روايه بقلم سلمى نصر
المحتويات
متعمدة التمايل في خطواتها تدبدب الأرض بذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي أصدر معزوفة على تلك الأرضية اللامعة... وقفت أمام باب المكتب لتدير مقبض الباب ولجت مكتبه ليسلب أنفاسها حتي توقفت عن التنفس لبرهة متأملة ذلك الرجل الجالس على مكتبه شعره مبعثر على جبهته من أثر انشغاله بكومة الأوراق أمامه توقف عقلها عن التفكير فقط تنظر إلى كتلة الوسامة المفرطة امامها ملامح رجولية بحتة
واقفة عندك ليه اقعدي يا نوري عاي...
بتر باقي جملته قاطبا جبينه ينظر لتلك الخرقة التي ترتديها ثم هتف ببرود صقيع دون النظر بعيناها
من امتا وانتي بتلبسي كدا
أقتربت منه ثم وقفت ورائه و أصبح يحيل عنها ذلك الكرسي الجالس عليه لتحاوط عنقه بيدها هامسة بدلال
امتدت يدها تفك أزار قميصه متعمدة لمس صدره لتجد يده توقفها عما بدأت قائلا بجفاء
برا.
همت بتقبيله ليدفعها حتي ترنحت وكانت آيلة للسقوط أرضا ولكنه أمسكها من رسغ يدها متسائلا بحدة
مالك كدا
اهتزت نبرتها وهي تبتعد عنه قائلة
ولا حاجة يع ني حبيبت أعمل تغيير بس.
طيب يا حبيبتي استنيني فوق أنا جايلك.
وضعت يدها على وجهها تنظر بتلك الزرقاوتان القاتمة في أرجاء المكتب متحاشية نظراته ثم خرجت مسرعة
يعني ايه!
تسائلت رحمة بحاجبان مرتفعان ليضع جاسر يده أسفل ذقنها حتي تنظر إليه فهمس بدوره
أجبر جسدها الضئيل على الالتفات ثم دفعها على الأريكة لتجلس عليها تنظر له بعينان متسائلة ترجوه أن ېكذب ما قاله ولكنه جلس بجانبها ينظر للأمام قائلا بهدوء
أنا حابب أعرفك أنتي الاول واكيد مراد هيقبل يسمعك.. حاولت أقابله بس هو رافض... المهم أنا قابلت هدي هانم أم مراد استغربت لما طلبت تقابلني بس شوفتها وقالتلي كلام غريب أنا مصدقتش في البداية بس...
جلس جاسر أمام تلك المرأة في ذلك المقهي ليعقد ما بين حاجبيه قائلا
أنتي طلبتي تقابليني ليه وياريت تتكلمي بسرعة عشان مشغول.
قابلت هدي كلامته بطأطأت رأسها ثم هتفت بخفوت
أنا أم رحمة.
أبتسم جاسر بعدم استيعاب قائلا
أنتي بتخرفي ولا إيه الحكاية
هزت هدي رأسها بالنفي ثم أجابته بآلم غلف على نبرتها
صمتت لبرهة تنظر إلى جاسر الذي تشنجت ملامح وجهه عندما ذكرت اسم حازم ولكنها أكملت قائلة
استنيت لما ولدت حازم وبعدها طلبت الطلاق من رآفت وكنت بتحجج واعمل معاه مشاكل عشان يزهق مني ويطلقني وفعلا طلقني بس مخدتش كلامه على محمل الجد وهو بيقول بكرة ترجعي ټندمي ... أنتي خلاص خسړتي حبي ليكي و مۏتي قلبي اللي محبش غيرك ... أمشي يا هدي معيزش أشوفك تاني مراد و حازم و أسما أولادي مش هحتاج من واحدة زيك تعتني بيهم اخاڤ عليهم يطلعوا خاينين نفس شخصيتك ... أنتي طالق! لما داوود عرف بطلاقي آخدني فيلته وعشت فيها ... عشنا مع
بعض من غير جواز لما كنت بطلب منه يتجوزني لأني كنت قرفانة من العلاقة دي بس رده بيكون أحمدي ربنا أنك عايشة في مكان زي ده سيبك من الجواز و الهبل ده عيشي عيشة اهلك أنا مش جايبك ڠصب عنك أنتي هنا بمزاجك يا حلوة ... إيش ضمني لما اتجوزك متلفيش على واحد صاحبي و تقرتصيني زي رآفت ... لا فوقي كدا وبلاش تحلمي أحلام مش قدها أنا داوود أبو الفضل مفيش ست تمشي كلامها عليا اضطريت اعيش معاه كدا لأني كنت بحبه ولو حتي حاولت أروح لأمي هترفضني... فضلت عايشة معاه ست سنين وبعدها اكتشفت إني حامل سكتت ومقولتش عشان عارفة أن رده أنزل اللي في بطني مع أنه عارف أن غلط عليا لما اكتشف إني حامل كنت في الشهر السادس لأني كنت بتهرب منه وألبس حاجات واسعة يومها ضړبني جامد قاصد ېموت اللي في بطني جالي ڼزيف وعرفوا ينقذوا اللي في بطني وحياتي هتبقي في خطړ لو نزلته... تم التسع شهور ولدت بنت...
