روايه اقدار بلا رحمه
المحتويات
غير أنها تنتظر إلى الغد
مهلا لحظة ما الذي جاء بي إلى هنا ألم أكن في بيتي مستلقي على سريري أين أنا!
كانت تلك الكلمات التي قالها يامن عندما وجد نفسه في إحدى الشارع ليلا نظر حوله بتعجب حتي وجد فتاه تسير بجانبه و لكنها لا تنظر إليه تسير بهدوء وبتعب ولا تلتفت حولها
و كانت يديها الاثنتان ملفوفين بضماد أتجه إليها يامن وقال
وقفت الفتاة مكانها ولكنها لم تلتفت إليه وقالت
معقول مش عارف إحنا فين .. بص حواليك كويس
أنا مش شايف غير بيوت مكسره و يافتات كتير غلط مش فاهم منها حاجه .. ده خړاب!
أبتسمت الفتاه وقالت
فكرت يا ترا إيه اللي خرب البيوت دي ولا إيه اللي كسر كل حاجه
ده إيه علاقته بكلامنا
ما تشوف بنفسك!
مش فاهم أشوف ايه
مدت تلك الفتاة يدها الي يامن وقالت
فك الضماد اللي موجود على أيدي وشوف چرحي
يامن يد الفتاه بحذر وفك الضماد لينصدم مما يراه! كان جرحها عبارة عن وشم على و كان الوشم بأسم ملجأ و في تلك اللحظة ظهرت براء في رأسه لينظر إلى تلك الفتاه سريعا ويقول
ده كلام الناس اللي زي السكاكين .. في كل حتة مني چرح زي ده بأسم مختلف زي ما كان الناس بتسميني .. فك ضماد أيدي التاني!
يامن يدها الأخرى و فك ضمادها بسرعه ليجد الوشم تلك المره بأسمه هو! و كان ې أيضا نظر يامن الي تلك الفتاة و صمت لتدير هي وجهها إليه و كانت تلك الفتاة هي براء كان وجهها شاحب و ملامحها متعبه وقالت له
نظر لها يامن وقد تكونت بعض الدموع في عينيه وقال
أبتسمت براء بحزن و أدارت وجهها مرة أخرى حتى
تنظر أمامها وسارت في طريقها نادى يامن عليها
براء .. أرجوكي بلاش تكوني قاسيه كده قولتلك أنه كان ڠصب عني
ألتفتت براء إليه وقالت
عندك حق أنا بقيت قاسيه .. البركة فيك
ظل يامن ينظر إليها و كذلك هي حتى أتت سيارة و صدمت ببراء بقوة لېصرخ يامن
براااء!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل التاسع
براااء!!
صړخ يامن وانتفض من مكانه ليفيق من نومه بفزع كان يعرق بشدة وكأنه كان في سباق للجري نظر حوله بعدم تركيز و كأنه يبحث عنها بجانبه و كان يتنفس بسرعة لتدخل عاليا والدته على صوته أردفت
في إيه! سمعتك بتصرخ أنت كويس
نظر لها يامن بعدم تركيز و قال بسرعه
اه كويس .. بعد أذنك اطلعي و سيبيني
لا طبعا لازم أطمن عليك
ارتفعت نبرة صوت يامن قليلا ليقول پحده
قولت بعد أذنك اطلعي و سيبيني!!
نظرت له عاليا للحظات ثم خرجت من الغرفة و تركته ظهرت بعض الدموع في عينيه ووضع وجهه بين كفيه وقال بدموع
أنا عارف إني جرحتك .. واستاهل العقاپ و أكبر عقاپ ليا اللي أنا فيه دلوقتي .. أنا قلبي مش مطمن حاسس أنه فيكي حاجه يا براء حاسس إنك في مشكلة وأنا حتى مش عارف أوصلك
زفر بضيق و لاحظ أن نور الشمس قد اخترق نوافذ غرفته و رن المنبه لينهض من مكانه ويستعد ليومه ..
