روايه مع وقف التنفيذ
المحتويات
مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه
نظر إليها بلهفة وقال على الفور
كلمتيها
ابتسمت وقالت
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان.. وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون ان يشعر وهو يقول
بجد يا ماما بجد كويسه
أبتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدا فى تناول طعامه .. نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها .. اقولك ايه بس يابنى اقولك الوردة دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى ..
أدخلى من الشباك .. أبوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلامية مع هذه المرأة على الأطلاق .. جلست على الفراش بعد أن أغلقت النافذة وتناولت أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة أبيها نظرات ساخرة وعادت أدراجها من حيث أتت .. بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيهاوهو يقول بإشفاق
نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
أنسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة
ماما عامله ايه
أومأ برأسه وهو يقول
ما أنت عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى من لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت برأسها وقالت له متسائلة
قال مبتسما
عند واحد صاحبىى
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت يه بلهفة وهى تهتف
به
بجد يا يحيى
أشار لها ان تخفض صوتها ثم قال بخفوت
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده .. ماشى ..
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك .. بس يومين كتير اوى مينفعش قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح
طب اعملى مكسوفة طيب .. طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة أبيه
لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت
تعرفى توطى صوتك على الآخر وانت بتتكلمى فى التليفون
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث أى هجوم مباغت من زوجة أبيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف .. أنتفض فارس وهو مستلقى فى فراشه سابحا فى شروده وذكرياته على صوت رنين الهاتف .. نظر إليه فوجد رقما غريبا غير مسجل لديه فزفر بضيق ..تركه وعاد إلى استرخاءه من جديد وهو لايعلم أن نصفه الآخر الذى اشتاق إليه هو من يهاتفه الان .
أنت هتبات هنا ولا ايه يا يحيى
تنحنح بحرج وهو يقول
لا انا ماشى دلوقتى
قالت بابتسامة صفراء
براحتك يعنى انا مش قصدى أمشيك ولا حاجة
ربت يحيى على كتف مهرة وهو يقول بنظرة تفهمها
هجيلك بكره ماشى
أومأت له مهرة برأسها وهى تمسك بيده التى على كتفها
خرج يحيى من غرفتها واتجه إلى باب الشقة مباشرة حتى لا يحدث احتكاك بينه وبين زوجة أبيه ينتج عنه مشكلة أخرى .. خرج وأغلق الباب خلفه بينما جلست مهرة على فراشها محتضنة قدمها كما تفعل دائما وتنظر لأرضية الغرفة وكأنها تناديه وتحاول ان تخترقها لتراه ..
خرج فارس يقف فى نافذة
