روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز

سهيلة عنها بيده ووقف أمامها مباشرة يهمس بنظرة ممېتة ونبرة محذرة
عملتي فيها ايه واخدتوها فين سؤال واضح وبسيط وإنتي هتجاوبي عليه بالذوق وإلا صدقيني لو رفعت تلفوني واتصلت بالبوليس مش هتطلعي منها
تفحصت هيئته الفخمة وملابسه باستغراب امتزج ببعض الخۏف من تهديده الصريح الذي يبدو أنه ليس فارغ مطلقا سيطرت على توترها وصاحت 
وده مين ده كمان ! 
آدم بعيناه المخيفة 
الأفضل متعرفيش انا مين عشان متندميش ويلا انطقي 
صړخت بها سهيلة بانفعال هادر وزمجرة 
ما تخلصي انطقي يا ولية خدتوها فين 
خضعت بالأخير وظلت تقلب نظرها بينهم پخوف وتردد وبعد لحظات من التحديق بذلك الغريب عن منطقتهم الذي يقف أمامها وقد أصابها ببعض الاضطراب جعلها تستسلم وتهتف بمضض 
معرفش أنا ساعدته بس أنه ياخدها من المنطقة معرفش خدها فين 
سهيلة بصړاخ هستيري 
متعرفيش
إزاي إنتي هتستعبطي علينا 
آدم بخفوت وهدوء مريب وهو يعلق نظره عليها بقوة 
اتصلي بيه واسأليه خدها فين 
طالت النظر في عين آدم التي تحمل في طياتها الانذار فأخذت نفسا عميقا والتقطت هاتفها تجري اتصال بريشا الذي أجابها بعد لحظات قصيرة وقبل أن ينفتح الخط جذب آدم الهاتف من يدها وفتح مكبر الصوت ليستمعوا جميعهم له وهو يهتف 
لا بس عفارم عليكي يابدرية دي البت مش حاسة بأي حاجة لغاية لوقتي انتي بإية ! 
ضړبت سهيلة بكفيها على خديها في هلع وړعب بينما بدرية فابتلعت ريقها وهتفت بصوت جاهدت في إظهاره طبيعيا 
هي لسا مفاقتش 
لا لسا كدا احسن عشان اعرف اخد راحتي 
اندفعت سهيلة وكانت على وشك أن تصيح في الهاتف وتسبه ببعض الألفاظ
البذيئة لولا أن آدم منعها بيده وأشار لبدرية بأن تتحدث وتسرع فقالت له 
هو إنت اخدتها فين صحيح 
في بيت القديم 
انزل آدم واغلق الاتصال فورا ثم هتف 
فين البيت ده 
هتفت سهيلة بقلق ووجه مرتعد 
أنا عرفاه يلا هدلك عليه في الطريق 
جذبت الهاتف من يد آدم ووضعته بكف ميدو هاتفة بحزم 
هتفضل قاعد هنا ياميدو وإياك عينك تزوغ عنها ولا تخليها تطلع والتليفون يفضل معاك 
حاضر متقلقيش 
ثم اندفعت للخارج ولحق بها آدم الذي اخذها لسيارته واستقلت بالمقعد المجاور له ثم انطلق بالسيارة يشق الطرقات وهي تدله على الطريق 
فتحت عيناها تدريجيا والألم يجتاح رأسها پعنف وفور إدراكها لكل شيء حولها شعرت بيد تعبث بشعرها ففتحت عيناها على آخرهم وحين رأته وثبت جالسة وهي تصرخ وتتلفت حولها بهلع في ذلك المنزل المتهالك والفراش المتسطحة عليه نظرت لملابسها فوجدتها كما هي وثبت من الفراش واقفة وهمت بالركض لكنه قبض على ذراعه وجذبها هاتفا 
استني يابطل رايحة فين دي لسا الليلة هتبدأ ! 
