روايه عينيكي وطني وعنواني
المحتويات
ولكنها تفاجأت به يقطع الطريق أمامها الضخم تحركت لتغير الطريق ولكنه تحرك معها ومنعها من السير رفعت رأسها اليه متسأئلة فتفاجأت بنظرتها
القوية من مستوى طوله الفارق عنها وهو يدعوها للتحدي قالت بتماسك مزيف
لو سمحت سيبنى امشي وانزل مايصحش كده
قال بحدة
مافيش نزول
نعم !!
مابقولك مافيش نزول
بقولك سيبنى انزل هي فتونة يامعلم ياشهم
تغاضى عن لهجتها المتهكمة فقال مابين اسنانه
انتي مش هاتنزلي من هنا غير لما تقوليلى انتي رفضتينى ليه
ارتدت للخلف مجفلة من جرأته فقالت بدفاعية
وفيها إيه بقى لما ارفضك ولا انت مستكتر عليا انى ارفض المعلم علاء بجلاله وقدره
لا مش مستكتر عليكي الرفض ياستى وحكاية القبول دي من عند ربنا بس انتي في سبب واضح قوي عندك وانا شايفه في عنيكي دلوقتى وانا بكلمك
احتدت انفاسها بالصعود والهبوط وهي تنظر اليه بقوة صامته فتابع هو بالتأكيد
مدام سكتي كدة يبقى في صح خليكي شجاعة
بقى واتكلمي
اتكلم اقول إيه قولي عن السبب اللي مخليكى تكرهيني وعامل حاجز بينى وبينك من اول مرة شوفتك فيها قولي بقى وريحينى ايه اللي بينك وبينى
إللي بينى وبينك فاتن
يتبع
الفصل الثاني
إللي بيني وبينك فاتن!
لم يهتز او يرتد للخلف مجفلا بعد سماعه الإسم أو حتى تأثر وجهه الجامد كما توقع خيالها الطفولي بل كل ماحدث هو أنه فغر فاهه قليلا مضيقا عيناه وهو ينظر إليها بتفكير ثم ما لبث ان قال بهدوء
فاتن بنت بدر عوض الصعيدي
ياااه! ولحقت تفتكرها بالسرعة دي دا انت كتر خيرك حقيقي
تسارعت انفاسها واتسعت عيناها وهي تهز برأسها بعدم استيعاب حتى صړخت بوجه
كنت عارف إنها بنت عمتي وجاي تتقدملي كدة بمنتهى السهولة يابجاحتك ياأخي ياجبروتك ياأخي
بجاحتي وجبروتي في إيه بقى عايز أفهم واحدة كنت بحبها وعايز اتجوزها ومحلصلش نصيب ما بينا وكل واحد فينا راح لحاله إيه بقى إللي يمنعني إني اتجوزك انتي حتى لو كنت اختها مش قريبتها!
المها هذا البرود في كلماته فضحكت بسخرية مريرة وقالت
فعلا إيه صحيح إللي يمنع إن تكسر قلب واحدة وتدمرها وبعدها تعيش حياتك عادي وتتجوز بنت خالها كمان بنت خالها اللي في نظرها كل نظريات الحب والقصص الخيالية في بعد ما شافت بعينها أعز واحدة عندها وهي بتترجاك في المحل بتاع والدك وانت بتذلها وتطردها بكل افترا بعد ماانتهت صلاحيتها عندك وبقت حمل تقيل عليك
إستني عندك هو انتي اللي كنت واقفة برة المحل بيونيفورم المدرسة في يوميها
اردفت بحزن
كنت ساعتها في تالتة اعدادي وانا عايشة في العالم الوردي بتاع فارس الأحلام والقصص الرومانسية اللي كانت بتحكيها فاتن عنك واكنك فارسها المغوار قبل ماتغدر بيها وترميها زي الكلبة في الشارع بعد ماخدت غرضك منها وسيبتها تواجه مصيرها لوحدها
تغضن وجهه بالڠضب وهو يسألها بتوجس
انتي بتقولي إيه وغرض إيه إللي بتتكلمي عنه هو انتي فهمتي إيه بالظبط انا كنت بطردها عشان خيانتها ليا بعد ما اكتشفتها بنفسي
بعدم سيطرة دفعته بقبضة يديها تهتف
انتي كمان صورتها في عيني بعد مادمرتها وسيبتها بالجنين إللي في بطنها انت إيه ياأخي ماعندكش ذرة ضمير ولا إحساس
اطبق بكفيه على قبضتيها التي كانت بها على يمنعها من الوصول اليه وهو يهتف جازا على أسنانه يحاول السيطرة على تشنجها امامه
إسمعي مني الأول وافهمي اللي هاقولوا كويس دي اول مرة اسمع فيها ان فاتن كانت حامل انا كل اللي اعرفه إنها سافرت مع اهلها ورجعوا على بلدهم في الصعيد بعد انا ماقطعت علاقتي بيها نهائي يعني ماتحملنيش ذنب انا معملتوش