غرفته يستنشق هواء الفجر العليل ويملا به رأتيه بقوة ويزفر بهدوء وهو يسبح ويستغفر ببطء .. نظر للأعلى مرات عديدة يتلمس ظلها أو ضوء غرفتها سمع صوت هاتفه فهرول إليه ونظر فيه فزفر بضيق عندما وجد أسم عمرو هو المتصل .. كان يعتقد انها هى ولكن انقطع الامل .. عاد مرة أخرى إلى النافذة وهو يجيب عمرو بحنق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى
قال عمرو مشاكسا
انا
كنت قلقان شوية وقفت فى الشباك لقيت العاشق الولهان واقف هو كمان عمال يبص لفوق يمكن يعرف يشوف الست جوليت ولا حاجة
نظر فارس إلى البناية التى تقبع أمامه عن يمين بنايته قليلا فوجد عمر يقف فى الشرفة ويشير إليه بيده واضعا الهاتف على أذنه وقال
معلش بقى شوفتنى انا.. طبعا عارف انك كان نفسك تشوف حد تانى النهاردة
تنهد فارس بعمق وهو يقول بشوق
وحشتنى أوى
قال عمرو مبتسما
معلش يا روميو.. أصبر بكره تبقى فى بيتك
هتف فارس بحنق وهو يضرب سور الشرفة بيده
امتى بس يا عمرو وازاى بعد اللى حصل ده
أنتفض جسدها وهى تجلس على فراشها ضامة لركبتيها بعد أن سمعت صوته ياتى إليها ويتسلل إلى مسامعها فى سكون الليل وقد نامت العيون وخلا الأحبة بعضهم إلى بعض .. خرجت سريعا من غرفتها لتتأكد من أن الجميع نيام ثم عادت إلى غرفتها وضعت حجابها على شعرها وفتحت النافذة وأطلت منها بنصف جسدها تقريبا فرأته وهو يتحدث فى الهاتف پغضب أبتسمت وهى تنظر إليه كم افتقدته كم اشتاقت إليه وإلى نظرة عينيه العاشقة ... تفاجأ فارس بعمرو وهو يقول له بمرح
قول لجوليت تدخل جوه شوية أحسن هتقع كده
أستدار فارس كلية بجسده وهو ينظر للأعلى فرآها لم يستطع أن يتبين ملامحها جيدا وعينيها بسبب الظلام ولكن رآها ورأته ! أبتسم عمرو وعاد أدراجه إلى الداخل وأغلق الشرفة ليتركهما وحدهما يخطفا من الوقت لحظات كفيلة بأن تعيد إليهما الحياة من جديد.. .. لمحت والدها آتى من بعيد فاشارت إليه وعادت للداخل سريعا .. عاد فارس للداخل وحاله كحال الظمآن الذى شفتيه ب ه
ها يا حضرة الظابط أيه الاخبار ..
قالها فارس وهو يجلس فى المقعد المقابل للضابط الذى قال بثقة
كل حاجة ماشيه زى ما
أحنا متفقين بالظبط .. باسم ونادر هيتسجلهم ويتقبض عليهم متلبسين بالرشوة
أبتسم فارس بسعادة وهو يقول بأمتنان
الحقيقة يا فندم مش عارف اشكر حضرتك أزاى
..
ثم تنحنح فى حرج وهو يقول بحيرة
هو ليه حضرتك عرضت عليا المساعدة فى الموضوع ده رغم أن القضية مكانتش معاك من الأول
أبتسم الضابط وقال
فاكر قضية ال اللى طليقتك كانت ماسكاها ..أهو انا كنت الظابط اللى عرضوا عليه رشوة علشان يغير أقواله فيها.. من يومها وانا متابع القضية دى وعرفت اللى حصل معاك واستجدعتك اوى.. ده غير انى كنت متأكد إن فى حد تانى بيساعد وائل وبيخططله من بعيد من غير ما يورط نفسه فى الحكاية
ثم استند بظهره إلى المقعد وهو يقول بتصميم
ولما عرفت موضوعك أنت وعمرو بالصدفة حبيت اساعدك .. وواحدة واحدة اتأكدت أن باسم ليه علاقة بالموضوع ده كمان .. واللى زى باسم ده عاوزله تخطيط جامد أوى وأدلة قوية علشان نقدر
نقضى على فساده.. ولا زم نحط أيدنا فى أيد بعض علشان نعرف نحوط عليه كويس أوى وميعرفش يطلع من ثغرات القانون اللى هو حافظة كويس .