ليلة أمس خرجت براء من المستشفى ورجعت إلى بيتها بصمت و رفضت أن تقول لفاطمه ما يدور برأسها و قد طلبت من فاطمه أن توعدها أن ها مهما فعلت سوف تظل تدعمها وقد وعدتها فاطمة بذلك و لكن قلقها قد زاد و في اليوم التالي أتت الممرضة التي تعمل بإحدى المستشفيات القريبة من بيت براء حتي تغير الضمادات التي تحمي چروح براء بسبب وقوعها على الزجاج و بعد أن رحلت الممرضة جهزت براء نفسها حتي تخرج من البيت و قد منعتها فاطمة
انت رايحه فين!
مشوار صغير و راجعه
الناس على وصول يا براء
عارفه و مش هتأخر متقلقيش
ثم تخطتها و خرجت من المنزل و بعد ساعات وصل خالد و أهله و كذلك ماجد رحب بهم جمال و كذلك فاطمه و جلسوا سويا و أخذهم الحديث حتي وصلت براء الي المنزل و دخلت عليهم نظرت لها والدة خالد بتساؤل و قالت
ايه ده هو انت كنت برا ..
أنا بحسبك بتجهزي نفسك
لا يا طنط .. كان عندي مشوار مهم كان لازم اعمله
طب ليه تتعبي نفسك .. لما تخفي خالص أبقي شوفي اللي وراكي
كان نفسي بس مينفعش .. أنا اسفه لو اتأخرت عليكم
لا يا حبيبتي مفيش حاجه حمدالله علي السلامة
أبتسمت براء وجاءت لتجلس على إحدى المقاعد و لكن والدة خالد قالت
لا تعالي اقعدي جمبي كده .. أنا امبارح مشوفتكيش كويس
أبتسمت براء و ذهبت لتجلس بجانب والدته و تحدثوا سويا و كان ماجد ېختلس النظر عليها و كذلك هي كانت تنظر له بابتسامه خفيه و نظرات غير مفهومه تعجب هو منها و بعد لحظات دق باب المنزل بقوة ليفزعوا جميعا و قال خالد
خير يا عمي .. انتم مستنين حد و حتي لو بيخبط كده ليه
لا يا ابني!
نهضت براء من مكانها و ذهبت لتفتح الباب و بمجرد أن فتحته انتشر العساكر في جميع أنحاء المنزل نهض ماجد من مكانه بفزع و قال
بوليس!!
خرج يامن من بيته و أتجه الي شركته جلس في مكتبه للحظات ثم نهض و اتجه الي مكتب كريم لتمنعه السكرتيره الخاصة بمكتب كريم نظر لها يامن بتساؤل و قال
هو إيه اللي ممنوع أنت اټجننتي!
أنا أسفه جدا والله بس دي أوامر مستر كريم
وأنا ميهمنيش الكلام ده .. وسعي من قدامي!
تحركت السكرتيرة من أمامه بتوتر و دخل هو الي المكتب ليجد كريم جالس علي مكتبه و أمامه المحامي الخاص به و الذي يدعى ياسر نظر له يامن بتعجب
أنت قولت للسكرتيره إني مدخلش! هو في إيه
نهض كريم من مكانه بسرعه و أتجه اليه
مفيش حاجه يا يامن .. أنا كنت بناقش ياسر في حاجه مهمه و مكنتش عايز حد يزعجنا
و هو أنا من أمتي كنت مصدر إزعاج ليك
مش قصدي يا يامن خلاص متكبرهاش .. أنت كنت عايز حاجه
لا .. كنت جاي اطمن عليك بس مش مشكله شكلك مش فاضي دلوقتي
هخلص مع ياسر و هعدي عليك
تمام يا كريم
قال تلك الجملة ثم خرج من المكتب و بداخله إحساس غريب أن كريم يخفي عنه شيئا ما كريم صديقه الوحيد و الذي بمثابة أخيه أنه لا يخفي عنه شيئا إذا ما الأمر تلك المره حتي يخفيه عنه هكذا! و لكنه وعد نفسه أن يعرف هذا السر قريبا!
