روايه القدر حكايه
المحتويات
النادي بتحكي عن جوزها
قريب ياحببتي هنمشي من مصر خالص ونعيش حياتنا
تنهدت بمقت وعادت النيران تشتعل داخلها منذ لقائها مع شقيقها
انت قولت هتخلصني من اللي اسمها صفا ديه... خلصني منها ياعزيز
وعندما تذكرت ان زوجها السبب في اقحامها بحياتهم
انت السبب في وجودها بينا.. كانت عجباك اوي
شرد في ملامح صفا بلوعه.. انها الداء الوحيد الذي أصابه ولم يستطع التخلص منه..نفض أفكاره التي لم تعد تجدي نفعا
عاد إليها فتعالت
ضحكاتها بدلال.. اغاب عقلها وسط مشاعر زائفه
مال بجسده ليلتقط سترته الملقاه أرضا مخرجا منها ورقه مطوية
اخوكي عقيم يافاديه ... عارفه يعني ايه مبيخلفش.. الفحوصات ديه لقيتها في خزنته
ابتعدت عنه تنظر اليه بأعين متسعه
انت بتقول ايه
انقلبت ملامح فاديه غير مقتنعه بما تسمعه
فرات مش غبي كده ياعزيز
ماهو عشان اخوكي مش غبي انا اللي لعبت في فحوصاته الجديده.. حابب اشوف كسرته بعد الفرحه اللي عايشها ديه كلها لما يعرف انه كان عايش على أمل كداب
اتسعت أعين فاديه ذهولا وهي تقترب منه أكثر تتفرس ملامحه
ونهضت من جانبه تبحث عن هاتفها... لتتسع ابتسامه عزيز وهو يرى كيف اقتنعت بحكايته الكاذبه التي ترغب في سماعها
وثب من فوق الفراش متجها إليها يشعر بالزهو من نجاحه
اهدي واعقلي كده يافاديه...انتي كده هتخسري اخوكي اكتر... لو خطفنا الواد كده هنخلص اخوكي من كدبه عايشها
انا مش فهماكي ياعزيز... بدل ما تخليني اكشف الخاينه اللي لميناها من الشارع .. تقولي اخطڤ الولد ما يتحرق هو وأمه في ساعه واحده
كانت أعين عزيز تلمع بخبث.. فهاهي فاديه صدقته كعادتها حينا تريد تصديق شئ.
أنتي ساعديني بس نخطف الولد اول ما يتولد يافاديه
سقطت دموع سناء وهي تستمع لكلمات ابنتها قبل أن تغلق الهاتف معها... اخبرتها بالحقيقه المؤلمھ ان كل ما يمروا به من مصائب بسببها هي.. هي التي لا ترحم احد من لسانها ومعايرتها.. هي التي تقف على اوجاع الناس لتضغط بكلامها المسمۏم فيزداد الڼزف
صدى عبارات ياسمين كان يخترق فؤادها فتبكي اكثر
لا كله الا ولادي يارب... ده انا جبتهم بعد جوازتين فشلت فيهم
دلف زيدان للغرفه متعجبا من صمت زوجته واعتزالها في غرفتها
مالك يا سناء مش عوايدك السكوت ده
هو انا وحشه اوي يازيدان
تعجب زيدان من سؤالها واڼفجر ضاحكا
الۏحش مش محتاج حد يقوله انه وحش يا سناء الإنسان بيحس بأفعاله
قصدك ايه يازيدان
ابنك عيان يازيدان ومحتاج عمليه... اتصرف بقى يارجلي وهات فلوس
انقبض قلبه وهو يسمع ما تفوهت به عن مرض احد أبناءه التوأم
محمود طلع عنده ايه
وقفت تتابعه بعينيها وهو يحادث العمال في ألوان حجرة صغيرهم ويختار الأثاث له بنشاط وطاقه... تعلقت عيناها به متعجبه من تلك المشاعر التي يحملها فرات نحو طفلهم القادم
تعالي ياصفا عشان تقولي رأيك في الألوان
ما انت اختارت كل حاجه ايه لازمة رأي
كان ردها جافا احرجه وسط الواقفين.. فتنحنح بخشونه
لو مش عجباكي حاجه اكيد هنغيرها... رأيك اكيد الاهم
تنهدت بقوة فكلما باعدت الأميال بينهم.. قربها هو
فكيف ستنتقم وتثأر لكرامتها وكبريائها..وكأن القدر أراد أن يجعلها تعيش ذلك التخبط ليتعلم أحدهم درسا
ليه بيحصل معايا كل ده.. ليه
انتي اللي عايزه تعيشي في ضياع ياصفا... ادي نفسك فرصه تعيشي من جديد
عيناها حملقت به تبحث عن قسوته ظلمه ولكن لم ترى بعينيه الا الحنان والندم
اعيش.. طب ازاي انت موتني ازاي هرجع اعيش من تاني.. ده انا لحد دلوقتي بفتكر كل حاجه عملتها فيا.. بفتكر وانت موقفني عريانه.. بفتكر لما بترميني بعد ما تخلص من رغبتك.. بفتكر أمرك ليا ان اقلع هدومي بفتكرك وانت بتساومني على عمري اللي جاي لارضي بلي هيحصلي معاك او السچن اللي هرجع فيه من تاني اكمل باقي عمري جواه...
