رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


توجهت إلى غرفة الملابس لإحضار شيء ما 
بعد قليل
خرجت من الغرفة وعيناها تدوران في المكان ثم رأته مستلقى بملابسه على الأريكة وعيناه مغمضتان وظهرت علامات عبوس جعدت ملامحه الوسيمة 
تساءلت كارمن برقة ادهم انت نمت
لك قائلة بهدوء جيبالنا احنا الاتنين
ادهم بعدم فهم قصدك ايه
صعدت بقدميها على الأريكة ثم استلقت بجانبه وهي تمد ساقيها مثله 

برقت الدموع في عينيها وهي تقول بنبرة متحشرجة بعض الشيء وفي نفس
الوقت مصممة اخليك تنفذ العقاپ اللي قولت عليه جواه بس مع تغيير بسيط اني هعاقب نفسي معاك وننام هنا
حدق فيها بنظرة ثاقبة يهمس باسمها ثم قال عارف ان من حقك بعد اللي حصل تنقهري وتزعلي مني 
قائلة بإصرار رقيق انت اتكلمت كتير دا دوري انا احنا حياتنا سوا في البداية اتفرضت علينا بس اننا نستمر سوا اختيار لما بعدت عني لاقيت نفسي بتلقائية بختارك وعايزاك معايا رغم اي حاجة وبعد كل اللي قولنا من شوية انا بعيدهلك تاني وبقولك انا اخترت اكمل معاك بإرادتي عشان بحبك
كانت عيناه تتألقان بتأمل عاشق فيها ثم همس بصوته الرخيم شعورك من ناحيتي دلوقتي هو اكتر حاجة حلوة حصلتلي في حياتي كفاية عندي كلامك اللي خارج من جوا قلبك وروحك ونظراتك اللي كلها حب بالدنيا كلها
ثم اردف تدابير ربنا جمعتنا ويمكن الفرصة دي هي بداية لحياة سعيدة نعيشها مع بعض
دارت عيناه تتأمل ملامحها وابتسامة جذابة شقت وقال بحبك من اول مرة بصيت في عيونك من سنين طويلة بقيتي حته من روحي وقلبي كله ملكك انتي عمرك ماخرجتي من تفكيري حتي وانا في عز ازماتي
شعور جميل يسكن روحها حيث رأت عينيه تتألقان بنظرة غريبة مزيج من العشق والدفء والحنان والعاطفة التي جعلت قلبها يرقص بسعادة كبيرة 
أغمضت كارمن عيناها وقالت پألم كنت فعلا محتجالك اوي يا ادهم مش هقدر تاني اكون لوحدي من غيرك
مسح بظهر كفه على بشړة خدها الناعم بينما هي تستمع إلى همسه الرقيق بقلب يرتجف مع العشق حتى في أحلامها لم تتخيل أنها ستشعر بهذا الأمان اوعدك مش هسيبك تاني وعايزك تعرفي انك عمرك ماكنتي لوحدك يا كارمن انا دايما معاكي حتي لو من بعيد
همست وهي تجعد حاجبيها بعبوس لطيف لا مافيش بعد تاني
لمعت عيناه خبثا وقال ايه دا هو انتي بتحبيني اوي كدا
ابتسم علي منظرها اللطيف ثم سرعان ما اختفت ابتسامته وكأنه يتذكر شيئا فقال بجدية كارمن امي عرفت بحاجة عن التقارير اللي لاقيتيها
إحتارت من تقلباته المفاجئة لكنها هزت
رأسها برفض قائلة بهدوء لا انا ماتكلمتش مع حد غيرك
نهضت كارمن أيضا معه قائلة بعدم فهم حاجة ايه
أدهم بيدها برفق وقال الورق دا لازم نتخلص منه عشان اتأكد انه مش هيقع في ايد ماما وحالتها تسوء انتي عارفه هي مش هتستحمل وصحتها ضعيفه ازاي
أومأت إليه بتأكيد معاك حق
ذهب كلاهما إلى غرفة النوم ثم أدهم بالأوراق وسار إلى الطاولة المجاورة للسرير وفتح أحد الأدراج وتلاعب بمحتوياته قليلا تحت عيون كارمن المتفاجئة بما يفعله 
نظر إليها أدهم مشيرا إليها لتتبعه فسارت
كارمن ورائه ثم دخلت خلفه إلى الحمام ثم ضغط على الولاعة وهو يرفع الأوراق بيده الأخرى لإشعال اللهب في طرفها بعد ثوان بدأت الڼار تلتهم الورق أمام أعينهم ثم تركها من يده تحترق داخل الحوض علي المهل 
الټفت إلى كارمن قائلا بجدية وحزم حزين السر دا محدش غيرنا هيعرف به يا كارمن ابن عمي نفسه مش عارف حاجة خالص ولا اي حد مهما كان لازم يعرفو تمام
