روايه عينيكي وطني وعنواني
المحتويات
على كدة الست الوالدة كانت صادقة بخۏفها عليكي
امي انا خاېفة عليا! هي قالتلك إيه بالظبط
اقتربت تجلس أمامها على الفراش وهي تنظر اليها بتأني وكأنها تتفحصها جيدا قبل أن تجيبها
قالتلي ياستي انك ډخلتي عليهم فجأه النهاردة الصبح وهما بيفطروا وشك مخطۏف واكنك كنتي معيطة ولما سألوكي مالك ولا كنتي فين قولتي انك كنتي على السطح بتشمي هوا وعينك بس طرفها التراب وبعدها ډخلتي جري على اؤضتك ولما سألوكي مش رايحة شغلك قولتي لأ مش رايحة عشان مصدعة من ليلة امبارح ومش حمل مناهتة مع الطالبات فى المدرسة!
دا كلامك ياحبيبتى بس ماما مش مصدقاكي وقلقانة عليكى
قلقانة ليه بقى
اقتربت إليها أكثر تسألها
بقى انتي مش عارفة ليه قلقانة ولا انتي مش حاسة بنفسك دا انتي وشك دبلان ولا اكنك معيطة بقالك شهر
نهضت عن التخت قائلة بتهرب
ياشروق انتي كمان يعني هايكون إيه إللي يخليني معيطة دا بس شوية صداع جامدين هما اللي خلوني ادمع بالعافية بس الحمد للة انا كويسة دلوقتى بعد البرشامة اللي اخدتها
براحتك يافجر لو مش عايزة تتكلمي بس انا حاسة يعني والله اعلم انك ندمانة
قطبت تسألها بدهشة
ندمانة على إيه بالظبط
قالت بتردد
يعني انا بقول انك لو ندمانة عشان رفضتى علاء احنا لسة فيها وانا ممكن اكلم حسين يصفي الامور مابينكم
شهقت مستنكرة
ندمانة على مين ياختي بقولك إيه يابت ماتروحي تتسلى مع عريسك دا ولا خطيبك وحلي عني انا بلا ۏجع دماغ قال ندمانة قال
اتسلى معاه! والنبي عمي علاء دا عسل وانتي اللي الخسرانة يافجر
طب غوري بقى من اؤضتي مش نقصاكي غوري
براحتك
قالتها وتحركت بخطواتها لتخرج وقبل ان تصل لباب الغرفة هتفت عليها فجر
وانتي
ماروحتيش على جامعتك ليه والساعة دلوقتي داخلة على عشرة الصبح
قالت مبتسمة بدلال
قالت حانقة
اممم طب اخرجي بقى بدلعك المرق ده واقفلي الباب وراكي
تردد بمشاكسة قبل ان تخرج وتغلق الباب خوفا منها
ياسم!
بعد ان خرجت شروق وتفادت ضړبة من وسادتها وجدت نفسها تتناول حقيبة يدها المركونة على الكمود تفتش فيها حتى ظهر امامها هذا الكارت الصغير والمدون عليه الرقم الغريب والتي لم تظن بحياتها أبدا أنها ستستخدمه!
زفر بعمق وهو يفرك بكفه على صفحة وجهه وكلماتها تتردد داخل رأسه الان دون توقف كيف لذكرى تناساها منذ عدة سنوات ان تطل الان بقوة أغمض عيناه وهو يعتدل بجلسته على كرسيه خلف مكتبه داخل المحل اخذ يطرق بقلمه على سطح المكتب ذو الخشب المثقل بحيرة فمنذ الصباح وهو يشعر بنيران تشتعل هذه الأخبار الجديدة عليه تجعله كأسد حبيس بداخل قفصه النيران مشټعلة حوله من كل جانب وهو
لا يعرف مصدرها ولا المتسبب فيها لقد نشأ الكره في قلبها نحوه منذ سنوات طويلة وهو كالأعمى لم يرى الأشارات وهو الذي ظن انتهائه من قصة فاتن من زمن طويل!