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض من جانبها وتلك المره هو من هرب... يسأل نفسه كيف كان بتلك البشاعه
نظرت ياقوت نحو شقيقتها تربت على كتفها
مكنش ينفع تقوليلها كده يا ياسمين... انا سيبتك تهدي الأول عشان اتكلم معاكي
أنتي بتدافعي عنها ياياقوت... امي هي السبب
واردفت بحسره على حالها تخرج كل ما بجبعتها
اللي حصلي بسببها كانت عايزانى اتجوز قبلك عشان تشمت فيكي... واه بقي مكتوب كتابي وخطيبي ماټ قبل فراحنا بأسبوع... وادي محمود اخويا بقى مريض قلب
ضمتها ياقوت إليها بحنو
استغفري ربنا متقوليش كده.. ربنا ليه حكمه ف كل حاجه
انحدرت دموع ياسمين آلما وهي تهتف املا
نفسي تتغير ياياقوت... نفسي امي تتغير
اهدي ياسمين... خلينا طيب نفكر في عملية محمود
أسرعت في مسح دموعها منتبها لها... ف الان مصاپ شقيقها هو الأهم
هنعمل ايه... العمليه غاليه واحنا معناش غير ربع الفلوس
هبيع....
هتفت ياقوت بالكلمه ولكن توقف باقي الحديث وهي تتذكر انها خرجت من المنزل خاليه الوفاض لا تملك الا ملابسها التي ترتديها وهاتفها
اطرقت عيناها أرضا.. لتمسد ياسمين فوق كتفها
ربنا هيدبرها واكيد هتتحل
المحل اللي حليتنا عايز تبيعه يازيدان... طيب هنعيش منين قولي
نكس رأسه أرضا لا يجد حلا الا هذا... فهو يعلم بحاله اذا اقترض من أحد مالا فلن يستطيع سداده وأحوال كل معارفه مثله.. عقله قاده للسيد مهاب والد هناء ولكن حرجه منعه
قوليلي اعمل ايه غير كده... معناش غير ربع الفلوس
كان التوأمان يقفان يتأملان حال والديهم لتنتبه سناء لهم صاړخه بهم
خد اخوك وادخلوا اوضتكم
اسرع الصغيران في الركض نحو غرفتهما
بطلي شخط في العيال.. متحسسيش الواد انه حالته مافيهاش امل
اطرقت عيناها حزنا تتمتم بأمل
لا ان شاء الله ابني هيخف.. هي عمليه بسيطه مش صح يازيدان
اماء برأسه.. فلو توافر المال سيطيب صغيرهم... كان المال هو العجز الوحيد لديهم مع موعد العمليه التي حددها الطبيب بالاسراع فيها حتى يصبح الأمر أفضل
زيدان اطلب من جوز بنتك احنا هنفضل شايلين الهم وجوز بنتك معاه فلوس وشركات
انسي جوز بنتي كفايه اللي هي في.. بنتي هتطلق منه بعد ما تولد
لطمت فوق صدرها هاتفه
تطلق وتيجي تعيش معانا بعيلين هو احنا بنخف الحمل ولا بنزيده... ياحظك المايل ياسناء
اخرسي ياوليه وكفايه ندب.. من ساعه ما اتجوزتك جبتيلي الفقر
انا فقر يازيدان... طب انا هكلم بقى جوز بنتك واقوله على اسم الراجل اللي مقعدها في بيته
صړخت متآوه بعدما قبض فوق ذراعها.. ترى نظرات زوجها لأول مره تحمل الشړ
ما كفايه بقى.. انا اتحملتك كتير ياسناء غلطه واحده وهعملها تاني واطلقك انا مستحملك كل السنين ديه عشان مش عايز اغلط غلطتي الأولى وأطلق والعيال يتشردوا بينا... كفايه ياقوت كفايه ذنب واحد شايله في رقبتي
حرر ذراعها لتطالعه وهي تدلك ذراعها وتركها دون النظر إليها
رايح فين يازيدان... قولي هتجيب فلوس منين مدام كرامتك ناقحه عليك ومش عايز تكلم جوز بنتك
ولطمت فخذيها بيديها
رمقه شهاب بأسي وهو جالس وسط رؤساء الأقسام والكل يتناقش حوله وهو شارد يحرك قلمه بين اصابعه... تنهد شهاب وعاد يتولى الحديث عن شقيقه الذي ينتبه تارة وتارة أخرى يشرد في زوجته
رنين هاتفه الذي كان دوما يغلقه في اجتماعاته لفت انتباه الجميع.. لتتعلق عيناه برقم المتصل فأنسحب من الغرفه سريعا هاتفا
ايوه يافرات... بتقول مين
