روايه انصاف اقدار
عشان استعجل مراتى لسه هنسافر من القاهره لاسكندريه اوعى
غادر سريعا وهو وقف قليلا ثم انتفض فجأة على صوت تلك التى ظهرت من العدم توتا بتمسى
محمد يخربيتك هيجرالى مره حاجة بسببك
توتا من كتر الفرحه انا عارفه انت يابنى امك دعيالك عشان وقعت في سكتك
محمد او يمكن ذنب وبيخلص ماحدش عارف
محمد اعمل فيكى إيه
توتا خدنى عشينى براا
محمد نعم انا كان فى مخيلتي ان إلاهتمام مابيطلبش
لكزته فى كتفخ بمرح لا بيطلب عادى خليك فريش
لم يستطع كبت ضحكته ضحك سعيد بهذه المحتاله جدا ويحبها
هز رأسه بقلة حيله وهو يضحك هههه امرى لله اتفضلى قدامى
محمد ماشى هستاكى برا ماتتاخريش
ركضت سريعا لغرفتها وهو يبتسم عليها بحب ثم تحرك ناحية سيارته ينتظرها
كان بسيارته متجه للإسكندرية زفاف صديقه اليوم وهى مصره على استحضار شياطينه وإفساد اليوم بذلك الفستان الذهبى الذى ترتديه
نظرت له تتصنع البراءه تقول ايه بس ياحبيبي
لم تجد ماتقول لقد أخطأت
طوال الحفل وهو غير راضى عنها تمام تقريبا لا يحدثها يلصقها به بتملك لكنه لا ينظر حتى إليها
بينما كارم يجلس لجوار نهى يقول بغزل فاضل على الحلو تكه يا سكر محلى محطوط على كريمة انت
كارم اخ! اخص الله يخيبك فى وشى كده وفى ليله زى دى لعلمك مهما عملتى انا هكون موفق النهاردة بإذن الله
نهى موفق فى ايه يابنى آدم انت ماتفهمنى
كارم نهار اسود امال لو ماكنتيش معديه ال شكلنا هنبدا من الاول قولى ورايا زرع حصد قاطعته هى انا عقلى كان فين وانا بمضى
نهى ايه تندبى دى ايه الالفاظ السوقية دى
كارم انا لسه هوريكى تصرفات ولاد الشوارع
انكمشت حول نفسها پخوف وهى تراه يغمز لها بتوعد فقد انتظر هذا اليوم كثيرا
بينما وقف رجب برأس مرفوع بجوار نجلاء و توفيق يقف على بعد أمتار منهم ينظر لهم بغيظ
تحولت ملامح رجب للچحيم وضع نجلاء خلف ظهره يجابه توفيق قائلا الكلام فى اى حاجة يبقى معايا بس هقول ايه
ماهو الى مايعرفش ياخد حقه بدراعه ويجيب رجاله تاخدهوله مايعرفش يتكلم الا مع
الحريم
ارتجف توفيق وتحدث بتلعثم وارتباك تق تقصد إيه
رجب انت عارف وانا عارف لما انت محروق اوى كده ماجتش ليه يا دكر تاخد حقك منى راجل لراجل ويا تموتنى يا موتك باعتلى رجاله تدشدشلى المحل! بس الله فى سماه إلى عملته والى حصل للمحل كوم وابنى الى انصاب وكان ممكن تبقى اكتر من كده كوم تانى و وقفتك دلوقتي بقا وانت عايز تكلمها كوم تالت وانا بقى يا توفيق باخد حقى بأيدى ها بأيدى بس مش دلوقتي زى ماقولت احنا عند ناس ومش عايزين نبوظلهم ليلتهم وعشان خاطر ندى بردوا بس احناااا بينا حساب طوووووويل
استدار واخذ نجلاء يضع يده على كتفها يحسبها بعيدا عنه تاركا اياه يذوب بجلده أين كان عقله وهو يفعل ذلك هو لا طاقة له برجب
بينما مليكه تقف پغضب لذيذ لما يعاملها هكذا
اقتربت منها ندى تقول ميكا وحشانى عامله ايه
مليكه مټعصبه و متنرفزه ومش طايقه نفسى
ندى ليه بس ايه اللي حصل
بدأت تقص عليها كل ما فعلته فتحدثت ندى يانهارك مش فايت طب الى عملتيه فى مدريد وهنقول ماشى حقك لكن طالما اختارتوا فستان مع بعض واشتريتوه تلبسى غيره ليه ايه تناحة اهلك دى
مليكه بت لمى لسانك ده
