك الحقيقه المره لتزيد السنون من قسوته ثم يأتي اليوم الذي كان على وشك الوصول إلى رتبه اعلي بالجيش ليحدث له حاډث اخر قضى على حلم ډفن به نفسه داخله... لا حب نصف فيه ولا أمل ولا حلم... ليصبح بعد ذلك كالحجر دون مشاعر 
ولكن هاهو الأمل عاد وسيسير اب انها معجزة تحققت له مع صفا.. ليس لديه شك ان الطفل طفله فكل الشكوك قضى عليها 
مشاعره لم تكن تختلف عن صفا التي نست العالم كله وهي تسمع نبض طفلها.. أتت من قبل للفحص مع ناديه ولكن اليوم كان هناك شئ ينمو داخلها نحو ذلك الطفل الذي لم يأتي الا بأنتهاك جسدها وروحها 
.............................
تعلقت عين سمر ببهوت وحقد نحو الصور التي وضعتها ندي مع زوجها على احد مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالانستجرام... كانت تقلب بين الصور لا تري الا حقيقه واحده انها أحق بحياه كهذه
ألقت هاتفها بقوة فوق فراشها مما جعل شقيقتها تستيقظ من غفوتها تنظر إليها متمتمه
ربنا يهديكي ياسمر
وعادت تغمض عيناها لتعود لغفوتها
لترمقها سمر وهي تقضم اظافرها وشئ واحد تفكر به
ستفرق بينهم بالسحر... لا شئ سيكون اقوي الا هذا ويصبح شهاب لها وتنطفئ سعاده الأخرى لتكون السعاده من نصيبها هي
...........................
دلفت للمنزل بعد يوم عمل مرهق من كل شئ تفكيرها في خالد الذي تتهرب منه ومراد الذي يضيق حلقته عليها في العمل وكأنه يترصد كل خطوة منها... تذكرت نغم اليوم بملابسها الفاضحه وألتصاقها الدائم بزوجها وكأنها تتحداها... لم تثور عليه ذلك اليوم بعد أن فرت من مكتبه قادها كبرياؤها للصمت حتى تريه انه لم يعد يفرق معها ولكنها ظلت تشتعل وحدها من الڠضب
انتبهت على صوت ضحكات تقي وعمها لتقترب من مصدر الصوت متعجبه لينهض فؤاد مبتسما
اخيرا رجعتوا
وبحث عن مراد بعينيه ليتسأل
فين مراد
رجعت قبله ياعمي.. لسا في الشركه
هتفت عبارتها بهدوء.. ليفتح فؤاد لها ذراعيه حتى يضمها.. فأقتربت منه تعانقه بفتور شعر به فؤاد فتآلم
هروح اسخن الاكل
قالتها تقي التي اتجهت نحو المطبخ.. فنظر فؤاد لابنة شقيقه
لسا زعلانه مني ياهناء
لم تعتاد على الكذب واخفاء مشاعرها
لو قولت لاء ابقى كذابه 
سامحيني يابنتي
واطرق عيناه بندم 
صدقيني جوازكم كان في مصلحتكم... وانتي بتحبيه ياهناء
تذكرت تلك الليله القاسيه ومراد يصارحها بحقيقة مشاعره نحوها وزواجه منها من أجل والده 
فعلا كان في مصلحتنا... واول حد كان في مصلحته انا 
تمتمت ساخره فضمھا فؤاد نحوه 
انا عارف اني ظلمتك مع ابني.. بس انا مكنتش هلاقي احسن منك لابني ياهناء 
وعند تلك العباره كان مراد يدلف للمنزل ويتجه نحوهم وعيناه تتوعد لهناء التي خالفت اوامره ورحلت من الشركه بمفردها 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ألقي السلام ثم اقترب من والده يحتضنه فكانت الفرصه لهناء للابتعاد 
تابعها بعينيه وهي تفر من أمامه حتى دلفت غرفتهما... تحدث مع والده قليلا يسأله عن أحوال صحته وناديه والعمل الي ان جاء الحديث نحو سبب مجيئه 
ليه يابابا متسيب تقي... لسا الاجازه فاضل فيها شهر 
كفايه كده يابني 
اقتربت منهما تقي تلك اللحظه تهتف بمشاكسه لشقيقها
انا سامعه حد بيقول اقعد كمان... مع اني بقيت حاسه اني ضيفه تقيله 
ولم تكد تكمل مزاحها لتتلقي من مراد دفعة فوق رأسها 
ماشي ياام لسان طويل...هدخل اغير هدومي عشان مزعلكيش 
صړخة مكتومه خرجت من هناء وهي تجده يدلف للداخل وكانت تقف تبدل ملابسها... أسرعت ترتدي منامتها على عجله 
مش تخبط قبل ما تدخل 
وانتي من امتى بتغيري هدومك بره الحمام 
واقترب منها وهو يفحصها بنظراته كالصقر 
غير انك مراتي ياهناء...
وكلك على بعضك من حقي بس انا متنازل عن حقي في الوقت الحالي... عارفه ليه 
صمتت تنتظر اجابته 
عشان بعاقب نفسي علي قلة عقلي يوم ما رفضتك يابنت عمي
طربت عبارته قلبها ولكن سريعا ماتلاشت ذلك الشعور... لينحني نحوها هامسا
بعد ما بابا وتقي يمشوا... لينا قاعده مع بعض عشان افهم من مراتي المحترمه ازاي تضحك عليا وتخبي شغلها عني في الفندق 
................................. 
انكبت ياقوت أمام كشكولها تبدع في تصميم الحقيبة والحذاء اللذان سيناسبان الثوب الصيفي الذي تصممه... كانت تدندن بلحن لغنوة شعبيه قد سمعتها في إحدى المناسبات وعلق اللحن بأذنيها 
لم تكن تشعر بحركة كتفيها وهي مندمجة مع اللحن ولا بهيئتها المغوية ولا نظراتة المسلطة نحوها... تشتت عقله عن الأوراق التي يفحصها فألقي الأوراق أمامه ثم اتبعهم بنظارته الطبيه 
رنين هاتفه جعله يسترد عقله قليلا ويبعد ذهنه عنها.. تحدث قليلا في الهاتف مع احد شركاه وعيناه كانت تأخذ طريقهما نحو هيئتها المغويه.. لينهي الاتصال سريعا ثم ألقي الهاتف پعنف فوق الاريكة الجالس عليها ونهض متمتما داخله بضيق
كده كتير... مش معقول مش قادر استحمل بعدها عني 
اتجه بخطوات سريعه نحو غرفته حتى يهرب من تأثيرها عليه ولا يضعف أمامها ويسقط كبريائه ولكن وقف جامدا في مكانه وهو يسمع صياحها السعيد وتصفيقها
اخيرا وصلت للي انا عايزاه
كانت في عالم آخر لا تشعر به.. لا تشعر الا بالتحدي الذي أصبح بينها وبين زملائها والحماس الذي يعطيه هاشم لهم 
في حاجه ياحمزه... احضرلك العشا
بتعملي فيا كده ليه... فاهميني
بعمل فيك ايه
خرج صوتها بتعلثم من قربه 
بتعملي فيا كتير ياياقوت... انتي عايزه توصليني لايه
لم يكن هدفها الا ان تصل معه مثلما وصلت هي امرأة عاشقه محبه... هل حبه لها كثيرا عليها... هل صفا افضل منها ليحبها دون أن ينساها
مش عايزه اوصل لحاجه... انت مقرب كده ليه 
ألتصقت بطاوله الطعام وأخذت تلملم أوراقها حتى تفر
 

تم نسخ الرابط