رواية وردتي الشائكه بقلم ميار خالد (كاملة)

موقع أيام نيوز


.. مكنتش اتمني اشوفك كده بس انتي اللي وصلتي نفسك للمكان ده بأفعالك 
الكاتبة ميار خالد
استأذن عماد الضابط إن يتركهم بمفردهم للحظات حتي يتفاهموا و بالفعل قد خرج و لكنه ترك إحدى العساكر في الغرفة .. أخرج عماد اوراق الطلاق و التنازل من الحقيبه و وضعها أمام مروة و التي ظلت تنظر لها بصمت 
ورد شرطي كان اني هتنازل عن المحضر مقابل انك تمضي علي الاوراق دي .. و دلوقتي الموضوع في ايدك يا تمضي يا ټتسجني 

مروة ابتسمت باستفزاز و قالت و انتي فاكرة اني حتي لو مضيت علي الاوراق دي و خرجت من حياة كريم .. اني هسيبكم في حالكم مثلا 
ورد انا كلامي واضح 
مروة مدت يدها و أخذت الاوراق و امسكت القلم و نظرت إلي كريم و قد ظهرت بعض الدموع في عينيها و ظلت تنظر له كثيرا حتي مضت على الأوراق .. و قانونيا قد خرجت من حياة كريم كزوجة و شريكة ! تنهد كريم براحة انه حقا لا يصدق و اخيرا قد زال هذا الکابوس
من حياته اخذ عماد منها الاوراق و مضت ورد علي تنازل عن المحضر 
حمدي عمري ما هنسى اللي انت عملته في بنتي يا كريم 
كريم بنتك اللي عملت كده
في نفسها .. و اتمني كفاية بقى لحد كده و
ياريت تخرج من حياتي .. ده لو عندها شوية كرامة يعني 
نظرت له مروة باستخفاف و ضحكت بسخرية ثم قالت
مروة تبقي غبي لو فاكر اني ممكن اسيبك في حالك .. انا خلاص مبقيتش باقية علي حاجه في حياتي
كريم و ليه تعملي كده في نفسك .. يا مروة فوقي لنفسك بقى 
مروة انت مش عملت اللي انت عايزه .. امشي بقي
تنهد كريم ثم ورد و خرجوا من هذا المكان و استقلوا السيارة و ظل كريم واقف بها و بعد
لحظات خرجت
مروة مع والدها و لكنها لم ترجع معه اللي البيت .. 
في سيارة كريم .. خيم الصمت على المكان حتي قالت ورد بابتسامة
ورد و اخيرا اللي كنت بتتمناه حصل 
تنهد كريم بضيق أيوة
ورد مالك حساك مضايق مع أن المفروض دلوقتي تكون فرحان
كريم حقيقي انتي مش متخيلة انا حاسس براحة اد ايه 
ورد ابتسمت ثم قالت اول مرة اشوفك كانت في العربية دي .. و شكلها اخر مرة هتكون في العربية دي برضو 
كريم نظر لها فجأة و قال ليه بتقولي كده !
ورد خلاص اللي كنت جايه عشان اعمله اتعمل .. و خلصتك من مروة برغم كل اللي حصل ده .. وجودي ملهوش داعي 
كريم صمت للحظات و نظرت له ورد بلهفه .. أنها تنتظر فقط أن يطلب منها البقاء لا تستطيع أن تفرض نفسها عليه .. هيا تكلم انها تريد أن تسمعها منك ! 
كريم بس انتي مينفعش تبعدي !
ورد ليه 
كريم بتردد بعد خروج مروة انا هكون قلقان عليكي عشان كده مينفعش تبعدي الفتره دي علي الاقل و هتفضلي في
الفيلا لحد ما صحتك تتحسن .. بعدين هسيبلك حرية القرار لو عايزة تمشي .. مش همنعك
كان يقول كلام و عيونه تقول كلام اخر .. كان يقول أنه لم يمنعها إذا أرادت أن ترحل و لكن عيونه تترجاها أن تظل بجانبه مدي الحياة 
ابتسمت ورد بتوتر و نظرت امامها ثم انطلق هو بسيارته و اتجه الي المستشفي 
انتي بتعملي ايه هنا ! انتي مش في السچن
ابتسمت مروة باستفزاز مكنتش اعرف انك واطي كده .. بمجرد ما تقع هتسيبني 
نهض امير من مكانه و الذي كان يقيم في شقة بعيدة عن عيون الناس و قال
امير عايزاني كنت اعمل ايه .. استني و اشرف في السچن
جمبك
مروة بعصبية اكبر غلطه عملتها في حياتك انك تخليت عني كده .. و انا هوريك عقاپ مروة بيبقي عامل ازاي !