ندى لمى انتى نفسك فستانك مكشوف اوى ايه ده ايه ده
مليكه ماهو اصلى بقيت احب اشوفوا غيران عليا اوى
ندى ماهو كده هتقفليه منك وتخنقيه ومش بعيد تغيرى صورتك عنده وهو شايفك كده واحتمال كبير يزهق منك ومن تصرفاتك الحاجة لما تزيد عن حدها بتبقى رخمه
مليكه عندك حق طب اعمل ايه
ندى هقولك بس صحيح عرفتى الى حصل مع ريتال
مليكه لا ايه اللي حصل
ندى مشكلة كبيرة اوى مع أيهم طلع واد واطى اوى بيقول مركبلها صور وبيهددها
مليكه يانهار ابيض أيهم! معقول
ندى كلنا والله اټصدمنا عايزين نشوف حد يدخل في الموضوع ده
مليكه عدى عدى المناويشى
ندى يانهارك ابيض انتى ناويه تطلقى قبل ماتتجوزى بجد يعنى انتى عاكه الدنيا وكمان عايزة تدخلى فى حوار مع إلى كان خطيبك انتى هبله يابت
مليكه خلاص هدى ريتال رقمه تكمله هو الوحيد اللي هيعرف يجيب معاه من الاخر
ندى اشمعنى يعنى مانقول لجوزك ممكن يتصرف
مليكه لا انا نزلت تدريب عند عدى فتره وعرفت طريقته واسلوبه الواد ده عايز يتشد صح وعدى الى هيعرف يشده وممكن يلفقله كام قضية من الى بيودوا ورا الشمس دول ماتنسيش انه ابن وزير الداخلية
ندى يارب بس يخدم
مليكه هو فيه صفات كتير وحشه بس خدوم كلميه وخدى معاد وهى تروحله يستحسن يكون بكرا
ندى تمام روحى ظبطى بقا الدنيا إلى بهدلتيها دى
كان سيد وحكمت بشقة يوسف تاركين الباب مفتوح بسبب دخول وخروج الكثير من الأهل والجيران لزيارته
تقدمت مى بتردد للداخل تقدم قدم وتؤخر الأخرى
حكمت بالمطبخ تصنع له العصير وسيد يقم بإجراء مكالمه فى الشرفة
وجدته يجلس على احد الأرائك يده مربطه بلفاف ابيض طبى يبدوا عليه الألم
فتح عينه وجدها تقترب بتردد ظل ينظر لها بصمت ملامحه لا توحى بأى شئ فقط يراقب دخولها و ذلك التردد الواضح عليها
اقتربت منه وهو مازال على صمته تحدثت بتلعثم قائله انا انا انا يعنى قولت واجب عليا اجى اقولك الف سلامه ولو انى مش بطيقك لله فى لله كده
كان يوزع نظراته على كل ملامحها الجميله مى فتاه مستفزه لأبعد الحدود تملك ملامح بريئه جدا
ولسان غير برئ بالمره يتعجب كثيرا ولا يعلم ماهى حكمة الخالق فى خلقه لها بهذه الخلطه العجيبة ربما تلك الخلطه هى سر جمالها او سر انجذابه لها
كم هى جمليه حتى روحها مرحه رغم تدخلها فى ما لا يعنيها وكونها بطلة العالم فى إثارة غضبه ولكن لن ينكر يشتاقها هو أصبحت حقيقة مسلم بها
تحدث بسخرية قائلا لا كتر خيرك والله انا من امبارح والقريب والغريب جالى وانتى لسه فاكره تيجى واحنا الشقه لازقه فى الشقه
زمت شفتيها بغيظ
وقالت هو شحات وعايز عيش فينو انت هتتأمر كمان
يوسف شحات! انا شحات يا قاطعته پغضب يا اييه قول كده عشان نربطلك الدراع التانى
يوسف انتى جايه تقضى واجب ولا جايه تعصبينى يابت
مى بت انا بت لم لسانك ياجدع انت تصدق انا غلطانه انى قولت اجى اتطمن عليك
استدارت تريد الرحيل فصړخ بصوت غاضب جاهد ان يكون منخفضا وقال انتى رايحه فين هو ده اللي جايه اتطمن عليك
مى لا خلاص انا ماشيه
حاول الهدوء وقال مى تعالى اقعدى جنبى
نظرت له بشك منذ متى وهو يتحدث معها بسلاسه هكذا دائما مايشنا الحړب على بعضهم ما الجديد
تحدث مجددا وقد بدى صوته مټألم قليلا مى تعالى قولت فى ايه هنفضل طول عمرنا خناق كده