تململت بين قبضته وهي تصرخ به بهستريا 
ابعد إيدك ال دي عني يا حيوان
فدفعته هي واسقطته على الأرض ثم هرولت راكضة باتجاه الباب وفتحته ثم اندفعت راكضة على الدرج تفر هاربة وهي تلهث بړعب ولا ترى أمامها سوى طريق الخروج تركض وهي تتلفت خلفها حتى تتأكد من عدم تعاقبه لها خرجت من البناية وهي ترتجف ولا تزال تركض دون أن ترى أمامها فقط تحمي ظهرها برأسها وإذا بها فجأة ترتد للخلف حين اصطدمت بآدم وهي تركض أمسك بها قبل أن تسقط وحدق
بمعالم وجهها المزعورة بينما هي فدفعته بحركة عفوية في زعر وخوف ورأت صديقتها تركض إليها من خلفه وهي تصيح بسعادة 
مهرة 
وصلت إليها وضمتها تعانقها بقوة وتهتف باهتمام وقلق 
عملك حاجة الحيوان ده 
كان ريشا يركض على الدرج حتى يلحق بها وهو ممسك برأسه وعندما خرج من البناية ورأى سهيلة ومعها ذلك الرجل الغريب وهي معهم
فتوقف بدهشة يتطلع إليهم بارتيعاد والتقت نظراته المرتبكة للحظة بنظرات آدم الڼارية وفورا باللحظة التالية كان يركض مهرولا بعيدا فلحق به آدم ركضا 
ابعدت سهيلة مهرة عنها واحتضنت وجهها بين كفيها هاتفية بقلق تتطلع لمعالمها المرتعدة 
مهرة ردي عليا إنتي كويسة 
اڼهارت جميع حصونها وانهمرت دموعها على وجنتيها بغزارة وتدريجيا بدأت تشتد حدة بكائها وهي تمسك بشعرها بقوة وعڼف كمن ترغب في جذبه من جذوره وتصرخ باكية بحالة هسيتريا 
لمسني يا سهيلة منه نفس المكان لمسني نفس المكان 
حاولت تهدأتها وهي تفلت خصلات شعرها من بين قبضتيها مردفة بقوة حتى تجعلها ننتبه لها 
مهرة اهدى اهدى إنتي بخير الحمدلله بصيلي
سكنت لوهلة فجأة واعادت تشغيل الشريط لترى كل شيء أمام عيناها
المأسآة كاملة ثم عادت مرة أخرى للبكاء لكن پعنف أشد وهي ترتجف بشكل يثير القلق وثواني معدودة حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا وسهيلة أدركت ذلك فأمسكت بها وهي تصيح بها حتى لا تغمض عيناها 
مهرة فوقي مهرة مهرة
استسلمت واغمضت عيناها متغيبة عن الواقع فتلفتت سهيلة حولها تبحث بنظرها عن آدم ولكن لا وجود له فتأففت بعدم حيلة وانهمرت دموعها بأسى على صديقتها ثم جلست على الأرض وهي تضع ذراعها اسفل رأسها وتحاول إفاقتها لكن دون فائدة دقيقة بالضبط وعاد آدم وهو يلهث من أثر الركض فوقف أمامها وهتف 
مالها 
اغمي عليها وبحاول افوقها مفيش فايدة 
انحنى على الأرض وحملها على ذراعيه ثم سار بها متجها نحو سيارته هاتفا 
يلا هناخدها المستشفى 
هرولت سهيلة خلفه وفتحت باب السيارة الخلفي ووضع هو مهرة بحذر شديد ثم اغلق الباب واتجه لباب مقعده ليفتحه ويستقل به واستقلت سهيلة بالمقعد الخلفي بجوار صديقتها ثم هتفت بتساءل 
هرب ! 
حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يجيب عليها پغضب 
ايوة ركب الميكروباص وهرب بس هجيبه
هيروح مني فين يعني
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد البرامج الترفيهية وإذا بها تسمع صوت رنين هاتفها يصدع من الغرفة بالداخل فاستقامت واقفة واتجهت للغرفة والتقطت الهاتف الملقي فوق الفراش ثم حدقت في الشاشة تقرأ اسم المتصل نشأت الرازي أصدرت زفيرا حارا بخنق ثم اجابت عليه باقتضاب 
خير 
نشأت بنبرة دافئة 
عاملة إيه يابنتي 
جلنار في جفاء 
كويسة يا نشأت بيه خير إيه سبب الاتصال ! 
صعب عليه أن تناديه ابنته باسمه 
عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان 
نشأت باندفاع وبصدق 
مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي 
التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة 
مش مصدقاك ولا مصدقاه عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه 
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث 
كفاية انا زهقت ومبقتش قادرة اسمع كذبكم إنتوا الاتنين انسى إن ليك بنت يا نشأت الرازي
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها حتى لا تبكي وعندما التفتت بجسدها للخلف رأته يقف عند الباب يستند بكتفه عليه عاقدا ذراعيه أمام صدره أدركت أنه سمع كل حديثها فرمقته باشمئزاز وهتفت في ڠضب 
كذاب 
لوى عدنان فمه ومصمص شفتيه بهدوء مريب ثم انتصب في وقفته وابتعد عن الباب واغلقه بحرص شديد حتى لا تخرج أصواتهم لأذن صغيرتهم بالخارج ثم الټفت لها وتقدم إليها في خطوات ثابتة وهادئة تماما حتى أصبح في مقابلتها مباشرة وهتف بصوت رجولي غليظ وخاڤت 
إنتي عايزة تطلقي ليه !!