نهاية الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون حبها الثمين 
صباحا في منزل مالك البارون
وقف مالك أمام التسريحة ناظرا في المرآة وهو يمشط شعره بينما يدندن أغنية بروقان بصوته العذب يا جميل يا اللي هنا ما بقينا لوحدنا يا جميل يا جميل
تسللت يسر إلى الحجرة بخفة ووقفت وراءه وهي تضع كلتا يديها علي قائلة في ڠضب مصطنع بتغني لمين وانت غزالتك رايقة كدا يا سي مالك
ضحك مالك بمرح وهو ينظر إليها من خلال المرآة وقال بغمزة هو انا عندي غيرك انت يا جميل في حياتي
علق مالك نظراته في السقف وقال بارتياب طالما فيها ميكي وعلي الصبح كدا يبقي وراها حاجة استرها من عندك يارب
وكزته يسر برفق في كتفه وقالت بعتاب بينما تقوس شفتيها للأسفل اخس عليك يا مالك
تنحنحت يسر قائلة بصوت منخفض أحم كنت عايزاك تجيبلي حاجة معاك وانت راجع من الشغل
الټفت مالك إليها بسرعة وعيناه جحظت پصدمة وهتف بدون وعي وإستنكار نعم يا اختي عيدي تاني كدا
تشدق صدغ مالك بسخرية ثم سألها بصوت لاذع من امتي وانتي بتاكلي الحاجات دي يا هانم
رفعت يسر كتفها وقالت دون أن تهتم باستهزائه بها نفسي راحتلها مفيهاش حاجة لو جربتها ريحتها مش بتفارق مناخيري من كام يوم
ابتسم مالك بإيماءة صغيرة وقال بشك مليء بالفرح الله الله انتي بتتوحمي يا سوسو
فتحت فاهها پصدمة وتفوهت ببلاهة ها بلاش سخافة يا مالك وحم ايه دلوقتي
أسدلت يسر عينيها للأسفل وظلت تحسب الأمر في ذهنها لبعض الوقت تتخبط أفكارها دون أن تصل إلى أي شيء ثم نظرت إليه وقالت بحيرة تصدق مش عارفه بس حاليا ضروري تجيبهالي وانت جاي
قال مالك بسرعة وهو يمشي بها إلى خزانة الملابس ماشي هجيبلك اللي انتي عايزاه بس تعالي البسي عشان نروح للدكتور
برزت عيناه وقال بلهفة وهو يربط الأشياء معا في ذهنه اهو الكتاب دا اكبر دليل ان كلامي مظبوط انتي بقالك فترة زنانه ومتغيرة عماله تزني علي البت تجيبهولك بقالك اسبوعين ومش طايقه نفسك ولا طايقاني
أشارت يسر إلى نفسها بغباء وقالت معقولة انا بقيت كدا بجد
تنهد مالك بسأم من اعتراضاتها الكثيرة وقال بسرعة مش وقته الكلام دا يلا البسي خلينا ننزل بسرعة يا حبيبتي
قلب هذا الكلام في رأسه ثم أومأ إليها بالموافقة وقال بتحذير خلاص موافق بس بشرط تاخدي بالك من نفسك وماتنزليش اتصلي حالا بكارمن خليها تجيب الكتاب علي الشركة وانا هعدي اخده منها
يسر على خده بلطف وقالت بإبتسامة متسعة مظهرة أسنانها البيضاء حبيب قلبي انت حاضر
في قصر البارون
داخل جناح ادهم
رن الهاتف الخلوي فوق السرير بينما كارمن كانت تقف أمام المرآة وهي تعدل مكياجها ليقطع رنين الهاتف إندماجها فذهبت إليه لالتقاطه وتنهدت بقلة حيلة عندما وجدت اسم يسر مضاء على الشاشة 
ألقت نظرة خاطفة على الحمام الذي ډخله أدهم للتو ثم أجابت بهدوء الو
هتفت يسر بمرح بينما تقف وراء النافذة تنظر إلى زوجها وهو يسير نحو سيارته وفي يده ياسين صباح القشطة يا قلبي
ابتسمت كارمن وقالت
بنبرة رقيقة صباح الورد يا ياسو عاملة ايه
يسر بتنهيدة عميقة فل الحمدلله وانتي طمنيني عليكي
جلست كارمن أمام الطاولة تمشط شعرها ناظرة إلى المرأة وقالت بلطف يارب دايما انا تمام والله
همهمت يسر بتساءل فينك كدا
كارمن بعدم إكتراث ابدا لبست ونزلين علي الشركة
عقدت يسر حاجبيها قائلة بإستفهام نزلين انتي ومين
لوت كارمن شفتيها وأجابت بسخرية انا وادهم يا تايهة
توجهت يسر نحو المطبخ لإعداد كوب قهوة بينما تسألها بعدم إستيعاب هو رجع امتي مش المفروض مسافر
