روايه من نبضي عيشت غرامي
المحتويات
تدير وجهها للخلف تقصد الخروج
أني همشي وهرجع لحضرتك كمان شوي تكوني فضيتي
منعتها هند مرددة بصوت عال
لااا تعالي ده أدم مش غريب تعالي ادخلي يابنتي
أما هو وقت رؤيتها تسمرت عيناه عليها كانت ترتدي نقابها بلون البنفسج الذي جعلها أعذوبة في الرقة والجمال عيناه تفحصتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها كي يهدأ قلبه ولكنه لم يهدأ بل اشټعل داخله ني رانا فور رؤيتها فمجرد دلوفها للمكان حب ست أنفاسه
ده ياستي يبقي أخويا ادخلي بقي مش حد غريب
دلفت بوجه متعجب من تلك المفاجأة وجلست أمامه مع مراعاة المسافة لم ترفع عيناها ووجهت جسدها ناحية هند وتصنمت مكانها
أما هو ظل يردد داخله أمامها وقد نسي الزمان والمكان وكأنها وحدها الموجودة أمامه
أأنتي من الحور العين أم أنكي من جنس حواء !
أريد أن أبحر في هواكي أريد أن أكتشفك أتعمق داخلك أحفظ أسرار الجمال التي تنبعث من عيناكي فقط
وجدت هند أن أخيها في عالم أخر ومكة اعترتها حالة من الحرج والخجل وشعرت بمدى حماقتها أنها أطاعت أخيها وأعلمته مجيئها فتحمحمت بابتسامة
فركت مكة يداها بتوتر من تحت خمارها
ولكن عيناه المرتكزة معها جعلته يشعر بخجلها وتوترها ولكنه أمسك هاتفه واصطنع أنه منشغل به كي يخرجها
من حالة الخجل أما هي اجابتها برفض مصاحب بالشكر
لاا شكرا يا أستاذة مش حابة أشرب حاجة
أروح للأستاذة مروة أكمل اللي بديته وياها عن حلقة الحديد والصلب اللي حضرتك طلبتيها مننا وبعدين أعاود لك
ألقت مكة سؤالها ونظرت جانبا أما أدم نظر لأخته مترجيا أن ترفض فهو لايريد ابتعادها عن مرمى عيناه الأن يريدها أمامه كي يشعر بها ويشتم أنفاسها بالمكان ويعبأ منها ما يكفيه حتى ترحل وتأخذ قلبه معها
لاا ياموكة أنا عايزة رأيك في حاجة تانية لحلقة النهاردة الخاصة بيا أنا بقيت بثق في رأيك جدا مختلف عن باقي الأراء اللي حواليا كلهم منظورهم للحاجة زي بعضهم أما إنتي تفكيرك للشئ وانك بتتعمقي فيه بيبهرني
جزاكي الله خيرا يا أستاذة والله كلام حضرتك وسام شرف ليا في أول طريقي
تمددت ملامحها بسعادة ورددت
جزانا وإياكي ياجميلة أنا متنبئة لك إنك هتبقي حاجة مختلفة وهتكسري الدنيا بإذن الله بأفكارك ومبادئك وخاصة إنك مختلفة فعلا شكلا وموضوعا
وكادت أن تكمل إشادتها إلا أنها جائها اتصال على هاتفها فوجدته زوجها فاستئذنت منها بلطف
بعد اذنك هرد على قرة عيني زوجي يعني وهرجع لك ما تقلقيش مش هتاخر عليكي
اما هو فور ان قامت اخته تنفس الصعداء واحس بأن القدر يخدمه وبقيا وحدهم هي أمامه بنفسها وفورا انطلق لسانه
ازيك أخبارك ايه
كانت جالسة مكانها وتشعر بأن أعصاب جسدها مفكوكة من شدة توترها لم يحدث لها موقف كهكذا ولم تحاصر من رجل كهكذا
وردت على سلامه باختصار
في نعمة وفضل من الله
قالت تلك الكلمات المعدودة وصمتت أما هو ردها أحزنه وطريقتها المختصرة أشعرته بمدي تعبه وحربه التي سيجهد فيها بشدة كي ينالها وردد وهو قاصدا النظر إلى عيناها كي يتشبع منهما وبالأخص أنها لم ترفعها ولم تنظر إليه ولو بالخطأ
يارب
دايما تعرفي انك كنتي في بالي النهاردة وأنا بصلي الفجر مش عارف بعد ماأديت الصلاة لقيتك جيتي على بالي
فحقا يالك من رجل ماهر تعرف تجذب أي أنثى في الحديث تنتقى الأسلوب الذي يليق مع كل امرأة فرفعت أنظارها وهي تردد باندهاش
ايه ده هو إنت بتصلي والفجر كمان !
