روايه عينيكي وطني وعنواني

موقع أيام نيوز

مش شايف الشبه 
اومأ بشبه ابتسامة قائلا
معلش ياعصام ممكن تقوم انت وفجر خمس دقايق بعيد عن هنا 
تفاجأ الثلاثة بمطلبه وكان الرد سريعا من فجر التي قامت منتفضة 
يالا بينا ياعصام خدوا راحتكم 
قالت فلم تنتظر عصام فقد تحركت مسرعة ذاهبة ما أمامهم اسرع عصام خلفها 
استني يافجر هو انت مركبة قطر في رجليكي
تتبعتهم فاتن بعيناها ثم اللتفتت اليه سائلة
هو في إيه بالظبط وانت مشيتهم ليه
تجاهل الرد وسألها 
انت عاملة إيه يافاتن 
على طاولة أخرى بعيدة عنهم بمسافة كافية جلست مع عصام على مضض بعد أن كانت مصممة على المغادرة من النادي تقضم على اطراف اظافرها وتهز بأقدامها تحت الطاولة دون ان تشعر بنفسها
براحة يافجر على نفسك هو إيه اللي حصل بس عشان تتعصبي كدة 
قال عصام وكان ردها بتشنج
لهوا انت مش واخد بالك دا قومنا من جمبهم من غير مايراعي شعوري ولا شعورك حتى هو احنا عيال صغيرين عشان يقومنا ولا هو ناسي اني مراته ولا يمكن عايز يحل نفسه مني
تمتم عصام باندهاش
يانهار
اسود ايه كل التحليلات دي يافجر ماحصلش حاجة لسة يابنتي ثم ان اللقاء ده كان لازم يتم مهما بعدت المدة او قصرت 
أشاحت بوجهها حتى كي تخفي هذا الألم عنه
عندك حق اللقاء كان
لازم وضروي يتم وحمد لله اننا لسة في اولها عشان يقرر براحته 
ضيق عينيه يسألها بحيرة
قصدك إيه مش فاهم 
نهضت فجأة مغادرة
قصدي اني عايزة امشي دلوقتي حالا لو افتكر يسأل عليا بعد مايخلص جلسته معاها قولوا روحت وهي متقبلة منك أي قرار ماشي
هم ليوقفها ولكنها لم تعطه فرصة بذهابها السريع عاد يجلس مرة أخرى وهو يفكر بفحوى كلماتها بوجوم 
بعد عدة دقائق أتى اليه علاء
خلصت جلستك مع فاتن 
اوما براسه بابتسامة راضية قبل أن يسأله 
هي فجر

