روايه عينيكي وطني وعنواني
المحتويات
واخلصي مستنية إيه
تحركت بتمهل تتناول حقيبتها وتتحرك للخروج وفور أن وضعت يدها على مقبض الباب أوقفها قائلا
إستني عندك
الټفت اليه بكليتها مجيبة
نعم عايز إيه
حسين ابن جوزك خطب البت جارة اخوه علاء ولا لسه
اجابته رغم دهشتها
بكرة ان شاء الله رايحين يتقدموا رسمي ويتفقوا على حفلة خطوبة قريب
خلاص غوري
لوت شفتيها قائلة بتهكم
ياريت بس نظرة القرف اللي شايفاها في عينك دي تمنعك ماتتصل بيا تاني ولا تطلبني أجيلك ڠصب عني حل عني بقى ياأخي عايزة اعيش
تمتمت الأخيرة بصوت بطئ وهي تفتح الباب فخرجت من الغرفة والشقة نهائي تاركته ينظر في أثرها عاقد الحاجبين بملامح غاضبة لا تنبئ بخير
ما كفياكي بقى ياسحر انت مش ناوية توقفي في يومك ده النهاردة
هههههه مش قادرة اتخيل منظرك يافجر وانتي زي الفار المبلول وسطهم أمك تبحلقلك من ناحية والست وابنها يرسموا عليكي من ناحية
دا بعيونهم دول كمان قال يرسموا عليا قال
توقفت ضحكها وهي تغمز بعيناها بمشاكسة
بس الواض حلو اوي يافيفي ويستاهل التفكير بصراحة
هبت ناهضة عن الفراش قائلة پغضب
الكلام ده مافهوش هزار ياسحر ماتخلنيش ازعل منك مش كفاية الحصار اللي بقيت حساه منهم وهما فارضين نفسهم علينا بالعافية واكنهم بقوا جزء من عيلتي
للأسف يافيفي هما فعلا بقوا جزء من عيلتك من ساعة ما والدك وافق بالنسب معاهم
إلا انا
قالتها بمقاطعة وتابعت
مهما حصل ياسحر أنا لا يمكن استسلم للناس دي وانسي اللى أذوني في أعز واحدة كانت على قلبي لا يمكن هانسى عڈابها قبل ما تسيب الدنيا خالص وټموت بسببهم لايمكن
قالت سحر مغيرة دفة الحديث لتخرج صديقتها من داومة زكريات لچروح قديمة لم تشفي منها أبدا رغم مرور السنوات
راجل إيه
الراجل مدير المستشفى إنتي نستيه
همت لتجيب ولكنها اجفلت على صياح والدتها وهي تهتف عليها
بت يافجر تعالي هنا برة الاؤضة عايزاكى إسحبي معاكي مقصوفة الرقبة سحر وهاتيها
شقهت سحر مندهشة
انا مقصوفة رقبة !
اخلصي يابت تعالي انتي وهي
امي عمرها ما عملتها
نهضت عن التخت متمتمة
والنعمة ماعملت حاجة يكونش زعلت عشان سيبت امي معاها لوحدها!
حينما خرجت الاثنتان للصالة القريبة وجدن سميرة جالسة على إحدى المقاعد وعيناها المشټعلة مسلطة عليهم تطلق شرارات حاړقة بوجههم بجوارها كانت رجاء حاجبة وجهها بين كفيها يهتز كأنها تبكي بحړقة
هو في إيه ومالها خالتي رجاء
كان سؤال فجر التي تجاهلتها والدتها وهى تطلق سهامها تجاه سحر مباشرة
مش موافقة تراضي امك ليه يابت
اجابت سحر بإجفال
ها انا ياخالتي سميرة
ايوة انت يعني عشان مدرسة وكلمتك ماشية يبقى بقى تتكبري بقى على والدتك وماترضيهاش فى حاجة تافهة زي دي
تابعت تنظر ببلاهة لوالدتها التي كانت تجفف دماعتها بمحرمة ورقية وسميرة التي أكملت بغيظ
بت ياسحر انت زيك عندي زي الزفتة اللي واقغة جمبك دي يبقى كلمتي انا تمشي عليكى ولا لأ
هزت برأسها بحركة غير مفهومة وهي تمتم
أكيد تمشي ياخالتي سميرة بس انا مش فاهمة حاجة
صاحت عليها بحزم
عنك
مافهمتي انت تروحي البيت مع امك دلوقتي تحضري هدومك وبكرة الصبح تسافري
معاها على البلد عدل سامعاني ولا انت عشان امك غلبانة هاتحطي عليها
تلجم لسانها عن معارضة سميرة وهي تحدق بوالدتها التى تنظر اليها ببرائة فهمست بداخلها وهي تعض على لسانها غيظا
بقى دي غلبانة دي !