هتفت پقهر ودماعتها تسح على وجنتها وهي مازلت قبضتيها في يده
هي ماكنتش تعرف غيرك ولا حبت حد غيرك عشان يستغلها حد تاني زي انت ما عملت كدة بالظبط ودلوقتي جاي تنكر قدامي بكل بجاحة عشان كداب وجبان
هزازها بقوة قائلا باستنكار
انا مش كداب ولا خاېن عشان اتهرب من مسؤليتي لو غلطت مع واحدة لكن كمان مش غبي عشان اسامح في الخېانة فاتن
بنت عمتك خانتني وانا شوفتها بنفسي مع اعز اصحابي وعلى سريره
يبقى هو اللي غدر بيها وسابها مش انا
هدات حركتها فجأة ولكن ظلت رأسها تهتز بالرفض وهي تردد بإصرار
انا لا يمكن اصدق حرف واحد من إللي انت بتقولوا عشان انا اكتر واحدة كنت شاهدة على حبها ليك اللي كان بيصل لحد الجنون إنت اللي خونت واتخليت عنها لما سيبتها تواجه أهلها وتتحمل الذنب لوحدها
افلتها فجأة يشير بأصابع يده على جانبي رأسه قائلا بانفعال
انت إيه يابنتيمصرة على اللي في دماغك وبس من غير ما تسمعي ولا تفكري حتى لما انا غررت بيها وغلطت معاها سكتت هي ليه بقى ومابهدلتش الدنيا ولا بلغت والدي حتى ممكن بقى تجاوبيني
عشان أكيد كانت خاېفة منك ومن والدك وعلى سمعة أهلها فى المنطقة
ضړب بكفه على ظهر الأخرى وهو يسألها بنفاذ صبر
طب سيبك مني ومن أهلي خلينا في أهلها هي بقى واجهتهم ليه لوحدها
وماقلتلهمش عني مدام انا اتخليت بجبني زي مابتقولي يبقى على الأقل والدها الصعيدي الحر مش هايسكت عن حق بنته ولا هايسيب اللي غلط معاها بقى
قالت بتعب
أهو والدها الصعيدي الحر ده خد بنته وعيلته كلها وسافر على الصعيد وسابلك الدنيا بحالها
رفع كفيه امامها في الهواء كإشارة
تمام اوي كلامك كدة انا مستعد يابنت الناس اروح لها في قلب بيتها وقدام ابوها كمان أسألها واواجها وان طلع الحق معاها يبقى استاهل انا اللي يحصلي بقى من والدها وعيلتها هناك
تروحلها فين
سألته بابتسامة باهتة وتابعت بمرارة
بعد السنين دي كلها عايز تواجهم ماهو خلاص بقى ماعدتش ينفع عشان صاحبة القضية نفسها ماټت بالجنين إللي في بطنها وسرها اندفن معاها كمان
جحظت عيناه وشحب وجهه بشكل مخيف وكان هذا هو نهاية الحديث العاصف بينهم قبل ان تذهبت من أمامه وتركته ينظر في أثرها متسمرا مكانه على سطح المبنى
كانت عائدة من درس الرياضيات الذي اخدته مع المجموعة بعد انتهاء اليوم الدراسي فى مدرستها والتي كانت تبتعد عن مسكنها بالميدان بمسافة كبيرة ولكنها لم ترد العودة فورا لمنزلهم وفضلت الذهاب لبيت عمتها ورؤية ابنتها التي غابت منذ فترة طويلة عن زيارتها في منزلهم فبرغم فرق السنوات والذي تعدت الأربعة كانت فجر تعتبر فاتن صديقتها المقربة والسبب الرئيسي لنشأة هذه الصداقة كان الإلحاح من جانب فجر نحو فاتن الجميلة والرقيقة والتي لطالما اعتبرتها فجر نموذج يحتذى به فكانت تسعى دائما لتقليدها وهي كانت رقيقة ودائما متعاونة ومحبة لفجر فكانت دائما ما تدعوها بشقيقتها الصغيرة فور ان ترجلت من المواصلة العامة رأتها امامها وهي تعدوا بخطوات سريعة نحو الخروج من حارتهم ركضت خلفها تهتف باسمها مستغلة خفة وزنها لتلحلق بها
يافاتن يافاتن استنى هنا شوية انا جيالك
استدارت مجفلة على النداء فتوقفت عن السير بجوار إحدى المبانى حتى أتت إليها لاهثة
اخيرا وقفتي دا انا قولت مش هاتسمعيني خالص النهاردة ولا هاتوقفي
قالت بفتور