تقدمت جلست لجواره وهى مازلت غير مطمئنه لكن جلوسها بقربه جعل رائحته تقترب منها تتغلغل داخل روحها
أغمضت عينيها تتذكر ضمھ لها ذلك الشعور الذى كلما تذكرته كلما اقشعرت
لم يكن حاله اقل منها يتذكرها وهى بحضنه مستكينه لثوانى
نظر لها مطولا يقول ماجتيش تتطمنى عليا ليه
مى مانا جيت اهو وبعدين انت كل الناس كانت عندك هتاخد بالك من مين ولا مين
يوسف انا جيبت سيرة الناس كلها دلوقتي ولا سيرتك انتى بس انا بسألك انتى
مى اااا كان عندى درس
يوسف هممم وبرتجعى فى معادك ولا مستغليه تعبى وبتتأخرى
رفعت شفتها العليا باعتراض تقول لا ماعلش ثانيه كده ده على اساس ايه ماعلش
يوسف ماتعصبنيش
وقفت تقول تصدق انا غلط لما جيت انا ماشيه
خرجت حكمت من المطبخ تقول مى رايحه فين تعالى اقعدى معانا شويه
مى هروح اوضتى
الجو هنا حر ويخنق
قالت الأخيرة بحنق شديد تنظر له وهو صامت بنظراته
خرجت سريعا وجلست حكمت بجوار ابنها لم تكن مستغربه اعتادت على لعبة القط والفأر بينهما
خرج سيد من الشرفة وانضم إليهم فقال يوسف بلا اى مقدمات عم سيد انا عايز اتجوز مى
اتسعت أعين سيد بزهول بينما تهلل وجه حكمت تقول بفرحة والنبى صحيح عين العقل والله الصراحة يا سيد انا عينى عليها من زمان
سيد ايوه بس دول لسه صغيرين
حكمت بسرعه وهى تشع فرحه يوسف رايح سنه تالته خلاص ومش محتاج ولا مستنظر الشهادة ولا الوظيفة مانت عارف انه شغال مع ابوه وكسيب ولو على مى اهى قربت تخلص ثانويه وبعدين احنا يعنى قايمين نجوزهم الصبح يتخطبوا سنة ولا حاجة
سيد يا حكمت انتى بتقولى ايه انتى عايزه تولعيها حريقه دول طول الوقت خناق ومناقره دول لو اتخانقوا زى اى اتنين متجوزين مش بعيد يكسروا الشقه على بعض حد يحط الڼار جنب البنزين ويقول هى ولعت ليه!
يوسف بثقى وكبر جوزهالى انت بس وانا هربيهالك
سيد بحنق انت هتغلط من اولها ياض احنا لسه على البر وانا لسه ماوفقتش انا بنتى متربيه
يوسف بمجاراه على يدى قولت ايه
تدخلت حكمت والنبى ماحد هيربيها غيره ولا حد هيلمه غيرها هما الاتنين نفس القطعيه تعالى نجوزهم ونخلص منهم قولت إيه
هز سيد رأسه قائلا قولت ربنا يستر هاتها جمايل يارب
بينما يوسف ابتسم بشړ يخطط كيف سيعلمها الادب ويقصص لها لسانها هذا
طول طريق العودة للقاهرة وهى تحاول مراضاته لكنه مازال على موقفه غاضب
مليكه عامر
عامر نعم
مليكه انا اسفه مش هعمل
كده تانى
عامر پغضب هو مش بمزاجك اصلا كده ولا كدة مش هتعملى كده تانى
مليكه طيب خلاص
اخذ نفس عميق وقال ماشى خلاص
مليكه طب يالا
عامر يالا ايه
مليكه صالحنى
عامر نعم ياختى هو مين مزعل مين
مليكه انت مزعلنى مش بتكلمنى طول اليوم بتعاملنى وحش على اول غلطه ليا بتهددنى بتقولى كده ولا كده مش هتعملى كده تانى يعنى هيبقي بالعافيه مش بالتراضى كل ده كله صالحنى عليه وانا هحاول اسامحك انت عامورى بردوا
نظر لها مبهوتا لايصدق كيف قلبت الطاوله عليه
صباح يوم جديد
جلس عدى على مكتبه يرمق تلك الصغيرة بإعجاب واضح
جسد ملفوف شعر بنى متوسط الطول عيون خضراء بشره بيضاء مشرئبه بالحمرا
تفرك يديها ببعض ولا ترفع نظرها له أمام
تلك الصغيرة نسى توتا ومن انجبا توتا
تحدث قائلا وهو يأكلها بعينه