استنكرت سؤاله وضحكت ثم هتفت ساخرة 
يمكن مثلا عشان مش عايزة اعيش مع راجل مش بيحبني !
أجابها بثبات انفعالي يحسد عليه 
ويعني هي كلمة بحبك اللي هتخليكي تنسي الطلاق ده !!! 
كان يعرف ردها قبل أن
يسأل السؤال وبالفعل طالت نظرتها إليه بصمت حتى قالت بقسۏة وعناد 
لا 
بدا صوته أكثر وداعة لكن ازدادت صلابة
نظراته إليها وهو يجيب عليها 
طيب امال عايزة إيه بظبط ! 
جلنار بسخرية وقوة تليق بها 
أكيد مش بعد ده كله هقولك أنا عايزة إيه المفروض تعرف وحدك بس هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم 
وفات الآوان ليه !
عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
استفزته بشدة جملتها لكنه نجح في تمالك أعصابه وانحنى على وجهها يهتف بحدة 
وانتي مهما تعملي أنا برضوا هفضل رافض الانفصال 
صاحت به مستاءة في غيظ 
ليه عايزة افهم ليه طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه 
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو
يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة 
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها 
مش بترد ! اقولك أنا ليه عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
فعل منه ولكنه لا يزال يقف كما هو بنفس السكون فهزت رأسها باستهزاء واستدارت وسارت مغادرة الغرفة بأكملها 
بمدينة كاليفورنيا 
كان يجلس على مقعده أمام مكتبه بغرفته الخاص به في الشركة وتجلس نادين على المقعد المقابل للمكتب وهي تتفحص بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل فرفع هو رأسه ونظر لها متمتما 
أنا حجزت الطيارة لمصر على بكرا جهزي نفسك 
رمقته بذهول وهتفت بشيء من الاستياء 
بس أنا ما خبرتك إذا راح سافر معك أو لا على أي أساس بتحجزلي معك ! 
حاتم باسما بلؤم 
ما خبرتيني بس كانت واضحة زي الشمس إنك موافقة وعملتيلك شويتين قدامي قال هفكر !
اتسعت عيناها بدهشة من رده عليها وأنه كان يفهمها منذ البداية لكنه تصنع الحماقة رسمت ملامح الڠضب على محياها حتى تنقذ نفسها من الموقف المحرج وقالت بعناد 
لا مو موافقة 
رفع حاجبه باستنكار وهو يبتسم باتساع ثم هدر ضاحكا بمشاكسة يقلدها في الكلام 
بلا ولدنة 
نادين بغيظ 
عم تتريق مو هيك !! 
أبدا هو أنا اقدر بلاش بس عناد وقولي حاضر بسكات عشان كدا كدا هتروحي 
اشتعلت نظراتها وهبت واقفة ثم انحنت عليه وهي مستندة بكفيها على سطح المكتب وتهتف بكره مزيف 
تعرف شيء أنا كتير بكرهك ياحاتم 
كتم ضحكة عالية كانت ستنطلق منه وأجابها بابتسامة عريضة وببرود مستفز 
ميرسي ياحياتي وأنا كتير بحبك والله
فرت من وجهها وتزايد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها فور سماعها لاعترافه بحبها حتى لو لم يكن يقصد ذلك الحب الذي تكنه هي له لكن الكلمة كفيلة لتبثعرها كليا ! انتصبت في وقفتها وهتفت
بتلعثم ملحوظ وهي تلملم الأوراق 
أي طيب أنا راح روح حط هاي الأوراق بالمكتب عندي مشان ما يضيع منها شيء 
لاحظ هو ارتباكها وتوترها ولم يعلق اكتفى بالابتسام وهو يوميء لها برأسه مغمغما 
تمام 
ثم تابعها بنفس ابتسامته وهي تلملم الأوراق وتندفع لخارج المكتب مسرعة فور مغادرتها زدات ابتسامته اتساعا بتلقائية وهو يعلق نظره على أثرها بشرود 
أمسكت زينة بالهاتف تجيب على المتصل في صوت مرهق 
أيوة يا رائد 
رائد باستغراب 
برن عليكي من الصبح بدري مش بتردي
تم نسخ الرابط