القصه كامله
يحكى عن سلطان له إبنة واحدة يحبها كثيرا كبرت تلك الفتاة وصارت صبية فائقة الجمال وتزوجت جميع صديقاتها اللواتي في مثل سنها إلا هي فلم يخطبها أحد من أبناء الملوك والأعيان حتى حار السلطان في أمرها واغتم وقال في نفسه لو خطبها أحد التجار لسهلت مكتوبها لكن رغم جمالها وأدبها لم يتقدم لها لا أمير ولا قائد ولا حتى تاجر ووزيري ليس له إلا البنات .أحد الأيام أحس السلطان بالضيق فاستدعى وزيره وقال له كما تعلم لم تتزوج إبنتي لحد الآن ربما العلةفي أن الناس لا تحب حكمي !!!
لكن الوزير أجاب أبعد عنك هذه الهواجس يا مولاي !!! فالرعية تحبك لعدلك وكل ما في الأمر أن مكتوبها لم يحن بعد أجابه يكفي من الهراء حكاية المكتوب تؤمن بها العجائز وليس وزراء السلاطين . مرت الأيام وذلك السلطان يقيم الحفلات والولائم ويستدعي الأعيان والأشراف لكي يروا إبنته ورغم أنهم كانوا يشكروه جمالها ورقتها إلا أن أحدا لم يفكر في خطبتها فاشتكى للوزير من ذلك فقال له لا تقلق فمكتوبها لم يحن بعد . لكن السلطان لم يقتنع وقال في نفسه أعتقد أن أحدهم دس لها سحرا واستدعى العرافين فصنعوا لها التعاويذ والتمائم لكن بقيت الحالة كما كانت عليهولم يتغير شيئ .
لم يطق السلطان صبرا فأرسل في طلب الوزير مرة أخرى الذي قال مكتوبها لم يحن بعد ثم إنصرف بقى السلطان وحده لا يقابل أحد وهو مهموم فنظر من النافذة فرأى عصفورة ملونة تجلس على غصن شجرة وهي صامتة وفجأة جاء عصفور وحلق حولها ثم نزل بجوارها وبدأ ينظر لها بحب كان السلطان يفكر وتذكر كلام الوزير عن المكتوب وقال في نفسه وماذا إن كان المكتوب شيئا يمكن البحث عنه !!! فنادى الوزير وقال له جهز لنا جملين وسنسافر غدا في الفجر سأله بدهشة وإلى أين يا مولاي إن شاء الله أجابه إن لم يأت المكتوب إلينا فسنبحث عنه ونرى ما سبب تأخيره عن المجيئ لإبنتي !!!
حار الوزير وحك لحيته وقال يا سيدي المكتوب هو الذي يقرر متى يأتي ولن تجده في أي مكان والأفضل أن تستغفر الله وتشغل نفسك بصيد أو عبادة حتى يمر على باب إبنتك !!! لكن السلطان قال سأذهب ولن يردني شيئ عن ذلك فلم يجد الوزير بدا من القبول . وسارا في الوديان وعبرا الصحاري والمفازات وكل واحد يسألونه يستغرب منهما وطالت السفرة حتى رأى الملك يوما ورقة وردية اللون تطير في الهواء وبعد قليل مرت به واحدة أخرى فقال للوزير ما أعجب تلك الورقات تعال نذهب ونعرف مصدرها!!!
مشيا حتى صادفا شيخا تنزل لحيته البيضاء على صدره مثل خيوط الفضة وكان ذلك الشخص جالسا تحت جبل
عظيم