روايه قبضه الاقدار
المحتويات
انا ممكن اجي معاكي
جنة بابتسامة جميلة
طبعا ممكن تيجي .يعني لو مكنش المشوار هيتعبك
أمينة بلهفه
لا يتعبني ايه . دا هو دا الي هيريحني . قوليلي انتي ميعادك امتى هناك
نظرت جنة إلى ساعتها التي تشير
الى الواحدة و قالت
تقريبا بعد ساعه من دلوقتي
أمينة بلهفه و هي تنهض من جلستها
لا أنا جاهزة من بدري
أمينة بحبور
طب يلا بينا ننزل سوا
و بالفعل خرجت مع أمينة الي الخارج و هي تستند على ذراعها حتى وصلا إلى الدرج و لكن خفقة قويه ضړبت يسار ا حين لمحته يصعد الدرج و لأول مرة تنظر إلي ملامحه التي تفاجأت بمدى وسامتها و تناسقها مع بشرته الخمرية و لحيته الكثيفة التي كانت تزين وجهه بشكل كبير و لكن تبقى عيناه المخيفة التي دائما ما يكون لونها بلون الچحيم الذي يرهبها بشكل كبير فشتتت نظراتها لكل شئ حولها حتى أنها لم تستطيع النظر إليه حين تحدث مع والدته
أمينة بحنان
الحمد لله يا حبيبي. احسن كتير .
حانت منه إلتفاتة بسيطة لصاحبة الشعر الحالك السواد كظلام الليل يضاهيه بحر عيناها الأسود اللامع و الذي يناقضه بشړة حليبيه يزينها خدان شهيان كالتفاح الناضج و ثغر! لم يسمح لعقله بالتمادي أكثر فيكفيه ضجيج قلبه الذي كان يقرع كالطبول فصب إهتمامه بأكمله على والدته و قال بحنان يتنافى مع طبيعته الدائمة معها
راحه علي فين كدا
أمينة بحبور
رايحه انا و جنة للدكتور معاد متابعتها النهاردة
تجمدت الډماء في أوردتها و برقت عيناها التي كانت تنظر أمامها مباشرة حين سمعت حديث أمينة تكمل
مشوفتش الواد مروان اصله كان خارج يفسح ريتال هنخليه يوصلنا في طريقه و بعدين يبقى يعدي ياخدنا
أنا اهوه يا مرات عمي . حسيت انك محتجاني فجيت جري
أمينة بلهفه
كان مروان يشعر بشئ منذ البارحة في نظرات سليم لجنة و قد تأكد حين إلتفت رآه يناظرها بتلك النظرات الجحيميه فأراد أن يلعب على أوتار غيرته حتى يلقنه درسا قاسېا فقال بمزاح
بس كدا . دانتي تأمري . دانتي لو طلبتي كبدتي تشوحيها عالغدا مأخرهاش عنك يا مرات عمي . دا تحت امر الست جنة هانم . يا سلام . عنيا. اوديكم و اجبكوا و افسحكوا كمان لو عايزين
لا يا شيخ ايه الجدعنة والشهامة دي كلها. طب ورينا بقى هتفسحنا فين
كانت اللحظات الأشد ڠضبا في حياته . لأول مرة يشعر بأنه يريد تحطيم كل شئ حوله حتى تخور قواه . ما هذا الڠضب الهائل الذي اجتاحه كطوفان يود إغراقها به حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة. نعم يفضل أن ېقتلها في تلك اللحظة حتي تشفي نيران غضبه المتقدة داخل . لأول مرة بحياته يصمته الڠضب لم يستطيع فعل شئ سوي العودة بخطوات ملتهبه الى مكتبه و قام بإغلاق الباب خلفه بقوة لا يعرف من أين واتته أخذ ينظر داخل أرجاء الغرفه پجنون يشعر بأن هناك شئ سيخترق رأسه من الأعلى. ستنفجر عيناه من فرط الضغط الماثل فوقهما . هناك لحظة فارقه بينه و بين أن يخر صريعا جراء غيرة هوجاء قد ينفجر رأسه بسبب عدم احتمالها. و بلمح البرق وجد نفسه يفرغ كل تلك الشحنات المريعة في ذلك المقعد الذي قام بحمله و إلقاءه في آخر الغرفة ليصطدم برف كبير يحمل عدد لا بأس به من الكتب و المجلدات و التي سقطت مرتطمه بالأرض جراء هذا الھجوم الكاسح ليصدر ذلك الارتطام صوت قوي جعل من في الخارج يتنبهون منا جعل أمينة تقول بلهفة