ثم ضړبته علي رأسه بأحدي المزهريات بقوة ليسقط مغشيا عليه و بعد فتره استعاد وعيه ليجد نفسه مربط علي كرسي خشبي
امير نظر لها پصدمة و اتسعت عيونه بشدة مروة لا اوعي تعملي كده .. انا هساعدك الفترة اللي جايه في حاجات كتير والله مش انتي خرجتي اهو انا هجيبلك حقك
مروة مبقاش يقنعني الكلام ده ! دورك في حياتي انتهي .. باي باي !
مروة دورك اللي جاي يا ورد !
الفصل السادس و الثلاثون
وصل كريم و ورد الي المستشفي و صعدوا الي غرفة العناية المركزة و لكنهم لم يجدوا عمر فيها ! سري القلق في أوصال كريم و سأل أحدي الممرضات 
كريم لو سمحتي المړيض اللي كان في الأوضة دي فين 
الممرضة اتنقل لاوضه عادية من نص ساعة
تنهد كريم بضيق طيب شكرا 
الممرضة هتلاقيه في تاني اوضة ناحية اليمين في الممر 
شكرها كريم و تحرك هو و ورد و ذهبوا الي الغرفة ليجدوا عمر مستلق على سريره و لم يستعد وعيه حتي الان و ريم و بسملة جالسين أمامه بترقب اتجهت ورد الي ريم و قالت
ورد مفيش اخبار .. هو مفاقش لحد دلوقتي ليه 
ريم بقلق مش عارفين .. المفروض أنه يفوق على الأقل يفتح عينيه بس 
و في تلك اللحظة دلف الطبيب الي الغرفة و اتجه الي عمر حتي يفحصه و قالت بتعجب
الطبيب غريبة هو مفاقش لحد دلوقتي ليه 
ثم فحصه مرة أخرى و قال كل الأجهزة الحيوية شغاله تمام .. مفيش مشكلة عضوية هو حاسس و سامع كل حاجه بس مش عايز يفوق 
كريم ليه طيب 
الطبيب حقيقي انا مش عارف و بكده يكون دوري خلص .. حاولوا تتكلموا معاه هو سامعكم 
systemcode ad autoadsقال الطبيب تلك الجملة ثم خرج من
الغرفة و تركهم في حالة يرثى لها من القلق نظرت له ريم و قد تذكرت رد فعله عندها امسكت يده فتنهدت بضيق و اتجهت الي ورد و كريم
ريم هو مش عايز يفوق بسببي .. مش كده 
كريم و انتي ذنبك
ايه
ريم عشان بيعاقب نفسه علي اللي عمله ..
عمر تعب اوي يا كريم و انا
عارفه ده .. هو آذاني اه بس ليه حاجات كتير حلوة معايا و انا مش قاسېة للدرجادي 
نظر لها كريم بتمعن و قال يعني انا مسمحاه ..
هو كان عايزني اسامحه و انا بجد مسامحاه يكفي اللي عمله مع بسملة و أنه ضحي بحياته عشانها
كريم افهم من كده انك موافقة ترجعوا 
ريم احنا مكناش مع بعض اصلا عشان نرجع يا كريم .. هو كان عايزني اسامحه و انا مسامحاه خلاص 
ثم تحركت من أمامه و ذهبت الي عمر لتجلس أمامه ثم
امسكت يده و تنهدت
بكل الضيق الذي يحمله قلبها و فجأة شعرت و كأن عمر قد حرك يده قليلا ليتمسك بيدها أكثر نظرت إلي كريم سريعا و قالت 
ريم عمر حرك ايده ! 
