روايه للقدر حكايه
المحتويات
التي ستعول فيها نفسها بمفردها دون الحاجه لاحد
خاطبتها ناديه بلطف وهي تحرك يدها على عجلة القياده ببراعه
انا اديتك عنوان الشركه اللي هتقدمي فيها ومتقلقيششهاب اخويا هو المدير قولي بس انك تبعي
ابتسمت ياقوت وهي لا تعرف كيف تشكرها على مساعدتها هي والسيده سلوى
انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي
لتتعلق عين ياقوت بالسكن الجديد الذي ستعيش فيه وكانت هذه البدايه لحياه جديده
اخيرا اتقابلنا ياناديه سلوى وبتسأل عليا في التليفون اما انتي الدنيا خدتك
فضحكت ناديه بقوة وهي تنظر لصديقتها
ما انتي عارفه يا سميره كنت مسافره بره واه رجعت وهنرجع ايام زمان تاني
نورتي السكن يا ياقوت
فرفعت ياقوت رأسها لتشعر بطيبه سميره التي اخبرتها عنها سلوى والتي لم تكف عن مهاتفتها يوميا لتطلب منها الأهتمام بها
عادت ناديه لسيارتها وأستقلتها على الفور فقد انتهى دورها ولم يتبقى عليها الا مهاتفة شقيقها والتأكيد عليه بمراعتها
لا تعلم لما احست ان اهتمام مراد ب ياقوت وسؤاله الدائم عنها
تلك الفتره ورائه شئ تخشي حدوثه والشئ الذي تخشاه ان يكون بدايه حب سيظن فؤاد انها السبب بل وسيحملها حدوثه فأسلم طريق وجدته ان توظف ياقوت لدي شقيقها وتنتهي مخاوفها
لتجلس على فراشها تمسح وجهها بأنهاك تطالع الباب الذي غلق بعد ان خطت للداخلثمانيه أعوام مرت وهي تتمنى الحريه تتمنى ان تفتح جميع الابواب والنوافذ تتمنى ان تركض في الشوارع تصرخ انها حره
هانت ياصفا كلها اربع شهور وتخرجي من هنا
فطالعتها صفا ومازالت جميله كما هي بعيناها الزرقاء وبشرتها شديده البياض ولكن جمالها هذا كان في يوم من الايام هو لعڼتها
نفسي اخرج من هنا ياورده عشان اقوله بس يسامحنيتفتكري هيسامحني
فجاورتها وردة على الفراش وربتت على خدها بحنان
ثم عاتبتها مؤنبه
ماقولتلك اخر مره كنت بره السچن قبل ما ألبس في قضيه تانيه اروحله واقوله على الحقيقه
واردفت تلوي شفتيها بأمتعاض
قولتيلي لاا لازم يسمع الحقيقه مني انا
لتطالعها صفا بآلم وألتقطت من أسفل وسادتها صورته
ياترى ممكن تسامحني ياحمزة
طالعت الغرفه الصغيره التي قادتها إليها سميرة صاحبة المسكن رغم صغر الغرفه الا انها شعرت وكأنها قصر مدام ابتعدت عن قسۏة كلمات زوجه ابيها
وشردت في الاسبوعان الماضين بعد ۏفاة عمتها واقامتها مع زوجة والدها والتي كانت سعيده حين اقتنع والدها بذهابها للعمل واقناعه كان يتقطر من كلامها المسمۏم
خليها يا زيدان تروح تشتغل اه يمكن حد يشوفها وتتجوز واه تجهز نفسها وتساعد في مصاريف جهاز ياسمين ما انت شايف حال السوق واقف ازاي ويوم في ويوم مافيش
وألقت بجسدها على الفراش بحسرة تطالع سقف الغرفه
لازم تبقى قويه يا ياقوت
نهض حمزة پغضب من فوق مقعده وهو لا يرى أمامه وصدي كلمات شريف تتردد في أذنيه
ايوه انا اللي بوقف قرار ناقلك وبستخدم اسمي في كده اتأكدت من إجابة سؤالك ياشريف
ليطالعه شريف بتحديق وهو لا يجد سبب مقنع لذلك ثم صاح
ليه بتعمل كده
ونهض هو الآخر واردف دون شعورا منه
مش معنى اني شايفك اخ كبير ده يديك الحق الست اللي كنت بتحبنا عشانها ماټت
ألجمت الكلمات حمزة وهو لا يصدق ان شريف الذي كان يعتبره ك ابن له حتى لو لم يكن فارق العمر بينهم الا ثلاثه عشر عاما
مش هعاتبك على كلامك ده ياشريف عشان انا اكتر واحد عارف شريف
ببطئ يربت على كتفه الأيسر
شريف اللي ربيته وشوفته ابن وأخ وصديق
