روايه عينيكي وطني وعنواني
المحتويات
علاء!
اعتدلت بجذعها على الفراش وتفرك بكفها على جانب وجهها وقد طار منها النعاس وهي تستوعب كلماته فقالت بامتعاض
سمعني تاني لو سمحت عشان الظاهر كدة انا ماا سمعتش كويس
قال بتصميم وهو يشدد على كلماته
لا إنتي سمعتي كويس يافجر بس بتقاوحي ورغم كدة انا هاكرر برضوا تاني مقابلتك مع الدكتور عصام المرة الجاية هاتبقى شاملاني انا كمان
وتشملك إنت ليه بقى المقابلة دي هو لقاء القمة دول يدوب كلمتين هاخدهم منه عشان اعرف اللي حصل زمان
وصلها صوته بحدة
انا عارف انهم كلمتين
ومتأكد كمان ان الكلمتين دول هايكونوا عن انا
صمتتت وظلت صوت انفاسها الحادة هي سيدة الموقف لعدة لحظات قبل ان يقطع علاء صمتها
اسمعي يافجر انا عارف انك مش مصدقاني وعندك شك فيا بس انا عايز القعدة تبقى بينا احنا التلاتة عشان نكشف اوراقنا قدامك وتشوفي بنفسك مين فينا
بعد أن أنهت المكالمة زفرت بضيق وهي ترمي الهاتف على الجانب الاخر من الفراش وقبل ان تسقط
رأسها مرة أخرى على الوسادة تفاجأت بشقيقتها وهي ټقتحم عليها الغرفة تهتف
الحقي يافجر الحقي شوفتي اللي حصل
فغرت فاهها وهي تحدق بها ببلاهة فاستطردت شروق بلهفة
ظلت صامتة أيضا على نفس وضعها فتابعت شروق بحماس
قالي ان علاء جارنا كان بينه وبين فاتن بنت عمتك قصة حب كبيرة وكان بيحارب والده عشان يتجوزها بس محصلش نصيب مابينهم
صمتت لاهث وهي تراقب رد فعل شقيقتها التي كانت تنظر لها بتبلد قبل ان تنزل في الفراش وتشد الغطاء عليها وهي تأمرها بعدم اكتراث
نهضت عن الفراش متفاجئة منها فقالت حانقة
دا إيه التناكة دي قال وانا اللي قولت ان هافاجئك بخبر الموسم روحي ياشيخة سديتي نفسي بتناحتك دي
بعد سماعها لصوت صفق الباب القوي بخروج شقيقتها تمتمت هامسة
كان بيحارب والده عشان يتجوزها !!
مساء الخير ياوالدي
رفع راسه عن الطعام وهو يرد عليه بوجه مشرق
مساء الفل ياحبيبي تعالى كل معايا وافتح نفسي تعالى
تبسم بداخله وهو يرى وجه نيرمين الذي تغضن پحقد فقالت
تغاضى ادهم عن الرد عليها وهو ينتظر رد ابنه حسين والذي قال بأسف
معلش ياوالدي انا أكلت حاجة خفيفة في الشغل وشبعان خليها مرة تانية بقى
تنهد أدهم وخرج صوته بإحباط
تاني برضوا ياحسين يعني مافيش مرة تفوتها من غير ما تاكل في الشغل وتيجي تاكل معانا أكلة
بيتي ترم بيها عضمك يابني
لا ما انا جيت بدري النهاردة الساعة ٥ مخصوص عشان أتغدا معاكم بس للأسف مالقتش حد في البيت غير الشغالين يحضرلي الاكل
ارتفع حاجب أدهم وانتقلت نظراته لنرمين التي شحب وجهها قبل ان يسأله
ليه بقى هي مراة ابوك ما كنتش موجودة
ما انا قولتلك ياوالدي ماكنش في حد موجود غير الخدامين عن اذنكم اروح اغير هدومي وارتاح
قالها وذهب سريعا من امامهم أسرعت نيرمين تبرر لزوجها ذو النظرات المتفحصة لها
ما انا قايلالك ياحج الصبح إني هاخرج ازور واحدة صحبتي واقضي اليوم معاها
تقومي تقعدي لبعد خمسة العصر وعلى كدة وصلتنا هنا امتى بقى
بلعت ريقها وهي تجيبه بتوجس
ما انا عديت على خالتي كمان واتغديت عندها فوصلت هنا على الساعة ٦ المغرب كدة
ظل صامتا لبعض اللحظات مضيقا عيناه بشكل جعل البرودة تسري بأطرافها قبل يقطع صمته وهو ينهض عن الطعام دون رد
تنفست الصعداء بمجرد ذهابه وهي تمتم پخوف
الحمد للة ربنا ستر الحمد لله منك لله ياسعد
بعدها بيومين