اتجه إليه كريم و ورد بلهفة و قبل أن يتكلموا أحسوا بباب الغرفة الذي يفتح عليهم .. الټفت كريم ليجد سحر والده مروة أمامه 
systemcode ad autoadsسحر عايزة اطمن علي ابني 
كريم مين ابنك ده .. ورد انتي تعرفي مين ابنها اللي بتتكلم عنه 
صمتت ورد لتقول سحر بدموع انا عارفه اني غلطت في حقه و أنه في المكان ده بسببي انا بعترف 
نظر لها كريم پغضب لتكمل هي بس والله مكنش قصدي يتأذي كده والله العظيم انا كنت بنفذ كلام مروة ما هي بنتي و مكنش هاين عليا أشوفها في المكان ده 
كريم مع انك عارفه أن بنتك غلط برضو قررتي تسمعي كلامها !! صحيح هستغرب ليه ما انتي اول واحدة شجعتيها علي جوازها مني و الکابوس اللي كنت عايش فيه بسببها .. و عايز اقولك حاجه ..
أمي مش مسمحاكي علي اللي عملتيه في حياتي ولا انا مسامحك !!
سحر طيب هطمن عليه بس و همشي علي طول 
كريم صاح بها قولت لا !! اتفضلي من هنا 
ظلت سحر واقفة مكانها حتي تحرك كريم من مكانه و امسك يدها و خرج بها من الغرفة و خلفه ورد و عندما خرج قال
كريم اتمني تنفيذي كلامي و من النهاردة ملكيش دعوة بعمر ! كفاية اوي لحد كده 
ورد امسكت يده و نظرت له برجاء و قالت 
ورد خلاص يا كريم .. هي في الاخر أم حتي لو غلطانه و كويس أنها راجعت نفسها العتاب ملهوش لازمه دلوقتي 
نظرت لها سحر بتعجب بسبب كلماتها تلك .. أنها
ليست بهذا السوء كما كانت تظن و لكن يجب أن تطمئن علي ابنها الان 
سحر طيب هطمن عليه و همشي علطول
كريم لا .. مش دلوقتي علي الاقل .. اتفضلي 
نظرت له سحر بحزن ثم خرجت من المستشفي طالعته ورد بقلة حيله ليقول لها
كريم صدقيني اللي انا بعمله ده هو الصح .. لو عمر عرف أن هي اللي ورا اللي حصله ده مش هيقدر يسامحها .. و انا بحاول امنعه أنه يعرف 
ورد انا فاهماك .. بس بلاش تقسي عليها هي في الأول و في الاخر أمه 
كريم خلاص يا ورد اقفلي الموضوع ده عشان بيعصبني 
عند عمر .. 
حرك عمر يده ليتمسك بيد
ريم فانتبهت هي إليه .. فتح عيونه ببطئ و اخيرا و نظر إلي سقف الغرفة للحظات و حاول أن يتذكر اي شئ حتي تذكر اخر وجه قد رآه ليقول بتعب
عمر ريم ..
ريم انا هنا جمبك .. انت كويس 
الكاتبة ميار خالد
حرك عمر رأسه بتعب و اردف حصل ايه 
ريم متشغلش بالك بأي حاجه .. المهم انك بخير و بس 
ابتسم عمر بتعب و قال معلش بقى مليش نصيب اموت المرة دي .. اكيد اضايقتي 
ريم متبطل كلامك ده ! بعد الشړ عليك و هضايق ليه اصلا 
عمر يعني .. بما انك بتكرهيني و كده 
ريم طيب بطل كلام كتير انت لازم ترتاح 
تنهد عمر بضيق و قال كريم عرف بلي انا فيه 
ريم انت في المستشفي اللي هو و ورد فيها اساسا عشان كده عرف 
ابتسم عمر بتعب و قال بمزاح ايه العيلة اللي كلها كوارث دي ! 
ضحكت ريم
بسبب كلماته تلك فقال هو
عمر والله ايه ده بجد .. الحمدلله علي كل شئ
ريم الحمدلله .. مش عايزة اتعبك اكتر عن اذنك
و جاءت لتتحرك و لكنه امسك يدها فوقفت مكانها 
عمر ريم .. انا اسف 
ابتسمت ريم و قالت شد حيلك بس و لينا كلام كتير 
عمر بمزاح اطمن يعني 
ريم أيوة اطمن .. بس لو اتكلمت كتير كده هغير رأيي
عمر لا خلاص انا مصدقت 
اتجهت إليه بسملة و قالت أبيه عمر .. انت كويس
عمر انا كويس .. مالك بټعيطي ليه
بسملة بدموع عشان انت تعبان و انا السبب
عمر معقول بتحبيني للدرجادي 
بسملة أيوة مش انا طلعت بحبك .. ده انت محظوظ اوي خلي بالك 
ضحك عمر بتعب و قال كده كتير عليا 
ثم نظر إلي
 

تم نسخ الرابط