قامت كارمن من مكانها تتحرك في أرجاء الغرفة وقالت لا رجع امبارح بليل
تمتمت يسر بإستغراب غريبة مالك ماقلش انه جه يعني
كارمن بتنهيدة من كثرة اسئلتها عشان مالك مايعرفش محدش عارف اصلا
ثم أضافت بإبتسامة خبيثة بقولك ايه ماتقوليش حاجة وخليه يتفاجئ به قدامه في الشركة
ضحكت يسر أيضا بطريقة شريرة وأعجبت بتلك الفكرة
حيث ستستطيع الاڼتقام منه لاستهزائه بها منذ قليل ماشي يا سوسة مش هقول حاجة بس لو عرفتي تصوري الحدث دا ابقي ابعتيهولي
ثم أردفت بسرعة بس اسمعي صحيح مالك هيعدي عليكي عشان ياخد منك الكتاب خديه معاكي اوعي ماتنسيش
قلبت كارمن عينها للجهة الأخري قائلة بملل واضح يادي الكتاب يا ست الزنانه ماشي عايزة حاجة تانية لازم اقفل متأخرة ارحميني من رغيك شوية
قهقهت يسر بصخب وبدأت تصدق حديث مالك عن أسلوبها مؤخرا لا يا حضرت المهمه هانم روحي والقلب دعيلك وابقي كلميني بليل
قالت كارمن بضحكة عالية اوك يلا باي
يسر بإبتسامة مشرقة مع السلامة
بعد قليل في الأسفل
دخل أدهم وكارمن غرفة الطعام حيث كان الجميع جالسين في أماكنهم بهدوء 
كانت أول من رأتهم هي ملك التي كانت تطعم كلبها الصغير بلطف لذا ركضت إلى أدهم قائلة بنبرة طفولية سعيدة بابا
أدهم من الأرض وهو ينظر إلى الجميع وقال معتذرا سامحوني يا جم١عة بس السكر دي وحشاني جدا
همهمت ملك بكلمات غير مرتبة وهي فتحت يديها على مصراعيها على خده بلطف لكن ملامحها عبست فجأة 
تساءل ادهم بعدم إدراك هي مالها كشرت كدا ليه!!
ضحك ادهم وهو يومئ بتفاهم قائلا بحنو معلش يا روحي عشانك انتي بس يا ام عيون تجنن هخفها
واصل حديثه بصوت منخفض من أذن كارمن وعشان عيون امك كمان
ابتسمت كارمن بخجل ثم أومأت برأسها وهي تبتعد عنه متجهة نحو طاولة الطعام 
أنزل أدهم الصغيرة إلى الأرض لتجري خلف كلبها الصغير وقد نست ما حدث منذ دقيقة ثم هتف ادهم بمرح يا صباح الفل علي الحلوين
قالت ليلي بفرح لرؤيته أمامها وهو يبدو سعيدا صباح الورد يا حبيبي حمدلله علي سلامتك
بينما ابتسمت مريم بإتساع وهي تصافحه بمحبة نورت بيتك يا بني وحشتنا والله
جلست كارمن أمام كرسي والدتها من الجانب الآخر للطاولة قائلة بابتسامة رقيقة مشرقة وعيناها تشعان بالسرور صباحك هنا يا مامتي
قالت مريم بحبور صباح الورد يا نن عين امك
دخلت نادين الغرفة برشاقة في ذلك الوقت لكنها توقفت فجأة عندما رأته أمام عيناها يصافح والدته 
اشتعلت عينا كارمن بلهيب أزرق ناريا كاد أن ېحرق نادين في ظهرها 
نظر إلى كارمن التي كانت جالسة تشاهد هذا العرض المسرحي الساخر أمامها دون أي رد فعل يظهر علي ملامحها المقتضبة 
جلس أدهم بهدوء بجانبها دون ان ينبس ببنت شفة 
تساءلت ليلي في محاولة لفت انتباه كارمن عندما رأت نظراتها الڼارية إلى نادين انت رجعت امتي يا ادهم محدش من الخدم شافك والا كانو بلغوني علي طول
بدأ أدهم بشرب قهوته بعد أن سكبتها كارمن في فنجانه ثم قال بعدم إكتراث جيت بليل يا امي ومحبتش ازعج حد طلعت علي جناحي فورا
نطقت ليلى بصوت خفيض ماكر وألقت نظرة سريعة على مريم التي فهمت عليها سريعا قول كدا بقي انك ما صدقت وصلت وروحت طيران علي الناس اللي وحشوك
غصت كارمن أثناء شرب العصير من تلميحات والدته الجريئة لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر أنثوي لأن الكرة أتت إليها ولابد من أن تسجل هدفا ذهبيا الآن 
قالت ليلي بابتسامة متلاعبة وقد أحببت ما فعلته كارمن ربنا يسعدكم يا حبيبتي
بينما كانت نادين تجلس بابتسامة سطحية
 

تم نسخ الرابط