ايه يا ولاد الصوت دا
علم مروان ما حدث و قد صدقت تكهناته لذا اقترب من أمينة و أخذ يدها من بين كفوف جنة و قال بمزاح
متاخديش في بالك دا طور هايج فى عنبر ستة . أنا عايزك تركز معايا يا أمونة عشان هعملك حتة بروجرام انما ايه عنب هيفكرك بأيام الشقاوة
لكزته أمينة بكتفه و هي تقول بتوبيخ
بس ياد يا أبو
لسانين أنت. أنت إيه لسانك دا متبري منك . و بعدين ايه أمونة دي
. إسمي الحاجة أمينه لو كان عمك عايش و سمعك بتدلعني كدة . كان شال رقبتك من مكانها .
مروان بتهكم
الصلاة عالنبي . انا كدا عرفت الطور طالع لمين .
اوصلها مروان إلي باب السيارة الخلفي و فتح لها الباب و ساعدها بالصعود بجانب ريتال التي كانت في انتظارهم و ألتفت يوجه أنظاره إلي جنة التي كانت تسير خلفهم فقام بفتح الباب الأمامي لها و هو يقول ساخرا
اتفضلي حضرتك شرفي عربيتي المتواضعة .
اطاعته جنة التي كانت تعاني من نوبة هلع داخليه حين سمعت صوت التحطيم القادم من غرفته و لم تلحظ تلك النظرات الڼارية التي تراقبهم
من النافذة و التي لو كانت طلقات لأردتها صريعة في الحال .بينما إلتقمها مروان الذي قال بتحسر
دانا بايني هشوف في البيت دا أيام سودة . يا خسارة شبابك الي هيضيع يا مروان
خيم الظلام و كانت تجلس بغرفتها تضن وسادتها التي كانت رفيقة لياليها الحزينة المكلله بدموع لا تنضب أبدا . كم شعرت بأنها وحيدة منبوذة محرومه من كل ملذات الحياة التي تحيط بها من كل جانب . شعرت بأن ما مضى من حياتها كان هراء. كانت تظن بأنها تمتلك كل شئ المال و الجمال و الصداقة و الحب! و لكن بلمح البصر انقلب كل شئ فمن ظنته حبيبا هو من أذاقها مرارة الغدر والهجر والاصعب انه تركها لأجل آخرى وهذا جل ما تحتمله انثى بحياتها فالطعڼة لم تطال القلب فقط بل اخترقت كبرياءها فأدمته . فبعد ما خسړت لأجله كل شئ تركها لأجل تلك الفتاة الفقيرة التي عاش لها وماټ معها والآن هي تحمل طفله و اسمه بينما هي تتجرع مرارة الغدر و الألم معا. و الأدهي من كل ذلك أنها خسړت صديقها الذي لطالما كان ملجأها الآمن و الذي كانت تتجرد أمامه من كل أقنعتها و تشكوه هجر والديها العزيزين و الذان من أكبر و أهم الأطباء بمصر. يهتمان بمرضاهم أكثر منها . يهتمان بمستقبلهم المهني أكثر منها يتركوها تتجرع ألم الحرمان بينما ينشغلان بمداواة آلام الآخرين .
لازالت تتذكر حديثها البارحة مع والدتها حين كادت أن تتوسل أليها بألا تسافر لذلك المؤتمر اللعېن و تبقى معها
ماما أنا محتجالك اوي . بليز خليك معايا. متسافرش
اقتربت منها منال تربت على خديها بلطف و هي تقول
بطلي دلع يا ساندي انتي مبقتيش صغيرة . و كمان انتي عارفه ان دا مستقبلي. يرضيك ابوكي يسبقني .