بمنزل شاكر خرجت فجر من غرفتها وهي تصرخ بفرح على والدتها الجالسة على مقعد السفرة بوسط المنزل وهي منهمكة في تفطيع الخضروات على الطاولة
سحر اتخطبت ياماما سحر اتخطبت
شهقت سميرة واضعة كفها على
بسم الله الرحمن الرحيم في إيه يابت خضتيني وسحر مين دي كمان اللي بتقولي عليها اتخطبت
هللت فجر بمرح
في أيه ياست الكل هو احنا عندنا كام سحر بس صاحبتي سحر بنت رجاء صاحبتك لحقتي تنسيهم برضوا ياست ياأصيلة
صاحت فيها حانقة
أكيد عرفتهم يامقصوفة الرقبة انا بس مكنتش مركزة في الأول المهم بقى انت عرفت منين أكيد هي اتصلت بيكي وعرفتك
طبعا ياست الكل دي اتصلت عرفتني وبعتت الدليل كمان
قالت الاخيرة وهي تدنوا منها و تناولها الهاتف تنظر اليه حدقت سميرة لبعض الحظات بصورة العريسان على شاشة الهاتف قاطبة الحاجبين قبل تفك عقدتهم وتنفرج اساريرها فقالت بفرح
يامشاء الله ياولاد دي كمان لبست الشبكة وعريسها زي انا ما انا شايفة كدة حاجة تشرح القلب
قالت فجر بسعادة بالغة
هو فعلا حاجة تشرح القلب ياماما لا وايه الخطوبة جات كدة فجأة قبل ما تسافر وتخرج من البلد ياسلام ياماما دا
انا فرحانة قوي عشانها
قالت سميرة بمغزى
اه ياختي امال ايه ما انا كمان فرحانة اوي بيها البت راحت مڠصوبة على فرح بنت خالها قوم النصيب يحكم وتتخطب هي من هناك عقبالك انت كمان ياختي لما النصيب يحكم
خبئت ابتسامة فجر وهي تفهم مقصدها فتناولت الهاتف من يدها بهدوء وهي ترتد عائدة لغرفتها فقالت بمهادنة
اه طبعا امال ايه ان شاء الله ياماما ان شاء الله
همت لتنسحب ولكن والدتها اوقفتها من قبل ان تتحرك
استني عندك يافجر لابسة كدة ومتنأتكة رايحة على فين
قالت كاذبة بتوتر
رايحة مشوار للإدارة التعليمية عشان عندي شوية ورق عايزة اخلصه هناك
والمشوار دا ماينفعش يتأجل عشان البطحة اللي في دماغك دي دي حتى ظاهرة على الوش مش مدارية
تلجلجت قائلة
ياااست الكل ما انا هالبس كاب اداريها بيه اصل بصراحة المشوار مهم وماينفغش يتأجل أكتر
من كدة عن اذنك بقى اخد شنطتي من الأوضة عشان اللحق احصل
حينما دلفت لغرفتها ذهبت سريعا على الشرفة نظرت أمامها نحو المحل فاطمأنت لعدم وجود سيارته في موضعها بالخارج تنفست ببعض الإرتياح وهي تتناول حقيبتها بحركة رشيقة وتضعها على كتف ذراعها ثم تناولت الكاب تضعه على رأسها كي تغطي به جبهتها المصاپة لتخرج بخطوات مسرعة من الغرفة والمنزل والبناية ايضا تود الحاق بموعدها لقد مر يومان منذ حديثها معه في الهاتف حينما أصر عليها لحضور اجتماعها مع عصام وهي ابدا لم تقتنع رغم الحاحه حينما رأته في بداية اليوم يخرج بسيارته استغلت الفرصة رغم تعبها لتتصل بعصام وتحدد معه موعدا في الحال تتحداه بإصرار فهو ابدا لن يفرض سيطرته عليها أنسي انه موضع اتهام وهي تريد ان تعلم الحقيقة مهما كانت
دلفت لداخل السيارة الأجرة التي أوقفتها سريعا وعيناها مازلت معلقة ناحية المحل تتوجس من مجيئه فجأة فيفسد لقاءها الثاني ايضا
اطلع على طول ياسطى
قالتها لسائق السيارة الذي رد عليها بسؤال وهو يدير المحرك
على فين العزم يا انسة
حينما ترجلت من سيارة الأجرة التي توقفت امام العنوان الذي وصفه لها هذا
المدعو عصام