أستدرك فارس قائلا
يعنى خلاص مش فاضل غير التسجيل وبعدين نطلع أمر بالقبض عليهم
أومأ الضابط برأسه وقال مؤكدا
التسجيل هيتم بكره زى ما اتفقنا مع خبير الاثار .. فى نفس اليوم بالليل هنقبض عليهم إن شاء الله
نظر إليه فارس بإعجاب وهو يقول
نفسى اسألك سؤال بيلح عليا دايما
أومأ الضابط برأسه فقال قال فارس
أنت ليه مخفتش لما وائل هددك
ضحك الضابط وقال
وائل ده كان شكله يضحك أصلا .. وبيعرض الرشوة بسذاجة غريبة .. علشان كده كنت متأكد ان فى حد وراه عاوز يوديه فى داهية
كان نادر بصحبة باسم فى شقته الخاصة ليلا بينما سمع باسم صوت رنين هاتف المنزل فقال نادر بقلق
أيه ده مين بيكلمك دلوقتى
نهض باسم متوجها إلى الهاتف وهو يترنح ثملا وضع سماعة الهاتف على أذنه وقبل أن يجيب
سمع صوت أنثوى يصيح به
أنتوا ايه اللى أنتوا عملتوه ده يا أغبيا
نظر باسم لسماعة الهاتف وهو يعقد جبينه بدهشة ثم أعادها على أذنه مرة أخرى وهو يقول بتشتت
أنت مين
صاحت پغضب
أنت غبى انت واللى معاك .. وهتدفعوا تمن غبائكوا ده غالى أوى
ضحك باسم وهو يقول بترنح
أهدى بس يا حلوة
ت فيه بشدة
بقى علشان انت پتكره واحد والغبى اللى معاك بيكره التانى تقوموا تلفتوا النظر لينا ولشغلنا والعين تبقى علينا .. اللى عملتوه ده مش هيعدى بالساهل أبدا .
وأنهت المكالمة پعنف .. نظر باسم إلى سماعة الهاتف باستنكار وهو يهوى إلى المقعد بجوار الهاتف ويهتف
طب متعرفناش طيب
نهض نادر قائلا
فى ايه يا باسم مين دى
ناوله باسم الكأس فى يده وهو يقول مترنحا
أشرب ياعم .. خالينا نفرفش شوية.. أنت مالك رخم كده ليه النهاردة
جلست عزة بجوار عبير فى بيت والدتهما وحدقت بها وهى تقول
بتقولى أيه يا عبير .. مهرة عارفة انى
كنت بحب فارس ..
أومأت عبير برأسها مبتسمة وهى تضع ولدها على الفراش بعد أن نام على ها وقالت بخفوت
أنت فاكراها عبيطة ولا أيه.. ولا ناسية انها كانت ملازمة لفارس ووالدته من وهى صغيرة وقاعدة عندهم فى البيت على طول
أسندت عزة رأسها على راحتها وهى تقول بحرج
يادى الكسوف .. وانا بكلمها عادى وهى بتكلمنى عادى ولا باين عليها حاجة
ضحكت عبير بخفوت وهى تنهض وتجلس على الأريكة بجوار النافذة فتبعتها عزة وجلست بجوارها وهى تقول
ده انا كده هتكسف احط عينى فى عنيها تانى
هزت عبير رأسها نفيا وهى تقول
بتهزرى ... يابنتى هى عارفة ان الكلام ده كان زمان قبل ما تتجوزى عمرو
عقدت عزة يها أمام ها وقالت بتبرم
وانت عرفتى ازاى اصلا توقع كده ولا هى لمحتلك
رفعت عبير كتفيها وقالت
مش هى المشكلة دلوقتى.. أنا مش عارفة أيه اللى فتح السيرة دى ..أحنا دلوقتى فى مشكلة مهرة وباباها لازم أكلم بلال يدخل ويحاول يحلها بطريقته... ياريتك يا عزة قولتيلى أول ما عمرو قالك
لوحت عزة بيديها وهى تقول
ياختى نسيت مش شايفه ماما كانت تعبانه ازاى
دفعتها عبير لتنهض وهى تقول بمكر
طب أمشى بقى شوفيلك حته تنامى فيها علشان عاوزه أكلم جوزى شويه براحتى
رفعت عزة حاجبها وهى تقول
بتطردينى من أوضتى اصلا ماشى يا عبير .. وبعدين أنت
فاكرانى ماليش جوز انا كمان ولا ايه طب انا بقى هروح البلكونه ونقعد نشاور لبعض زى الحبيبة ...
ثم ضحكت وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها
أخرجت عبير هاتفها وهاتفت بلال وبمجرد ان اجابها حاولت أن تغير نبرة صوتها وهى تقول
مين معايا
كان بلال
متابعة القراءة