ساندي بإرهاق
يا ماما انا تعبت من المنافسه الي بينكوا طول الوقت دي . هيجرا ايه لو هو راح المؤتمر و انتي لا .
منال بحدة
هيجري كتير يا ساندي . أنا كنت بحفر في الصخر عشان اوصل للمكانة اللي وصلتلها دي . كنت حامل فيكي و بحضر للدكتوراه و كان ربنا يعلم بيا و بتعبي. و هو مكنش بيسأل علي حاجه و لا علي حد و مع ذلك مقدرش يتغلب عليا و دلوقتي بعد ما وصلت لكل دا اسيبه بقي يسبقني و يتفوق عليا.
أنهت جملتها و توجهت الي حقيقتها تتابع تحضيرها فتوجهت إليها ساندي تقول پألم و حقد
طب و أنا. أنا فين من كل دا مبتفكريش فيا خالص.
منال پغضب
انتي عندك كل حاجه تتمناها اي بنت في سنك و مش محرومة من حاجة . و بعدين دا بدل ما تشجعيني انتي الي جايه تقفي في وشي .مش بعيد يكون هو اللي باعتك عشان تعملي الشويتين دول مانا عرفاه وعارفه حركاته .
استقرت كلمات والدتها القاسېة في منتصف قلبها فمزقته إلي أشلاء. ألم تلحظ كل ذلك الألم في مقلتيها و الذي يلون ملامحها. ألم تلحظ رجفة الخۏف في نبرتها . هي حتى لم تلتفت إلي تلك الظلال السوداء التي تحيط بعينيها ولا شحوب لونها الذي أصبح يحاكي المۏتى .نحول جسدها الذي كان يضج بالأنوثة سابقا. كل هذه الأشياء الكارثية لم تلحظها لا بقلب الأم و لا بعين الطبيبة الهذه الدرجة هي لا تراها!
عند هذه النقطة قررت أن تمحوها من حياتها تماما هي و والدها الذي لا تتذكر متى جمع بينهم آخر عناق. و الآن قررت أن تلجأ لأكثر شخص كان يهون عليها كل هذا العڈاب كان نورها في أحلك الأوقات ظلمه و مخډرها في أكثر اللحظات ألما.
رفعت هاتفها و بأنامل مرتعشه قامت بالإتصال به و ازدادت ضربات قلبها و تسارعت أنفاسها فمع كل جرس كان يخترق مسامعها كانت عبراتها تزداد هطولا حتى كاد بكائها يتحول لصړاخ لم يكن يسمعه و لكن كان يشعر به و ككل مرة يهزم أمام قلبه أمسك الهاتف ليضغط ذر الإجابة فيصل إليه بكائها الحاد فخرجت الكلمات مرتعشة من بين شفتيه
مالك .في ايه
ساندي پبكاء مرير
عدي
!
كان في نطقها لاسمه إستغاثة استشعرها
قلبه
الذي صړخ مړتعبا
فيكي ايه
لم تكد تجيبه حتى انفتح الباب و دخل منه شخص كان ينتظره و حين سمعت صوته مرحبا به شعرت بإعصار خوف هائل اجتاح سائر جسدها
ألف سلامه يا عدي
هكذا تحدث سليم ما أن دخل إلى الغرفة فتسارعت أنفاسه بشدة حين رآه و لكنه تحكم في نبرته إذ قال
الله يسلمك يا سليم باشا .
علي الطرف الآخر خرج صوتها مړتعبا و هي تقول
دا سليم الوزان يا عدي صح
أجابها بكلمة واحدة قاطعة كنصل سکين حاد نحر قلبها
صح
هنا صړخت بقوة وبكل ما تمتلك من طاقة
أبوس إيدك لا يا عدي لاااااااااااا
يتبع....
الثامن عشر
لا تلوموا القلب كيف خر صريعا في هواها و لكن سلوا غابات الزيتون في عيناها أي فتنة تمتلك
وتلك الورود المنثورة بدلال على وجنتيها
متابعة القراءة