راحت فين
أجابه عصام
فجر بصراحة مشيت ومرديتش تستنى وبتقولك خد قرارك براحتك وهي متقبلة منك اي شئ 
بقى هي قالتلك كدة
قال باستنكار وهو يهز رأسه بيأس قبل ان يتحرك مغادرا 
انا رايح اشوف المچنونة دي وانت بقى خليك مع فاتن معلش 
ارتسمت راحة على ملامح وجهه حاول اخفاءها وهو يردد
ماشي تمام روح انت شوف خطيبتك وانا هاضطر اقعد مع فاتن !
على ارض صلبة في مكان يبدوا كمصنع مهجور كانت جالسة في إحدى اركانه ضامة ركبتيها الى تبكي وتنوح حظها السئ الذي لم يفارقها منذ مولدها حينما اتت الى الدنيا من أم لم ترغب بها فلا تعير العيب او الحړام او ألأصول ادنى اهتمام و لطالما قاست هي بسببها في عيشها من أعين الرجال الطامعة بها لمجرد معرفتهم بأن والدتها هي محاسن عملت في عدة مهن حتى لايصبح مصيرها مثلها فتمنت من قلبها ان تتزوج من رجل في الحلال فينتشلها من هذه البيئة الموبؤة فتعيش كبقية النساء ولكن حتى هذه كانت غالية عليها فكان نصيبها الزواج من رجل مدمن على المخډرات والتي سجن بسببها وعادت هي لوالدتها مرة اخرى 
رفعت رأسها تكفكف دموعها وتحمد الخالق انه نجاها من القبض عليها امس حينما عادت متأخرة من عيادة الطبيب ولكنها عادت للتشرد وهي لا تجد مكان يأويها 
تنهدت قانطة وهي تنظر للهاتف الذي اوشك شحن بطاريته على النفاذ وهو يصدح باتصاله فتحت على المكالمة تجيب بياس
ايوة ياسعد عايز ايه تاني مش ناوي تحل عن دماغي بقى
وصلها صوته
مالك بس ياامينة دي جزاتي يعني اني عايز اطمن عليكي بعد ماعرفت باللي حصل لوالدتك و نيرمين لما كبست عليهم الحكومة لليلة امبارح 
لا بصراحة قلبك طيب قوي فيكي الخير 
الله يسامحك ياامينة انا مش هارد عليكي بس اسمحيلي اسالك بحكم العشرة عاملة آيه وبتباتي فين دلوقتي بعد مااخوات جوزك كمان استولوا على بيتك
رفعت رأسها للسماء قائلة بدموع حاړقة 
حتى دي عرفتها 
قطعت الجملة وازداد نشيج بكاءها فاستغلها فرصة ليلقي عليها الكلمات المواسية 
خلاص ياامينة اهدي يابت الناس انت بس لو تقوليلي على مكانك كنت اساعدك 
في المصنع القديم 
انتفض منتبها على جملتها
ايه بتقولي فين ياأمينة 
اردفت صاړخة 
بقولك في المصنع
القديم اللي في اخر الشارع عندكم واللي كنا بنشتغل فيه زمان انا والبنات قبل مايفلس شوفت الدنيا بقى اهي لما داقت عليا ملقتش غيره 
معلش ياأمينة ماتزعليش هادبرلك انا حتة تاني تنامي فيها 
اغلقت المكالمة وهي تتمنى بداخلها ان يفي بوعده معها فقد احتمت هي بجدارن المصنع لمعرفتها الأكيدة من مداخله ومخارجه ولكن البرودة نخرت عظامها ليلة أمس ولا تريد تكرار مأساتها ولكن مهلا هذا سعد! 
انسيت هي من هو سعد
انتفضت فجأة تتناول هاتفها بدون تفكير لتضغط على احد ارقامه سريعا فاجابها الطرف الاخر 
الوو ابوة ياأمينة ازيك 
التوتر مع تشتت نظراته بالإضافة الى العرق الذي انتشر على جبهته وبعض مناطق بشرته جميعهم أظهروا حجم صعوبة ما ينوي التفوه به وهي جالسة أمامه بصمت في انتظار سماعه ومعرفة سبب صرفه لفجر وعصام وطلبه الجلوس معه بمفردها 
انا مش عارف ابدأ كلامي معاكي ازاي بس بصراحة مكنتش اتوقع انها حاجة صعبة اوي كدة 
قطبت مندهشة من كلماته فسألت 
هي إيه اللي صعبة بالظبط
تنفس بعمق قليلا قبل ان يجيبها وهو ينظر اليها مباشرة
الإعتراف بالغلط يافاتن انا من ساعة ماعرفت من فجر امبارح انك لسة عايشة وما موتيش ودماغي بتعيد وتزيد في اللي حصل مني معاكي من عشر سنين 
اللي فات ماټ ياعلاء وكل حاجة نصيب
قالت فقاطعها هو ملوحا بكفه
معلش ارجوكي سيبيني اكمل انا عارف اننا مكنش لينا نصيب في بعض لكن انا بتكلم عن غلطي في حقك من
اول صداقتي بواحد ابن ضيع مستقبلك بفتنة كبيرة عملها و صدقتها انا بغبائي لغاية اهانتي و طردي ليكي من المحل 
خرجت كلماته الاخيرة بخفوت وهي شاحت بعيناها قليلا تؤلمها الذكرى قبل ان تعود اليه مقاطعة
ممكن ماتجيبش السيرة دي تاني لان انا بصراحة كييفت نفسي عشان اقدر اعيش اني انساها واشطبها نهائي من حياتي 
اومأ برأسه موافقا 
عندك حق بس دا بالنسبالك عشان كنت انت الضحېة لكن بالنسبالي انا لايمكن هاقدر انسى اني كان ليا يد في ظلمك حتى لو مش بالقصد 
صمت قليلا ثم اردف
انا بعتذرلك يافاتن وبتمنى انك