أهلا يافجر انتي إيه إللي جابك دلوقتي
ارتسم الحرج على وجهها مع بعض الدهشة فقالت
في إيه يافاتن هي دي مقابلة تقابلينى بيها برضوا وانا اللي جتلك جري بهدوم المدرسة عشان وحشتيني بعد مالقيتك غيبتي وماعدتيش تسالي عني ولا حتى تزوري بينتا بيت خالك زي الاول
اطرقت بوجهها وهي تتهرب منها بعيناها قائلة بتوتر
معلش يافجر بس انا اليومين دول مشغولة في اوي في المعهد والدروس عشان الامتحانات قربت
كانت هذه اول مرة لفجر تلمح التغير الواضح الذي طرأ على ابنة عمتها الجميلة وجهها المستدير الناعم والنضر كان باهتا على غير العادة عيناها ذابلتان وحمروان وكأنها انتهت توها من
نوبة بكاء عڼيفة سألتها بقلق
فاتن هو انتي تعبانة ولا حد مزعلك
هزت رأسها وقالت نافية
لا طبعا إنتي ليه بتقولي كدة بس هو انا باين عليا اني تعبانة
باين جدا يافاتن هو إيه إللي حاصل بالظبط معاكي عمي بدر هو اللي مزعلك ولا عمتي فوزية
لا عمك ولا عمتك هما اللي زعلوني انا اللي تعبانة لوحدي روحي انتي سلمي عليهم على مارجعت انا من مشواري دقايق مش هاعوق
استنى هنا يافاتن انتي هاتمشي وتسيبني لوحدي مع عمتي فوق
حاولت جذب ذراعها وقالت بسأم
يابنتي اطلعي هو انتي عمتك هاتكلك
انا مشواري قريب هناك فركتين كعب يعني مش هاتأخر
قالت بلهفة وهي تشدد على ذراعها
طب خلاص خديني معاكي
ڼهرتها غاضبة وهي تخلص منها ذراعها بقوة
يووه عليكي يافجر دا انتي بقيتي مزعجة اوي وهاتفرجي علينا الشارع كله سيبنى ياحبيبتى الله لا يسيئك ثواني مش هاتأخر ماشي ثواني
توقفت فجر عن الإلحاح وتركتها تذهب وهي واقفة بمكانها محرجة من نظرات المارة التي ارتكزت عليها ولكن حب الفضول غلبها فسارت خلفها بخطوات بطيئة تتبعها حتى وجدتها توقفت امام محل كبير للأدوات الصحية بشارع اخر خلف حارتها و دلفت بداخله
أكملت سيرها حتى توقفت امام واجهة المحل الزجاحية تنظر بداخله
بالزي المدرسي حقيبتها خلف ظهرها ودفتر ورق بيدها رأتها تتحدث بضعف خلف رجل شاب يعطيها ظهره واقفا بعنجهية خلف مكتبه ينظر نحو صورة معلقة على الحائط بجمود واضعا يديه بداخل جيب بنطاله يستمع لها فقط ولا يتحدث حتى اذا انتهت إستدار اليها بحدة فتفوه ببعض الكلمات التي لم تسمعها فجر ولكن رأت وقعهم على وجه فاتن التي
تدفقت دماعاتها امامه بغزارة تترجاه فما كان منه إلا أنه أشار اليها بذراعه نحو باب المحل لتخرج وهي تترجاه بتذلل و قلبه القاسې لم يرق ولم يرضى سوى بطردها حتى خرجت من عنده مکسورة الخاطر مطأطأة الرأس وهو يتبع خروجها فالتقت عيناه بعيناها فجر من خلف الواجهة الزجاجية للمحل الذي وقف بوسطه بتجبر ولم يشعر بالأسف نحو طرده لفاتن ولو لحظة عرفته فجر وقتها حينما رأته عن قرب فتذكرته فورا من صوره الموجودة مع فاتن إنه هو نفسه من دعته بالحبيب عدة مرات حينما كان مثار أحاديثهم طوال الشهور الفائتة قبل ان تنأى فاتن بنفسها وتعزل نفسها بعيدا عنها هو نفسه المدعو علاء ادهم المصري!
فجر هو انتي إيه إللي تاعبك بالظبط ومنعك تروحي شغلك النهاردة
افاقت من شرودها على صوت شقيقتها شروق وهي تدلف لداخل الغرفة فاعتدلت جالسة على الفراش تستعيد توزانها بعد هذا اللقاء العاصف وموجة الذكريات التي لاحقتها مرة أخرى بعد أن ظنت نسانيها الماضي وماحدث به قديما
يابنتي ما تردي عليا انتي ساكتة ليه
اجلت حلقها لكي ترد على شقيقتها
أيوة اا انتي كنتي بتقولي إيه
كنت بقول إيه! يانهار ابيض لدرجادي دي
متابعة القراءة