انا تعبان اوي ياحمزه مۏت امي كسرني مش قادر اعيش هنا عايز اهرب بعيد خدمتي في مكان بعيد عن هنا هيريحني
كان يشعر بوجعه وسبب رغبته في الإبتعاد ولكن لن يجعله يبتعد فالبعد لا يشفي الآلم وإنما الحياه تمضي
الهروب مش حل ياشريف سوسن عمرها ما هتكون فرحانه ببعدك ولا مريم اوعي تنسى مريم ياشريف اوعي تنسى واجبك ناحيتها مريم بقت محتاجه ليك انت اكتر واحد
وعن الحديث عنها كانت تندفع من باب الغرفه بعدما فتحتها ومسحت دموعها فقد كانت تقف بجانب الباب تسمع حديثهم
ومن دون حديث كانت تتعلق شقيقها كطفله صغيره
اوعي تسبني وتمشي ياشريف
جلسوا يتمازحون وقد مر وقت
طويلا على جلوسهم هكذا دوما حمزة كان يأخذ ركنا بعيدا عنهم مع احد كتب الفلسفه ويحتسي من فنجان قهوته ومن حينا لآخر يطالعهم مبتسما
انت بتخم ياشهاب
لتتسع عين شهاب وهو يرمق الصغيره مريم
شهاب حاف كده
فمازحته بلطافه
لا شهاب بالجبنه
كان شريف جالسا بجانب ندي يضحكون على مشاكسة مريم وشهاب وانتهى الأمر كالمعتادمريم تركض نحو حمزة فور ان يرفع شهاب يداه
الحقني يا بابا شهاب عايز يضربني
فوقف شهاب أمام شقيقه يرمقها بتوعد
محدش مدلع البت ديه غيركمحرومه من فسحه الملاهي يامريم وهاخد ندي حببتي بس
وقبل ان يلتف نحو ندي غامزا لها
كانت تتعلق
عمو شهاب حبيبي
وتتعالا ضحكاتهم مع دلال الصغيره
ودلفت نادية نحوهم بعد أن رحبت بها الخادمه لتتعلق عيناها بحمزة الذي رمقها بمقت على فعلتها التي لم يحاسبها عليها بعد
نظر إليها پغضب بعدما اصبحوا بمفردهما
بتلعبي بيا ياناديه
فأشاحت عيناها عنه تكتم صوت ضحكاتها
ما انا هجوزك يعني هجوزك ياحمزة لا تتجوز بمزاجك او ڠصب عنك
ليرمقها بحنق جلي
ده على اساس اني عيل صغير هتغصب على حاجه
فضحكت بدلال وطالعته مفكره
ايه رأيك تتجوز سيلين السكرتيره عينها منك على فكره
ثواني وقف يطالعها يزفر أنفاسه بقوه حانقا
ناديه الموضوع ده محسوم بالنسبالي ومش هعيد كلامي تاني وبطلي الاعيبك السخيفه ديه
اغمض عيناه بقوة وهو ينظر لجاكي النائمه على صدره العاړي لم يشعر بأستيقاظها ولا بيدها التي أخذت تتحرك بعبث على وجهه
مراد مابك
فأنتبه مراد اليه واخذ يتأملها بصمت كان الأول بحياتها رغم انه ظن عكس ذلك
لم أصدق الي الان اننا تزوجنا وأننا هنا معا بالصين
متى سنخبر عائلتك
كان ضائعا في أفكاره لا يعرف كيف فعل ذلك ولكنه الان غاضب من نفسه ومن والده
ومازالت كلمات فؤاد تتردد في عقله
اعمل حسابك بعد رجوعك من الصين هتجوز هناء بنت عمك
عناد اطاح عقله ليتزوج جاكي ضاربا قرار والده عرض الحائط
ولم يخلق ذلك العند داخله الا هو
مراد سرحت في ايه
لينظر لها مبتسما
مكنتش فاكر انك عذراء
فتوردت وجنتاها بخجل وتعلقت عيناهم معا
لتسأله ببتسامه انارت وجهها الجميل اكثر
يعني انت مبسوط مراد
وكانت اجابته على سؤالها ما هي الا اجابه جعلتها تحلق عاليا بسعاده وهي بين ذراعيه
وقفت أمام المرآه التي تحتويها خزانتها الصغيره لتنظر الي فستانها البسيط وحجابها برضى كامل لتلتقط أوراقها من فوق الفراش وحقيبتها وقبل ان تخرج من غرفتها صدح صوت هاتفها برساله نصيه من صديقتها الشقيه هناء
ابقى طمنيني بعد ما تخلصي المقابله
واتبعت الرساله أخرى
ايوه ياعم هتشتغلي في شركة الزهدي
لتبتسم ياقوت على أفعال صديقتها المحبه وانصرفت من غرفتها متجها الي مكتب السيدة سميره
ابله سميره
كانت سميره تتناول فطورها وترتشف من كأس الشاي خاصتها