و بعد أن خرج يامن من الغرفة نظر ياسر الي كريم و قال له
أنت ليه مش عايز تقوله الحقيقة .. لو عرف لوحده هتبقي صډمه ليه
مش دلوقتي
اومال أمتي
لما أرتب أفكاري يا ياسر .. مقدرش اقوله فجأه و أنا مش مرتب ايه اللي هيحصل بعد كده
أنت متخيل رد فعله لما يعرف هيكون إيه أصلا .. أنا اټصدمت لما عرفت اللي في دماغك
تنهد كريم بضيق و قال
ياسر أنا مش هوصيك .. أوعى يامن يعرف حاجه عن التقارير دي .. هتبقي مشكلة كبيرة
متقلقش .. ربنا يستر
بوليس!
نظر جميعهم إلى العساكر بقلق و نهضوا من مكانهم و في تلك اللحظة دخل أحد الضباط وجال بنظره في المكان حتى وقع بصره على ماجد فقال
ھجم عليه العساكر لېصرخ هو
أبعدوا عني أنا معملتش حاجه
أتجه الضابط الي براء و قال
شكرا جدا يا آنسة براء على تعاونك معانا
أتجه إليهم جمال و قال
خير حضرتك هو في ايه!
نظر له الضابط و قال
نظر إلي براء و اكمل
أنا أعرف آنسه براء من فترة كبيرة و كذلك مراتي .. و بفضلها عرفت إنك هنا و أكيد مش هضيع الفرصة دي! جه الوقت عشان تتعاقب فيه على كل أفعالك
نظر والد خالد و الذي يدعى عبد العزيز الي ماجد پصدمه كبيرة و قال
كانت براء تنظر له بثبات و لم تحركها كلماته تلك على عكس خالد الذي نظر إليه بدهشة و قال
نعم! قصدك إيه
قصدي هفهمهولك كويس يا خالد .. البنت دي مش كويسه و مش محترمه أنا أول مرة شوفتها كانت في بيت مشبوهه و أنا كنت عايز اساعدها و أخرجها من المكان ده عشان صعبت عليا بس هي كان عاجبها الوضع و كانت عايزه تبيع نفسها ليا! لولا أنا رفضت و خرجت من المكان
نظر له خالد پصدمة ثم نظر إلي براء و قال
الكلام ده صح!
نظرت له براء بعدم اهتمام ثم اتجهت الي ماجد و قالت بصوت مسموع للجميع
كنت متاكده إني لو دورت وراك بس هوصل لمصايب .. و ده اللي حصل فعلا .. متنكر ورا المركز الاجتماعي اللي أنت فيه و ماشي تسرق في حقوق الناس و أولهم البنات عشان ترضي النقص اللي فيك .. احنا فعلا اتقابلنا قبل سبع سنين .. بس وقتها أنا مكنتش أعرف أن البيت ده مش كويس و لما عرفت و شوفت الحقيقة البشعة اللي كنت هقع فيها بسببك هربت من المكان و ساعتها ربنا وقعني في طريق
ماما فاطمه و بابا جمال عشان يساعدوني
و هنا نهضت والدة خالد من مكانها و التي تدعي كريمه و قالت
يعني إيه وقعك في طريقهم! هو أنت مش بنتهم الحقيقية !
نظرت لها
براء بثبات و كأنها قد اعتادت على قول هذا الكلام
لا مش بنتهم .. أنا متربية في ملجأ
شهقت كريمة بفزع و بعد لحظات أخذوا العساكر ماجد الي قسم الشرطة حتي ينال عقابه سوف يعاقب عن كل ذنب فعله في
حق روح بريئة لم يكن ذنبها سوى أنها فتاه وقعت تحت
متابعة القراءة