لم يندهش من سؤالها فهو قد توقعه بقدر ما لفت انتباهه نظرتها المندهشة والمغلفة بالإعجاب وها هو استطاع جذب انتباهها وأجابها
هو أنا مش مسلم زيي زيك والصلاة فرض عليا وهي دي اللي بتفرقني عن الكافر !
واسترسل حديثه وهو يدافع عن حاله أمامها
إنتي ليه واخدة فكرة عني اني وحش وبتاع سكر وبنات دي الفكرة العامة اللي واخداها عن اي فنان عموما
لم تعرف ماذا تجيبه فهي لم تريد الانخراط معه في الحديث ولكنها منذ يومان رأت فيديو له بمحض الصدفة وهو يلقي أغنيته الأخيرة وكانت معه إحداهن فانتابها الفضول وشاهدت المقطع ولم يخلف ظنها كحديثه ذلك وهتفت بما رأته عيناها بوضوح علها تكسب ثوابا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
سبحان الله كلامك عكس أفعالك يعني من يومين وأني بقلب عادي في watch it لقيتك في الفيديو وياك بنات وبتلمسهم عادي وبتقرب منهم والحركات اللي بتحصل في الفيديو كليب المعروفة من المطربين كلهم
انفرجت أساريره لأنها أعلنت أمامه أنها تراه وتأتي بمقاطعه وتشاهدها وردد مدافعا عن حاله
إيه علاقة إني بصلي وبأدي عباداتي بالشغل دي نقرة ودي نقرة
استفزها بكلامه ونطقت برفض
هو اي شغل يجيب فلوس كتيير يبقي حلال !
إنك تلمس بنت وايدك تبقي في ايديها وممكن كمان تبقي في حضڼ
وكادت أن تكمل كلماتها إلا أنها سكتت خجلا مما كانت ستردده فأكمل هو بدلا عنها
مكملتيش كلامك ليه قصدك بيبقوا معايا في أوضاع بالنسبة لك حرام بس ده شغل وكمان تمثيل يعني مش حقيقي مش بيبقي في مشاعر ايه المشكلة في كدة ده شغل زي أي شغل عادي جدا
لم يعجبها كلامه ولا أسبابه التي لاتمت بصلة للدين الإسلامي وتحدثت بكل وقار
إنت حافظ مش فاهم على فكرة
اندهشت ملامحه وهي رأت ذلك ولكن أكملت حديثها بتأدب
يعني التمثيل حلال أصلا في وجهة نظرك
يعني أنك تلمس ست وتستحل النظرة والكلمة والقرب منها وتقول تمثيل ده بالنسبة لك عادى وترجع بعد إكده من سهراتك تصلي وتأدي فرض ربنا وتقول دي نقرة ودي نقرة !
شعر بالراحة اجتاحت أوصاله وتسللت إلي قلبه هدوئها في الحديث رزقه السکينة كلامها وتعبيراتها المعترضة لم تكن فيها نظرة الاحتقار أو الكبر لم تكن من المجادلين في الحديث والمتعصبين لرأيهم ولكنه مقتنع أنه لن يفعل خطأ وبرر لها أسبابه
يعني الدكتور اللي بيكشف علي المړيضة وبيلمسها وبتنكشف قدامه ده مش حرام
كل مهنة ليها أسبابها وليها خطواتها اللي متنفعش إلا بيها
أخذت نفسا عميقا ولم تعرف كيف تجيبه كي تقنعه ان الطبيب غير المغني ولكن أكملت حديثها علها تخرجه من ذاك الطريق أو تكون نورا تهدى به إلي الطريق الحق
هو الدكتور زي المطرب ! الدكتور قاسم اليمين أنه ميبصش على المړيضة ولا يحل لنفسه يلمسها لمسة حرام انت متخيل قسم اليمين على كتاب الله ده يعني ايه
ومش معنى كلامي إن كل دكتور شريف في مهنته لاا كل مهنة فيها إللي بيراعي ربنا في مهنته وفي اللي بيخالف ضميره وربنا طبعا شاهد ومطلع وكل حاجة بتتسجل عند ربنا سبحانه وتعالى فلازم الإنسان يروح له صحيفته نضيفة
ردد بكلمات خرجت بتلقائية من شفتيه
إنتي جميلة أوي يامكة عاملة زي الملاك اللي بينزل من السما يهدي العاصي
استمعت أذناها إلى همسه ولأول مرة يغازلها رجل ولأول مرة تشعر بالخۏف والسعادة في آن واحد واحمر وجهها خجلا من تحت نقابها وأصبحت تجلس على الكرسي في حالة تتعجب لها أنقذتها هند بقدومها وهي تردد