تعالي يا ياقوت افطري معايا
خجلت ياقوت وطأطأت رأسها أرضا ورغم جوعها الا انها اجابت
شكرا كنت عايزه اعرف بس اروح عنوان الشركه ازاي
وقبل ان تجيبها سميره
كانت تدلف إحدى المقيمات في السكن مالا
ادي الشهرين المتأخرين عليا يا سوسو
فضحكت سميره وهي تنظر للمال
متخلي ياحضرة الصحافيه
فألتقطت سماح احد السندوتشات من أمامها وأخذت فتعجبت ياقوت من الأمر ولكن ابتسمت وهي تستمع لحديثهم
لازم تفضحينا قدام الغرب كده وتعرفيهم اني صحافيه وعليا اجار متأخر
ومدت سماح كفها نحو ياقوت
صحافيه شهر بتقبض وشهر بتترفد وشهر على ما تفرج
لم تتمالك ياقوت حالها وابتسمت ثم صافحتها
وانا ياقوت
سماح خدي ياقوت معاكي في طريقك ووريها مكان شغلها فين لأنها مش من هنا ولسا ياحببتي بتتعلم تروح وتيجي ازاي
وجهت سميرة حديثها لسماح التي وقفت تدقق النظر ب ياقوت قليلا ثم هتفت مازحه
طب يلا بينا بقى عشان لسا هاكل من علي عربيه الفول
بتاعت عم سيد يااا عليه طبق فول بيسد المعده لحد الليل
وألتفت نحو ياقوت التي اتبعتها تكتم صوت ضحكتها
أنتي هتشتغلي فين
لتخرج ياقوت الكارت الشخصي الذي أعطته لها ناديه فطالعت سماح اسم الشركه ثم اخذت تصفر بعلو
شركه الزهدي يابنت الايه عملتيها ازاي ديه
أشارت سماح اليها على مقر الشركه التي يبدو أنها فرع جديد لمجموعه الزهدي
اطير انا على الجرنال بتاعي لأحسن يتخصم مني
سمعت صوت تهامسهم عليها
يا عيني الراجل اللي طالعه بي السما و بابا بابا مطلعش ابوها مش عارفه ازاي قاعده في بيته ما خلاص مامتها ماټت وقريب هيتجوز
واخذوا يضحكوا بعلو ف رؤي لا يحطيها الا أمثالها
ضاقت أنفاسها وانحدرت دموعها لتجد تلك الفتاه التي لم تكف يوما عن نبذها ومعايرتها بفقرها فهى لم تكن الا ابنه إحدى عاملات النظافه بمدرستهم ودراستها بتلك المدرسه حصلت عليها كعمل خيري لتفوقها
فين مريم القديمه البنت القويه اللي كنت بحسدها على قوتها وأنها عامله زي الفراشه الكل بيحب
لترفع مريم عيناها بصمت نحوها وهي لا تعلم الاجابهف مريم القديمه انكسرت برحيل والدتها
حدق بالفتاه التي أمامه ببطئ متذكرا طلب شقيقته في تعينها في الفرع الجديد الذي تم افتتاحه في الأيام الماضيه ضمن شركتهم الأم وتولى هو إدارتها كان بحاجه ل سكرتيره لمكتبه بهذا الفرع وعلى حظها قد اعتذرت السكرتيره التي وقع عليها الاختيار لحدوث ظرف ما لها
أنتي ياقوت
قالها شهاب بهدوء وهو ينظر للملف الخاص بها هو رأها من قبل ويعلم سبب مساعده شقيقته والسيده سلوى عيناها الذابله وملابسها السوداء التي ترتديه تعبر عما تمر به
وحركت ياقوت رأسها بتوتر تخشي رفضها فهى لا تمتلك الخبره المطلوبه
فأماء شهاب رأسه بعمليه وهو يطالع ملفها
خريجه كليه ادب قسم لغه انجليزيه
ورفع عيناه نحوها
اشتغلتي كام سنه كمتطوعه في الملجأ الخيري
فأسبلت جفنيها بحرج لتجيبه
سنه ونص
وبعد صمت دام للحظات ابتسم ليعبر لها عن موافقته
تقدري تبدأي شغلك من بكره يا انسه ياقوت
تجمدت عيناه وهو لا يصدق اليافته المعلقة على باب المبنى مدرسه خاصه تعمل بها كما اخبره حارسها لذلك
تمر من ذلك الطريق كل يوم ليجد إحدى العاملات تخرج بها من المدرسه وتسير بها نحو الطريق العمومي واخبرتها ان
تسير فالسيارات واقفه
وكالعاده تخطو بخطوات معدوده نحو المقعد الخشبي الذي اعتادت الجلوس عليه
احتار في امرها وقبل ان تأخذه قدماه إليها اعلن هاتفه عن رنينه لينظر للرقم وأجاب بأحترام
متابعة القراءة