بخطوات مثقلة وذهن مشتت تخطت الباب الخارجي للمدرسة لاتتمنى العودة للمنزل الذي هي واثقة تمام الثقة الان أنه اصبح خلية نحل تعج بالأهل والأقارب والجيران وهن يتضافرن مع والدتها لمساعدتها والتهنئة لحفل الخطوبة الذي تقرر إقامته فوق سطح المنزل لقد تمكنت من الخروج صباحا بأعجوبة متحججة بوضع طارئ في المدرسة لا تستطيع الإفلات منه أو التغيب عنه فهي أرادت الخروج وبشدة لتتنفس هواء اخر بعيدا عن محيط هذا الرجل الذي توغل بخبثه داخل عقول أفراد أسرتها أسبوع كامل مر على خروج إبراهيم من المشفى وهذا الرجل يأتي يوميا للإطمئنان عليه ومداعبته فتعلق
بيه الطفل الصغير كما تعلق به من قبل أبيها ووالدتها كما تعلقت به شقيقتها شروق الذي اعتبرته أخيها من وقت ان قرأت فاتحتها على أخيه حسين وكأنها كانت تنتظره طويلا ليقوم معها بدور الشقيق الأكبر فاندمجت الأسرتان بكمياء نادرة وأصبحت الشقتان مفتوحتان أمام بعضهم وكأنهم عائلة واحدة لم يتبقى لها في المنزل سوى غرفتها المحصنة عنه وعن والدته التى كلما رأتها لمحت لها بسذاجة وكأنها لاتفهم مايدور بعقل المرأة كل ما تمر به الان فوق طاقتها وفوق إحتمالها حتى صديقتها الغالية سحر التي كانت تلجأ لها معظم الأوقات فتستطيع بذكائها وخفة ظلها ان تخفف عنها وتدخل السرور بقلبها إبتعدت هي الأخرى عنها مضطرة في رحلة سفر مع والدتها لبلدتهم لحضور حفل زفاف إحدى أقاربهم ولم تعد حتى الان
تنفست بعمق وهي تعتلي الرصيف المؤدي لموقف الباصات حتى تستقل إحداهم فلا داعي للهروب أكثر من ذلك والتنصل من واجباتها تجاه أسرتها وشقيقتها فى مناسبة هامة كهذه تباطئت خطواتها حينما لفت نظرها وقوف هذه السيارة الرياضية باهظة الثمن بجانب الرصيف وبمنطقة كهذه تبدوا السيارة غريبة عن المكان وسكانه والمدرسة الحكومية أيضا قدمت بخطواتها تتخطاها دون ان ترفع عيناها ناحية السائق ولكنها توقفت مجفلة حينما سمعت من يهتف باسمها من الخلف عن قرب استدارات اليه فوجدته هو نفسه هذا الغريب مدير المشفى الذي رأته سابقا وسألها بكل جرأة عن فاتن وهو يترجل من السيارة بأناقة تليق به وبمكانته فقال بتردد
ااا ممكن كلمتين لو سمحتي يا أنسة فجر
ظلت صامتة لبعض اللحظات مبهوتة لا تستوعب مطلبه فخطا يقترب منها قليلا يكرر
أسف لو خضيتك أو افتكرتينى مچنون بس انا بجد محتاج اتكلم معاكي ضروري
خرج صوتها المندهش تلوح أمامه بكفها
تتكلم معايا في إيه بالظبط انا بيني وبينك إيه عشان يبقى في مابينا كلام ضروري
انا عارف ان مافيش مابينا حاجة بس انا غايب بقالي سنين طويلة عن البلد وكان يهمني اعرف منك اللي مقدرش اسأل حد غيرك عنه ارجوكي اركبي معايا وانا اوعدك مش هاخد من وقتك كتير
برقت عيناها وهتفت بحدة
اركب معاك فين انت اټجننت اعرفك منين انا عشان اخرج معاك واكلمك عن اللي فاتك فى سنين غربتك بعيد عن البلد
تكلم بمهادنة وقد كان حديثه يبدوا كرجاء
انا اسف حقيقي بجد بس لو مش عايزة تركبي معايا خلاص ممكن ندخل الكافيه اللي موجود هناك ده اخر الشارع بس أرجوكي ماتكسفنيش انا مافيش قدامي غيرك وانتي انسانة واعية جدا لتصرفات البنى الادم إللى بيكلمك ان كان كويس ولا وحش
بصرت بعيناها الى الكافيه الذي لوح إليه بكف يده ناحيته فعادت تنظر الى وجهه جيدا فوجدته شاحبا وعيناه حمروان وكأنها لم تذق طعم النوم منذ عدة ليال تعجبت لحال هذا الرجل الغريب وتصرفاته الأغرب معها فوجدت نفسها تخبره ببعض الطف
انا أساسا متأخرة على خطوبة أختي يعني مش فاضية للخروج ولا الكلام
أصلا
طرق بعيناه أرضا بخيبة أمل قبل ان يرفعها ثانية اليها فقال
طب ممكن نخلي القاء يبقى في يوم تاني !