نهض فجأة
من مكتبه حينما لمح طيفها وهي خارجة من البناية تلتفت حولها وتتفادي السيارت حتى اعتلت الرصيف لتكمل سيرها نحو إحدي سيارات الأجرة
ولا ياحسونة
الټفت العامل الذي كان منشغلا مع إحدى الزبائن نحو معلمه ليجيبه
نعم يامعلم علاء
تناول هاتفه وسلسلة
مفاتيحه وهو يأمره
خلي بالك من المحل انا خارج مشوار وراجع
كلامي معاها لسة ما انتهاش
تمتم الاخيرة مع نفسه وهو يخرج سريعا ليعتلي سيارته ويلحق سيارتها
توقف بسيارته على مسافة ليست بقريبة من مدرستها وهو يراقب خروجها من السيارة الأجرة ترجل من سيارته ليلحقها قبل ان تدلف لداخل المدرسة محل عملها رغم تعجبه من التوقيت ولكنه مصر على توقفيها للتحدث ولكنه قطب مندهشا حينما رأها تتخطى المدرسة وتتجه نحو مقهى قريب منها لاحقها بخطواته حتى دلفت للداخل فخطا خلفها ولكنه تسمر مكانه مبهوتا مشتعل العينان حينما رأى من ينتظرها بالداخل
وبداخل المقهى الصغير تقدمت بخطوات مترددة فلمحته امامها على طاولة قريبة يحتسي قهوته بملابسه الباهظة كان يبدوا غريبا عن رواد المقهى من الشباب والفتيات وقف يستقبلها حينما بصرها وهي تقترب منه
أنسة فجر انا سعيد اوي انك قلبتي دعوتي
صافحته بخجل وهي تومى برأسها قبل ان تجلس فى المقعد المقابل له فقالت
بصراحة انا اتصلت بيك عشان انا كمان عايزة اعرف
قال بابتسامة
تعرفي إيه أنا اللي اعرفه إن أنا اللي كنت غايب عن البلد مش انتي
همت لترد ولكنها لم تتمكن حينما تفاجأت بهذا الذي دلف كالإعصار هادرا وهو يجذب عصام من تلابيب قميصه يوفقه بالقوة
انتي تاني ياحيوان هو انا مش هاخلص منك بقى
ختم جملته بضربقة قوية من قبضته على فك الاخر صړخت على إثرها فجر
انت إيه إللي جابك من ورايا يابني أدم انت
حدث كل شئ بسرعة خاطفة حينما ھجم علاء بقبضته على وجه عصام تدارك الاخير نفسه سريعا قبل أن يسقط أرضا فوقف يقاومه وهو يصيح عليه بالھمجي والمتسرع امام صرخاتها واستهجان رواد المقهى وفضولهم ليزداد الاخر شراسة بهجومه والسباب ببعض الالفاظ النابية لم يتحملها عصام فرد على هجومه وتحولت لمشاجرة بالأيدي بين طرفين نديين بأجسادهم الضخمة وهي واضعة يدها على فمها بحرج حاول عمال المقهى فض المشاجرة فتقدمت تشارك بتردد معهم بصوتها عل أحد هؤلاء الثيران يسمعها ويعي خطۏرة الموقف ووضعها معهم ولكن لا حياة لمن تنادي حتى ازداد حنقها منهم وهي تصرخ عليهم فحدث مالم يكن بالحسبان حينما أتتها ضړبة بقبضة أحدهم على رأسها أسقطتها أرضا فاقدة للوعي دون أن تدرى من أين اتت منهم ام من أحد عمال المقهى سمعت بعض الأصوات وهي تصرخ عليها
باسمها جزعا قبل ان تشوش الرؤية امامها حتى أصبحت ظلمة قاتمة ڠرقت بها ولم تشعر بشئ بعدها
قسما بالله لو حصلها حاجة ماهاعتقك
ليه ياحبيبيهي الضړبة كانت من إيدي انا ولا إيدك انت
وكان مين السبب بقى مش انت
هه صحيح فعلا اللي فيه عيب مايروحش منه ولو بطلوع الروح
وبعدين بقى معاك ياجدع انت أنا ماسك نفسي عنك بالعافية
هه وان ما سكتش هاتعمل إيه بقى
دكتور عصام المړيضة ابتدت تفوق
قالها الطبيب المتخصص بمقاطعة ليفصل الجدال المحتدم بينهم يتفحصها جيدا وهي تستعيد وعيها رويدا رويدا
رمشت بعيناها عدة لحظات حتى تمكنت من الرؤية جيدا اول ما رأته كان سقف الحجرة الابيض وهي تحاول التذكر أين هي وما الذي أتى بها هنا فتفاجأت بزوج من الرؤس تطل عليها من الأعلى
ها إيه الأخبار ياأنسة فجر
عاملة إيه يا أبلة فجر
اندفعت الډماء بعروقها فورا من رؤيتهم فتغضن وجهها ڠضبا منهم حينما مرت أمامها المشاهد سريعا التي سبقت سقوطها
انتوا تاني اااه
تفوهت بها وهي تحاول النهوض بجذعها فتفاجأت بيد تمنعها وصوت صادر بالقرب منها يقول
حاسبي ياانسة الحركة العڼيفة ممكن تضرك
مالت برأسها ناحيته فوجدته شابا صغير بملابسه البيضاء ونظارة طبية تغطي على عيناه العميقة فدارات عيناها على باقي الحجرة لتعي بفطنتها أين هي رفعت رأسها إليهم قائلة بجزع
أنا إيه إللي جابني هنا هو انا حصلي إيه بالظبط
حصل خير يا حصل خير
قالها الطبيب الشاب وهو يساعدها
على الجلوس على تختها الطبي فدنى اليها عصام برأسه قائلا برقة
انا أسف جدا يا أنسة فجر على اللي حصلك بس اديكي شوفتي بنفسك اللي دخل علينا زي القطر
دفعه علاء ليلتصق بالحائط قائلا بټهديد
احترم نفسك وماتخلنيش اتعصب عليك في قلب المستشفى بتاعتك وقدام الدكتور اللي شغال تحت إيدك
تمتم الطبيب بحنق وهو ينظر اليه
شغال تحت إيده!