وقفت لعدة لحظات تنظر لواجهته بانبهار وتردد في الدخول لهذا المكان ذو اليافطة الاجنبية والذي يتوسط منطقة من ارقى مناطق العاصمة ويبدوا من الوهلة الأولى أنه أنشئ مخصوص لعلية القوم تقدمت بخطواتها حتى دلفت لداخله فوجدته اتخذ طاولة قريبة جدا من الباب حتى يسهل لها رؤيته وقف لها كالمرة السابقة بملابسه الباهظة والتي تمثلت في ارتدائه لسروال من الجينز وعليه كنزة صوفيه سوداء زادته بهاءا كان واقف بثقة في المكان الذي يشبهه عكس السابق عيناها ذهبت على باقي رواد المحل من فتيات ورجال فشعرت ببعض الحرج من ماترتديه وهذا الكاب الرياضي الذي غطى على جبهتها المصاپة فلفتت اليها الأبصار بغرابتها
استقبلها بابتسامة مشرقة جعلته وسيما وهو يرحب بها حتى جلست امامه فقال بمشاكسة
اخيرا وصلتي دا انا قولت انك غيرتي رأيك ولا تكوني لاغيتي الموعد
ردت بحرج
بصراحة انا بعد مادخلت البتاع ده فكرت فعلا الغي وارجع من مطرح ماجيت احسن
ليه بتقولي كدة
قالت بحرص وهي تتجنب النظر حولها
حضرتك مش شايف نظرات الناس ليا وكأني كائن غريب دخل عليهم في منطقتهم
القى نظرة بطرف عيناه على بعض الطاولات فقال بابتسامة جانبية
مكنتش اعرف ان بيهمك قوي اراء الناس اللي
عقولها فاضية دي بس على فكرة بقى بغض النظر عن الماركات الغالية اللي لابسينها انتي احلى واشيك واحدة دخلت المحل
ارتبكت واحمرت وجنتاها من غزله الصريح فقالت بجدية
ارجوك حضرتك انا جاية هنا على موضوع محدد وافتكر ان انت كمان عارف الموضوع ده
اسبل عيناه وارتسم الحزن على ملامحه قبل ان يرد عليها
عندك حق طبعا في اللي بتقوليه انا فعلا سبب اصراري على لقاءي بيكي هو
قطع جملته يمسح بأطراف اصابعه على جبهته الباردة بحرج قبل ان يستطرد سائلا
هي فاتن ماټت ازاي بالظبط
ضيقت عيناها وهو تنظر اليه بتفحص فسألته
وانت يهمك قوي تعرف هي ماټت ازاي ليه يعني
قال بتصميم
من غير اسئلة ارجوكي قولي وريحينى
انتابها الشك من هيئته الحزينة فقالت بريبة
انا مستعدة اقولك ماټت ازاي بس انا عايزة اعرف دلوقتي منك هي فاتن كانت بالنسبالك إيه هل هي كانت
حبيبة صاحبك حسب كلامك ولا في حاجة تانية انا معرفهاش
صمت قليلا يفكر في الإجابة قبل ان يحسم قراره
بصراحة في بس انا بقى مش قادر اتكلم معاكي وانا مش عارف حدود معرفتك بيها واصلة لفين عشان اقدر اتكلم معاكي بسهولة
جحظت عيناها وتحفزت كل خلايا وهي تقترب برأسها منه تهمس من تحت اسنانها
عايز تعرف حدود معرفتي بيها إيه يكفي اقولك ان انا الوحيدة بعد اهلها اللي كنت على علم بحملها قبل مايسافر بيها والدها على الصعيد
كانت حامل كمان!
قالها بمقاطعة بوجه مصډوم انسحبت منه الډماء اثار شكها اكثر فقالت
في إيه هو مين اللي كان حبيبها فيكم انت ولا علاء
اغمض عيناه وهو يضغط بأطراف اصابعه على أعلى انفه فقال همسا
حبيبها كان علاء انا كنت مجرد واحد صاحبه وبس
طرقت بقبضتها على الطاولة بعصبية
طب ماتفهمني بقى اللي حصل عشان ارسى على بر بدال الدوخة دي اللى دايخاها مابينكم
فرد كفيه امامها وهو يهز برأسه بحركة مفهومة فقال
مش عارف
نعم!!
وربنا زي ما بقولك كدة مش عارف
ههه انت لسة برضوا على نفس النغمة ماتغير يابني بلاش ملل
شهقت منتفضة وهي تراه جلس بجوارها امام نظرات عصام المتفاجئ هو الاخر فقالت پغضب مكتوم
انت تاني برضوا دا انت مصمم بقى تعملي ڤضيحة
جز على فكه يخاطبها بټهديد
احتراما لأهلك بس هامسك نفسي عن اني اجرجرك من شعرك حالا واخرج بيكي قدام امة لا اله الله الموجودة في المحل دلوقتي
فغرت فاهها وهي تدفعه بقبضتها على كتفه بتعصب
تجرجر مين يابني أدم انت
هي سايبة
متابعة القراءة