معلش اتأخرت عليكي حبيبتى يالا نبدأ حالا
ثم نظرت إلى أخيها قائلة
ممكن بقي تقوم يافنان تتابع شغل المحطة والأوراق اللي عايزة تتمضي ولا ايه
أخرجته شقيقته من حالة التيهة وود ان يمسك رقبتها ويختن قها لأنها ستجعله يفارق تلك الجلسة المحببة إلى قلبه ولكن استأذن منهما ومنها بالتحديد
حاضر هروح حالا ممكن نبقي نتكلم تاني لأن كلامك أثر فيا وحابب توضح لي وجهة نظرك أكتر
انحرجت من طلبه الذي فاجأها به وأجابته
اني مش باجي اهنه كتييير هي مرة واحدة في الأسبوع بس لو احتجت اي استفسار ممكن تبعته للأستاذة هند وهي تبلغه لي وأنا هبعت لها الرد
لم يريد تلك الإجابة ولم يعجبه ردها الذي حطم آماله في طريق الوصول إليها ولكن سيصبر فالمع ركة تستحق فهي أعجبته وأحبها ومن الواضح أنها لن تشعر بمحبته
لها إلي الآن ولكن سيفعل قصارى جهده إلي أن يمتلك قلبها وأشار برأسه بموافقة وألقى سلامه
وغادر المكان
أما هي نظرت إلى هند متسائلة لها بملامة
ممكن اسألك سؤال وتردي عليا بصراحة ياأستاذة
توقعت هند سؤالها وتحدثت
هتسأليني أنا جيبتك هنا عن طريق ادم أخويا ولا لا مش ده سؤالك
هزت رأسها وهتفت بعتاب
لو كان إكده يبقي مليش لازمة اهنه لأن وجودي وشغلي ملهمش عازة وقتها واني جايه لهدف تاني خالص عكس ماقلتي لي
انصعقت هند من كلامها وهتفت برفض قاطع
لا يامكة متفهميش غلط أنا أعجبت بشغلك جدا وانبهرت بيه كمان ولولا كدة مكنتش جيت لك لحد عندك إنتي فاهمة نص الموضوع غلط
وتابعت حديثها وهي تشرح لها ماحدث بكل صدق
شفت لآدم الفيديو اللي نزل فكلمته إنه إزاي يجيب حد تاني يعمل معاه اللقاء وخاصة أن إحنا المسؤولين مسؤولية كاملة عن شغله بس وقتها شرح لي كل حاجة وعجبني شغلك اووي فقررت إنك تبقي من التيم بتاعي ومن ساعة ماشفتك وأنا حسيت انك اختي الصغيرة وحبيتك أووي أو ربنا وضع محبتك في قلبي من أول ماشفتك وبتلاقيني ببعت لك على طول على الواتساب وحبيت التعامل معاكي اووي
تنفست براحة من ردها وتابعت استفسارتها
طيب هو حضرتك قلتي لحد على شكلي أو وصفتيني لأي حد
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت باستنكار
لا والله العظيم يابنتي أنا يستحيل أعمل كدة ولا عمري هعملها مش علشان أنا منفتحة شوية ابقي جاهلة للدرجة دي في أمور ديني أنا احترمت تدينك ورب الكون يعرف إني معملتهاش ولا عمري هعملها متقلقيش ياموكة
أحست مكة أنها صادقة فهي أيضا تشعر بالارتياح ناحيتها فابتسمت لها وبدأن في الانشغال بأعمالهن
مضى شهرا على تلك الأحداث عمران وسكون يتقربان أكثر وأكثر وأصبحا جزءا لا يتجزأ من حياة بعضهم أما رحمة وماهر فهما في لعبة القط والفأر مستمرين وهي تفهمته جيدا وأصبحت تجعله يستشيط ويستنكر أفعالها وبدأت تنشط شعور الإحساس لديه وبدات امتحانتها وابتعدت عن المكتب تماما مما جعله يجن في بعدها ولكنه لم يعترف بذلك
أما مكة انخرطت في مذاكرتها وادم كل حين يراسلها عبر الواتساب حين يشتاق للكلام معها وهي مرة ترد باختصار ومرات لن تجيبه عن رسائله وتتعمد فتحها كي تجعله يبتعد عنها ولكنها شعرت أنه يكن لها شعورا وإعجابا ولكنها ودت أن توأد ذاك الشعور بداخله فهما
متابعة القراءة