قصه المتسول الاخرس فى لبنان
ومع اشتداد ضراوة الحړب ووصول طلائع الجيش إلى بيروت الغربية يئس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه، ووقف بعضهم عند زوايا الطرق وأبواب الأبنية يراقبون مصيره.
وتقدمت جحافل الجيش واقتربت من ( المتسول الأخرس ) عربة عسكرية مصفحة تابعة للمهمات الخاصة، وترجل منها ثلاثة ضباط، واحد برتبة مقدم، واثنان برتبة نقيب، ومعهم خمسة جنود، ومن ورائهم عدة عربات مدججة بالعتاد، مليئة بالجنود.
كان الجو رهيباً، مليئاً بالړعب، والمكان مليئ بالچثث والقتل ورائحة الډم، ودخان البارود تنبعث من كل مكان.
تقدموا جميعاً من ( المتسول الأخرس )، وهو مستلق على الأرض، غير مبال بكل ما يجري حوله، وكأنه يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن (القدر يقرع الباب) .
باسم جيش الدفاع أحييكم سيدي الكولونيل العقيد وأشكركم على تفانيكم في خدمة ، فلولاكم ما دخلنا بيروت !
رد (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء، وعلى وجهه ذات البسمة اللطيفة، وقال مازحاً : [لقد تأخرتم قليلاً]، وصعد العربة العسكرية المصفحة وتحركت العربة المصفحة وخلفها ثلاث عربات مرافقة، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة والذهول، وأطناناً من الأسئلة، كان بعض المثقفين قريبين من المكان، وكانوا يسمعون الحوار، ، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصډومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس المتسول الأخرس .