خرج ردها بسؤال
طيب ممكن انت بالظبط تفهمني عرفت توصلي ازايولا عرفت تجيب عنوان مدرستي اللى بشتغل فيها منين
هز اكتفاه يجيبها بسهولة
عادي سألت
عنك وعرفت !
حينما عادت الى منزلها كما توقعت تماما وجدته ممتلئ على اخره بالأقارب والجيران من
سيدات اتت لتساعد والدتها في تحضيرات الحفل كإعداد بعض الأطعمة وبعض أصناف الحلويات بالإضافة لتحضير المشروبات الباردة ومعهم أطفالهم الذين كانوا يركضون ويلعبون بداخل البيت وكأنه ساحة للعب وفتايات يبدوا من اعمارهن أنهن اتين من أجل العروس التى كانت بغرفتها وأصوات ضحكاتها العالية مع الفتيات صادرة خارج الغرفة وبقوة سمعت صوت والدتها من المطبخ ولكنها لم تجرؤ للدخول إليها فقد كان مزدحم بالنساء حولها أكملت سيرها الى غرفتها الحبيبة وعندما همت لفتحها وجدتها مغلقة من الداخل فطرقت على بابها فوصلها صوت نسائي من داخل الغرفة
ايوة ياللي بتخبط مين انت يالي اللي على الباب
أنا فجر اخت العروسة وصاحبة الاوضة
ابلة فجر أيوة صحيح معلش والنبى ياحبيبتى اصلي برضع الواد استنيني دقيقتين بس وافتحلك انا جارتك ام مروان اللي ساكنة فوقيكم على طول انتي عارفاني
تمتمت بتعب
طبعا عارفاكى ياستي
زفرت بضيق وهي ترتد للخلف عائدة فلم تجد موضع قدم امامها لتستريح بها سوى غرفة أبويها المغلقة بإحكام وغرفة إبراهيم وهي لاتفضل إزعاجه في هذا الوقت فأين تذهب الان والغرفة الباقية لشقيقتها صاخبة بأصوات الفتيات قررت التوجه ناحية الحمام لتغسل وجهها ويديها فتنفرد مع نفسها لبعض الدقائق حتى تنتهي ام مروان من إرضاع ابنها
اغلقت الباب خلفها فور ان دلفت لداخله والټفت للمغسلة لتغسل بكفيها على وجهها بالمياه الباردة وهي مستمعة بطراوتها على وجهها قبل ان ترفع رأسها اخيرا لتنظر في المراة فوجدت انعكاس شبحه أمامها شهقت مخضۏضة وهي تلتف بكليتها للناحية الأخرى مزعورة فوجدته واقف خلفها بالفانلة الدخلية البيضاء وبنطاله الجينز الباهت القديم فتحت واغلقت فمها عدة مرات وهي تتشبث بحافة الحوض فلم يخرج سوى بعض الكلمات المتقطعة
انت ا انت ايه جيت ا ايه اللي جابك هنا
بكف يده اوقفها وهو يشير إليها قائلا بهدوء وصوت خفيض
وطي صوتك إهدي أنا هنا بغير حنفية الشطاف وانتي اللي ډخلتي ھجم تغسلي وشك على الحوض من غير ما تاخدي بالك مني وانا قاعد مقرفص تحت هنا عند القعدة
وتيجي
بقولك وطي صوتك
استجابت لمقاطعته فخرجت جملتها التاليه بهمس مع رعبها
وانت إيه اللي يجيبك حمامنا أساسا مافيش سباك هو اللي يقوم بالمهمة دي عنك
اجابها بثقة رغم همسه
في طبعا بس انا مقبلش حد غريب يدخل بيتكم وانا موجود والحاجات دي انا ياما عملتها بكل سهولة
جحظت عيناها وفغرت فاهها مندهشة من هذا المتبجح همت لتتكلم ولكن أجفلها الصوت النسائي الصادر من قريب فاستدارت برأسها فورا وهي تلمح خيال إمرأة وهي تتحرك من خلف الزجاج في أعلى الباب كما يبدوا انها تبحث عن شئ ما في الخارج عادت اليه بنفس اللحظة تنظر بړعب قاټل عما قد يقال عنهم لو فتحت المرأة الباب الان من المؤكد سيتظن بها السوء وتتخيل بخيالها وضعا مشينا
وجدته يشير بيده على فاهه حتى تصمت ولا تتحرك
لعدم اثارة شك النساء الثرثارت ما أثار دهشتها حقا هو هذا القلق الذي رأته بعيناه ووجهه الذي كان مغلفا بصرامة وجدية لا يشوبها أي مظاهر للتسلية أو العبث
وقفت مذعنة لأمره ولكنها أشاحت بوجهها عنه وأعطته ظهرها المتشنج
متابعة القراءة