تسامحيني عشان اقدر اعيش انا كمان 
ابتسمت قائلة
ان كنت انت غلطت في صداقتك بواحد زي سعد فاانا كمان غلطت في حق نفسي لما هربت من بيت والدي وحطيت نفسي موضع شبهة لما جبرت عصام يخليني في شقته يمكن ساعتها بحكم سني كنت شايفة المبرر قوي عشان اهرب من جواز ابن عمي بجوازي منك لكن دا ما ينفيش غلطي عشان كده بقولك انسى 
اطرق برأسه متأثرا بكلماتها التي القت على قلبه بعض الراحة ثم رفع راسه اليها قائلا 
عندها حق فجر تحبك اوي كدة دا انت لو شوفتيها في بداية معرفتي بيها مكنتش بتطيق تبص في خلقتي ولما كنت اجي اكلمها كان وشها يحمر ويخضر من الڠضب وتحسي كدة ان نفسها تولع فيا 
ضحكت من قلبها فضحك هو أيضا معها
المچنونة دي هي طول عمرها كدة حمقية أوي في اللي يخصها وميهمهاش بس انت باين عليك بتحبها اوي عشان دا ظهر من لمعة عنيك اللي طلت فجأة لما جبت سيرتها 
لم يرد ولكنه لم يقوي على اخفاء ابتسامة انارت وجهه لمجرد ذكر اسمها اردفت هي بكلمات خرجت من قلبها
ربنا يهنيكم ببعض ياعلاء انت تستاهلها وهي تستاهلك 
تنهدت بثقل وهي تستعيد كلماتها معه و التي لم يمر عليها سوى دقائق ولكنها كانت كفيلة بفتح جراح الماضي وذكريات نقشت في القلب مرارتها هي تحمد الله انه وقف معها بأن وهبها من يأخذ بيدها ويعطيها فرصة أخرى للحياة بكرامة ولكنها لاتنكر خطئها الذي بسببه اعطى فرصة لهذا المچرم لفعل جريمته معها 
لحقتي تسرحي
اردف بها عصام وهو يعود لجلسته أمامها التفتت اليه هي بابتسامتها المعهودة ترد
انا لو مسرحتش وافتكرت اللي فات ابقى
متخلفة ومعنديش احساس انت ترضهالي دي
اطلق ضحكة مدوية نافيا بتحريك راسه
لا ياستي بعد الشړ عليكي من التخلف وعدم الإحساس 
بس انا شايفك يعني بتهزري اهو وعلاء كمان وشه اتعدل قبل مايمشي اسف يعني لو بتدخل هو الحديث مابينكم كان عن إيه
لا ياسيدي مافيش تدخل اصل الموضوع مش مستاهل يعني هو كان ضميره تاعبه من ناحيتي فكان عايز يعتذر وانا رديت عليه باللي يريحه 
اردفت بها فكان رده أن سألها قاطبا بحيرة
وهو إيه اللي ريحه بالظبط
الحقيقة ياعصام هي ان غلطه فيا والمشكلة كلها كانت نتيجة غلطتي الكبيرة لما هربت من والدي من غير ما اقدر العواقب اللي مابينها كان ظلمك انت معايا 
بس انت ماظلمتنيش يافاتن انت واحدة كنت مغلوبة على امرك وانا بقى حاولت اساعدك بس الامور جات بنتيجة عكسية 
ردت مبتسمة بامتنان
انت بتقول كدة عشان قلبك طيب ياعصام 
قال متفكرا
مش حكاية قلب طيب بس انا مكدبش عليك يعني كل ما افتكر الموضوع دا وملابساته بستعجب قوي للي حصل رغم بشاعته لكنه خلاني اشوف
كل حاجة قدامي بمنظور مختلف وعلى الرغم من مرور السنين دي كلها وسفري واختلاطي بناس اشكال والوان وجوازي وطلاقي من مراتي لكنه جعل صورتك دايما مطبوعة في خيالي وبتطاردني رغم ان الأول وربنا العالم مكنتش بشوفك غير حبيبة صاحبي 
قصدك ايه ياعصام بكلامك ده
سألت بحيرة وكان رده حاسما
قصدي انك تعرفيني كويس واعرفك واحنا كبار دلوقتي وفاهمين تقبلي تتجوزيني يافاتن 
انا برضوا قولت هالاقيكي هنا 
الټفت برأسها على صوته فبادلته نظرة حانقة قبل ان تعود بأنظارها الى رؤية الميدان امامها بمساحته الشاسعة مستندة بكفيها على سور السطح الأسمنتي دون أن ترد ببنت شفاه 
الله دا انتي زعلانة بجد بقى
اردف بها قبل أن يحاصرها بذراعيه من الخلف ظهرها العريض ارتبكت مجفلة من فعلته فخرج صوتها بتوتر
ايه هو دا بقى احنا قاعدين عالسطح ياعلاء مش في بيتكم 
قرب وجهه من جانب رأسها
يهمس 
طب وفيها ايه واحد ومراته ياستي حد لو حاجة عندنا
ردت من بين أسنانها
اه مراته اه معلش كنت ناسية اصلك مقدر قوي 
صمت يستوعب كلماتها ويتفحص تشنجها ثم ارتد للخلف قليلا ليديرها اليه قائلا 
لدراجادي انت زعلانة مني يافجر
التمعت عيناها الذابلة امامه تنذر بسقوط دمعاتها وهي تجاهد للتماسك فقالت مرتعشة
انا قولت لعصام يبلغك اني متقبلة لأي قرار تاخده في علاقتي معاك يعني دا لو عايز ترجع لفاتن اصل انا عارفة وفاكرة قد أيه كنت بتحبها زمان فشئ طبيعي انك تحن لها بعد ما اتأكدت من برائتها انا مش عايزة اقف في طريقك والحمد

لله اننا لسة على البر ومحسوبة قدام الناس خطوبة مش جواز 
خلصتي كلامك
سأل رافعا وجهها اليه لتقابل عيناه خاصتيها تشجنت تنزع يده عنها 
ارجوك ياعلاء تسمعني كويس وتفهمني انا بتكلم جد بلاش تتأثر بهيئتي ولا ضعفي قدامك كل شئ عندي يهون الا اني اتجوز راجل قلبه معلق بواحدة غيري المۏت اهون 
ومين قال بس اني لسة قلبي
تم نسخ الرابط