أصابه الذهول وهو لا يصدق ان من يأوي زوجته هو هاشم.. غادر الشركه بخطوات اشبه بالركض.. لا يرى شئ أمامه
اندفعت هناء لمكتب خالد بعدما ضجرت من الرسائل التي تبعث لها منه كما تظن
انا كنت فاكراك راجل فعلا بس للأسف
رمقته بأحتقار لينتفض خالد من فوق مقعده
هناء انتي بتقولي ايه
بقول انك راجل حقېر.. رسايل وصور كأنك بتراقبني
اقترب منها وهو لا يفهم شئ مما تخبره به
هناء انا مش فاهم حاجه... اقعدي كده وفاهميني
لم تمهله لحظه فأندفعت صوبه تحذره
لو مبعدتش عن طريق هبلغ مراتك
اهدي ياهناء
جنات
انت اټجننت ياحمزه
انقض عليه يلكمه للمره الثانيه في مكتبه تحت نظرات سكرتيرته ليشير إليها هاشم بالانصراف
انا تعمل فيا كده... تخبي مراتي في بيتك وعامل فيها صاحبي وبتواسيني
تآوه هاشم من شده لكماته وكاد ان يلكمه ولكن قوة حمزه كانت تفوقه
حمزه انا مقدر حالتك ديه...
لكمه أخرى تصدى لها هاشم صارخا
ياقوت هي اللي طلبت مني كده... اترجتني
اترجتك... عذر أقبح من ذنب يااستاذ
وأشار نحوه بأصبعه وهو يلتقط أنفاسه
اه عرفت اوصل لمكانها... افتكر انك انت اللي بدأت العداوه ياهاشم
وألتف بجسده كي يغادر مكتبه
انت السبب في ضياع مراتك منك... متلومش الناس ياحمزه لوم نفسك... كان المفروض ياقوت تتحامي فيك لكن سابت كل حاجه واختفت من حياتك
اندفعت الكلمات كالړصاص لقلبه فكان يعرف بصدق ما يقوله هاشم
حمزه الزهدي بهيلمانه فشل في حياته عارف ليه عشان اتعود من الحياه على المكسب لكن الحياه خسرتك المرادي... ما اصل مش كل حاجه هتمشي زي ما انت مخططلها
الحقيقه كانت مؤلمھ بل قاتله ولكنها كانت حقيقه... زيجته بدأت بالتخطيط مشاعره بدأت بالتخطيط.. حبه لها كان بمقدار
كل شئ كان يسير بحساب حتى اخفقت حساباته ونسي ان المسائل الحسابيه كثيرا ما تخفق في اخر خطواتها
المرحله اللي وصلت ليها ياقوت بسببك... عارف معناها ايه ان مراتك تهرب منك وتفضل البعد عنك
كفايه
دمعه انحدرت فوق خده مسحها سريعا.. ارتجفت كفوفه وهو يقبض على كلاهما ليقترب منه هاشم معتذرا
انا اسف ياحمزه... بس ديه الحقيقه
غادر بخطوات ثقيله عكس ما أتى .. لينظر الي الرساله التي بعثها اليه هاشم عن عنوان منزله بدقه رغم ان فرات اخبره بكل شئ
تعلقت عين شريف بذلك الشاب الذي يقاربه من العمر يخبره بهويته
انا فارس..كنت صديق لمريم
انتفض شريف من فوق مقعده يمسك ب تلابيبه
اه ياكلب.. جاي تعترف بحقارتك
سعل فارس بشده يزيح يديه عنه
انت مش عايز تعرف الحقيقه ولا ايه ياحضرت الظابط
تجمدت يدي شريف وارتخت فتحرر فارس من قبضته ليهندم ملابسه
وليد هو اللي بتدور عليه
قالها وهو يرمق شريف الذي وقف يطالعه بنظرات باهته
وليد مين
وليد الأسيوطي... اخو عضو البرلمان ورجل الأعمال احمد الأسيوطي
ماذا تقول... سأتي على الفور
رغم كل شئ إلا أن قلقها جعلها تسرع في سؤله بلهفه
انتظر سهيل... ماذا حدث
الكل يطلب منها المساعده وهي التي بحاجه إليها.. والدها أصبح يدعمها يخبرها انه معها ولأول مره كانت تشعر بعزوة الاهل
زفرت أنفاسها بتنهيدات خافته.. عادت نحو بوابه المنزل الخاص بعائله هاشم لتتجمد أطرافها
اقترب منها بخطوات هادئه لتتراجع للخلف
الفصل الرابع والستون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
كانت نظرات عيناها كالجليد وهو يقف يدور حولها يمسح على وجهه من حينا الي اخر يسألها
متابعة القراءة