أبتسمت بمرارة وقد امتلئت عيناها بالدموع مكملة حديثها
حسيت بذنب رآفت و إني سبت أولادي لما داوود آخدها مني وحطها قدام ملجأ ومحسش بأي حاجة ولا كأنها بنته اللي من دمه... بعدها علطول صفى حساباته و حجز طيارة خيارني يا إما أسافر معاه ونتجوز أو يرميني في الشارع وحتي معرفنيش اسم الملجأ اللي البنت فيه... استلمت وسافرت معاه سايبة اطفالي الأربعة أنا كنت مطمنة على أولاد رآفت لاني عرفاه هيقدر يعتني بيهم ويشيلهم في عيناه.
اڼفجرت في البكاء الهستيري حتي نظر إليها الموجودين بينما نظر إليها جاسر بإنزعاج معاتبا اياها فأكملت بشهقات متقطعة
عشرين سنة عايشة قلبي محروق عليهم هما الأربعة نفسي اشوفهم متجمعين مع بعض بس ربنا عاقبني فيهم كلهم حازم ماټ و أسما اتطلقت و مراد جوازاته كلها منحوسة وطبعا الصغيرة ملقتهاش.
أبتسم جاسر قائلا بتهكم
وانتي طبعا بعد العشرين سنة جاية تلمي الشمل... الحاجة الوحيدة اللي أقدر أقولها أنك إنسانة مهملة معندكيش احساس لو بتحسي وزعلانة أوي كدا مكنتيش غلطتي في البداية... انا غلطان إني قاعد بسمع كلامك ده.. مفيش دليل واحد يدل على أنك أم رحمة فعلا.
نهض مباعدا الكرسي يحدجها بنظرات ساخطة لتمسك يده قبل أن يتحرك متوسلة إياه
أرجوك خليني أكمل... أقعد بس الموضوع يخص بنت عايشة عندك في الفيلا.
ابتلع ريقه ثم جلس عاقدا ذراعيه يحاول تكذيب الكلمات التي سوف تقولها متمنيا بألا تخص رحمة ولكنها ضړبت أمنياته في عرض الحائط بكلامتها
داوود ماټ وأنا جيت هنا بعد ما خلصت من سجنه كنت عايزة استنجد بمراد يدور عليها بس هو حتي رافض يبص في وشي... كرهني أوي!
معرفتش أعمل إيه ادور عليها في الشوارع زي المچنونة!
انا بالصدفة جيت أشتري الفيلا اللي قصادكم ومن يومين كنت بتفرج عليها وأنا خارجة شفت بنت ماسكة في أيدك وانتوا خارجين مع بعض قربت منكم حتي أنت بصيت باستغراب بس كنت عايزة اكدب نفسي وأنا شايفة نسخة مني وأنا صغيرة واقفة قدامي... العلامة الوحيدة اللي كنت أقدر اتعرف بيها على بنتي هي علامة لونها بني في صابعها الطويل في أيدها اليمين موجودة عندما من أول يوم اتولدت فيه.
صفع جاسر الطاولة التي أمامه قائلا بحدة
أنتي عايزة تنصبي عليا بالكلمتين دول
رحمة أكيد مش بنتك وبلاش تخرفي بالكلام تاني.
كفكفت هدي دموعها تهز رأسها پعنف ثم أردفت
اسمعني ... لو سمحت ... انا مري ضة بالمړض الخبيث ... يعني ھموت في خلال ش هور صدقني المړض بياكل فيا..
فتحت حقيبتها لتأخذ منها قطعة قماش ثم فتحتها أمام جاسر المتعجب لأفعالها فوجد بها بعض الشعيرات ليزداد تعجبه و حيرته أكثر بينما أخبرته بعينان مترجية
الشعر ده شعر داوود أنا قصيته
متابعة القراءة