هز عصام برأسه مستنكرا وهو يخاطب الطبيب
معلش ياعمرو امسحها فيا انا اصله مابيعرفش يتعامل مع بني ادمين خارج محل الأدوات الصحية بتاعه
زمجر پغضب
بقولك احترم نفسك انا ماعنديش خلق لاستفزازك ده
تاني برضوا طب انا عايز اشوف هاتعمل إيه
اااه دا انت فرحان بقى انك في منطقتك وعايز تعمل عليا نمرة لما اټهجم عليك
انا مش محتاج اعمل نمرة واقدر اخلص
لوحدي
ياراجل
جحظت عيناها وهي تحدق على هذا الزوج من المعاتيه وهم يتشجران أمامها وكأنهم اطفال صغار رغم ضخامة أجسامهم تمتمت بذهول
يانهار اسود هو انا إيه اللي ورطني مع جوز المتخلفين دول
همس بجوارها الطبيب المبتسم بصوت خفيض
هو انتي شوفتي إيه بس دول من ساعة ما دخلوا المستشفى بيكي وهما على حالة الجنان دي واكنهم جوز ديوك بلدي بصراحة دي اول مرة نشوف فيها الدكتور عصام تربية الخواجات بالهيئة دي
طيب هو انا حصلي إيه
قالتها وهي تتحسس بيدها على جبهتها المټألمة نظرت بجزع نحو الطبيب وهي تشعر بملمس الرباط والشاش الطبي سارع هو لطمئنتها
ما تقلقيش ياانسة دول كام غرزة صغيرين نتيجة البطحة وان كان على الم الصداع فدا بس مع حمل الوقعة
يانهار اسود هو انا كمان اتبطحت وراسي اتخيطت
عاد الإثنان على صوتها المڤزوع فقال علاء بوجه عاتب وجامد
معلش بقى ياأبلة فجر انا وربنا ماكنت اقصد ولا كنت واخد بالي منك حتى بس الحق عليكي بقى من الاول
اشارت بسبابتها نحو نفسها قائلة بذهول
الحق عليا انا طب ليه
هم ليرد ولكن أوقفه صوت عصام الحاد وهو يهتف على الطبيب
روح انت اعمل مرور على بقية الحالات في المستشفى ياعمرو
بعد خروج الطبيب التفتت إليه سائلة بتحفز
كنت بتقول ان الحق عليا انا يااستاذ علاء ممكن افهم بقى ليه الحق عليا
انا فاهم ليه هو يقصد عشان قعدتك معايا على طرابيزة واحدة مع بعض في كافيه
زمت شفتيها وهي تحدق بعيناها عليه تستشف صدق المعلومة فتأكدت من عيناه المتهربة ووجهه العبوس
فقال بخشونة وهو ينظر ناحيتها وناحية عصام
تعرفي الراجل ده منين عشان تقعدي معاه
وانت مالك
صدرت منها بدون تفكير حفزت شياطينه نحوها فود لو يطبق بكفيه على رقبتها كي يعاقبها على غباءها معه جاء رد عصام الحاسم
انسة فجر قعدت معايا بناءا على رغبة مني وطلب ملح عليها عشان أسألها على حاجة قديمة تخصني
خرجت الاخيرة بتردد فتح علاء فمه بضحكة متهكمة خالية من
المرح فقال
عارفها انا الحاجة
القديمة واللي تخصك دي بس ياترى بقى هي عارفة
مش عايزة اعرف حاجة انا عايزة امشي
قالتها بتعب وهي تعصر عيناها پألم دنى إليها عصام يتفحصها بقلق
إيه مالك يا انسة فجر هو انتي الصداع شد عليكي
هتف عليه علاء بقوة وهو ينزع كفه على رأسها
شيل إيدك عنها ياجدع انت هو انت افتكرت نفسك دكتور بجد ولا إيه
تمتم بذهول
في إيه يابني هو انت مچنون
صاحت عليهم وهي على وشك الاڼهيار
الله ېخرب بيوتكم انتوا الجوز عايزة امشي عايزة امشي
فتحت باب الشقة الخالية من ساكنها بنسخة المفتاح الموجودة معها منذ فترة طويلة فتقدمت بخطواتها نحو وجهتها بغرفة
متابعة القراءة